466 ــ جواد الورد (1337 ــ 1416 هـ / 1919 ــ 1995 م)

جواد الورد (1337 ــ 1416 هـ / 1919 ــ 1995 م)

قال من قصيدة في رثاء الإمام الحسين تبلغ (45) بيتاً وقد ألقاها في ليلة العاشر من محرم في الصحن الكاظمي الشريف خلال احتفال أقيم بالمناسبة:

هذهِ (كربلا) فـحـطّـوا عصا التر    حـالِ فـيـهـا مـن بـعدِ طولِ الرحيلِ

يا عراصَ الطفوفِ قد نزلَ الركـ    ـبَ بـواديـكِ فـاهـنـئـي بــالــنـزولِ

فـاخـري فـيـهِ كـلَّ وادٍ ونــجـــــدٍ    وعلى الشهبِ في السماءِ استطيلي (1)

الشاعر

السيد جواد بن أمين بن جعفر بن هاشم بن جواد أبو الورد الحسيني الكاظمي البغدادي، ولد في الكاظمية من أسرة علوية يرجع نسبها الشريف إلى الإمام الحسين (عليه السلام) عرفت بـ (بيت أبو الورد) نسبة إلى تقطير ماء الورد، وكان جد هذه الأسرة السيد جواد الحسيني البغدادي وهو تاجر معروف في بغداد قد ترك بغداد وسكن بلدة (الغواضر) في قضاء بلد فعرفت أسرته بـ (الغاضري) وأول من سكن الكاظمية هو ابنه السيد هاشم بن جواد، كما عرفت هذه الأسرة أيضا ببيت الوردي، وأبو الورد أيضا وبرز منها العديد من الأعلام منهم علي الوردي، وعبد اللطيف أبو الورد، ومنهم السيد محسن الصائغ، الذي صاغ ضريح الحضرة الكاظمية الفضي.

أكمل الورد دراسته الابتدائية والمتوسطة والاعدادية في الكاظمية والتحق بدار المعلمين وتخرج منها سنة (1939) ليمارس مهنة التعليم، ثم تخرج من كلية الحقوق في بغداد عام (1948) ومارس التدريس في مادة اللغة العربية في ثانويات بغداد وكربلاء حتى تقاعده عام (1970).

نشر قصائده في مجلة البيان النجفية التي كانت تنشر لكبار أدباء العراق، وشارك مع بعض الأساتذة في تأليف بعض الكتب المنهجية للدراسة المتوسطة والاعدادية منها: (النحو الاعدادي) و(قواعد اللغة العربية) و(روائع الكتب).

قال عنه الشاعر حسن عبد الأمير النجار: (أديب فاضل من أدباء مدينة الكاظمية المقدسة النابهين وفارس من فرسان ميادين الشعر الخلاق قدم وخدم بأدبه الرفيع كل ما جاد به قلمه المبدع وجهده الطيب وفكره النير وعبقريته الفذة، وكان من الساهرين والمحافظين بكل جهدهم على لغة الضاد)

وقال النجار أيضاً في رثاء الشاعر:

جـوادُ الـوردِ يـا قـمـراً تـوارى    وخلّفَ في سويدِ الـقـلبِ نارا

ستبكيكَ المدارسُ وهيَ حسرى    على أسـتـاذِهـا تـبـكي جهارا

طويتَ سجِّلَ عمرِكَ وهوَ عـهدٌ    وسـمـتَ بهِ النزاهةَ والوقارا

وكنتَ على المدى رجلاً عـفيفاً    تعي فلكَ الحوادثِ حيثُ دارا

ولم تـأبـهْ لـطـارقـةِ الــلـيـالــي    إذا اضطربتْ ولم تقلِ العِثارا

مضيتَ وأنتَ للفصحى سـراجٌ    يـشـعُّ بـأفـقِـهـا لـيـلاً نــهــارا

ولـمّـا أن وفـيـتَ الـوعـدَ حــقّاً    تـخـذتَ بـجـنّةِ الفردوسِ دارا

وقال عنه عبد العزيز البابطين في معجمه: (في صياغته جزالة وجهارة يرسل الحكمة ويستخلص العبرة، ويستحضر صور التاريخ في سلاسة وخطابية مؤثرة ألفاظه واضحة وصوره تراثية وهدف القول محدد من المطلع إلى المقطع)

شعره

قال من قصيدة في مولد النبي الأكرم محمد (صلى الله عليه وآله) تبلغ (15) بيتاً وقد ألقاها الشاعر في كلية الحقوق ببغداد بالمناسبة عام (1365 هـ / 1945 م):

لا يـسـتـطـيـعُ مـديحَ أحمدَ شاعرٌ    طلقُ الـلسانِ ولا البليغُ الــناثرُ

مـاذا يــقـــولُ الـمـادحـونَ وهـذه    آيُ الــكـتـابِ بـمـدحِـهِ تـتـواترُ

يا سـيِّـداً عـجزَ الورى عن مدحِهِ    وتـفرَّدَ الرحمنُ وهـوَ الـــقـادرُ

يـا خـاتـمَ الـرسـلِ الـكـرامِ تـحـيةٌ    مِن مُعجبٍ بكَ لا يزالُ يــفاخرُ

هـلْ مِـن سـبـيـلٍ أن تـعـودَ لأمَّـةٍ    عزَّ الـزعـيـمُ بها وقلَّ الـناصرُ

وتـعـدَّدَتْ طـرقُ الـخـلافِ وأنِّـها    لطوائفٌ ومـذاهـبٌ وعــناصرُ

لا تـيأسوا، هذا الـطـريـقُ مـعـبَّـدٌ    إن تسلكوهُ فما هناكَ مـخـاطـرُ

وضعوا الرسولَ أمامَكمْ وتذكّروا    كيفَ انبرى فرداً وظـلَّ يُـثـابرُ

حـتـى هـدى الأقـوامَ نحوَ شريعةٍ    سـمـحـاءَ مـا زلـنـا بـها نتفاخرُ

هـذا الـنـضـالُ فـهلْ يجدِّدُ عـهـدَه    لـيـعـودَ لـلإسـلامِ عـهـدٌ زاخـرُ

وقال في مولده الشريف (صلى الله عليه وآله) أيضاً من قصيدة تبلغ (10) أبيات:

أيـا بـيـضـةَ الإسـلامِ ردِّي وجــدِّدي    شـبـابَـكِ فـي ذكـرى الـنـبـيِّ مـحـمـدِ

لـئـنْ أخـلِـقـتْ أثـوابُ عــزِّكِ بـعـدَه    فـإنَّ بـذكـراهُ لـخـيـرُ مــــجـــــــــــدِّدِ

وإن فــرَّقـتْ مـنـكِ الـسـنـيـنُ تـكتُّلاً    فـقـد حـقَّ فـي ذكـراهُ أن تـتـوحَّـــدي

أشـهـرُ ربـيـعٍ نـلتَ فـخـراً ورفـعـةً    فـطـاولـتَ فـيـهـا كـلَّ نـجـمٍ وفــرقـــدِ

علوتَ مقاماً في الـشهورِ مُـعـظّـمـاً    بـمـيـلادِ طـهَ سـيـدِ الـرســلِ أحــمـــدِ

فما لـيـلـةُ الـقـدرِ الـتي فضِّلتْ عُلا    عـلـى ألـفِ شـهـرٍ مـنـكِ قـط بــأمــجدِ

ومـا مـريمُ العذراءَ إن هيَ قورِنتْ    بـآمــنــةٍ أمِّ الـــنـــبــيِّ بـــأســـعـــــــدِ

فسلْ قيصرَ الرومانِ ما بالَ عرشُه    بهِ اهتزَّ يحكي السحبَ قيلَ لها ارعدي

ومـا بـالُ إيـوانٍ لـكـسرى وقد غدا    يـروحُ مـن الـرعـبِ الـشـديـدِ ويـغتدي

لـقـد آذنـتْ بـيـن الـورى بـزوالِـهـا    وجـاءَ عـلـيـهـا حـاكـمـاً خـيـرَ ســيـــدِ

وقال من قصيدة في رثاء الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) تبلغ (14) بيتاً ألقاها الشاعر في الاحتفال الذي أقيم في جامع المصلوب ببغداد عام (1366 هـ / 1946 م):

صُرعتَ فمادتِ الدنيا اضطرابا    وكـادَ الـديـنُ يــنـقـلبُ انـقـلابـا

ونـادى الروحُ في الأفلاكِ ينعى    فـتـى الـفـتـيـانِ والـبطلَ المُهابا

هوى صـرحُ الـفضيلةِ والمعالي    وأضحى بحرُها الطامي سرابا

وعـمَّ الـكـوفـةَ الــغـرَّاءَ خـطـبٌ    وأذهـلـهـا فـمـا مـلكتْ خِـطـابـا

أفـاقـتْ وهـيَ حـائــرةٌ عُـــلاها    وجـومٌ لـمْ تـحـرْ فـيـهِ جـــوابــا

فـقـد هـجـعـتْ وحـارسُـها عليٌّ    هـزبـرٌ يـحـرسُ الأسْــدَ الـغلابا

وردَّ الـحـقَّ لـلـمـسـلـوبِ مـنــه    وأنـزلَ بـالـذي ظـلــمَ الـعـقــابـا

بـذا مـلـكَ الـقـلـوبَ ومَـن سواهُ    بـحـدِّ الـسـيـفِ قـد مـلـكَ الرقابا

ولولا مـعـشـرٌ نـقـمـوا عـلـيــهِ    عـدالـتـه وذاقـوا الـحـقَّ صـــابـا

لعمَّ الـعـدلُ فـي الـدنـيا وسادتْ    شـريـعـتُـه الـفـدافـدَ والـهـضـابا

وقال من قصيدة في يوم الغدير تبلغ (13) بيتاً ألقاها الشاعر بالمناسبة في الاحتفال الذي أقيم في مدرسة الإمام الشيخ مهدي الخالصي الكبير بالكاظمية عام (1365 هـ / 1945 م)

أبا الـحـــسنينِ حسبُ اللفظِ فخراً    إذا ما صغته بـعُلاكَ شـعـرا

أردِّدُه بــمـدحِـكَ مــســتــهــامــاً    فيملأ قلبَ من يـهـواكَ بُشرا

تـطـاوعـنـي به غررُ الـقـوافـي    وتـسـلـمـنـي قـيـادتَها وتترى

أمـيـرُ الـمـؤمـنـيـنَ وأنتَ أغلى    صـحـابـةَ أحـمـدٍ شـأناً وقدرا

رآكَ أحـقَّـهـمْ بــالأمـــرِ لــــمَّــا    سـبـقتهمُ إلـى الإسـلامِ طــرَّا

ولمْ يجدِ الـرسـولُ سـواكَ كـفؤاً    لـبـضـعتِهِ لذاكَ حباكَ صِهرا

خُـصِـصْـتَ بكلِّ مفخرةٍ وفضلٍ    فما اسطعنا لها حدّاً وحصرا

صفاتُكَ ما اجتمعنَ لأيِّ شخصٍ    ليحظى بالخلافةِ وهوَ أحرى

وقال في مولد أمير المؤمنين (عليه السلام) من قصيدة تبلغ (17) بيتاً:

ولـدتَ فـفـرَّ الـشـركُ يـسـتنجدُ الكفرا    وحقَّتْ على الإلحادِ نـكـبـتُه الكبرى

وأسـفـرَ وجـهُ الـحـقِّ بـعـدَ تــكـتُّــــمٍ    وصـوتٌ بـاسـمِ اللهِ عـبَّــادُه جــهــرا

وبـشّـرَ فـيـكَ الـمـصـطـفـى فـتهلّلـتْ    أسـاريـرُه لـمَّـا ولـدتَ لــه ذُخــــــرا

وسـارَ إلـى الـبـيـتِ الـحـرامِ مُـيمِّـماً    فأبـهـجُـه أن قـد طـلـعـتَ بـه بــــدرا

ولـدتَ بـبـيـتِ اللهِ ســـرَّاً مــقــدَّســـاً    وما زلتَ حتى اليومَ بينَ الورى سِرَّا

وسُمِّـيـتَ بـاسـمِ اللهِ جــلَّ جــلالــــه    عـلـيـاً فـمـا أعـلـى مـقـامِـكَ والـقـدرا

ورُبِّـيـتَ في حجرِ الرسالةِ راضـعـاً    تـعـالـيـمَ ديـنِ اللهِ مُـسـتـــــمـرئـاً دُرَّا

بني المصطفى يا أكرمَ الناسِ محتداً    جـعـلـتـكـمُ ذخـري وما أعظمَ الذخرا

لأنّـي رأيـتُ الـحـقَّ فـيـكــمْ ومـنـكمُ    فأحـبـبـتـكـمْ جـهـراً وأحـبـبـتـكمْ سِرَّا

وحـسـبُ الـفـتـى أن يـبـتـدي بولاكمُ    ويـخـتـمُ فـي إخـلاصِ حُـبِّـكمُ العمرا

وقال في يوم الغدير من قصيدة تبلغ (25) بيتاً ألقاها الشاعر في الحفل الكبير الذي أقامه شباب الكاظمية في المناسبة عام (1360 هـ / 1941 م):

عـيـدُ الـغـديـرِ تــحـيَّــةٌ وســـلامُ    فـبِـكَ اسـتـتـمَّ كـمـالَه الإسلامُ

سـتـدومُ مـا دامَ الــزمــانُ وإنَّـمـا    لـلـحـقِّ فـي هــذا الدوامِ دوامُ

آيُ الكتابِ أتـتْ بـذاكَ صـريـحةً    لا يـعـتـريـهـا الـشكّ والإبهامُ

وخـطـابُ طــهَ عندَ خـمٍّ والـمـلا    مِن تحتِ منبرِهِ الـشريفِ قيامُ

يـدعـو ألا مَـنْ كـنـتُ مولاهُ فـهـ    ـذا حــيـدرٌ مـولـــىً لـهُ وإمـامُ

فتسارعوا نـحـوَ الــوصـيِّ لبيعةٍ    فـي عــقـدِهـا يـتـعزَّزُ الإسلامُ

أأخـا الـنـبـيِّ وصهـرُه ووصـيُّـه    وأبـا بــنـيـهِ والـفـتـى الـمـقدامُ

حارتْ عقولُ الناسِ فيكَ فمعشرٌ    قد ألّهـوكَ وفي صفاتِكَ هـاموا

يا مَجمعَ الأضدادِ عيَّتْ عنكَ ألـ    ـسنةُ المديحِ وجـفَّـتِ الأقـــلامُ

طوراً تُرى قطباً لدائرةِ الـوغى    يخشاكَ فـيها الموتُ وهوَ زؤامُ

وتقومُ في المحرابِ ليلاً خاشعاً    خـوفَ الـمـهــيـمنِ والعبادُ نيامُ

هـذا هـوَ الـبـكّـاءُ فـي مـحـرابِهِ    هـوَ نـفـسُـه يومَ الـوغـى بـسَّامُ

وقال من قصيدة في مولد أمير المؤمنين (عليه السلام) ألقاها الشاعر في الحفل الذي أقامه السيد محمد هادي الصدر في كربلاء بالمناسبة في عام (1371 هـ / 1951 م):

ذكراكَ أمْ هيَ نورُ اللهِ في الأمـمِ    أمْ صرخةُ الحقِّ هزَّتْ كلَّ ذي صممِ

أمِ الإمـامـةُ تـزهو با ابنِ بجدتِها    أمِ الـــفـضـيـلـةُ تـشـدو رائـــعَ الـنـغمِ

أمِ السماحةُ في عـزٍّ وفـي شرفٍ    أمِ الــشــجــاعــةُ فـي نُـبـلٍ وفي شيمِ

أمِ الزعامةُ في خَلقٍ وفـي خُـلُـقٍ    أمِ الــفـصـاحـةُ فـي صـمتٍ وفي كلمِ

نعمْ فذكراكَ أسمى أن يـحيطَ بها    نـظـمٌ ونـثـرٌ فـمـا قـولــي ومـا كلمي

وقال من قصيدة (شربوا كؤوس الموت) وهي في رثاء الإمام الحسين (عليه السلام) وتبلغ (65) بيتاً وقد ألقاها الشاعر في احتفال أقيم بالكاظمية عام (1367 هـ / 1947 م):

هـذا الـحـسـيـنُ أبـو الأبــاةِ وذلـكــمْ    درسُ الإباءِ صحائفٌ وسطورُ

نـتـلـوهُ لــكـنْ دونَ أيِّ تــعــمُّــــــقٍ    ونـعـيـدُه فـيـخـونُـنـا الـتـفـكـيرُ

درسُ الإباءِ عـلـى الأذلَّــةِ مُـرْهِــقٌ    وعـلـى الأعـزَّةِ شـيِّـقٌ ويـسيرُ

فضعوا الـنـجـاحَ بهِ أمامَ عـيـونِـكـمْ    إنَّ الـمُـثـابـرَ بـالـنـجـاحِ جـديرُ

لا يـرتـضـي لـلـحُـرِّ عـنـه تـخـلـفٌ    كـلا ولا يُـرجـى لـه تـبـريـــرُ

يا قومِ ما خضعَ الـحـسـيـنُ لـظـالــمٍ    ومـشى له في القيدِ وهوَ أسيرُ

كلا ولا سـكـتَ الـحـسـيـنُ لــدولـــةٍ    فـيـهـا يـزيـدُ الـمـوبـقـاتِ أميرُ

كلا ولا أغضى الحسينُ على القذى    جـفـنـاً وراود عـزمَـه التخديرُ

حـشـدتْ لـه الآلافُ وهــي قــلــيـلةٌ    إذْ أنَّ جـيـشَ الـبـأسِ منه كثيرُ

فـمـشـى عـلـى جـمـرِ الوغى وكأنّه    فـوقَ الـجليدِ من المضاءِ يسيرُ

وتـعـرَّضـتْ لـلـنـبـلِ مـنـه أوجــــهٌ    بـيـضٌ وللبيضِ الصفاحِ نحورُ

مِـن كـلِّ شـيـخٍ وهـوَ فــي وثــباتِـهِ    أسَـدٌ وجـزلُ الـرجـزِ منه زئيرُ

أو أمـردٌ وكــأنّـــه بـــدرُ الـــدجـى    حُـسْـنـاً بـدا لـلـنـاسِ وهـوَ مُنيرُ

ما زعـزعـتـهـمْ قــوةٌ عــن حـقِّـهـمْ    كـلا ولا أغــراهــمُ الـتـأثـيـــرُ

وقال في رثائه (عليه السلام) أيضاً من قصيدة تبلغ (45) بيتاً وقد ألقاها الشاعر في ليلة العاشر من محرم في حفل أقيم بالمناسبة عام (1364 هـ / 1944 م)

هذهِ (كربلا) فـحـطّـوا عصا الــتر    حـالِ فـيـهـا مـن بـعدِ طولِ الرحيلِ

يا عراصَ الطفوفِ قد نزلَ الــركـ    ـبَ بـواديـكِ فـاهـنـئـي بــالــنـزولِ

فـاخـري فـيـهِ كـلَّ وادٍ ونــجـــــــدٍ    وعلى الشهبِ في السماءِ استطـيلي

فـهـوَ أضـفـى عـلـيـكِ حُــلـةَ مــجدٍ    سـرمـديِّ الــبــقــاءِ عـــالٍ أثــيــلِ

وإذا الـطـفُّ لـفـظـةً ردَّدَ الــــكـــو    نُ صـداهـا فـي كـلِّ مِـصـرٍ وجـيلِ

أجـمـلُ الـعـزِّ كـلُّ مــعـنــاهُ فـــيـها    ربَّ لـفـظٍ يُـغـنـي عـن الـتـفـصـيلِ

حـيـنَ حـفَّـتْ بـابـنِ الـنـبـيِّ كـــماةٌ    بُـوركـتْ مــن ضـراغــمٍ وشــبـولِ

يـبـذلـونَ الـنـفـيـسَ والـنفـــسَ للحـ    ـقِّ ويـحـكـمــونَ مُـحـكـمَ الـتـنـزيلِ

فـئـةٌ كـلُّ هـمِّـهــا نـصــــرةُ الــحـ    ـقِّ ودحـرُ الــضـلالِ والـتـضـلـيــلِ

لا تـبـالـي في نصرِهـــا الحقِّ قتلاً    نـصـرةُ الـحــقِّ رفــعـةٌ لـلـقـتـيـــلِ

فـتـبـارتْ إلـــى الـمـــنــايـا أسـوداً    فـي سـبـاقٍ يــسـمـو عـلى التفضيلِ

وتـسـاوتْ قــدراً فــــكــلٌّ جــديــرٌ    بــاحــتــرامِ الأنــــامِ والـتـبـجـيــــلِ

أشرقتْ في دجـــى القتامِ شـمـوسـاً    نـيِّــراتٍ وآذنـــــتْ بــــأفــــــــــولِ

فـغـدا بـعــــدهـا الـحـسـيـنُ وحـيداً    بـيـنَ قــومٍ مــا بـيـــنـهـمْ مـن نـبـيلِ

وأحـاطـتْ بــــابـنِ الـنـبـيِّ ألــوفٌ    عـلـمـتْ أنَّـه حــفـيـــدُ الــرســـــولِ

ثـمَّ سـامـتـه أن يــعــــيـشَ ذلــيــلاً    أو يـذوقَ الــرَّدى بــــكـلِّ صـقـيــلِ

فـأبـى أن يــعـيــــــشَ إلّا عــزيـزاً    كيف يرضى الحسينُ عــيشَ الذليلِ

كـيـف يـرضـى بـالذلِّ مَن جدُّه طـ    ـه ويُـنـمـى لـلـمـرتـضـــى والبتولِ

إيهِ ذكرى الحسينِ دمتِ على الدهـ    ـرِ فـقـصَّـرتِ كـلَّ عـمـــرٍ طـويـلِ

كـمْ جـلـيـلٍ مـن الـمـصـائـبِ يُنسى    إذ تــزولُ الآثــارُ بــعــــدَ قــلـيــلِ

وتـظـلّـيـنَ أنــتِ فــي كــلِّ قــلــبٍ     عـامـرٍ بـالـهـوى لآلِ الــــرسـولِ

وقال من قصيدة (اليوم الخالد) وهي في واقعة الطف وتبلغ (28) بيتاً:

يـومُ عـاشـورَ الذي ما وجدنا    لـكَ بـيـنَ الأيـامِ يـومـاً مثيلا

فيكَ ثارَ الـحسينُ ثورتَه الكبـ    ـرى وأردى بسيفِه التضليلا

مفرداً لـيسَ من يحاميهِ حتى    كـادَ لـولا وجـودِه أن يــزولا

أيَّ يومٍ هذا الذي فيه أضحى    قـلـبُ طـه مـصـدَّعـاً مـتبولا

أيَّ يومٍ هذا الذي أحزنَ الكر    ارَ والمجتبى وأشجى البتولا

أيَّ يومٍ هـذا الذي عطلَ التكـ    ـبـيـرَ حـزناً وأوقفَ التهليلا

هوَ يومٌ فـيـهِ ابنُ أحمدَ أمسى    بـثـرى الـطـفِّ ثـاوياً مقتولا

وقال من قصيدة تبلغ (19) بيتاً في مولد الإمام الحسين (عليه السلام) وقد ألقاها الشاعر في الحفل الذي أقيم بالمناسبة في الصحن الشريف في كربلاء عام (1371 هـ / 1951 م):

هَـبْ لـي بـيـانـاً وزدني منكَ إلـهاما    علّي أوفـيـكَ إجــلالاً وإكـرامـا

يـا ذروةَ الـمـجـدِ عـلـيـاءً ومـرتــبـةً    وروعـةَ الـدهـرِ أيَّـاماً وأعواما

يومُ الحسينِ وأنتَ الفردُ إنْ حُسِبـتْ    أيّـامُ يـعـربَ أعــداداً وأرقــــاما

يا ابنَ البتولِ وما أحلى اسمُها بفمي    قد أنجبتكَ لدينِ اللهِ صـمـصـاما

وأرضـعـتـكَ لـبـانَ الـمـجدِ سـائـغـةً    وصـيَّـرتـكَ أبــيَّ الـنفسِ مِقداما

وأورثـتـكَ الـمـعـالـي عـن أجلِّ أبٍ    لا مـا نـورِّثـه مــالاً وأنــعــامــا

فكنتَ في الـحـربِ مِـطعاناً تخرُّ له    صيدُ الرجالِ وعند السلمِ مِطعاما

مـولايَ يـا ابـنَ رسـولِ اللهِ مـعذرةً    وجُـدْ عـلـيَّ بـلـطـفٍ مـنكَ إنعاما

فإنـنـي إن نـظـمـتُ الـشعرَ فيكَ فلا    أوفـيـكَ حـقَّـكَ إجــلالاً وإكـراما

ومَـن يـحـيـط بـسـرِّ اللهِ مــعــرفــةً    ومَـن يـلـمُّ بـنـورِ الـشـمسِ إلماما

حاشا مـعـالـيـكَ أن تُـحصى مناقبُها    وحـسبُ علياكَ إن حيَّرتَ أفهاما

فإن غـدا عاجزاً عن حصرِها قلمي    فـطـالـما أعجزتْ مِن قبلُ أقلاما

وقال من قصيدة في علي الأكبر (عليه السلام) والشهداء وتبلغ (29) بيتا وقد ألقاها الشاعر في ليلة الاشر من محرم عام (1365 هـ) في موكب الكاظمية:

راحَ بـيـن الـصفَّينِ يخطرُ تيهاً    في شبابٍ غضٍّ وبـأسٍ شـديـدِ

وأبـوهُ الـحــسـيـنُ يـتـبـعـه بـالـ    ـلحظِ والقلبِ والرجــاءِ الـبديدِ

يا شبيهِ الـنبيِّ يا بـهـجـةَ الـقـلـ    ـبِ وأمـثـولـةَ الـشـبـابِ النجيدِ

وانثنى للوغـى فـكرَّ على الفر    سانِ يُردي الـعنـيـدُ بـعدَ العنيدِ

ثمّ لـمّـا قـضى حـقوقَ المعالي    مـالَ عـن مـهــرِهِ أعــزَّ فـقـيـدِ

وتلته الأســودُ مِـن هاشمِ العلـ    ـياءِ يهوي الـعـمـيـدُ بعدَ العميدِ

فـبـنـوا فــي نضالِهمْ قبَّةَ المجـ    ـدِ عـلـى هـامـةِ الـزمانِ المديدِ

ولنا في الـحـسـينِ خيرُ زعيمٍ    حيث أضحى للحقِّ أزكى شهيدِ

نـتـأسّـى بـه فـلا نحملُ الضيـ    ـمَ ونـأبـى الـحـيـاةَ رهـنَ القيودِ

فاستجيبوا للحقِّ يصرخُ بالطـ    ـفِ ألا لـسـتُ خـاضـعـاً لـيـزيدِ

................................................

ترجمته وشعره في: موسوعة الشعراء الكاظميين لعبد الكريم الدباغ ج 1 ص 376 ــ 412

كما ترجم له:

حميد المطبعي / موسوعة أعلام العراق ج 1 ص 231 ــ 232

المرفقات

كاتب : محمد طاهر الصفار