423 ــ محي الدين الطريحي: توفي (1130هـ / 1717 م)

محي الدين الطريحي: (توفي 1130 هـ / 1717 م)

قال من قصيدة في رثاء القاسم ابن الإمام الحسن المجتبى (عليهما السلام) تبلغ (30) بيتاً:

نفسي فـدى فـاديـهِ طـالبُ نفرِه     في (كربلا) حيثُ العدوُّ بمرصدِ

حـقَّ الـبكاءُ على المجدِّ لنينوى     مـن عـتـرةِ الـهـادي النبيِّ محمدِ

قد آثرَ الموتَ الزؤامَ على البقا     في جنبِ نصرةِ خـيرِ هادٍ مُرشدِ (1)

الشاعر

الشيخ محي الدين بن محمود بن أحمد بن علي بن أحمد بن طريح بن خفاجي بن فياض بن حيمة بن خميس بن جمعة المسلمي المعروف بـ (الطريحي)، عالم وشاعر من أعلام أسرة الطريحي العلمية العريقة التي يقول عنها قال عنه السيد جواد شبر أنها: (رسخت قواعدها في هذا البلد منذ قرون عديدة) (2)

وقد برز من هذه الأسرة العديد من أعلام الفقه والأدب، منهم الشيخ محمود والد محي الدين، والشيخ فخر الدين الطريحي صاحب المنتخب، وحفيده وسميّه الشيخ محيي الدين بن كمال الدين بن محيي الدين بن محمود الطريحي وغيرهم وقد وصفهم محسن الأمين بقوله في ترجمة محيي الدين: (ومحيي الدين وأقرباؤه كلهم صلحاء أتقياء زهاد أبرار). (3)

ولد محي الدين الطريحي في النجف الأشرف ودرس فيها العلوم الدينية حتى أصبح من علمائها وأدبائها الكبار.

قال عنه الحر العاملي: (الشيخ الفقيه محي الدين بن محمود بن أحمد بن طريح النجفي عالم فاضل محقق عابد صالح أديب شاعر، له رسائل ومراثي للحسين عليه السلام، وديوان شعر، من المعاصرين) (4)

وقال عنه الشيخ محمد السماوي: (كان فاضلاً تقياً مصنفاً أديباً شاعراً، له شعر كثير في الحسين عليه السلام) (5)

وقال عنه عبد الله الأصفهاني: (عالم فاضل محقق عابد صالح أديب شاعر) (6)

وقال عنه السيد محسن الأمين: (هو أحد رجال العلم وفرسان الأدب) (7)

وقال السيد جواد شبر: (كان فاضلاً تقياً مصنفاً أديباً شاعراً له شعر كثير في الحسين عليه السلام) (8)

توفي الطريحي في النجف ودفن فيها.

شعره

وقال من قصيدة في شهيد كربلاء القاسم بن الإمام الحسن المجتبى (عليهما السلام)

قمرٌ رقى أوجَ الــحـفـاظِ مـكـافــحاً     وعـلا على ظهرِ الطمِّرِ الأجودِ

وأدارها دورَ الـــرحــى لــمّــا غدا     بــالـبـيـضِ يسطو والقنا المتأوِّدِ

فـتـراهــمُ يـتـهـافـــتــونَ لــســيــفِهِ     مثلَ الفَراشِ على اللهيبِ الموقدِ

يـفـري بـهِ قـمـمَ الــكـمـاةِ مُـبــــدِّداً     ولـو انَّـهـا قطعُ الصـفا والجلمدِ

أعـظـمْ بـه مـن قـاسـمٍ قـسـمَ العِدى     ضـربـاً وطـعـنـاً فـي قـناً ومُهنّدِ

مَـن مـثـله بـيـن الــبــريَّــةِ مـحـتداً     ضَـربـتْ بـه أعــراقُــــه لـمحمدِ

شـبـلُ الـزكـيِّ المجتبى بدرُ الهدى     شمسُ المناقبِ والعُلى والـسـؤدَدِ

مـا كـرَّ يـومَ وغـىً عـلـى مـلمومةٍ     إلّا وغـــادرَ جــمـعَــهـا بـتــبـدّدِ

أكـرمْ بـهِ مـن أشـوسٍ أمَّ الــوغــى     ولـديـهِ حـيـث نـظـيــرُه لم يـولدِ

وعـلـى الـبـسـالــةِ قـد تـعـوَّدَ ناشئاً     أسـدٌ لـغـيـرِ الـبـأسِ لــم يـتــعوَّدِ

لـمْ أنـسَ مُـذ أنــســاهُ وحــدةَ عـمِّه     بـيـنَ الأعــادي ما لهُ مـن مُنـجدِ

طـلـبَ الـبـرازَ مـن الـحسينِ وقلبُه     مـتـوقّـدٌ بـالـحـزنِ أيَّ تـــــوقّـــدِ

فـتـدفّـقـتْ عـبراتُ بدرِ سما الهدى     سـبـط الـنبيِّ على شقيقِ الــفرقدِ

وانـصـاعَ نـحـوَ القومِ يخطبُ فيهمُ     بـلـسـانِ صـمـصامٍ وأسمرَ أمـلدِ

أفـديـهِ مـن شـهــمٍ عـدا نحوَ العِدى     بـثـبـاتِ مـقـدامٍ وأغــلـبَ مـلــبدِ

وغـدا يـبـدِّدُ نـظـمَ عـقــدٍ جموعِهم     فـي حـزمِ ضـرغامٍ هزبرٍ أصـيدِ

وعلى الأعادي مُوقداً جمرَ الردى     بـلـهـيـبِ حـدِّ حـسـامِــهِ الـمُتـوقّدِ

فـأبـادَ شـجـعـانَ الـوغــى وسقاهمُ     مرَّ الطعانِ بكأسِ لهذمِهِ الصـدي

وعـلـيـهِ أشـقـى الـخـلـقِ شدَّ مُقنّعاً     فـي سـيـفِـه رأسـاً لأكــرمِ ســيِّــدِ

ودعـا أيـا عـمّـاهُ أدركـــنــــي فقد     أورى الظما كبدي وبانَ تـجـلّـدي

فـأتـاهُ غـوثُ الـمـسـتـغيثِ مُبادراً     فـإذا بـه بـالـرِّجـلِ يَـفـحصُ والـيدِ

وعليهِ قد أجرى الـمـدامـعَ عندماً     عـن حـرِّ قـلـبٍ بـالـتـلـهّــفِ مُوقـدِ

وأتـى بـه نـحـوَ الـمـخـيَّــمِ نـاحباً     يـبـكـي ويـنـدبُــه بــقــلــــبٍ مكـمدِ

..............................................

1 ــ ديوان القرن الثاني عشر ج 1 ص 291 ــ 293

2 ــ أدب الطف ج 5 ص 91

3 ــ أعيان الشيعة ج ١٠ ص ١١٥

4 ــ معجم رجال الحديث ج ١٩ ص ١٠١

5 ــ الطليعة من شعراء الشيعة ص 669

6 ــ رياض العلماء ج 5 ص 206

7 ــ أعيان الشيعة ج ١٠ ص ١١٥

8 ــ أدب الطف ج 5 ص 247

المرفقات

كاتب : محمد طاهر الصفار