لا عاصم يا مولاي من العشق

إلى حليف السجدة الطويلة موسى بن جعفر (صلوات الله عليه)

الـعـشـقُ طـوفـانٌ فَـمُـجْ لا عاصمُ      والـعـاشـقـون من الحنينِ تلاطموا

ألقيتُ نـفسي في لـجـاجِ رؤاكَ ها      خذني لأغرقَ لـيـس يـنـجـو العائمُ

لي لؤلؤ الـمـعـنى ومرجان الحقيـ      ـقةِ والـجـنـى زبـدٌ لـمـن هـوَ لائـمُ

دوامـةُ الأحــــلامِ تـجـرفـنـي لـهـا      لـلـعـصفِ أُسلـمـني ولستُ أقـاومُ

وكـأنــنـي أتــأوّلُ الــقـــلـبَ الـذي      يـغـشـاهُ مـا يـغـشى وقـلـبـكَ عالمُ

أدنو يـسـربـلـنـي الـيـقـيــنُ كـدرةٍ      بـيـضـاءَ ناصعةٍ وغـيــري واهــمُ

وأراكَ حرَّاً لـيـسَ تحكمكَ السجو      نُ كـأنـهـا تـدري بـأنـكَ حــاكـــــمُ

والـقـيـدُ ليس يـحيطُ كفَّاً تـنـطـوي      فـيـهـا كـمـا طـيّ الـسّـجـلّ عـوالمُ

حتى المطاميرُ ارتـأت فـي جوفِها      شمساً ولا تُخفي الـشـموسَ غمائمُ

ناديتُ: يا مـوسـى فألقِ هـداكَ في      صـدري لـيـنـشـقَّ الــظلامُ السادمُ

فـجّـرْ بـقـلـبـي عينَ شعرٍ أرتـوي      تـخـضرّ من فيضِ القصيدِ مواسمُ

وأسلك يديكً بجيبِ روحيَ أنجلي      بـيـضـاءَ يـالـشـقـاءِ مـن هـوَ قـاتمُ

وعجلتُ والمسرى جـنـائـنُ نشوةٍ      فـي الـعـيـنِ نـبـعٌ والأكـفُّ حـمائمُ

وعجلتَ تـلـقـانـي بـمـثـلِ تـلـهّفي      يـا حـيّ مـن بـالـحـبِّ نـحويَ قادمُ

ووقـفـتُ بالأعـتابِ أزرع قُـبـلتي      تـنـمـو إلـى خـدِّ الـضـريحِ  براعمُ

والبابُ يا بابَ الـحوائجِ ضَـمّـنـي      وضـمـمتهُ والأمـنـيـاتُ تـزاحـموا

أرنو الـى مـلـكـوتِ سـقـفكَ ليتني      قـنـديل زيـتٍ لـلـذيـن هـموا عموا

وغـرقتُ يا مولاي إذ لا عـاصـمُ      مـا كان في ثغري سوى: يا كاظمُ

إيمان دعبل

 

المرفقات

: إيمان دعبل