465 ــ جميل الحيدري (ولد 1362 هـ / 1943 م)

جميل الحيدري (ولد 1362 هـ / 1943 م)

قال من قصيدة ملحمية تبلغ حوالي (700) بيت في مكانة أهل البيت (عليهم السلام) وما جرى عليهم من المآسي والمحن حتى استشهاد الإمام الحسين (عليه السلام):

وقد قضى الحسينُ في (كربلا)     بالقتلِ مذبوحاً من النحرِ

وقـد قـضـى الأنـصـارُ فـي ثُلّةٍ      ثــائــرةٍ تــبــدأ بــالــحُرِّ

وقـد أتـى الـبـاغـونَ فـي زُمرةٍ      تـعـجُّ بـالأشرارِ كالشمرِ (1)

وقال من قصيدة (السبط الثائر) وتبلغ (22) بيتاً:

فيا (كربلا) مـعـقلُ الثائرين      كـتـبـتِ الـولا بـدمٍ طـاهرِ

أيا قـاصـدَ الـطفِّ خُذ عبرةً      إذا زرته في ثـرى الحائرِ

ستشهدُ أسمى معاني الولاء      إذا شدتَ في ذكرِهِ العاطرِ

وتـعرفُ كيفَ يكونُ الثباتْ      عـلـى مـبدأ الثائرِ الصابرِ

الشاعر

السيد جميل بن طاهر بن أحمد بن مهدي بن أحمد بن حيدر الحسني الحيدري، من أسرة آل الحيدري العلمية التي ينتهي نسبه الشريف إلى الإمام الحسن (عليه السلام)، ولد في الكاظمية المقدسة، وهو حاصل على شهادة البكالوريوس من جامعة بغداد / كلية العلوم قسم الفيزياء عام 1967، ومارس مهنة التدريس في بغداد لأكثر من عقدين حتى أحيل على التقاعد.

وإضافة إلى دراسته الرسمية فقد درس الحيدري العلوم الدينية لدى والده وبعض أعلام أسرته، وتقلد إمامة الجماعة في حسينية السيد عبد الكريم الحيدري في الدهانة.

له كتاب (الحركات الإسلامية) وكتاب (حياة السيد المجاهد عبد الكريم الحيدري).

شعره

قال من ملحمته:

الـحـمـدُ للهِ مـــعَ الـــشـــكـــــــرِ      نعماؤه عــمَّـتْ بلا حصرِ

وصلِّ يا ربِّ على المصـطفــى      مـحـــمــــــدٍ وآلـهِ الــغــرِّ

قـد تـركَ الـعـتـرةَ يوصـي بهــمْ      وبــالـكـتــابِ الـخالدِ الذكرِ

ما إنْ تـمسَّكتمْ بـهـمْ تـسـعــــدوا      بـلا ضـلالٍ أبــدَ الــعـمــرِ

ما افترقَ الـكـتـابُ عـن عتــرةٍ      زاكــيــةٍ كـالأنـجـمِ الـزهرِ

ما افترقَ الثقلانِ عن بعضــهمْ      حتى ورودَ الحوضِ والنهرِ

من بـعـدِه أئــمــةٌ عــشـــــــرةٌ      واثنانِ قد زادوا على العشرِ

وفـي الـحـديثِ مِن قريشٍ هــمُ      ومِن بني هاشمَ في حـصـرِ

ومـنـهـمُ الـمـهـديُّ وهو الــذي      يــمـلـؤهـا عــدلاً بــلا جورِ

قـد عـصـمَ اللهُ نـفـوسـاً زكــتْ      بآيةِ الـتـطـهـيرِ في الــذكـرِ

أهـلُ كـسـاءٍ خـمـسـةٌ شــرِّفـوا      ولا يُـقـاسـونَ مـع الـغـيــرِ

في سورةِ الشورى بدا حـبُّـهـمْ      فـرضٌ عـلـى الفاجرِ والبرِّ

مودةُ القربى هيَ الأجرُ في الـ     ـقـرآنِ مــا أسـمـاهُ من أجرِ

هـمْ سُـفـنُ الـنـجـاةِ تـنجيكَ مِن      تـلاطـمِ الأمـواجِ فـي البحرِ

أضـحـوا أمـانـاً لـجميعِ الورى      كـأنـجـمٍ تـهـدي إلــى الـبـرِّ

وبـاهـلَ الـنـبـيُّ قــومـاً بـهــــمْ      مِـن أهـلِ نـجـرانَ بـلا قسرِ

وشُـبِّـهـوا بـالـبـابِ تـلـكَ الـتـي      يُـحـطّ فـيـها الذنبُ في سترِ

وأطـعـمـوا الطعامَ في صومِهمْ      لـمّـا غـدوا يُـوفـونَ بـالـنذرِ

جـازاهـمُ بـاريـهـمـو جــنــــــةً      إذ نـالـهـا الأبـرارُ بـالـصبرِ

فـضـائـلٌ سـمـتْ بـهـمْ وارتقتْ      وقـد أتـتْ فـي سورةِ الدهرِ

ومنها في أمير المؤمنين (عليه السلام):

هـذا عـلـيُّ الـدرِّ مَــن مـثـلُـــه      قـد فـازَ بــالمناقبِ الزهرِ

مـولـدُه فـي الـبـيتِ في خصلةٍ      ما نـالها فـردٌ مدى الدهرِ

ذاكَ ابنُ عمِّ المصطفى والذي      يـكتبُ للجوازِ في الحشرِ

ذاكَ عـلـيُّ الـمـرتـضـى حيدرٌ      شفيعُ يومِ الحشرِ والنشرِ

أوّلُ مـن أسـلـمَ بـيــن الـورى      جـمـاعـةٌ في بـادئ الأمرِ

أملى عليهِ الـمـصـطفى علمَه      صحيفةً تُـكـتـبُ فـي سِفْرِ

وآيـةُ الـتـبـلـيـغِ فـي حـقِّ مَنْ      قـد كـانَ كــــرَّاراً بلا فـرِّ

وهـوَ مـعَ الـحـقِّ حديثٌ سما      وهـوَ مـع الـقـرآنِ والذكرِ

ومنها في ذكر مصائب أهل البيت (عليهم السلام):

ولـيـدُ بـيـتِ اللهِ يـقــضــي أسىً      شـهـيـدَ بـيـتِ اللهِ فــي صـبـرِ

قـد فـازَ واللهُ إمــــامُ الـــهـــدى      لـمّـا هـوى فـي لـيـلــةِ الــقدرِ

نـجـلاهُ سـبـطـا أحـمـدٍ ســــيِّـدا      شـبـابِ أهـلِ الـجـنّــةِ الــغــرِّ

فـالـحـسـنُ الـزكـيُّ ظلماً قضى      بـالـسـمِّ بـعـد الصلحِ في غـدرِ

وقد قضى الحسينُ في (كربلا)      بـالـقـتـلِ مـذبـوحـاً مـن النحرِ

ورأسُـه يُـرفـعُ فــوقَ الــقـــنــا      والخيلُ قد داستْ على الصدرِ

قـضـى شـهـيـداً قـبـلـهمْ حـمزةٌ      وجـعـفـرُ الـطـيـارِ فـــي الثغرِ

مِـن مـعـشـرٍ حـبُّــهـمُ واجـــبٌ      وبـغـضـهـمْ يُـدخـلُ فــي الكفرِ

مـنـهـمْ عـلـيٌّ وابــنُـــه بـعــده      والـصـادقُ الـمـشـهــورُ بالجفرِ

وبـعـده الـكـاظـمُ ثــمَّ الـــرضا      ونـجـلُــه الــجــوادُ ذو الـــبــرِّ

ثـمَّ الـنـقــيُّ وابــنــه بـــعــــده      ومَـن يُـسـمَّـى صـاحبُ العصرِ

وقال من قصيدة (السبط الثائر) وتبلغ (22) بيتاً:

أبى السبط إلّا طـريقَ الكفاحْ      فــلــلــهِ مِــن بــطـلٍ ثـائـرِ

أبـو الـشـهــداءِ ورمـزُ الإباء      فـدى ديـنَـه بــدمٍ فــائـــــرِ

وسـطّــرَ مـلـحـمـةً في الفداء      تردَّدُ في عصرِنا الحاضرِ

أنارَ السـبيلَ إلى الـعـامـلـيـنْ      وقـد صـارَ كـالمثلِ الـسائرِ

فـذكـراهُ لـــمَّــا تــزلْ ثــورةً      تُـنـدِّدُ بــالــظــالــمِ الــجائرِ

ونـهـضتُه أصبحتْ مـشـعـلاً      وقـد شـعَّ في ضوئهِ الباهرِ

فمَن جدُّه المصطفى مَن أبوه      تـقـدَّسَ مــن قــائــدٍ ظــافرِ

..........................................................

1 ــ ترجمته وشعره في: موسوعة الشعراء الكاظميين ج 1 ص 354 ــ 367

المرفقات

كاتب : محمد طاهر الصفار