281 ــ علي بن ناصر السلامي: (1250 ــ 1300 هـ / 1835 ــ 1883 م)

علي بن ناصر السلامي: (1250 ــ 1300 هـ / 1835 ــ 1883 م)

قال من قصيدة في رثاء الإمام الحسين عليه السلام)

وسـبـطُ كـريـمٍ لـلـنـبـيِّ أحـالـه      على وجههِ في (كربلا) وهو ثاويا

قضى بعدما أعطى المهنّدَ حقَّه      وعـنـه لـقـد عـادَ الـمـثـقَّفُ راضيا

ترى سـيـفَـه فـوقَ الطلاءِ كأنَّه      على منبرِ الهاماتِ يخطـبُ قاضيا (1)

الشاعر

الشيخ علي بن ناصر بن حسن بن صالح بن فليح بن حسن بن كنهير السلامي الحائري، الملقب بـ (الأعور)، ولد في كربلاء من أسرة (السلالمة) الكربلائية، ودرس العلوم العربية والدينية على يد علماء كربلاء فأحب الشعر وحفظ كثيراً من شعر العرب وقد ساعده عمله على حفظ الشعر واتقانه حتى أصبح شاعراُ كبيراُ فقد كان السلامي يعمل ورّاقاً ينسخ الكتب ويبيعها. (2)

قال عنه السيد محسن الأمين: (الشيخ علي الأعور السلومي الحائري. توفي سنة 1300 هـ كان ورّاقاً في كربلاء نسخ بنفسه كثيراً من الكتب وله شعر قليل ...) (3)

لكن السيد الأمين ربّما لم يعثر من شعر السلامي سوى على قليل منه فوصفه بالمُقل، فالسلامي كان شاعراً مُكثراً وله ديوان ضخم، كما ذكر ذلك الشيخ أغا بزرك الطهراني في ترجمته حيث يقول ما نصه:

(ديوان الأعور الحائري هو الشيخ علي بن ناصر الشهير بالأعور المتوفى حدود 1300 يقرب من ألفي بيت في مواضيع شتى عند الشيخ محمد علي اليعقوبي في النجف) (4)

وقد أكد ذلك الشيخ محمد السماوي فقال:

وكـالـفـتـى عـليٍّ بنِ الناصرِ      والشاعرِ الـسـاكـنِ أرضَ الحائرِ

فكمْ له في السبطِ من قصيدةْ      مــنــوطــة بـفـضـلِـهِ فــريــــــدة

حتى غدا يستنجزُ الجدَّ الوفا      فأرِّخوا غــــــدا لبابِ المصطفى (5)

كما ذكر السيد سلمان هادي آل طعمة قصائد مطوَّلة للسلامي وقال في ترجمته: (له ديوان مخطوط يضم بين دفتيه قصائد مختلفة الأغراض فقد نظم في رثاء أهل البيت (عليهم السلام) وله في الإخوانيات لاسيما في مديح إخوانه السادة آل الرشدي) (6)

وقد نسخ السلامي كثيراً من المصنّفات والمصادر المهمة بيده، ويذكر له الأستاذ محمد أسعد طلس نسخة مخطوطة لكتاب (يتيمة الدهر في مجالس أهل العصر) للثعالبي كتبها السلامي عام (1291 هـ / 1874 م) وهي موجودة في مكتبة ديوان الأوقاف العامة في بغداد (7)

شعره

يقول السيد سلمان آل طعمة عن شعره: (من خلال قراءتنا لقصائده تظهر قابليته الإبداعية في أدب المناسبات، وقد كان سريع البديهة ينظم بدون تكلف ولا يسوق القول جزافا ... طرق فنون الشعر وأنواعه وأجاد فيها وشعره بديع السبك رفيع الأسلوب ....) (8)

وقال الشيخ موسى إبراهيم الكرباسي: (ترك لنا ديوانا مخطوطا يحفل بمجموعة من قصائد متنوعة جلها في رثاء أهل البيت عليهم السلام..) وقال في الهامش: (يحتفظ المرحوم خالد الذكر الشيخ محمد علي اليعقوبي بنسخة من ديوان الشاعر الخطية بين مدارج مكتبته) (9)

وقال عنه السيد جواد شبر: (درس مبادئ العلوم العربية وولع بالشعر) (10)

 

يقول من قصيدته الحسينية:

وكم مِن أبــــــيٍّ مِن سراةِ محمدٍ     أسيراً سرى من فوقِ أعجفَ عاريا

وسـبــــــطُ كـريـمٍ لـلـنـبـيِّ أحـالـه     على وجههِ في (كربلا) وهو ثاويا

قضـــــى بعدما أعطى المهنّدَ حقَّه     وعـنـه لـقـد عـادَ الـمـثـقَّفُ راضيا

تـــــرى سـيـفَـه فـوقَ الطلاءِ كأنَّه     على منبرِ الهاماتِ يخطـبُ قاضيا

لـه هـمّـةٌ قـد طـاولـتْ هـامةَ السُّها      وعـزمٌ يـفـلُّ الـثـابـتـاتِ الـرواسيا

كـلا قـاصـديـهِ عـن يـديـهِ تـحـدّثـا      قِـرى وقِـلاعـاً مُـعـجـبـاً ومُـعـاديـا

بصيرٌ إذا الأبـصارُ زاغتْ وبلّغتْ      لدى الروحِ أرواحَ الكـماةِ الترابـيا

يـردُّ أبـيَّ الـقــومِ فـيـهِ تـصـاغـــرٌ      وطوعُ يمينِ الذلِّ من كانَ عـاصيا

ولمّا التقى الجمعانِ واختـلفَ القـنا      وعـادَ نـهـارُ الـقـومِ كـالـليلِ داجـيا

أضـاءَ لـه مـنـهـمْ نـهـاراً بـسـيـفِـهِ      بـه يـهـتـدي لـلـرشـدِ غـادٍ وجـائـيا

وما خمدتْ تلكَ المواهبُ عن بني      أمـيَّـةَ إلّا والــذي قــلَّ نــاجـــيــــا

..............................................................

1 ــ شعراء كربلاء ج 3 ص 252 / تراث كربلاء ص 192

2 ــ شعراء كربلاء ج 3 ص 250

3 ــ أعيان الشيعة ج ٨ ص ٣٦٣

4 ــ الذريعة إلى تصانيف الشيعة ج 9 ص 82

5 ــ مجالي اللطف بأرض الطف ص 77

6 ــ شعراء كربلاء ج 3 ص 251 ــ 263

7 ــ الكشاف عن مخطوطات خزائن كتب الأوقاف ص 234

8 ــ شعراء كربلاء ج 3 ص 251

9 ــ البيوتات الأدبية في كربلاء ص 358

10 ــ أدب الطف ج 7 ص 282

المرفقات

كاتب : محمد طاهر الصفار