369 ــ محمد بن عبد الله أبو المكارم: (1255 ــ 1318 هـ / 1840 ــ 1900 م)

محمد بن عبد الله أبو المكارم: (1255 ــ ١٣١٨ هـ / 1840 ــ 1900 م)

قال من قصيدة في رثاء الإمام الحسين (عليه السلام):

فـلـهـفـي عـلـيـه من وحـيدٍ مضيَّعٌ      عـلى الماءِ يقضي وهوَ عنه بعيدُ

بني مضرٍ مـاذا الـقـعودُ عن العدا      وفي (كربلا) مـولى الوجودِ فريدُ

وكيفَ بقي ملقىً ثلاثاً على الثرى      تـواريـهِ مــن نـسـجِ الرياحِ برودُ (1)

وقال من أخرى في رثائه (عليه السلام) أيضاً:

فنادى وقد ناخَ الطلاحَ بـ (كربلا)     ألا طــالبٌ حقاً وتاركُ مجرمِ

فثابَ إليـــهِ مِن ذوي المجدِ أسرةٌ     تقــــودُ إلى الهيجاءِ كلَّ مُطهَّمِ

فوافى بهـــــمْ بحراً تلاطمَ موجُه     فخاضوهُ والهيجاءُ تمطرُ بالدمِ (2)

ومن أخرى تبلغ (19) بيتاً:

أفديهِ في (كربلا) إذ أظمأوهُ بها     ثـــــلاثةً بأبي ما برَّدَ السغبا

أفـديهِ يـوعظهمْ والطرفُ منبرُه      كأحمدٍ فوقَ أعوادٍ لهم خطبا

أفديـــهِ مِن مفردٍ إن كرَّ تحسبُه      ليثَ الهياجِ عليَّاً للوغى ركبا (3)

الشاعر

الشيخ محمد بن الشيخ عز الدين عبد الله بن تاج الدين أحمد بن عبد الله بن علي البحراني العوامي القطيفي، الملقب بـ (أبي المكارم) (4) لمكارم أخلاقه (5)، عالم وشاعر ولد في جزيرة سترة  في البحرين من أسرة علمية، وهو جد أسرة آل أبي المكارم التي برز منها العديد من الأعلام الفضلاء من العلماء والأدباء والشعراء.

تلقى العوامي العلوم الدينية ــ بداية ــ على يد والده الشيخ عز الدين العوامي، وابن عمه الفقيه عبد الله بن عباس الستري (صاحب المدرسة العلمية)، ثم تنقل لطلب العلم في القطيف والبحرين والحجاز حتى أصبح عالماً كبيراً وفقيهاً مجتهداً. (6)  عرف العوامي بكرمه وسخائه حتى ضرب به المثل، قال عنه السيد جواد شبر في ترجمته: (كان منهلاً ينتهل منه وبحراً يغترف السائلون من عبابه، حج سنة ١٣١٧ ه‍ فأبهر الحاج بعلمه وكرمه وسخائه وعطائه، وعندما تشرف بزيارة الرسول صلى ‌الله ‌عليه ‌وآله واستقرّ بالمدينة المنورة فاجأه السقام فمكث أياماً والمرض يلازمه حتى قبضه الله إليه .. فدفن بالبقيع، وأولاده أربعة كلهم من أهل الفضل). (7)

وقال عنه الشيخ علي بن منصور المرهون: (العلامة العلم حجة الإسلام ... أحد مفاخر العقد أواخر القرن الثالث عشر، وأوائل القرن الرابع عشر، زهرة الأندية، أبو المكارم، صاحب الفضل والفضيلة، كان عالما فقيها ورعا تقيا، له أياد بيضاء لها أثرها الهام في المجتمع، سواء العلمي والأدبي والأخلاقي إلى غير ذلك من آثار حسنة تركها وراءه، أوجبت له الذكر الجميل، والثناء العاطر، وخلدت له حياة ثانية ...) (8)

وقال عنه عبد العزيز البابطين في معجمه: (كان عالماً فقيهاً يرجع إليه الناس في فتاواهم وحل مشاكلهم، والفصل في خصوماتهم، إضافة إلى عمله بالتوجيه والإرشاد الديني متنقلاً بين قرى البلاد، وعمل قاضياً ومقسماً للمواريث، وأشرف على قضية أرض الرامس (الوقفية) الشهيرة في العوامية). (9)

ألف العوامي عدة كتب ورسائل في الفقه واللغة منها: (أجوبة المسائل النحوية)، و(المناظرات) وهي في مسائل متفرقة وقعت بينه وبين بعض العلماء، و(المسائل الفقهية). إضافة إلى ديوان شعره.

شعره

جاء في معجم البابطين في ترجمته: (شاعر فقيه عالم، ينظم في إطار روحي إسلامي يميل إلى الأنظام الفقهية، عبر به عن عقائد الأصول الدينية، وفضل العلم وبيان وجوبه، وبيان العدل والتوحيد، والنبوة وإثباتها، والإمامة وصفاتها، والمعاد وبيان حساب الآخرة. له مطولة مدونة في آل البيت ومديحهم، وذكر أحداث الزمان معهم، وسيرهم عبر التاريخ، وقد تناول بعض أحفاده شعره بالتخميس). (10)

ولكن للأسف لم نعثر من شعره سوى على مقاطع صغيرة، وضياع شعر لشاعر من طراز أبي المكارم يمثل خسارة كبيرة للأدب العربي بشكل عام والشيعي بشكل خاص، وهناك الكثير من الشعراء أضيعت أشعارهم وتراجمهم أيضاً، وقد نوّه السيد جواد شبر إلى هذا الأمر في ترجمة الشاعر حيث قال تحت عنوان: (شكوى وعتاب):

(ترجمت في هذه الموسوعة بأجزائها الثمانية لمجموعة كبيرة من أدباء البحرين والإحساء والقطيف ممن كانوا في زوايا النسيان ذلك لأن بلاد البحرين من أقدم بلاد الله في العلم والأدب والتشيّع لأهل البيت وعريقة في الشعر. وأمامنا ردم من القصائد لم نقف بعد على ترجمة أربابها وكم كتبنا واستنجدنا بعلمائها وأدبائها ليزودونا بمعلومات عن تراثهم وحياة أسلافهم، ولكن لا حياة لمن تنادي).(11)

شعره

قال من قصيدته الدالية التي قدمناها:

فـيـا مـضرَ الحمرا ويا أُسدَ الـشـرى      ويا غوث مَن يبــغي الندا ويريدُ

وأمنعُ مَن فـي الأرضِ جـاراً وجانباً      وأمـنـحُ مَـن أمّــــتْ إلـيـهِ وفـودُ

فـيـا مـطـعميْ الأضيافَ يومَ مجاعةٍ      ويا خيرَ مَن يـبـــني العلا ويشيدُ

ويا مخمديْ نارَ الوغى إن تضرَّمَتْ      وشـبَّ إلى الحــربِ العوانِ وقيدُ

وبدرٌ وأحـدٌ يــشــهـــدانِ لـهــاشــــمٍ      وربُّ السما من فــوقِ ذاكَ شهيدُ

ولـمـا بــدتْ مـن آلِ حربٍ ضـغـائنٌ      لـثـاراتِ بدرٍ أظـهـرتْ وحـقـودُ

وأخـرجــتِ الـمولى الحسينَ مروّعاً      وقـد سـبـقـتْ مـنـكــمْ إليهِ عهودُ

فـلـهـفـي عــليهِ من وحيـدٍ مـضـيَّــعٍ      على الماءِ يقضي وهو عنه بعيدُ

بني مضـرٍ مــاذا القـــعودُ عن العدا      وفـي كـربلا مـولى الوجودِ فريدُ

وكيـف بقي ملقىً ثلاثاً عــلى الثرى      تـواريـهِ مـن نـسـجِ الرياحِ برودُ

وقال من قصيدة أخرى:

أبا حسنٍ من في الوجودِ تغيــــــــــثه     وإن طــــــــــــالَ بلواهُ تزيلُ وتدفعُ

فما بالُ حرّاتِ النبيِّ حـــــــــــواسراً     وعـــــــن كلِّ ما تحوي تُذادُ وتُمنعُ

لعمري لقد أغضيتَ عيناً على القذى     فشمتٌ من الأرزاءِ ما القلبُ يجزعُ

أيجملُ صبــــراً وهـيَ مِن غيرِ ساترٍ     بكفِّ عِداها تُســـــــــتضامُ وتُوجَعُ

ورأسُ ابـــــنِ طهَ فـوقَ رمحٍ أمامَها     ومِن خلفِها السجَّادُ ضـــــــرباً يقنّعُ

يــــنادي إذا أودى بـه القيدُ والسرى     وعاينَ أهليهِ على الذلِّ تخـــــــضعُ

وتهتفُ تدعو والأسـى مِل‏ءَ صدرِها      تذيــــــــــــبُ الحشا نيرانُها وتُقطّعُ

ألا هلْ مغيثٌ أو مُجـــــــيرٌ يُجيرُها     ألا ذو حجىً فــــي رحمةِ اللّهِ‏ يطمعُ

أما أحدٌ يا غيــــــــــــــــرةَ اللّهِ‏ غائرٌ     ولكن إلى ما ســـــاءنا الكلُّ أزمعوا

فيا أعينَ الباكينَ لا تسأمــــــي البكا     فليسَ بهِ غيرُ البُكـــــــــــــا لكِ ينفعُ

وكيفَ وآلُ اللّهِ‏ مِن غيرِ كافـــــــــلٍ     على هزَّلٍ حسرى بها البيــــدُ تُقطعُ

فلو أن عدنـــــــــــــاناً لؤيِّ نزارِها     لها اُذن في ذلكَ اليــــــــــــومَ تسمعُ

نعمْ لأغاثوا سبـــــــــــــيَ آلِ محمدٍ      وفُكَّ مِن الأعــــــداءِ طفلٌ ومُرضعُ

(12)

وله أيضا يقول من قصيدة يرثي بها الحسين (عليه السلام) مطلعها:

مـصـائـبُ عــاشـورا تـهـيجُ تضرُّمي     فللهِ من يومٍ بشهرِ محرَّمِ

بها المجدُ ينعى مصدرَ الفيضِ إذ غدا     بلا قيّمٍ يأوي إليهِ وينتمي (13)

ويقول منها:

فنادى وقد ناخَ الــــــــطلاحَ بـ (كربلا)     ألا طــالبٌ حقاً وتاركُ مـــــجرمِ

فثابَ إليـــهِ مِن ذوي المجدِ أســـــــــرةٌ     تقــــودُ إلى الهيجاءِ كـــلَّ مُطهَّمِ

فوافى بهـــــمْ بحراً تلاطــــــــــمَ موجُه     فخاضوهُ والهيجاءُ تمــطرُ بالدمِ

فأوروا زنادَ الحربِ والحربُ كاســمِها     تسوقُ المنايا بيـــــنَ لدنٍ ومخذمِ

إلى أن هووا في التربِ صرعى كأنّهمْ     مصلّينَ خــــــــــرّوا لليدينِ وللفمِ

فأصبحتِ العلياءُ تبكي عــــــــــــــليهُمُ     دموعاً ومـــا صوبَ الغمامِ بأدومِ

وظلَّ فريداً واحدُ العــــــصرِ لا يَـرى     معيناً سوى طرفٍ وعضبٍ ولهذمِ

فصالَ على الأعدا وأروى ظـما الظبا     دمـاهمْ ولمْ يروَ بــشيءٍ سوى الدمِ

وحــــــــــــــيث تجلّـى اللّهُ‏ جـلَّ جلاله     إليـه رأى لقياهُ أوفرَ مـــــــــــــغنمِ

فهانَ عليه مـــــــــــــــا أصيبَ بـجنبِه     وإن جـرَّعته طعمَ صابٍ وعــــلقمِ (14)

وقال من قصيدة تبلغ (36) بيتاً:

فلتبكِ عينُ العُــــــــلا والدينِ بعدهمُ      وليألفِ المجـــدُ تعداداً وأشجانا

فابنُ العلا والمعالي خيرُ مَن حملتْ      به النسا في الورى شيباً وشبَّانا

سرى على اليعملاتِ النيبِ يصحبُه      عزمٌ يهدُّ مِن الأكـــــوانِ أركانا

فــــــــي فتيةٍ مِن بنـي العليا جهابذةٍ      باعوا على اللهِ أرواحـــاً وأبدانا

تراهمُ حـــينَ ثارَ الكـونُ واستعرتْ      نارُ الوغى لهباً أسْـــــداً وذؤبانا (15)

وقال من منظومته التي جمع فيها الحث على طلب العلم وبيانه وأصول الإسلام من التوحيد والنبوة والإمامة والمعاد وقد ذكرها عبد العزيز البابطين في معجمه وحذف منها بعضها يقول أبو المكارم منها:

أحــمـدُه مِــن واجــبِ الــــوجودِ     حـيـثُ أبـانَ في الـورَى وُجــودي

أشكرُه والــشُّــكْــرُ مـــنـي يـلزمُ     إذ هــو لـلـكُـلِّ الإلـــــهُ الـــمـنـعمُ

ثم الــصـلاةُ والـسَّــــلامُ دائــمــا     ما سُطحتْ أرضٌ وما قامَـتْ سما

على النبيِّ الـمـصــطفى الأوّابِ     وآلــهِ الأمـــاجـــدِ الأطــــيــــــابِ

لما وقفتُ ونـظـرتُ فـي الخبَــرْ     عـن سـيِّــدِ الرسْلِ النبيِّ الـمُعتَــبرْ

في طـلـبِ العلمِ وقد أدَّى الأثــرْ     فـريـضـةٌ تــحـصـيلُه على الــبشرْ

وبــالــعـمـومِ لا يــقــومُ الـنــاسُ     وعــمَّــهُــم إن أهــمــلـوه الـبــاسُ

وقد رأيتُ العُلَما قد خـصَّـــصُوا     وبـيَّـنـوا الـواجـبَ فيما نَصَّــصُوا

علمتُ أنَّ الحقَ مــا قــالـــــــوهُ     ومـن كـلامِ الـمـصـطـفـى نــــالوهُ

أحـبـبـتُ أن أدخـلَ فيما دخَلُــوا     إذ صـحَّ عـندي حُسْنُ ما قد فـعلُوا

وها أنـا أذكــرُ مــا فــهــمـــتُــه     ومــن كـــريــمٍ واهــبٍ عــلــمـتُه

فخذْه بالعينِ الشهيرِ بالـرِّضــــا     واحكمْ بما شئتَ ففي الحقِّ الرِّضا

الـعـلـمُ عـلـمـانِ فـعـلــمٌ يــطلبُهْ     مــكــلَّــفٌ فــرْضاً عـلـيــه يحسبُهْ

وآخرٌ كـفـايـةٌ عـلــى الــــبــشرْ     يـطـلـبُــه ذو الــفَـهـمِ منهم والنظرْ

فإن أخلَّ الكلُّ منهم بــالــطــلَبْ     ففــيـه تـعـريــضُ النفوسِ للعَطَبْ

فـلْـيَـسْـتـعــدّوا لــعـــــــذابِ اللهِ     إذ خــالــفــوا قــولَ رســـــولِ اللهِ

هـذا مـقـالُ الـعُـلَـــما وقد رَوَوْا     عــلــيــه آثــاراً ومــعْــنــاها رَأَوا

فـاتبعْ فتاوَى العلماءِ الرَّشَــــدَهْ     لا سـيَّما الفتوَى الصحيحَ الـمُسنَدَهْ

وإنــهــم قــد عـرَفـوا لــــلأولِ     بــأنــــه مـــعــــــــرفةُ اللهِ الـعـلي

بالنظرِ الواضحِ غيرِ المُشتَــبِهْ     مــن غــيــر تــقــلــيــدٍ لغيرِ مُنتبِهْ

وَعَـلَّ ذو شــــكٍّ يـماري فــيهِ     فـدَعْــه والــشـــكَّ لـــقُــبْــحٍ فـــيـهِ

يا هل تُرى لو عـرَفَ البــريَّهْ     تـلـكَ الأصـــولَ الـخمسةَ المرعيَّهْ

وغيرَها من سايِــرِ الأحــــكامِ     مـن غـيـر تـعـلـيـــمٍ مــــن الـعلاّمِ

إذًا لعَدَّ الـعُـقلا الــنَّـيــاقِــــــدَهْ     أنْ لــيــس فـي الـعـلــمِ مـزيدُ فائدهْ

وقــد عـلـمْـــنا أنــه حــكـيـــمُ     فـدَعْ شــكــوكــاً وجـهُــهــا سـقـيـمُ

واتَّـبـعِ الــمـعرفةَ الـمــذكورهْ     بـجـمـلـةٍ بـــيــنــهــمُ مــشــهـــورهْ

فإن تُرِدْ بـيـانَها مُـفـــصَّـــلــهْ     فـهــي أصـــولٌ خــمـســةٌ مُــكـمَّلهْ

وحـيـث إنَّ اللهَ كــــلَّفَ العملْ     فــســـوف يـجـزي عـبــدَه بما فعلْ

ودارُنــا وإنْ تُــــعـــدَّ ناضرهْ     لـكـنَّــــهــا مـــزرعةٌ لــلآخـــــــرهْ

فـناسَبَ الــعَوْدُ ليُــجزَى العبدُ     عــلــى الـصـنـيــعِ ويــتــــمَّ الوعدُ

وفيـه لطفٌ وجــهُه غيرُ خَفِي     رَدْعاً وتَـــرغـــيــبــاً فخُذْهُ واكتفِ

وعَـــوْدُ مـوجودٍ لــه بعد الفَنا     أهـــونُ مـــن إيـــجــادِه فـلْـيُـفْـطَـنا

ولا يــصـحُّ وَصْـفُــــنا بالقِدَم     إذ صــحَّ حـقّــاً سـبْـقُـنــا بـــالــعـدمِ

وعــلـمُه السابقُ في وجــودِنا     كـعِـلْـــمـه الــلاحـقِ فــي بُـعـــوثِنا

لم يختــلفْ حالاً من الأحوالِ     سـبــحـانَــه مـــن قـــادرِ فـــعّــــالِ

سـمـــعاً وعــقـلاً ثَبَتَ المعادُ     عـــن الـسَّـبـيــلِ مُــنــكِــروهُ حادوا (16)

وقال من قصيدته البائية في رثاء الحسين (عليه السلام) وقد قدمناها:

لا تبكِ ما عشـــتَ يوماً خاشياً سببا     وإن تعـــــــــــاظمَ قدراً أو علا رُتبا

وربَّ قــــــــــائلةٍ في المالِ تـعنفني     يوماً إذا قلَّ أو أنزلته وصــــــــــــبا

مهلاً عداكِ البلا لا تظهري جـزعاً     ما دمتُ حيَاً وإن جـــــــلَّ الذي ذهبا

فإنني لم ترعنـــــــــــــي قـطّ نـائبةٌ     يوماً وإن أكــثرتْ مِن عظمِها النوبا

نعمْ نوائبُ آلِ اللّهِ‏ كمْ فـــــــصـمتْ     مـــــــــــني قوايَ وسامتني به العطبا

للّهِ‏ أيّ رزايا للزمـــــــــــانِ جرتْ     على بني الوحي أزكى من زكا حسبا

كانوا حماةَ الورى من كـلِّ فـادحةٍ     وخيرَ مَن في العـــلا قد طـنبوا الطنبا

عدتْ عليهم بنو أعمامِهمْ حــــسداً     وليسَ يحسدُ إلاّ مــــــــــــــن دنا نسبا

فصيَّرتْ عترةَ المختارِ قــــــاطبةً     طعمَ المنــــــــــــــــايا بسمٍّ قاتلٍ وظبا

ولا كيومِ ابنِ طه للزمانِ جــــرى     أفديهِ فرداً سوى من أســـــــــرةٍ نُجبا

وقته يومَ الوغى في الكرِّ أنفـسُهمْ     عليهُمُ اللّهُ‏ صـــــــــــــــلّى والنعيمُ حبا

أفديهِ مقتحمَ الهيجاءِ مُقتنصــــــــاً     ليثَ العجــــــــــاجةِ والمذكي لها لهبا

أفديهِ يدعو وكلٌّ يسمــــــــعونَ له     ولمْ يجيبـــــــــــــوهُ في شيءٍ له طلبا

أفديهِ في (كربلا) إذ أظمــأوهُ بها     ثـــــــــــــــــــلاثةً بأبي ما برَّدَ السغبا

أفـديهِ يـوعظهمْ والطــرفُ منبرُه     كأحمدٍ فوقَ أعــــــــــــــوادٍ لهم خطبا

أفديـــهِ مِن مفردٍ إن كـــرَّ تحسبُه     ليثَ الهيـــــــــــــاجِ عليَّاً للوغى ركبا

فأعينُ الدينِ تبكي مِن مواعـــظِهِ     والشـــــــوسُ تطلبُ من كرَّاتهِ الهربا

وقلبُه قد غدا كالجمـــــــــرِ مُتَّقدا     ولمْ يجدْ حســــــــــــوةً يُطفي بها لهبا

يا ويلهمْ لمْ يجيبــــــــــــوهُ كأنّهُمُ     عدّوا الإجـــــــــــابةَ من تمكينِهمْ سببا

..........................................................

1 ــ أدب الطف ج 8 ص 145

2 ــ شعراء القطيف ج 1 ص 177

3 ــ شعراء القطيف ج 1 ص 173 ــ 174

4 ــ شعراء القطيف ج 1 ص 173

5 ــ أدب الطف ج 8 ص 146

6 ــ معجم البابطين

7 ــ أدب الطف ج 8 ص 147

8 ــ شعراء القطيف ج 1 ص 173

9 ــ معجم البابطين

10 ــ نفس المصدر

11 ــ أدب الطف ج 8 ص 147

12 ــ شعراء القطيف ج 1 ص 176 ــ 177

13 ــ أدب الطف ج 8 ص 145

14 ــ شعراء القطيف ج 1 ص 177

15 ــ شعراء القطيف ج 1 ص 174 ــ 176

16 ــ معجم البابطين

المرفقات

كاتب : محمد طاهر الصفار