409 ــ عبد المجيد الموسوي: (ولد 1391 هـ / 1972 م)

عبد المجيد الموسوي: (ولد 1391 هـ / 1972 م)

قال من قصيدة عيناك تلتقط الفضاء:

كم بينَ زينبَ والخباءِ وليلةٍ من (كربلاء)

حسكٌ وأشواكٌ

ورجعٌ من أنينِ سكينةٍ      

وتفجُّعٍ من قلبِ ليلى والرباب

ليلٌ رماديٌّ يطلُّ برعبِهِ،

ينسلُّ مُندسَّاً كذئبٍ لابساً

ثوبينِ من

غدرٍ ونار

هو الحسين (1)

..............................

ومنها:

طفلانِ مُتَّكئانِ كانا ينظران

وقربةُ العباسِ شجَّجَ بينها سهمانِ

من لؤمِ الوداع

عيناكَ تلتقطُ الفضاءَ

تحومُ في البيداءِ تبحثُ عن مكانٍ آمنٍ

ووسادةٍ من (كربلاء)

الشاعر

عبد المجيد بن علي بن هاشم الموسوي، ولد في قرية الفضول بالسعودية ويعمل معلما بمدارس الإحساء (2)

شعره

قال من قصيدة في الإمام الحسين (عليه السلام) تبلغ (28) بيتاً:

رفَّ الـخـلــودُ عـلـى ربـى أفــيـائـهِ     فـاخـضـرَّ وجـهُ الـكونِ مـن آلائــهِ

وربتْ هضابٌ من خطاهُ وأمـطرتْ     سحبُ الجمالِ على صدى استسقائهِ

فـبـهِ اسـتـفـاقَ الـنـهـرُ مــن غفواتهِ     وتـفـتّــقَ الـنـسـريــنُ مــن إيـحــائهِ

ولـه اسـتـمالَ النخلُ يستبـقُ الخطى     كـي يـنـتـشـي شـرفـاً بـشـوقِ لـقائهِ

مـن عـنـفـوانِ الـمـاءِ يرتـشفُ الوفا     لـيـعـلّـمَ الـثـوَّارَ ســــرَّ إبــــائــــــهِ

قـسـمـاً رأيـتُ الـمـاءَ يـلــهـثُ مـرَّةً     وإذا الـحـسـيـنُ يــمـــدُّهُ بــــدلائــــهِ

كـذبـاً نـقـولُ على الحسيـنِ بأنّه اسـ     ـتـجـدى الـفـراتَ يـريـدُ بــاردَ مائهِ

وهـوَ الـذي ابـتـكـرَ الإبـــاءَ بـشأوِهِ     كـرارُ قـد صـفـعَ الـطـغــــاةَ بــلائهِ

مـا زالَ يـزأرُ كـالـهـزبـــرِ مُـردِّداً     هـيـهـاتَ يـطـلــقُــهـــا بــملءِ وفائهِ

تـأبـى الـمـروءةُ وهـوَ سرُّ وجودِها     أن يـسـتـــلـذَ وظــامــئٌ بــخــبــائهِ

ولأنَـه ارتـضــعَ الـشـهـامــةَ والإبا     مِـن حـيـدرٍ طــوراً ومِـن زهــرائهِ

يـأبـى الإبــاءُ لـه وتـأبــى نــفـــسُه     ذلَّ الــهــوانِ وذاكَ ســـرُّ بــقـــائــهِ

الـصـبرُ هذا الصبرُ لم يكُ صـابراً     حـتـى تــجــرَّعَ مــن يــقـيـنِ إنـــائهِ

كـونٌ مـن الـرحـمـاتِ يـمـلأ قـلـبَه     وطـقــوسُ عـشـقٍ مـن عـبيرِ دعائهِ

أفـهـلْ رأيـتَ مُـحـارباً يـبـكي على     قـومٍ أتـوا يـسـعــونَ نـحـوَ فــنــائـهِ

أفـهـلْ رأيـتَ مُحاصراً فقد الـقِـوى     يـدنـو بــوردتــهِ إلـــى أعـــــدائـــهِ

أفهلْ رأيتَ مُجاهداً وسط الـوغـى     ظـمـآنَ يــســقــي قـاتـلـيـــهِ بــمـائـهِ

ولذا حـسـينٌ ما استعيدَ بـخـاطري     إلّا ودمــعُ الـعـيــنِ مــن أصـــــدائهِ

حـاءٌ بـكـفِّ الـغـيـبِ تـلـثـمُ ســينَه     والـنـونُ نــرجــســةٌ تــرفُّ بــيـــائهِ

اسـمٌ تـهـجَّـاهُ الـكمــالُ وصاغه الـ     ـرحـمـنُ مــن نـورِ الــسـمـا بـسنائهِ

فـبـهِ نـزلـزلُ كــــلَّ عـرشٍ ظـالـمٍ     ونـصـكُّ سـمـعَ الـكـونِ مــن خُيلائهِ

فـعـلى صدى لبَّيكَ نـفـتـرعُ المدى     ونـعـيـدُ قــرصَ الـشـمسِ من عليائه

بكَ يا حسينُ نـصـوغُ ألـفَ حكايةٍ     لـلـنـصـرِ يـكـتـبُـهـا الـهـوى بـسمائهِ

من أحـمـدٍ نـأتـيكَ عـشـقَ حـمامةٍ     غـزلـتْ هـواهـا حـولَ غــارِ حـرائهِ

من بسملاتِ العشقِ نبتدئ الـهوى     مـن وحـي حـيـدرةٍ ونـقـطـةِ بـــائــهِ

مـن نـورِ فـاطـمـةٍ نـعـيـشـــكَ آيةً     جـبـريـلُ أنـزلَ طــهــرَهــا بـكـسائهِ

نـهـواكَ قـرآنــاً نـــذوبُ بـــــآيــهِ     الـحـبُّ مـن أســمــى عـظـيـمِ جـلائهِ

نـنـسـاكَ! لا نـنـسـى وحقّكَ فـكرةً     اللهُ عـــتَّـــقــهــا بـكـرمِ بـــهـــائـــــهِ (3)

وقال من قصيدة (عندما ينطق الجرح)

أعـرنــي جراحَكَ كــي أفهما     فـمـا زلـتُ من طهرِها مُفعما

وما زلـتُ أسبرُ كــنهَ السؤالْ     لأرشـفَ مـن غـورِه زمـزما

فما كلُّ جرحٍ أضــاءَ الوجود     ومـا كـلُّ جــرحٍ غـدا مَـعـلما

فكيفَ اشـتهتكَ لـيــوثُ الفداء     وكنتَ لها في الكـروبِ الحِما

وكانتْ جراحـاتُــكَ الـدامياتْ     تـقـطّـرُ مـن طـهـرِها بـلـسما

وكنتَ بـنـزفِـكَ بـين الجموع     تـخـلـقُ مـن ســرِّهـا مرهـمـا

فهشّمتَ أضـلـعَـكَ المرهفاتْ     وصـيَّــرتَــهــا لـلـسـمـا سـلّما

وبضَّعتَ جسمَكَ فوقَ الثرى     فـأحـيـتْ عـلـيـكَ الـسما مأتما (4)

وقال من قصيدة (عيناك تلتقط الفضاء) وقد قدمناها

كم بينَ روحِكَ والسماءُ؟

وأنتما نهرانِ من عشقٍ

وموجٍ مِن وفاء

كمْ بينَ صدرِكَ

والمثلثِ والسنابكِ

من عناق؟

كم بينَ طفلِكَ؟

وارتعاشِ النحرِ في كفَّيكَ

حينَ ملأتها بالغيبِ

من وحي الدماء؟

كم بينَ زينبَ والخباءِ؟

وليلةٍ من (كربلاء)؟

حسكٌ وأشواكٌ

ورجعٌ من أنينِ سكينةٍ

وتفجُّعٍ من قلبِ ليلى والرباب

ليلٌ رماديٌّ يطلُّ برعبِهِ،

ينسلُّ مُندسَّاً كذئبٍ

لابساً ثوبينِ من غدرٍ ونار

ليلٌ كأنَّ رداءه قوسٌ من الطعناتِ

يفترسُ المدى

ويجولُ متّشحاً بمعطفِه الملوَّثِ بالشقاء

وعلى يسارِ الغدرِ

يزأرُ صارخاً نهرٌ من الآهاتِ

يطلبُ قربةَ للماءِ            

والعباسُ منسكبٌ

على شفةِ الفجيعةِ

والدماءُ هيَ الدماء

كمْ كان ذاكَ النهرُ

يأملُ أن يجفَّ مقدّماً قربانَ دفءٍ لليتامى؟

للشفاهِ الذابلات؟

كمْ كانَ يأملُ؟

أن يًبلّلَ ثغرَ طفلٍ؟

لو بشيءٍ من حنان؟

طفلانِ مُتَّكئانِ

كانا ينظران

وقربةُ العباسِ شجَّجَ بينها سهمانِ

من لؤمِ الوداع

عيناكَ تلتقطُ الفضاءَ

تحومُ في البيداءِ

تبحثُ عن مكانٍ آمنٍ

ووسادةٍ من (كربلاء)

.........................................

1 ــ كتاب (هو الحسين) وهو عرض للنصوص المشاركة في أمسية (هو الحسين) الشعرية السنوية المقامة في حسينية المصطفى بقرية الدالوة بالأحساء بين عامي (1433 ــ 1442 هـ) وهو من جمع مصطفى عبد الله المسيليم الطبعة الأولى (1443 هـ / 2021 م) ص 251 ــ 252

2 ــ دفتر الشجي ناجي الحرز وهو مختارات لمراثي 100 شاعر إحسائي في الإمام الحسين (عليه السلام) من مطبوعات العتبة الحسينية المقدسة 1438 هـ / 2017 م ص 229

3 ــ دفتر الشجي ص 229 ــ 231 / كتاب هو الحسين ص 253 ــ 258

4 ــ دفتر الشجي ص 231 / كتاب هو الحسين ص 259 ــ 260

المرفقات

كاتب : محمد طاهر الصفار