إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) في ذكرى استشهاده ...
عـجـبـاً لـعـيـنـيَ لا تذوبُ وتهجعُ ولقلبيَ الـمـكـلـومِ لا يـتـقـطّــعُ
لـرزيـةٍ أدمـــتْ فـــؤآدَ مــحـمّـــدٍ ولها جـمـيعُ الأنبياءِ تـفـجّـعـوا
والأوصياءُ لِعُـظمِها نصبوا العزا وبِـبَـيـتِـهِ نَـشَـرَ الـفجيعةَ يُوشَعُ
ونــعــاهُ جــبـريـلٌ وكـادَ لـقـتـلــهِ جزعاً يخرُّ له السِّماكُ الأرفــعُ
قُتِلَ الإمامُ الـمُـرتضى علمُ الهُدى قُتِلَ الوصيُّ أخو النّبيّ الأنزعُ
أردَاهُ أشــقـى الأشــقـيــاءِ بـسـيفِهِ مُذ خرَّ يسجِدُ للصّلاةِ ويـركــعُ
وبـنـعـيِـهِ أمُّ الــمــصـائِــبِ أُثكِلت مـذهـولـةً بـرزَت تَجِدُّ وتُسرِعُ
وافتهُ معصوبَ الجبينِ وقـلـبُـهـــا مـن كـلِّ لــونٍ بــالأسـى يَـتَلفَّعُ
وتــقــولُ يــا أبــتــاهُ نــفـسيَ ليتَها من قبلِ أن ألقاكَ كأسَكَ تَجرَعُ
فلحالِها أَنَّ الــوصــيُّ وعــيــنُــــهُ تهمِي لها حُزنَاً تفيضُ وتَـدمَــعُ
أبُـنَـيَّـتـي صبراً على مُرِّ الـجـوى أنَّ ويـومُ الـغـاضـريَّــةِ أفــظَـعُ
حيثُ الحسينُ على الثّرى ولرأسِهِ شمرُ الخنا بالسّيفِ ظُلماً يَقطَعُ
لـكـنَّ أعــظــمَ مــا يُــهـيِّجُ لوعتي ولـهـولِـهِ قـلـبُ الـهُـدى يـتلوَّعُ
يُـبـديــكِ حــاســرةَ الـقِـنــاعِ سبيَّةً لـلـشّـامِ لا يـخـشـى ولا يَتَورَّعُ
جعفر رشيد العاملي
اترك تعليق