360 ــ لطف الله الحكيم: توفي (1300هـ / 1882 م)

لطف الله الحكيم: (توفي 1300هـ / 1883 م)

قال من قصيدة في رثاء الإمام الحسين (عليه السلام) تبلغ (75) بيتاً:

فـلـبـسـتُ أثـوابَ الـسوادِ تأسِّياً     لـمصابِهمْ وحملتُ ما لمْ أحملِ

أجـثو على الغبرا وأحثو تربَها     فوقي ودمعُ العينِ مثلَ الجدولِ

أبكي الحسينَ وآلَهُ في (كربلا)     قُـتـلـوا عـلى ظمأٍ دُوينَ المنهلِ

مَاتوا وَما بلّوا حراراتِ الحشا     إلا بـطـعـنـةِ ذابــلٍ أو مـنـصـلِ (1)

ومنها:

يـا (كـربلا) مَـا أنـتِ إلا كربةٌ     ذِكرَاكِ أحزنني وَساقَ الكربَ لي

أفديهِ إذ وقفَ الجـوادُ بأرضِها     مـن تـحـتِـه ولـغـيـرِهـا لـم يرحلِ

أفديهِ إذ قالَ انزلوا في أرضِها     لا تـبـرحـوا عنها وحطوا منزلي

الشاعر

الشيخ لطف الله بن يحيى بن عبد الله بن راشد بن علي بن عبد علي بن محمد الحكيم الخطي، عالم وشاعر من أعلام البحرين.

قال عنه الشيخ علي المرهون: كان فاضلاً تقياً ورعاً، له أيادٍ بيضاء أوجبت له مكاناً في النفوس، ومحلاًّ في القلوب، ما يُتحدّث عنه إلاّ بخير، وقد أضاف إلى ذلك أدبه الفذ، فقد كان شاعراً عبقرياً، له مراثٍ كثيرة في أهل البيت عليهم السلام، عثرنا منه على هذه القصيدة وكفى بها. ولو لم يكن له إلاّ هي وحدها لكانت كافية في التدليل على أنه من أكابر الشعراء وأعيانهم. توفّي رحمه الله بالتاريخ المذكور، تاركاً وراءه هذه القصيدة العصماء، فهو حي بها وبأمثالها مما يوجب له الذكر الجميل

شعره

قال من قصيدته الحسينية:

بأبي وَبـي أنـصـارَهُ مِـــــــــــــنْ حَولهِ     كَالشُهبِ تزهو في ظلامِ القسطلِ

مـن كـلِّ مـدَّرعٍ فـــــــــــــؤاداً جـلـمـداً     مـــن فوقِ درعٍ كالغديرِ الممتلي

أفـديـهِ وهـوَ مُـخــاطــــــــــبٌ أنصارَهُ     يَدعــوهُـــــمُ بلطيفِ ذاكَ المِقولِ

يا قومُ مَنْ يُردِ الـــــــــــسلامةَ فـلـيـجدَّ     السيرَ قَبلَ الــصُــبــحِ ولــيترَحّلِ

أحـلـلـتـكـم مــن بــــيــعــتي وأقـلـتـكمْ     عقدَ الدمـاءِ وليسَ لي من مـــعدلِ

فالــقــومُ لــيـسَ لــهم سوائي مـطـلـبٌ     جــاؤوا إلــيــه ويــقـنعونَ بمقتلي

فالكلُّ قالَ لَهُ عــلـى الــدُنــيــــا الـعـفـا     والعيشُ بعدكَ يا ربــيــعَ المُمحلِ

أنفرُّ عنكَ مـــخــافـــــةَ الـمـوتِ الـذي     لا بُـدَّ مــنهُ لمُسرعٍ أو مُــمــهِــلِ

واللهِ طــعـــمُ الــمــوتِ دونَـكَ عِـنـدنا     حُلوٌ كطــعــمِ الـــسلسبيلِ السلسَلِ

فجزاهُمُ خـــــيـــــراً وقال ألا انهضوا     هَـيّـــا سُـــراعاً للرحــيــل الأوّلِ

فــتــوطّــأوا الجُردَ العُتاقَ وَجرّدوا الـ     ـبيضَ الرقــاقَ بـسُــمـرِ خطٍّ ذُبَّل

من كـــلِّ صــوَّامِ الــنــهــارِ وقــائـــمٍ     جــنـحَ الظلامِ يزينه النسبُ العلي

مِـــــن فوقِ كُلِّ أمونِ عثراتِ الخِطى     صافي الــطــلاءِ مُـطهّمٍ وَمحَجّلِ

ما زالَ صَدرُ الدستِ صدرَ الرتبةِ الـ     ـعُلياء صدرَ الجيش صدرَ المحفلِ

يَـتـطــاولـــون كــأنَّـــهُــم أســدٌ عـلى     حُـمـرٍ فـتـنــفِــرُ كـالـنـعَــام الجُفَّلِ

وَمـضـوا عـلـى اسـمِ الله بــيــنَ مُكبّرٍ     ومُــســبّــــحٍ ومُــقــدّسٍ ومُــهـلِّـلِ

يَـتـسِـابـقــونَ إلـى المنونِ تَسابقُ الهـ     ـيمِ الـعِـطـــاشِ إلـى ورودِ الـمنهلِ

حتى قضوا فـرضَ الجهادِ وصُرّعُوا     فوقَ الــوهـــادِ كـشـهــبِ أُفـقٍ أُفّلِ

صَـلّـى الالـهُ عَـلـيـهِــمُ وســلامُـــــهُ     وَسـقـى ثَـراهُمْ صَـوبَ كُلّ مُجلجلِ

وبـقـي حـبـيـبُ مـحـمــدٍ من بـعـدهمْ     كــالـكفِّ إذ جـذمتْ بقطعِ المفصلِ

يـلـقـى الـرمــاحَ بـصدرِهِ وجـبـيـنِــه     فرداً يصالي نارَ ذاكَ الــجــحــفـلِ

إن صـالَ صــالَ بــصــارمٍ بــذبـابِهِ     صوبَ الردى والحتفِ غيرَ مؤجّلِ

لا دارعٌ يــغـنـي غنـىً عــن حــاسرٍ     كـلاّ ولا مــن رامــحٍ عـــن أعزلِ

........................................................

1 ــ ترجمته وشعره عن: شعراء القطيف ج 1 ص 143 ــ 146

كما ترجم له وذكر قصيدته:

السيد جواد شبر / أدب الطف ج 7 ص 297

الشيخ عبد الله الحسن / ليلة عاشوراء في الحديث والأدب ص ٣٢٥

المرفقات

كاتب : محمد طاهر الصفار