علي السبعي: (توفي في القرن الحادي عشر)
قال من قصيدة في رثاء الإمام الحسين (عليه السلام) تبلغ (86) بيتاً:
ذُكرَ القتيلُ بـ (كربلا) فتألّما وبكى عليهِ بـشـجـوِه فـتـرنَّما
سمـعَ النعيَّ وقد أشادَ بذكرِهِ في عشـرِ عاشورٍ فراحَ مُتيّما
ألِفَ الـبـكاءَ فلو يفارقُه البكا لـبـكــى عـلى ما فاتَه منه دما (1)
ومنها:
واللهِ ما قَتلَ الألى في (كربلا) وأبـاحَ منهم في الورى ما حُرِّما
إلا الـلـذانِ لـكـلِّ ظـلـمٍ أسَّــسا أعني ابـنَ سـلمى والدلامَ الأدلما
أعني اللذانِ لأحـمـدٍ قـد خالفا وتـــخــلّـفـا مـن بــعــدِه وتـقـدَّمـا
الشاعر
الشيخ علي بن حسين بن علي بن محمد بن عبد الله بن علي بن حسن بن علي بن محمد بن سبع بن سالم بن رفاعة السبعي الرفاعي الإحسائي القاري الحلي. (2)
قال السيد جواد شبر في ترجمة محمد السبعي: (وجاء في (المنتخب) لمؤلفه الشيخ عبد الوهاب الطريحي والمخطوط بخطه سنة ١٠٧٦ شعر كثير للشيخ علي ابن الشيخ حسن السبعي وكله في رثاء الحسين (عليه السلام) فأحببت الإشارة اليه ولا أعلم هل هو ممن يمت للمترجم له بصلة أو سبعي آخر). ثم ذكر بعض أشعاره ومنها مطلع قصيدة هو:
ذُكرَ القتيلُ بـ (كربلا) فتألّما وبكى عليهِ بـشـجـوِه فـتـرنَّما (3)
ومحمد السبعي هو ابن عبد الله بن علي بن حسن بن علي بن محمد بن سبع بن سالم بن رفاعة السبعي القاري البحراني الحلي المتوفى ستة (815 هـ)، عالم وأديب وشاعر من أعلام الإمامية ولد في قرية (القارة) في البحرين من أسرة علمية عريقة عُرفت بـ (آل السبعي) وتوفي في الحلة (4) كما كان ولده أحمد السبعي المتوفى سنة (860 هـ) من العلماء والأدباء وكان تلميذاً لابن المتوج البحراني المتوفى سنة (820 هـ) (5)
وإضافة إلى هذين العلمين فقد برز من هذه الأسرة العديد من العلماء والفقهاء والأدباء ممن حمل لقب (السبعي) فوقع الخلط عند الكتاب والمؤرخين في نسبة القصائد.
وقد كتب السيد هاشم الشخص مقالاً موسعاً عن جد هذه الأسرة وجد الشاعر الشيح أبو أحمد فخر الدين محمد بن عبد الله بن علي السبعي وأعلامها، يغني الباحث عن تتبع آثار أعلام السبعي في المصادر والمراجع جاء فيه:
(هو الشيح أبو أحمد فخر الدين محمد بن عبد الله بن علي بن حسن بن علي بن محمد بن سبع (أو: سبيع) بن سالم بن رفاعة السبعي (أو: السبيعي) الرفاعي الأحسائي القاري الحلي. من كبار علماء الإمامية ومشاهير شعراء أهل البيت عليهم السلام.
وهو والد الفقيه الكبير الشيخ أحمد بن محمد السبعي، المتوفى بعد سنة 854 ه.
نبذة عن حياته:
كانت قرية (القارة) بالأحساء هي موطن (آل السبعي) - وهم أسرة علمية جليلة -، ولا تزال فيها آثارهم وموقوفاتهم إلى اليوم، والمترجم له من أهل هذه القرية، وإليها نسبته.
ولم نطلع - مع الأسف - على تاريخ أو مكان ولادته، بل لم يصلنا عنه إلا اليسير جدا.
وبعد أن قضى زمناً في (الأحساء) هاجر إلى العراق لتحصيل العلوم الدينية، وزار العتبات المقدسة، ثم استقر في مدينة (الحلة) لطلب العلم، إذ كانت المركز الرئيس لتدريس علوم أهل البيت عليهم السلام ومأوى أعاظم علماء الشيعة.
وبعد أن أصبح من كبار العلماء وأجلائهم اتخذ من (الحلة) وطنا دائما له، ومنها عرف واشتهر، فهو أحسائي الأصل والنشأة، حلي المسكن والمدفن.
وفاته:
توفي - قدس سره - في مدينة (الحلة) بالعراق سنة 815 ه، وبها دفن
وقد خلف ولدين عالمين جليلين، أكبرهما وأجلهما الفقيه الكبير الشيخ أحمد السبعي، والثاني الشيخ علي السبعي.
ومن أسباطه من العلماء: السيد محمد بن عبد الله بن علي بن محمد السبعي.
ومن الشعراء من أحفاده: الشيخ حسين بن الشيخ علي السبعي، ونجله الشيخ علي بن الشيخ حسين السبعي.
ثم يقول الشخص:
وحسب ما وصلت إليه فالشعراء الخمسة من (آل السبعي) هم:
1 - الشيخ محمد بن عبد الله السبعي، صاحب الترجمة، وهو أولهم وأشهرهم، بل جدهم جميعا، ويختم عادة قصائده المطولة بذكر لقب (السبعي) كقوله: (يروم بها (السبعي)...) أو: (فسمعا من (السبعي)...
أو ما أشبه ذلك.
2 - الشيخ الفقيه أحمد بن محمد السبعي، نجل صاحب الترجمة، وهو مشهور بالفقاهة لكن له شعر كثير.
ولا يستبعد أن كثيرا من الشعر المنسوب إليه هو من شعر أبيه صاحب الترجمة.
3 - الشيخ حسين السبعي ابن الشيخ علي بن الشيخ محمد - صاحب الترجمة -، وهو كثيراً ما يختم قصائده بقوله: (وتحكي فيكم ما قال جدي) أو ما يشبه ذلك.
4 - الشيخ علي بن الشيخ حسين السبعي ابن الشيخ علي - ابن صاحب الترجمة -، وهو كأبيه الشيخ حسين كثيرا ما يختم شعره بما يشير به إلى جده، ويراد بالجد في كلا الحالين صاحب الترجمة الشيخ محمد السبعي.
5 - الشيخ محمد بن حسين السبعي، المتوفى سنة 1011 ه - المتقدم ذكره -، وهو أيضا من ذرية صاحب الترجمة، ويشير في قصائده إلى جده.
وأعتقد أن ما ينسب من الشعر ل (آل السبعي) إذا لم تكن فيه قرينة تثبت نسبته إلى واحد منهم بعينه مع وجود إشارة فيه إلى الجد فهو مردد بين الشعراء الثلاثة الأواخر: (علي السبعي وحسين بن علي ومحمد بن حسين) (6)
فشاعرنا هنا هو في التصنيف الرابع وهو: علي بن حسين بن علي بن محمد السبعي
وقد سمّاه السيد جواد شبر علي بن الحسن وهو تصحيف والصحيح علي بن الحسين كما ذكر الشخص لأن الشيخ محمد بن عبد الله السبعي هو جد الأسرة الأعلى وأول من عرف منها كما يقول الشخص
شعره
وقال من حسينية أخرى:
للهِ أيَّــة عـــتـــرةٍ مــــن هـــــاشـــمٍ أودتْ وعن جيشِ العدوِّ مجمجما
يمشونَ في ظلِّ السيوفِ إلى الوغى مـشـيَ الـعـفرنى حينَ يقدمُ مقدما
فـيـفـلـلــونَ مــن الــسيوفِ مصمِّماً ويقصِّدونَ مـن الـوشـيـجِ مُـقـوَّمـا
حتى إذا حُميَ الـوطـيـسُ وغُودروا فـيـهِ هـنـاكَ مُـقـدَّمــــا فــمــقـدَّمـا
أبـصـرتَ سـبـطَ محمدٍ من بـعـدهـمْ بـحـسـامِـهِ وسـطَ الـعجاجةِ مُعلما
متسربلاً درعـيـنِ مـن صـبـرٍ ومِن عـضـبٍ إذا مــا هـزَّ يـوماً صمَّما
............................................................................
1 ــ ديوان القرن الحادي عشر ج 2 ص 233 ــ 244 عن المجموعة الحسينية الأولى المخطوطة بمكتبة الإمام الحكيم في النجف الأشرف بالرقم 18 ، والمجموعة الحسينية الثانية المخطوطة بمكتبة الإمام الحكيم في النجف الأشرف بالرقم 384 / ذكر مطلعها السيد جواد شبر ــ أدب الطف ج 5 ص 32
2 ــ مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت ج ٣٩ ص ٣٧٠ في ترجمة جده الشيخ محمد بن عبد الله بن علي بن حسن السبعي
3 ــ أدب الطف ج 5 ص 31
4 ــ مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٣٩ - الصفحة ٣٧٠
5 ــ أعيان الشيعة ج 3 ص 123
6 ــ من التراث الأدبي المنسي في الأحساء (14) الشيخ محمد السبعي ــ مجلة تراثنا ــ مؤسسة آل البيت ج ٣٩ ص ٣٧٠ ــ 373
اترك تعليق