كامل الكناني (ولد 1360 هـ / 1941 م)
قال من قصيدة (لم تمت يا حسين) وتبلغ (50) بيتاً:
أنـتِ كـربٌ مُـخـيَّـمٌ وبــــلاءُ أيِّ فعلٍ فـعـلـتِ يا (كربلاءُ)
أنتِ رزءٌ أصابَ آلَ النبيِّ الـ ـمصطفى ليسَ مثله الأرزاءُ
أيِّ رزءٍ وأيِّ خـطـبٍ جـلـيلٍ جَـلَّ حـتى قد جَلَّ فيهِ العزاءُ (1)
ومنها:
يا غريباً في كربلاءَ توارى ذهلتْ من خطوبهِ الغرباءُ
ووحـيـداً ولا نـصـيـرَ لـديهِ يـومَ حـلّـتْ بـربعِهِ البأساءُ
وشهيداً ضحَّى بأكرمِ نـفسٍ فاستنارتْ بـهـديـهِ الشهداءُ
الشاعر
كامل بن تومان بن حاجم بن ونان بن شهيب الكناني، شاعر وقاص، ولد في الديوانية وفيها أكمل دراسته الثانوية وتخرج من كلية التربية / جامعة بغداد قسم اللغة العربية عام 1966 وعُيِّن مدرِّساً في الديوانية ثم انتقل إلى الحلة ومارس التدريس حتى أحيل على التقاعد عام 2006.
له مجموعة شعرية بعنوان (أصوات وأصداء ــ 2014) وكتابات مسرحية وقصصية (2)
قال عنه الناقد الأستاذ محمود كريم الموسوي: (انماز الكناني بالنفس الطويل في بناء القصيدة حتى وصلت قصيدة (أيا حلو الحديث) إلى (90) بيتاً وهي مرثية يرثي بها صديقه الشاعر عبد الحميد حسن جواد رحمه الله وهو إذ يتصف بهذا فهو يتصف في الوقت نفسه بأسلوب مرن غير مترهل مكون من عبارات جزلة وكلمات شفافة ومعاني واضحة وبناءً لغوياً يخلو من المفردات العصية والحشو المخل فيدلل ذلك على مقدرته اللغوية وسعة قاموسه الشعري، فرغم طول القصيدة نجد التماسك مستمراً إلى نهايتها وهي تحمل من المعاني ما يشد المتلقي او القارئ للوصول إلى نهايتها بلهفة بدايتها لا يساوره الملل، وأرى ان الصور الشعرية التي يرسمها الكناني هي أقرب للواقعية من الخيال برغم إن الخيال هو فضاء الشاعر الذي يبغي قيه الإبداع، وجعل الكناني من حروفه مملكة مترعة بالتناغم الحسي مع ما سكبه في قوالبه الشعرية ومقاساته الفنية فجعل نسيجه الشعري يتوغل في أعماق المشاعر الإنسانية فيعطي المتلقي او القارئ مساحة واسعة من التأمل والمقارنة بين ما يقرأ وما يعيش ، كما إن القارئ أو المتلقي يظهر له واضحاً ذلك الانسجام التام بين البيت الشعري ومفردة قافيته حتى لنجده يتحسس مفردة القافية ويعلمها قبل أن ينطقها الشاعر أو يقرأها في ديوانه وهذه صفة لا يمتلكها إلاّ الشاعر الحقيقي الذي بكتب العمودي من اليمين إلى اليسار وليس العكس) (3)
ويقول عنه الشاعر الباحث المحقق الدكتور سعد الحداد: (كامل.. إنسان، ويكفي أن يشار له بهذه الصفة العظيمة التي امتاز بها، فهو بحق إنسان لا يتوانى عن فعل خير يطلب منه، أو قول صدق ينطق به، أو محضر خير يفرّج به كربة، أو يزيح هما من هموم أترابه وأصدقائه وتلامذته، هادئ الطبع، لطيف المعشر، حلو الحديث، بليغ العبارة، فصيح الكلمة، متأجج العاطفة بفيض شعري مبدع) (4)
شعره
قال من قصيدته:
أنـتِ كـربٌ مُـــــــــخـيَّـمٌ وبــــلاءُ أيِّ فعلٍ فـعـلـتِ يا (كربلاءُ)
أنتِ رزءٌ أصــابَ آلَ الــنـــبيِّ الـ ـمصطفى ليسَ مـثله الأرزاءُ
أيِّ رزءٍ وأيِّ خـطـبٍ جـلــــيــــلٍ جَـلَّ حـتى قد جَلَّ فـيهِ العزاءُ
نـبـأ روَّعَ الــزمـــانَ فــأمــســــتْ ذاهــلاتٌ مـن روعِهِ الأنـباءُ
خضَّبَ الأرضَ بالدموعِ فصارتْ بدماءٍ تبكي عـلـيـهِ الــسـمـاءُ
يا مصابَ الطفوفِ أنـتَ مــصابٌ جَـلـلٌ قـد بــكـتْ لـه الأعداءُ
قـتـلــوا عـتـرةَ الــنــبـــيِّ أهـــــذا مـنـهـمو للرسولِ طـهَ جـزاءُ
يا حـسـيـنَ الـظـمـاءِ ضـحَّى بنيهِ وذويـهِ وهُـمْ جـمـيـعـاً ظِـمـاءُ
يا غـريـبـاً فـي كـربـلاءَ تــوارى ذهـلـتْ مـن خـطـوبهِ الغرباءُ
ووحـيـداً ولا نـصـيـرَ لـديــــــــهِ يـومَ حـلّـتْ بـربــعِــهِ الـبأساءُ
وشـهـيـداً ضـحَّــى بـأكـرمِ نـفسٍ فـاسـتـنـارتْ بهـديـهِ الـشهداءُ
أنـتَ أحـيـيـتَ شـرعـةً رامَ يوماً مـوتَـهـا الـحاقـدونَ والأدنـياءُ
شــامـخٌ أنـتَ رغـمَ كيدِ الأعادي يـتـهـاوى عـلى يـديـكَ الرياءُ
سـيـدي يـا أبـا الـفـــدا أيـنَ مِـنَّـا صبرُكَ الفذّ للورى والمـضاءُ
آلُ بـيـتِ الـنـبـيِّ يـا خـيـرَ بـيتٍ شـرفـتْ فـي ظـلالِـهِ البطحاءُ
آلُ بـيـتِ الـنـبـيّ أنــعـمْ وأكــرمْ فيـكـمُ الـحـلـمُ والـتقى والنقاءُ
سـادتـي إنَّ حـبَّـكـمْ وسـطَ قـلبي صـارَ يـزكـو وأنـتمُ الأزكياءُ
وولائـي إلـيـــــكـــــــمُ وودادي لـيـسَ عـندي إلى سواكمْ ولاءُ
أنـتـمُ مـا حَـيـيـتُ عـطرُ حديثي ولـعـيـنـي وسط الظلامِ ضياءُ
قـد مـضـيـتمْ نحوَ الرَّدى وأبيتمْ أن يــؤتّــى عـلـيـكـمُ الـطـلقاءُ
يـا مـصـابَ الـطـفـوفِ إنَّكَ داءٌ حَـلَّ قـلـبـي وعـزَّ فـيهِ الدواءُ
لـم تـمُـتْ يـا حـسـيـنَ فالشهداءُ أبــداً عــنــدَ ربِّــهــمْ أحــيــاءُ
............................................................
1 ــ الحسين في الشعر الحلي ج 2 ص 69 ــ 71
2 ــ نفس المصدر ص 68
3 ــ مقال بعنوان الشاعر كامل الكناني وأصداء الشعر / موقع النور، بتاريخ 2 / 6 / 2014
4 ــ نفس المصدر
اترك تعليق