337 ــ مرسي شاكر الطنطاوي: ‏(1301 - 1393 هـ / 1883 - 1973 م)

مرسي شاكر الطنطاوي: ‏(1301 - 1393 هـ / 1883 - 1973 م)

قال من قصيدة:

في (كربلاءَ) مآتمٌ لا تنتهي     حتى يداهمُنا الحِمَامُ صَؤولا (1)

الشاعر

مرسي خورشيد محمد شاكر طنطاوي، ولد في مدينة طنطا في مصر، تعلم القرآن الكريم على يد والده الذي عني بتعليمه، وحصل مرسي على شهادة البكالوريا وأتقن الانكليزية والفرنسية.

عمل موظفاً رسمياً ومعلماً في الدوائر والمدارس وأنشأ أول مدرسة خاصة في مدينة بنها حملت اسمه وتولى إدارتها، كما أنشأ أول مدرسة ابتدائية لتعليم البنات في نفس المدينة.

له نشاطات دينية وسياسية وإعلامية وأدبية دعا فيها إلى الإصلاح ومحاربة الفساد والحث على العلم.

أصدر الطنطاوي العديد من الدواوين والملاحم والأراجيز الشعرية التي تعنى بالتاريخ الإسلامي ومدح النبي وأهل بيته (عليهم السلام) منها:

فتح البديع في مدح الشفيع (قصيدة ملحمية على نهج البردة)  

ديوان المصطفى (صلى الله عليه وآله)

شهادة الأيام في قضية الإمام (ملحمة في تاريخ الإمام علي عليه السلام)

الحسينيات

مسرح العين في موكب الحسين ــ مطبعة الاعتماد ــ القاهرة 1944 

نفحات الربيع

جلالة الملك فاروق ــ القاهرة ــ 1938

فلسطين ــ القاهرة ــ 1955

في مسبح الأفلاك ــ القاهرة ــ 1972

صحائف الدمع

أعياد الأم

العلم

الشباب

موقعة بورسعيد

قلت وقالت

العظمة في الحب

على مسرح الوطنية

الثورة البيضاء

 

مدارس المجالس

توقيع الجلاء

سوانح الفراغ أو مثنيات في الحكم والأمثال والأخلاق والاجتماع

وله كتاب بعنوان:

بنها الجديدة ــ 1966

نشر قصائده في العديد من الصحف والمجلات المصرية منها: الأهرام، والمقطم، والمؤيد، واللواء، والدستور، وروز اليوسف، والنظام، والبشرى، والبصير، والجوانب المصرية.

قال عنه الباحث محمود خليل: شاعر غزير الإنتاج، نظم في عدد غير قليل من الأغراض، أظهرها المديح النبوي، والوصف، والمدح، والقضية الفلسطينية، وقد أفرد لكل منها ديواناً مستقلاً، ثم تأتي الحكمة، والغزل والرثاء خيوطًاً ملونة في سياق القصائد التي اتسمت بالطول والعزف على قافية واحدة في القصيدة مهما طالت. يمثل التاريخ عموداً فقرياً في قصائده، وتعد أحداثه رافداً من أهم روافد شعريته. تنعكس ثقافته الواسعة ومفرداته الغنية في عبارته، كما تختلف أسئلة شعره حسب مراحل عمره (2)

شعره:

رغم أن الطنطاوي خصص ديوانين لقضية الإمام الحسين (عليه السلام) هما: الحسينيات، ومسرح العين في موكب الحسين، وديوان عن الإمام علي هو: شهادة الأيام في قضية الإمام (ملحمة في تاريخ الإمام علي عليه السلام)، إلا أننا لم نعثر له فيهما (عليهما السلام) سوى على بيت واحد ذكره الباحث جعفر الخليلي وأشار إلى مصدره ــ وقد ذكرناهما ــ، أما شعره الباقي فقد غلب عليه الوعظ والارشاد والحكمة والدعوة إلى التفكر والطلب العلم في سبيل النهوض والتقدم كما امتازت قصائده بالإطالة والجودة

قال من قصيدة:

جـمـيـلٌ مِـن الإِنـسـانِ أن يَتحلّما     وَيَعرضُ عَن عَيبِ الـسفيهِ تـكـرُّما

فَأخذُ الفَتى بِـالـعَـيبِ نَقصٌ وَزلةٌ     وَما الفَضلُ إِلا أن تـغضَّ وَتـحـلـما

وَكَيفَ تُجاري العَيبَ نَخوةُ ماجدٍ     يَرى مِن عُيوبِ المَـجدِ أَن يـتـقـدَّما

وَأَكبرُ هذا الخلقِ مَن باتَ قَـلـبُـه     طَموحاً يَرى الدُّنيا جَــواداً مـسـوَّما

يَرى مِن تَمامِ الحَزمِ تَركَ عَـدوِّه     فَــمــا كَـيــدُه إِلا بِـــنـــاءً تَــهــدَّمــا

وَما راعَني كَيدُ الـعـداةِ لأَنَّــنــي     تَخذتُ لَهُم درعاً مِـن الصَبرِ مُحكَما

وَما شئتُ إضرارَ الحَسودِ وَإِنَّما     وقـودٌ ذكـا فــي صَـــدرِهِ فَـتـضـرَّما

لعمركَ ما أَشقى الـحَسودَ بِراحة     يَزيد بِها الـمَـحـسـودُ خَـيـراً وَأَنـعما

وَلَـن يَـخـفـيَ الإِنكارُ قَدرَ مَكانةٍ     أَبـى اللَّه إِلا أَن تــجـلَّ وَتــعــظـــمــا

إِذا أَنـكـرَ الـحُـسَّادُ قَـدرَ مـهـذّبٍ     فَلَيسَ يحط الشَّمسَ إِنكارُ ذي العَـمى

وقال من أخرى:

تَـعـلّـمْ أَيُّـهـا الــتـلـمـيـذُ تَـجني     مَعارفَ تَقتضي هِمَماً عَوالي

فَـبـالتعليمِ يسهـلُ كـلُّ صَـعـبٍ     وَبِـالـتَـعليمِ يرخصُ كُلُّ غالي

وَبِـالـتـعـلـيـمِ يــحـسنُ كُلَّ أَمرٍ     وَبِـالـتـعـلـيـمِ يـسـعدُ كُلُّ حالِ

وسِرْ بَين العَشائرِ مُـسـتَـقـيماً     وَلا تـضـمـرِ إِساءةَ مَن يُوالي

وَكُنْ شَهمَ الفُؤادِ رَفـيعَ نَـفـسٍ     إِذا اِحتشدتْ جُموعٌ في مَجالِ

تـبـلّـغـكَ الـشـهـامةُ كُلَّ قَصدٍ     وَما مثلَ الـشهامةِ في الرجالِ

وَما أَغنى الـشهامةَ في مجـدٍّ     يَرى اللذّاتِ فـي شـدِّ الـرِحالِ

وَفعلُ الجِدِّ أَنفذَ في الـنـضالِ     مِن السهمِ الـمصوَّبِ لـلـقـتـالِ

يَهونُ عَلى المجدِّ شَقا الليالي     وَنقلُ الصخرِ مـن قِممِ الجبالِ

وَلا يَتخوّفُ الغوَّاصُ مـوجـاً     إِذا راقَـتْ نَـواظــرَه الــلآلـي

وِمَن عشقَ المَعالي أَلـزمـتـه     أَمـانـيـهِ بِـأَسـبـابِ الــوِصـالِ

وقال من أخرى:

مَن كانَ يَأملُ فـي العَلياءِ مَنزلةً     فَليسلكنَّ لَها مستوضحَ الـطـرقِ

وَأَوضحُ الطرقِ أَعمالٌ تراقبُها     عَـيـنٌ تـعـوِّذُهـا الآمـالُ بِـالأَرقِ

فَقلْ لِـمَـن حـكـمـتْ فيهِ غوايتُه     إِنَّ المَعاليَ لا تُرجى عَلى النزقِ

وَإِنَّما شرفُ الـعَـلـيـاءِ مـبـلـغـه     لا يُستطاعُ بِغَيرِ الفَضلِ وَالخُلقِ

وَأَيـنَ ذَلِـكَ مِـن جَـمـعٍ يـقـلّـبُــه     حكمُ الجَهالةِ بَينَ العَجزِ وَالفَرَقِ

وَما الطموحُ لأَمرٍ غابَ شاهدُه     فَلَنْ يُضيءَ لَـهُ نـجـمٌ عَـلـى أُفقِ

.......................................................................................

1 ـــ موسوعة العتبات المقدسة قسم كربلاء ج 8 ص 238 باب كربلاء في الأدب عن ديوان الشاعر مسرح العين في موكب الحسين ص ٢٦

2 ــ الترجمة والأشعار عن موقع بوابة الشعراء بتاريخ 7 / 6 / 2014 عن مقابلات أجراها الباحث محمود خليل مع بعض أفراد أسرة المترجم له، ومع محمد الشرنوبي شاهين (مؤرخ القليوبية) - مدينة بنها - القاهرة 2003.

كما ترجم له:

كتاب معجم الشعراء العرب ص ٢١٣١

إليان سركيس / معجم المطبوعات العربية والمعربة ج 2 ص 1245

عبد الجبار الرفاعي / معجم ما كتب عن الرسول و أهل بيته ج 8 ص 46

المرفقات

كاتب : محمد طاهر الصفار