252 ــ سلمان هادي آل طعمة: ولد (1353 هـ / 1935 م)

سلمان هادي آل طعمة: (ولد 1354 هـ / 1935 م)

قال من قصيدة (حسين الشهادة) وتبلغ (30) بيتاً:

أتـنـسـى الـحـسـيـنَ وأصحابَه     فسلْ (كربلاء) وأشـجانَها

وتــلــكَ الــديــارُ وأطــلالُـهـا     تـنـوحُ وتـنـدبُ سـلـوانَـها

لوردِ حياضِ الرَّدى قد سرى     وخاضَ مع الغُلبِ ميدانَها (1)

وقال من قصيدة (أبيُّ الضيم) وتبلغ (34) بيتاً:

أيَّ رزءٍ ألـبـسَ الـكـونَ نـيـاحــا     هـولـه قـد مـلأ الـقـلـبَ جِـراحا

أيَّ خطبٍ قد جرى في (كربلا)     لأسودٍ صافحوا البيضَ الصِّفاحا

بـأبـي أفـدي قــتــيــلاً بـالـظـمـا     وصـريـعـاً أضـرمَ الـدنـيـا نياحا (2)

وقال من قصيدة (عقيلة بني هاشم) وتبلغ (26) بيتاً:

ففي (كربلا) قد ساندتْ ثورةَ الإبا     فـلـم تـخشَ من جورٍ ولا تتخوَّفُ

وقـد رَفـعتْ لـلـحـقِّ أعـظـمَ رايـةٍ     يضجُّ لها الدهرُ الغشومُ ويعصفُ

إلـيـكِ ابـنـة الـزهراءِ غـرَّ قصائدٍ     مـنـشّـرَة والـقـلبُ بـاسمِكِ يـهتفُ (3)

وقال من قصيدة (حامي الضعينة) وهي في رثاء أبي الفضل العباس (عليه السلام) وتبلغ (13) بيتاً:

جرى القضا وأي خطبٍ قد جرى     فهدّ من ساقي عطاشى (كربلا)

حـامَ عـلـى وِردِ الــمـنـونِ ثـائـراً     وجـرَّدَ الـعـضـبَ وأوقـدَ الوغى

لاقـى خـمـيـساً مـادتِ الأرضُ له     ومـالـه حـامٍ سـوى سـمـرُ الـقـنا (4)

وقال من قصيدة يمجّد فيها مآثر كربلاء ومواقفها الخالدة في ثورة العشرين تبلغ (29) بيتاً:

يا (كربلاء) وأنـتِ فـخـرُ قداسةٍ     يـسـتـوجبُ التعظيمَ والتبجيلا

يا موطنَ الأحرارِ مـنه تـألّـفـتْ      سورُ الجهادِ وفُصِّلتْ تفصيلا

وبثورةِ العشرين دوَّت صرخةٌ      قـد طـيَّـرت لبَّ الدخيلِ ذُهولا (5)

ومنها في الفتوى التاريخية التي أطلقها المرجع الديني محمد تقي الشيرازي بالجهاد ضد الاستعمار الإنكليزي:

اذ أصدرَ الـلـيـثُ الـتـقـيُّ نداءَه‏     فتوى تحاكي الصارمَ المصقولا

ومنها:

هيَ صرخةُ الثوَّارِ كانتْ رعدةً      تركتْ صروحَ الأجنبيِّ طلولا

هـذي مـآثـرُ (كـربـلاء) وإنـهـا     سـفـرٌ يُـخـلّدُ في الزمانِ طويلا

الشاعر

السيد سلمان بن السيد محمد هادي بن محمد مهدي بن سليمان بن مصطفى بن احمد بن يحيى (6) بن خليفة بن نعمة الله بن طعمة (الثالث) بن علم الدين بن طعمة (الثاني) بن شرف الدين بن طعمة كمال الدين (الأول) بن أبي جعفر أحمد بن ضياء الدين يحيى بن أبي جعفر محمد بن أحمد (الناظر لرأس العين المدفون في شفاثة) بن أبي الفائز محمد (ويقال لولده آل فائز) بن أبي جعفر محمد بن علي الغريق بن أبي جعفر محمد الحبر الملقب بخير العمال بن أبي الحسن علي المجدور بن أبي عانقة أحمد بن محمد الحائري بن إبراهيم المجاب بن محمد العابد بن الإمام موسى الكاظم عليه السّلام (7)

وتشير المصادر التاريخية إلى أن أول من سكن كربلاء من العلويين السيد إبراهيم المجاب بن السيد محمد العابد بن الإمام موسى الكاظم (عليهم السلام) المدفون في الرواق الغربي من الحائر الحسيني الشريف (8) في زمن المنتصر سنة (247 هـ) بعد مقتل الخليفة العباسي المتوكل، حيث منع الأخير زيارة الحسين والذهاب إلى كربلاء وهدم القبر الشريف ولما هلك أعاد ابنه المنتصر بناء القبر، وسمح للناس بالوفود إلى كربلاء.

وقد أكد ذلك السيد حسن الصدر (9)، وقال السيد عبد الحسين الكليدار آل طعمة: (إن سبب تلقيبه بالمُجاب هو أنه دخل على قبر جده الحسين وقال: السلام عليك يا جداه فسمع الجواب من القبر الشريف بردِّ السلام فسُمِّي بالمُجاب) (10)

ويعدّ السيد محمد المعروف بـ (العابد) وهو الابن الأكبر للسيد إبراهيم المجاب أول من لقِّب بـ (الحائري) نسبة للحائر الشريف ومنه تسلسلت أولى الأسر العلمية في كربلاء، يقول العلامة نور الدين الشاهرودي: (وإن العقب من ولد محمد الحائري كثيرون منهم آل فايز المعروفين اليوم بآل طعمة، ولا خلاف في أن آل فايز هم من سكنة الحائر الحسيني حتى يومنا هذا، ولهم قصب السبق في سكناهم كربلاء) (11)

ويقول الشيخ عبد الرسول الغفار: (آل طعمة: سادة ينتهي نسبهم إلى السيد إبراهيم المجاب، لها الصدارة من بين الأسر العلمية التي قطنت كربلاء، من أبرز رجالها السيد طعمة علم الدين الفائزي الموسوي، كما أن من أبرز رجالها المتأخرين السيد عبد الحسين الكليدار سادن الروضة الحسينية). (12)

وقد فتحت هذه الأسر العلمية الباب لهجرات كثيرة بعد ازدهار المدينة وتعمير المراقد المطهرة, إضافة إلى عوامل الإنتماء الروحي التي تشدها نحو كربلاء, والتي مهّدت السبل لإذكاء نهضة علمية وأدبية وفكرية كوّنت إرثاً حضارياً عظيماً في تاريخ المدينة.

وتنقسم أسرة آل فايز إلى عدة بيوت هي آل طعمة، وآل نصر الله، وآل ضياء الدين، وآل تاجر، وآل مساعد (عوج)، وآل السيد أمين. (13)

وقد برز من هذه الأسرة العديد من العلماء الأعلام والخطباء الأفذاذ والأدباء الكبار على مدى تاريخها الطويل، كما تولّى بعض رجالاتها مناصب مهمة في إدارة كربلاء، ونقابة الأشراف، وسدانة الروضتين الحسينية والعباسية لقرون عديدة.

وأبرز رجال أسرة آل طعمة: السيد طعمة علم الدين الحائري الموسوي, الذي كان السيد طعمة الثالث بن علم الدين عالما جليلا فاضلا (14) والسيد عبد الحسين الكليدار آل طعمة صاحب المؤلفات العديدة والموسوعية، والسيد عبد الجواد الكليدار آل طعمة صاحب كتاب (تاريخ كربلاء)، والسيد محمد حسن مصطفى الكليدار آل طعمة صاحب موسوعة (مدينة الحسين)، والشاعر الدكتور السيد صالح جواد آل طعمة، والمؤرخ الدكتور عبد الجواد بن علي آل طعمة، والسيد عبد الحسين بن علي آل طعمة صاحب كتاب (بغية النبلاء في تاريخ كربلاء)، والمؤرخ السيد عبد الرزاق الوهاب آل طعمة، والمؤرخ السيد سلمان هادي آل طعمة الشاعر والأديب الموسوعي.  

يقول الأستاذ غالب الناهي:

وللهِ سرٌّ في علاكَ وإنّما     كلامُ العدى ضربٌ من الهذيانِ

 لو بعث المتنبي وأخذ إلى كربلاء وقيل له اختر لبيتك هذا ممدوحاً لما وجد عدا بيت آل طعمة فهم أقدم أسرة علوية شريفة النسب وهم ذوو جاه وسلطة في مدينة كربلاء وهم ذوو ثراء وغنى وفوق كل هذا هم ذوو علم وثقافة وقليل ممن تأتت له مثل هذه الحال يعنى بالأمور العلمية، فالسيد عبد الحسين الكليدار كان سادنا للروضة الحسينية، وهو عالم فاضل وفيلسوف ومؤرخ له مكتبة عظيمة توازي المكتبات الكبرى في العراق كما اشار اليها الاستاذ جرجي زيدان في كتابه آداب اللغة العربية وهو والد السادن الحالي سيادة السيد عبد الصالح آل طعمة ومن هذه الأسرة سيادة الدكتور عبد الجواد الكليدار والسيد عبد الرزاق آل وهاب والسيد محمد حسن مصطفى الكليدار وكل واحد عالم فاضل ، ومنها الأديبان الشاعران الدكتور صالح جواد الطعمة والأستاذ سلمان هادي الطعمة فهل يكون من الغريب ان تنجب أديباً عالما مفكراً لغوياً كالأستاذ مصطفى السيد سعيد ؟ كلا ، وانما الغريب ان لا تنجب مثله) (15)

ويفتتح السماوي البيوتات العلمية في أرجوزته مجالي اللطف بأرض الطف بقوله:

وآل طعمة ذوي الأنساب     في الفضلِ والعلومِ والآدابِ (16)

درس السيد سلمان القرآن الكريم في طفولته في الصحن الحسيني الشريف عند الشيخ حسن كوسه كما درس شرح القطر عند العلامة الشيخ عبد الحسين البيضاني، ودرس التاريخ الإسلامي عند العلامة السيد عبد الحسين الكليدار آل طعمة.

أما دراسته الأكاديمية فقد حصل على شهادة المعلمين الابتدائية عام 1959 وعيّن معلماً في عدد من مدارس كربلاء، ثم حصل على البكالوريوس من كليّة التربية في جامعة بغداد عام 1970 ، وعين مرشدا تربوياً حتى تقاعده عام 1985

وبعد تقاعده أكمل الماجستير من الجامعة الإسلامية في لبنان، والدكتوراه من جامعة الحضارة الإسلامية في بيروت عام 2009 وقد عرف بنشاطه الأدبي وحبه للأدب فساهم في كثير من المحافل الدينية والأدبية التي كانت تقام في كربلاء في ولادات ووفيات الأئمة المعصومين (عليهم السلام) كما ساهم في تأسيس جمعية أدبية في كربلاء باسم (رابطة الفرات الأوسط)، وأسس ندوة أدبية في داره باسم (ندوة الخميس)

وكان ينشر قصائده ومقالاته في الصحف والمجلات المحلية والعربية منها مجلة العرفان والآداب والورود

مُنح السيد سلمان الإجازة بالرواية من كثير من المراجع والشخصيات العلمية منهم: العلامة أغا بزرك الطهراني، والسيد شهاب الدين المرعشي، والسيد محمد سعيد الحكيم، والسيد محمد مهدي الخرسان، والشيخ اسحق الفياض، والشيخ محمد مهدي شمس الدين، والشيخ عبد الأمير قبلان.

وكان آل طعمة ثراً في عطائه العلمي والفكري والتاريخي نشر في العديد من الصحف والمجلات العراقية والعربية منها: الأديب، معهد المخطوطات العربية، عالم الكتب، المورد، العرفان، الثقافة، الأقلام ، التراث العربي وغيرها

كما أسهم بالعديد من النشاطات الثقافية والأدبية منها

وفي سنة 1956 م أسهم بتأسيس جمعية أدبية مع لفيف من أدباء كربلاء باسم: رابطة الفرات الأوسط عام 1956 استمر نشاطها حتى سنة 1959

وفي سنة 1967م أسس ندوة أدبية في داره بأسم: ندوة الخميس، عام 1967 استمرت عاماً واحداً وكان لها نشاط ملحوظ، وقد كانت له صلات وثيقة بعدد كبير من أدباء وكتاب ومؤرخي كربلاء والنجف وبغداد وكركوك والموصل والبصرة وغيرها .

ومن مؤلفاته:

أحمد الصافي شاعر العصر ــ 1985

أعلام الشعراء العباسيين ــ 1986

أعلام النساء في كربلاء ــ 2005

أعلام من بلادي ــ 2005

آل الشيرازي ــ 2012

الأسر العلمية في كربلاء ــ 2012

الأسواق الشعبية في كربلاء

الإنتفاضة الشعبانية في كربلاء ــ 2015

الحسين في الشعر الكربلائي ــ 2001

الشعراء الشعبيون في كربلاء ــ 2005

القراء والمقرئون في كربلاء ــ 2010

الكرامات المنظورة ــ 2001

المخطوطات العربية في خزائن كربلاء ــ 1984

المربي السيد حسن كوسة ــ 2011

المزارات المقدسة في كربلاء ــ 2008

المعالم الأثرية والسياحية في كربلاء ــ 2011

الموروثات والشعائر في كربلاء 2003

أم البنين ــ 1996 ــ 2008

تاريخ غرفة تجارة كربلاء

تاريخ مرقدي الحسين والعباس ــ 1997

تراث كربلاء ــ 1964 ــ 1983

حكايات من كربلاء ــ 2007

خزائن كتب كربلاء الحاضرة ــ 1977

خزانة السيد محمد باقر الحجة الطباطبائي ــ 1985

خواطر إسلامية ــ 1993

دراسات في الشعر العراقي الحديث ــ 1993

دليل كتّاب كربلاء ــ 1975

دليل كربلاء المقدسة ــ 2001

رواد الشعر الحر في العراق 2002

شاعرات العراق المعاصرات ــ 1995

شعراء كربلاء بستة أجزاء ــ 2017

شعراء من كربلاء ــ 1966

صحافة كربلاء ــ 2005

عشائر كربلاء وأسرها ــ 1998

علماء كربلاء في ألف عام ــ 2015

عيلم من كربلاء ــ 2016

غزليات الشعراء العرب ــ 1998

فاطمة الزهراء أم السبطين ــ 1996

كربلاء في الذاكرة ــ 1988

كربلاء في ثورة العشرين 2000

كربلاء فيس مدونات الرحالة والأعلام ــ 2018

محمد حسن أبو المحاسن الشاعر الوطني الخالد ــ 1962

مخطوطات كربلاء ــ 1973

مشاهداتي في لندن ــ 2006

مشاهير المدفونين في كربلاء ــ 2008

معجم الأكلات والحلويات في كربلاء ــ 2009

معجم خطباء كربلاء ــ 1998

معجم رجال الفكر والأدب في كربلاء ــ 1999

من أعلام الفكر العربي ــ 1979

ومضات من تاريخ كربلاء ــ 1967

كما قام بتحقيق عدة دواوين منها:

ديوان جواد بدقت الأسدي ــ 1999

ديوان محسن أبي الحب الصغير ــ 1966

ديوان السيد مرتضى الوهاب ــ 1999

ديوان عباس أبو الطوس ــ 2001

ديوان حسين الكربلائي ــ 1960

إضافة إلى تحقيقه لكتابي:

تشريح بدن الإنسان ــ 2002

نزهة الإخوان في وقعة بلد المقتول العطشان ــ 2009   

أما في مضمار الشعر فله:

الأمل الضائع ــ 1954

الأشواق الحائرة ــ 1962

من أجلها ــ 1980

رياض الذكريات ــ 1984

بين الظلال ــ 2003

العشق والحرية (شعر حر) ــ 2003

ديوان المدح والرثاء في محمّد وآل بيته النّجباء / خاص بأهل البيت (عليهم السلام) ــ 2001 (17)

ويعد السيد سلمان آل طعمة من أعلام كربلاء في التاريخ والأدب والتراث، يقول المؤرخ الدكتور إبراهيم خليل العلاف: (عرفت الكاتب والشاعر والأديب والصحفي والمؤرخ السيد سلمان هادي ال طعمة. والرجل لم يكن ممن يسكنون في بروج عالية، وإنما كان منغمساً في الحياة الفكرية والثقافية العراقية المعاصرة ويميل الكثيرون الى تسميته بمؤرخ كربلاء له العديد من المؤلفات الأدبية والمجموعات الشعرية والتحقيقات على الدواوين) (18)

ويعد كتاب تراث كربلاء من أهم كتبه من حيث الإلمام بتاريخ هذه المدينة من الجوانب الفكرية والأدبية والسياسية والاجتماعية يقول العلاف: (إن أبرز أعماله المحببة إلى نفسه هو كتاب: تراث كربلاء لأنه يعد المصدر الرئيس الذي اعتمد عليه المؤلفون والباحثون، فقد تضمن تفاصيل كثيرة عن تاريخ المدينة وحياتها الثقافية.

ومما ساعده على توثيق تاريخ وتراث كربلاء حبه لها بل قل عشقه لها لذلك أعطاها كل شيء .. ولم يتوان في إبراز شخصيتها الحضارية وتاريخها الحافل بالأحداث وإسهامات الرجال والنساء في حفظ قيمها وعاداتها وتقاليدها العربية والإسلامية الأصيلة. كان يؤكد بأن كربلاء أنجبت رهطاً كبيراً من المفكرين الذين ملأوا الدنيا بآثارهم الخوالد وسجلوا صفحات ناصعة في تأريخ الإسلام وان لكربلاء دور مهم في نشر المعارف والعلوم، كما وإنها من أوائل المدن العراقية التي عرفت المطبعة الحديث وسخرتها في سبيل خدمة لغة الضاد.

أرخ لشاعرات العراق وكتب عنهن مشيدا بشعرهن وإسهاماتهن في رفد الحركة الأدبية العراقية الحديثة وقد اهتم بالشعر الشعبي وكان يرى بأنه أحد مصادر التاريخ. ولم يكن اهتمام الدكتور سلمان هادي آل طعمة مقتصراً على جوانب معينة من التاريخ، وإنما كان مفهوم التاريخ لديه واسعاً فلقد أرخ للشعر، والأدب، وللصحافة، ولغرف التجارة، وللمرأة، وللقراء، والمقرئون، وللمدفونين، وللأكلات، والحلويات، وللأسر العلمية، وللمزارات، وللخطباء، وللإجازات العلمية. وكان يعتقد بأن لكل شيء تاريخاً لابد من كتابته) (19)

وقد قدم لهذا الكتاب ثلاثة من أعلام العلماء، يقول العلامة الشيخ أغا بزرك الطهراني فيه: (فقد سرّحت النظر عابراً بالنظرة العجلى هذا السفر النفيس الذي هو: تراث كربلاء، فوجدته اسماً طابق المسمّى، لاحتوائه على ما لم يبحث عنه المتقدّمون عليه من مؤلّفي تواريخ كربلاء. كيف وقد أبرزه إلى الوجود يراع الفاضل البارع، الشاب اللبيب، فضيلة السيد سلمان آل طعمة الحائري، أداءً لبعض حقوق وطنه ومسقط رأسه) (20)

وقال الشيخ محمّد رضا الأصفهاني الحائري: (إنّ من أسباب فضيلة الكلام أن يكون الكلام في موضوع ذي فضل، ولما كانت كربلاء من أفضل بقاع الدنيا، فالتكلّم في تاريخها من أفضل الكلام في التواريخ. وقد تكلّم جماعة في تاريخ هذا البلد المقدّس، ولكنّي ما رأيت تلك التواريخ، وإنّما رأيت تاريخ (تراث كربلاء) الذي ألّفه الفاضل الشاب اللبيب، والمهذب البارع الأديب، السيد سلمان ابن السيد هادي ابن السيد محمّد مهدي آل طعمة (سلّمه الله تعالى).

فوجدته في هذا الموضوع مؤلّفاً جامعاً مشتملاً على كثير من الخصوصيات، فقد تعرّض لذكر عامري هذا البلد المبارك من العلماء والسادات والسلاطين وغيرهم، ولبيان بعض خصوصيات الروضتين المقدّستين: روضة سيّدنا الحسين (عليه‌ السلام) وأخيه أبي الفضل العباس (عليه ‌السلام)، ولكثير من البقاع، كبقعة السيد إبراهيم المجاب، وبقعة حبيب بن مظاهر، وبقعة الحرّ بن يزيد الرياحي وغيرها، ولكثير من المدارس الدينية والمساجد والحسينيات ، ولكثير من المكتبات العامّة والخاصة، ولذكر كثير من أعاظم العلماء والأساطين وبعض مصنّفاتهم ، ولجماعة من الأدباء والشعراء وبعض طرائف أشعارهم.

وفي الحقيقة يُعدّ هذا من كتب التواريخ والتراجم والمعاجم والأنساب والأدبيات، وقد أتعب نفسه، وصرف عمره، وبذل مجهوده في جميع ما في هذا الكتاب من المصادر المتفرّقة، والموارد المتشتتة (فلله درّه وعلى الله بره)، فليقدر مجهوده، ويشكر سعيه، ويعرف قدره) (21)

وقال الباحث والمحقق الكبير السيد حسن الأمين: (إنّ كربلاء منذ ذلك اليوم حظيت بعناية المنقّبين والباحثين، والناثرين والشاعرين، وكانت بذلك جديرة، وظلّت الأقلام تتعاقب على ذكرها من عصر إلى عصر حتّى هذا العصر، فكان بين أيدينا من ذلك ذخيرة ثمينة، وتشاء الأقدار لها أن تكون إلى جانب ما حظيت به من قداسة وتكريم، وما قام فيها من مشاهد ومراقد، أن تكون مبعثاً لنهضات علمية وفكرية، وأدبيّة وسياسية، فقد جاء وقت كانت فيه مدرسة الشيعة الكبرى، ومقرّ كبار مجتهديهم المدرّسين المفتين.

كما إنّها لم تخل في كلّ عصر من حلقات علمية واسعة، ومناهج تدريسية مطبقة، فنبغ فيها العديد من رجال الفكر والقلم، وشهدت الكثير من العلماء والشعراء، كما شيّدت فيها المعاهد والمدارس، كما كانت مصدراً لعدد من الحركات السياسيّة والثورات الوطنية، وقد كان كلّ ذلك داعياً لأن لا يكتفي بالوقوف عند حدّ معين من الكتاب والتأليف فيها على كثرة ما كُتب واُلّف.

ومن هنا نهض واحد من أدبائها الأكفّاء فأخذ على نفسه خدمة بلده خدمة خالدة، والوفاء لها وفاء دائماً، فألف الكتاب الذي أسماه (تراث كربلاء)، ذاك هو الاُستاذ السيد سلمان هادي آل طعمة، الذي كتب كتابه مستهدفاً إحياء تراث كربلاء من جميع جوانب هذا التراث، وطبع الكتاب طبعته الأولى، ولقي ما يستحقه من الرواج والإقبال عليه حتّى نفذت الطبعة الأولى، فعزم على إعادة طبعه مضيفاً إليه ما فاته من قبل، وما استجدّ ممّا لم يكن، وهو هذا الذي يراه القارئ بين يديه في الصفحات التالية). (22)

شعره

قال الأستاذ يوسف عز الدين: (مثل عصره وجيله، ومثل إخوانه الشعراء الشباب، في عواطفهم وأحاسيسهم، وفي أمانيهم خير تمثيل، وعبّر تعبيراً صادقاً، عن العصر العربي الحاضر، عصر القلق المضطرب، فهو يمثل الأماني العربية الإنسانية حينما قال:

فــــــــــــــي سبيلِ الرخاءِ والحقِّ والعدلِ ونيلِ الحريةِ الحمراءِ

نسحقُ الظلمَ، كي نبدِّدَ شملَ البغي، نقضي على الأسى والشقاءِ

ونمدُّ الحيـــــــــــــــــــاةَ بالأملِ الباسمِ، بالنورِ، بالهوى، بالهناءِ (23)

وقد اخترنا من ديوانه (المدح والرثاء في محمّد وآل بيته النّجباء) الخاص بأهل البيت (عليهم السلام) نماذج من قصائده فيهم (عليهم السلام) وفي أولادهم وأصحابهم، وقد احتوى الديوان (54) قصيدة في (1191) بيتاً.

خمس منها في النبي الأكرم محمد (صلى الله عليه وآله) هي:

بشرى بمولد أحمد ــ 31 بيتاً

مولد المصطفى ــ 24 بيتاً

مولد النور ــ 39 بيتاً

الذكرى الخالدة ــ 21 بيتاً

ميلاد رسول الإنسانية ــ 40 بيتاً

وقصيدة في أبي طالب عليه السلام ــ 21 بيتاً

وفي أمير المؤمنين عليه السلام ست قصائد هي:

مولد الحق           ــ 22 بيتاً

مولد الكرار ــ 27 بيتاً

المولد السامي ــ 22 بيتاً

مولد علي عليه السلام ــ 37 بيتاً

فجع الحق ــ 18 بيتاً

عيد الغدير ــ 41 بيتاً

وفي الزهراء عليها السلام:

مولد الزهراء ــ 23 بيتاً

الزهراء أم أبيها ــ 10 أبيات

في رحاب الزهراء ــ 12 بيتاً

أم الإمامة ــ 11 بيتاً

وفي أم البنين (عليه السلام) 20 بيتاً

وفي الإمام الحسن (عليه السلام):

مولد الحسن المجتبى ــ 20 بيتاً

وفي سيد الشهداء الإمام الحسين (عليه السلام):

إشراقة مولد ــ 23 بيتاً

في مولد الحسين ــ 26 بيتاً

القدسية الخالدة ــ 25 بيتاً

مصرع الحسين عليه السلام ــ 39 بيتاً

حسين الشهادة ــ 30 بيتاً

لولا جهادك ــ 14 بيتاً

أبا العقيدة ــ 30 بيتاً

أبو الشهداء ــ 31 بيتاً

مولد الحسين عليه السلام ــ 16 بيتاً

شهيد الإباء ــ 25 بيتاً

أبا التضحيات ــ 17 بيتاً

مولد أبي الشهداء ــ 24 بيتاً

أبي الضيم ــ 34 بيتاً

يوم الحسين ــ 41 بيتاً

أبا البطولات ــ 3 أبيات

قبر الحسين عليه السلام ــ 4 أبيات

وفي السيدة زينب عليها السلام:

عقيلة بني هاشم 26 بيتاً

وفي السيدة رقية بنت الإمام الحسين عليه السلام

قصيدة 20 بيتاً

وفي أبي الفضل العباس عليه السلام:

حامي الظعينة ــ 13 بيتاً

يا أبا الفضل ــ 18 بيتاً

وفي مسلم بن عقيل:

سفير الحسين عليه السلام ــ 16 بيتاً

وفي ولدي مسلم بن عقيل عليهما السلام ــ 14 بيتاً

وفي الحر بن يزيد الرياحي ــ 18 بيتاً

وفي حبيب بن مظاهر 16 بيتاً

وفي الإمام علي بن الحسين (عليه السلام) 21 بيتاً

وفي الإمام الباقر عليه السلام:

ذكرى الامام الباقر ــ 15 بيتاً

باقر العلم ــ 14 بيتاً

وفي الإمام الصادق عليه السلام:

ذكرى الامام الصادق عليه السلام ــ 15 بيتاً

معجزة التاريخ ــ 20 بيتاً

وفي الإمام موسى الكاظم (عليه السلام) ــ 16 بيتاً

على ضريح الرضا ــ 23 بيتاً

ذكرى وفاة الجواد عليه السلام ــ 16 بيتاً

في ذكرى ميلاد الامام علي الهادي عليه السلام ــ 16 بيتاً

ذكرى الامام العسكري ــ 16 بيتاً

الإمام المهدي عليه السلام:

حامي الشريعة ــ 21 بيتاً

مولد الحجة عليه السلام ــ 20 بيتاً

وهذه نماذج من قصائده:

قال من قصيدة (مولد النور) وهي في ذكرى مولد النبي (صلى الله عليه وآله) وتبلغ (39) بيتاً:

شـعّ نـورُ الـمـصطفى مؤتلقاً     وبـأبـهــى حـلّـةٍ مـنـه كـسـاهـا

أيِّ عـيـدٍ قـد عـلـتْ هـيـبـتُـه     كزهـورِ الروضِ فوّاحٌ شـذاها

بـدرُ عـلـمٍ ومـــنـــارٌ زاخـرٌ     قـد تجلّى في السما عبـرَ مداها

ســيــرةٌ وضّــاءةٌ مـن مـكـةٍ     أشرقتْ كالشمسِ تزهو بسناها

عمَّتِ البُشرى كأنسامِ الصَّبا     تـبـعثُ العشقَ فما أبـهى رؤاها

وعـلا الـكـونَ ضـيـاءٌ بـاهرٌ     كـالـنـجــومِ الـغـرِّ يزدادُ بـهاها

كـلُّ قـلـبٍ دخـلَ الـعـشقُ به     يـومَ مـــيــــلادِ رسـولِ اللهِ طـه

أيُّـهـا الـنـاسُ عـلـيـه سـلّموا     ثـمَّ صـلّـوا فـهـوَ نـبراسُ هداها (24)

وقال في مدح أمير المؤمنين (عليه السلام) في عيد الغدير وتبلغ (41) بيتاً:

نـزلَ الـوحـيُ مُـعـلـناً للـبرايا     بـشِّـرِ الـيـومَ سـيِّدَ الأوصياءِ

ودعا القومَ قولُه اليـومَ أكـمَلـ     ـتُ لـكـمْ ديـنَـكـمْ بـخـيرِ نداءِ

قالَ: بلّغْ ان لـم تـبـلغ فـما اتـ     ـممتُ نهجَ الشريعةِ السمحاءِ

وإذا بـالـرسول نـادى عـلـيـاً     يا ابن عمِّي إليَّ بـاسمِ السماءِ

أنتَ بعديْ خـلـيفتيْ ووصيِّ     وإمـامُ الـهـدى ورمـزُ الإبــاءِ

أنتَ نبراسُ أمَّةٍ قـادها الإسـ     ـلامُ لـلـحـقِّ والإبـا والــفــداءِ (25)

وقال من قصيدة (مولد الزهراء عليها السلام) وتبلغ (23) بيتا:

يا بـنـتَ خـيـرِ الأنـبـيـاءِ ومـوئلاً     لـلـعـزِّ لـلـتـقـوى ونـبـعَ عـطاءِ

كـمْ مـن يـدٍ لـكِ بـالـندى مشهودةٍ     تـجـتـاحُ كـلَّ جـرائرِ الدُخَلاءِ؟

لـكِ مـثـلـمـا لــمــحــمـدٍ وقـفـاتـه     تهدي الورى للشرعةِ السمحاءِ

سـلبوكِ إرثاً وهــوَ مـلـكُ مـحـمدٍ     فـدكٌ غـدا نـهـبـاً إلـى الـلـؤماءِ

وعـدا عـلـيـكِ الـمشركونَ وإنَّهمْ     من ظلمِهم جُـبِلوا على الأرزاءِ

أولـم تـكـونـي قـدوةً لـنـسـائِـــنــا     ومـلاذَ كلِّ الإنـسِ مـن حـوّاء؟

يا دوحةَ الشرفِ العظيمِ مضـيئةً     ومـنـارةً لــلــهــمَّــةِ الــشــمَّــاءِ

تاريخُـكِ الـوضَّـاءُ نـورٌ مُشـرقٌ     مـتـألـقٌ فـي الـلـيـلـةِ الـظـلـمـاءِ

مـازالَ فـيـنا ساطعاً مـتـوهِّــجـاً     يــجــلــو ظــلامَ دجــنـةٍ سـوداءِ

ذكـراكِ سـفـرٌ لـلـمـآثـرِ والإبــا     يـهـدي الـورى لـمـحـجَّـةٍ غـرَّاءِ (26)

وقال في مولد الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام) وتبلغ (20) بيتاً:

سـلـيـلُ مــحـمـدَ سـادَ الـمـلا     هوَ الـعـيـلـمُ الـفذّ والموئلُ

فـديـتُ بـنـفـسـي خـيرَ الهداةِ     وفــي كـلِّ نـازلــةٍ يـعـدلُ

لَكَمْ شاقني ذكـرُكَ الـمـجـتلي     تمنّى الضحى لكَ يستقـبلُ

فـيـا مـرحـبـاً بسليلِ الوصيِّ     زكـيٍّ يـلـيـنُ لـه الـجـنـدلُ

ويشعلُ فحمَ الدجى بالضياءْ     لـه الـمـجـدُ مـن ألقٍ يرفلُ

جـلالـكَ نصبُ عيونِ الأنامْ     ونـورُ مُـحـيَّـاكَ لا يــأفــلُ (27)

وقال في الإمام الحسين (عليه السلام) وتبلغ (25) بيتاً:

أبـا الـشـهـداءِ يـا قـبـسـاً تـجـلّـى     عـلـى الـدنـيـا فـأبـهـرَها اتقادا

جـهـادُكَ رغـمَ أحـداثٍ تــوالــتْ     بـنـى لـلـثـائـريـنَ عـلاً وشـادا

ثـويـتَ وفـي جـوانِـحِـكَ الـرزايا     وخـلّـدتَ الـكـرامـةَ والـسـدادا

ولـقّـنـتَ الـنـفـوسَ دروسَ مـجدٍ     وخضتَ لنصرةِ الدينِ الجهادا

وفـضَّـلتَ المـنـونَ عـلـى حـيـاةٍ     فـلا عـيـشـاً رضـيتَ ولا بلادا

شـأوتَ الــخـلقَ فـي مـجدٍ رفيعٍ     وزادَ عُـلاكَ بـالـشـرفِ اتـقـادا

وحزتَ من الـمكارمِ في عُلاها     وفزتَ بـنـهـجِكَ السامي رشادا

أبا الشهداءِ طبتَ وطابَ مثوىً     هـواكَ وألـبـسَ الـدنـيـا حِـــدادا

فـأفـواجٌ تـطـوفُ عـلـيـهِ ثـكلى     تـقـبِّـلـه وتـحـتـشـدُ احــتــشــادا

وكـمْ خـدٍّ تـعـفَّـرَ فـي حــمـــاهُ     وقـلـبٍ بـاتَ يـمـحـضُـه الـودادا (28)

وقال في الإمام زين العابدين (عليه السلام) تبلغ (21) بيتاً

مـولايَ حـسـبُـكَ مـن إمـامٍ زاهـدٍ     قـد كـنتَ للإيمانِ خيرَ عِمادِ

يا ابنَ الحسينِ إليكَ غُرُّ عواطفٍ     غرَّاءَ تنبعُ من صميمِ فؤادي

أخـلـصـتُ حبي للإمامِ وكـيف لا     أزجـي الـثـناءَ الحلوَ للسجادِ

ونظـمتُ من سحرِ القريضِ لآلئاً     تـزهو سنىً كالكوكبِ الوقّادِ (29)

وقال في الإمام الباقر (عليه السلام) من قصيدة تبلغ (15) بيتا

كمْ من يدٍ لكَ للفصاحةِ واللغى     مـا الـبـحـرُ إلّا علـمكَ المتدفقُ؟

للهِ درُّكَ مــن إمـــامٍ عــــــادلٍ     سورُ الكتابِ لديكَ أصـلٌ مُعرقُ

دنياكَ وارفةُ المكارمِ والـعُـلى     ومـآثـرٌ فـيـهـا الـرجـا يـتـحـقـقُ

يا باقرَ الـعـلـمِ الذي من علمِه     سيلُ الـفـصـاحةِ من سماءٍ يغدقُ

منّـي إلـيـكَ تـحـيـة مـعـطـارة     تحكي الـنـسـائـمَ كالشمائمِ تعبقُ (30)

وقال في الإمام الصادق (عليه السلام) من قصيدة تبلغ (20) بيتا

مـقـلُ الـسـماءِ بكتْ بدمعٍ ساخنِ     من كانَ مـنـهلُ علمِه لمْ ينفدِ

الـطـبُّ والـتـاريـخُ والـفـقهُ الذي     قد جاءَ من ديـنِ النبيِّ محمدِ

هـوَ نـقطةُ العلمِ الغزيرِ ومن له     علمُ الكتابِ وبالمكارمِ يرتدي

سمتِ العقيدةُ فيه والفكرُ ازدهى     في كلِّ نـادٍ بـالـبـيـانِ ومعهدِ (31)

وقال في الإمام موسى الكاظم (عليه السلام) من قصيدة تبلغ (16) بيتا

أيـمـسـي فـي ثرى بغدادَ حيناً     سجيناً يكظمُ الداءَ الوبيلا؟

ثوى رهنَ السجونِ بلا نصيرٍ     وغرَّةُ مـجدهِ أبـتِ الأفـولا

فـوالـهـفـي عـلـيـهِ يُسامُ خسفاً     يـجـرُّ وراءَه الـقـيدَ الـثقيلا

أبـيُّ الـضـيمِ جلَّ الخطبُ فينا      يحزُّ فؤادَنا عـضباً صقـيلا

وأيـامٌ ظُـلـمتَ بها فـأضـحـتْ     تـدمِّـي طـرفَنا جيلاً فجيـلا

وتـطـفـحُ بـالـكـآبـةِ والـرزايـا     لتسقي أرضَنا دمعاً همـولا (32)

وقال في الإمام علي بن موسى الرضا (عليه السلام) من قصيدة تبلغ (23) بيتاً

مزارُ عليِّ بن موسى الرضـا     عليه القـلوبُ غدتْ تعكفُ

تـعـاظـمَ مـعـنـاهُ حــتــى غـدا     لـدى العـدِّ مبناهُ يستشرفُ

مـكـارمُــه لـلــورى جــمَّــــةٌ     وأفـضـالُــه فـرحٌ مُـسعِفُ

سـقى اللهُ قبرَ الإمامِ الغريـب     وحـيـا ثــراه صـبـاً ألـطفُ

فللهِ درُّكَ يــا ابـــن الأبـــــاةِ     أفي كلِّ قلبٍ هوى يكلفُ ؟

ثويتَ هنا والخشوعُ الرهيب     يـرفُّ كـمـا يُلثمُ المصحفُ (33)

وقال في الإمام محمد الجواد (عليه السلام) من قصيدة تبلغ (16) بيتاً:

ثـويـتَ يـضـمُّـكَ الـقبرُ الفسيحُ     ومـلءُ حِـمـاكَ آيـاتٌ تـفــوحُ

قضيتَ شبابَـكَ الـزاكـي جليـلاً     ومنكَ المكرماتُ غدتْ تفوحُ

وجسمُكَ في هجيرِ الشمسِ ثاوٍ     عليكَ الورقُ من شجوٍ تنوحُ

وقـلـبُـكَ إذ تُـقـطّـعُــه ســمــومٌ     يـقـطـره الـرَّدى قـلبٌ جريحُ

إليكَ ابنُ الرضا نهفو وفـينا الـ     ـتـيـاعٌ لا يــفــارقــنا لـحـوحُ (34)

وقال في الإمام علي الهادي (عليه السلام) من قصيدة تبلغ (16) بيتاً:

غـرسَ الـمـجـدَ والفضيلةَ والديـ     ـنِ واحيا بالخيرِ جدبَ البوادي

وأحـالَ الـظـلامَ ضــوءَ نــهــارٍ     يـتـبـاهــى بـلـيـلــةِ الــمـيــــلادِ

ودعـا لـلإبــاءِ والـــمـثـلِ الأعـ     ـلى ونـبـذَ الـضـلالِ والإلــحـادِ

طابتِ الأرضُ والسماءُ وفازتْ     دعـواتُ الـورى بـنـيـلِ الـمُرادِ

يـا كـريـمَ الـفـعالِ من نسلِ طه     ورثَ الـفـضـلَ من أبي الأنجادِ (35)

وقال في الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) تبلغ (16) بيتاً:

يا ابنَ الهداةِ الميامينَ الذينَ سَموا     بـعـزمـةٍ واقـتـدارٍ بـاتَ مـشــهودا

أكرمْ بمنْ صانه الهادي وعترتُه     كالعقدِ زيَّنَ مـن سـربِ المها جـيدا

أعـظـمْ به طاهراً عفَّتْ ضمائرُه     الله شــرّفــه قــدمــــاً وتــخـلـيــــدا

سـلـيـلُ حــيدرةٍ قد طابَ مغرسُه     كالغيثِ أمسى يدرُّ الفضلَ والجودا

يا وارثاً مـجدَه من صلبِ عترتِه     شـأى وحـطّ عـلـى العيّوقِ ممدودا (36)

وقال في الإمام المهدي المنتظر (عجل الله تعالى فرجه الشريف) تبلغ (20) بيتاً:

يا إمـامَ الـعـصـرِ الذي فيه فُزنا     وســــــعِدنا وخابتِ الأعداءُ

أنت واللهِ مـلـجـأ الـخـيـرِ لـلـتـقـ     ـوى إمـام ولـلأنـامِ اهـتـداءُ

فمتى ترسخُ العدالةَ في الأرضِ     ويُمحى عن الوجودِ البلاء؟

ومـتـى تـنـشـرُ الـمـحـبّـةَ فـيـنـا     ويـعـمَّ الإسلامُ فيه الرخاءُ؟ (37)

وقال في سيد البطحاء أبي طالب بن عبد المطلب (عليه السلام) من قصيدة تبلغ (21) بيتاً

للهِ درُّكَ مـــن أبــيٍّ أصـــيــــــــــدٍ     ورفيقِ دربٍ لـلـرسـالـةِ يـشفعُ

يـا مَـن بـهِ الأيَّـامُ حـازتْ رفـعـــةً     وكـريـمُ أصـلٍ بـالثباتِ مُرصَّعُ

إسـلامُـه إسـلامُ أهـلِ الـكـهفِ مَن     هاموا بدينِ المصطفى وتدرَّعوا

ورثَ المحامدَ والحجى من هـاشمٍ     في صـدرِهِ الإيـمـانُ لا يتصدَّعُ

مُــتــمــسِّــكٌ بــاللهِ جـــلَّ جـــلالُـه     وولاؤه طـــودٌ لأحــمــدَ أمــنـعُ

شـيَـمٌ هـيَ الـسـحـرُ الـحـلالُ نـديَّةٌ     ثبتُ الحشا، جمُّ الـمـناقبِ أروعُ

قد فُتَّ قلبُ المصطفى برحيلِ مَنْ     للـديـنِ حـصـنٌ لا يهونُ مُـمـنَّـعُ

فـإذا الـنـبـيُّ مُــهـاجـرٌ مـن بـعـدِه     مُذ غابَ ناصرُه الكـميُّ الأورعٌ (38)

وقال في أم البنين (سلام الله عليها) من قصيدة تبلغ (20) بيتاً:

فـهـيَ بـيـومِ الـطـفوفِ ما شهدتْ     شبلَ عليٍّ موزَّعُ الجـسدِ

كـــان أولادُهــــا الـذيــنَ هـــووا     مـطـالـعٌ مـن أهـلـةٍ بَــددِ

صابَ الأسى جُرِّعتْ فما وهنتْ     وقـلـبُـها لا يزالُ في كـمدِ

تـكـابـدُ الـفـادحـاتِ صــامــــــدةً     وباتَ منها الفؤادُ في جَلَدِ

لأهـلِ بـيـتِ الـرسـولِ مـخـلصةٌ     وغيرَ آلِ الرسولِ لمْ تجدِ

ولاؤهـا الـمـحـضُّ فـي مـودَّتهمْ     يحكيهِ كلُّ الورى بمحتشدِ (39)

وقال في عقيلة بني هاشم السيدة زينب (عليها السلام) من قصيدة تبلغ (26) بيتا

نـقـيـبـةُ أهـلِ الـبـيـتِ روحـي لـها الفدا     فما خابَ من قد جاءها يـتـلـهَّـفُ

أبـوهـا أمـيـرُ الـمـؤمــنــيـــنَ ومـنْ لـه     مواقفُ لا تُخفى ولا هيَ تضعفُ

أبوها هوَ الساقي على الحوضِ في غدٍ     وامُّ هيَ الزهـراءُ بالفضلِ أعرفُ

عـلـيـهـا رزايـا الـدهـرِ تُـتـرى وإنّـهـا     أشـدُّ مـن الـكـربِ الـعظيمِ وأعنفُ

كـأنْ لـم تـكـن تـدري الأعادي لـزينبٍ     مقامٌ رفيعٌ عاطرُ الـروضِ مُؤنفُ

لـهـا خُـلـقٌ كـالـفـجـرِ عـمَّـتْ ظـلالــه     ومـكرمةٌ باتتْ على الناسِ تشرفُ (40)

وقال في رقية بنت الحسين (عليها السلام) من قصيدة تبلغ (20) بيتا:

نشأتْ على حبِّ الـحسينِ وفضلِه     وحازتْ من الجاهِ الـذي لا يصدّقُ

وإنَّـكِ أهـلٌ لـلـــخــلـودِ وشــــأوهِ     فـذاكَ هـوَ الـمـجـدُ الـعظيمُ المُوفّقُ

وحُبُّكِ هذا ساكنُ القلبِ والـحـشـا     سـيـبـقـى مـنـاراً لـلـهـــدى يـتـألّـقُ

شعائرُ قدسٍ تملأ الأرضَ رحمةً     مدى الـعـمـرِ تـزهـو للبرايا وتبرقُ

وأيِّ مـزارٍ صـارَ لـلـنـاسِ مـلجأ     إليهِ التجى الراجي وفاضَ التصدّقُ

يتيمةُ أرضِ الـشـامِ ألـفُ تـحـيـةٍ     إلـيـكِ وقـلـبـي بـالـمـودَّةِ يــنـــطــقُ (41)

وقال في رثاء أبي الفضل العباس (عليه السلام) من قصيدته التي قدمناها وتبلغ (13) بيتا:

قضى سليلَ المكرماتِ صابرا     للهِ مـن صـدرٍ حوى كنزَ الهدى

قضى بجنبِ العـلـقـمـيِّ ظامياً     وذادَ عن ماءِ الفراتِ ما ارتوى

تاللهِ لا أنـسـاهُ كـالبدرِ على الـ     ـعسَّالِ يـجـلـو بـضـيـائِـه الدّجى

لـهـفـي عـليهِ ثـاويـاً مـنـفـرداً     وجسمُه ملقىً على جمرِ الـغـضا

مادتْ لرزئِه السماواتُ العُلى     وزلزلَ الـكونُ وضـجَّـتِ الـمـلا

يا وقعةَ الطفِّ وما أعـظـمُـها     من وقعةٍ دهـمـاءَ أورتِ الـحـشا

وقال في سفير الإمام الحسين (عليه ‌السلام) من قصيدة تبلغ (16) بيتاً:

جـاءَ بـاسـمِ الـحـسينِ يرسمُ للثـ     ـوَّارِ دربُ الفداءِ والمستحيلِ

في خضمِّ العذابِ ينقضّ كالنَّسـ     ـرِ على كـلِّ ظـالـمٍ ودخـيــلِ

أيّ يـومٍ كـادوا لـه شـرَّ كــيــــدٍ     والمروءاتُ آذنتْ بـالـرحـيلِ

قـد حـوتـه دارٌ لـطوعـة كـيـمـا     يتوارى عن زمرةِ الـتـنـكـيلِ

سيدي فـزتُ بـالـسـعادةِ في الدا     رينِ حتى كوفِئتَ بالـتـبـجيلِ

نَـمْ بـقـبـرٍ قـد تـاهَ فـخراً وعـزَّاً     راحَ يزهو بمجدِه كـلُّ جـيـلِ (42)

وقال في طفلي مسلم بن عقيل (عليهما السلام) من قصيدة تبلغ (14) بيتاً:

لمصابِ الطفلينِ سـالتْ دموعٌ     وبكتْ أعينٌ وشبَّ ضرامُ

كيفَ لا تندبُ الـملائكةُ شجواً     ولـمـجـديـهِما يُطأطأ هامُ؟

كيفَ لا تذرفُ الدموع لطفلي     مسلمٍ إذْ هُـمـا لـمجدٍ توام؟

أشرقا فـرقـديـنِ في جـنحِ ليلٍ     مـثـلما قد أطلَّ بـدرُ تـمـامِ (43)

وقال في الشهيد الحر بن يزيد الرياحي (عليه السلام) من قصيدة تبلغ (18) بيتاً

صـمـدتَ للهولِ، فما أحــرى     أنْ تكسرَ القيدَ ولا تـشرى

سللتَ سيفَ الحقِّ مُـسـتبـسِلاً     لـمَـنْ سـقـاكَ الـعـلقمَ المرّا

قـاتـلـتَ جـيـشَ ابـنِ زيادٍ فلا     مـخـشٍ قراعاً منه أو قهرا

وخضتَ كالأسودِ في جحفلٍ     حرباً ضروساً مالها أخرى

كـتـائـبُ الـضـلالِ مـزَّقــتـهـا     فـنـلتَ حمدَ الله والـشـكـرا

جعجعتَ بالـحـسـينِ في حينه     خـيَّـرتـه أن يُـدركَ الأمرا

إمَّـا إلـى الـكـوفـةِ مَـسـراهُ أو     يـسـلكُ دربـاً آخـراً وعْـرا

لكنْ رفضتَ الـعـيشَ في ذلّةٍ     فـتـبـتَ كـي تفوزَ بالأخرى

وسرتَ في ركبِ بني هـاشمٍ     مُناصراً في المحنةِ الكبرى

كـتـبـتَ سـفـراً لـبـطـولاتــهمْ     لـتــعـلـنَ الـحـقَّ لـنـا جهرا

أمُّـكَ قـد سـمَّـتـكَ حـرَّاً كــما     كـنتَ لدى الجلّى فتىً حُـرَّا

حسبُكَ أن تكونَ ليثَ الوغـى     وبـالـحـسـينِ تطلبُ الأجرا (44)

وقال من قصيدة تبلغ (16) بيتاً القيت في الحرم الحسيني الشريف بمناسبة ازاحة الستار عن ضريح الصحابي الجليل حبيب بن مظاهر الأسدي:

ضـريـحُـكَ المشرقُ المهيبُ     مِن جنّةِ الخلدِ يا حـبـيـبُ

الأسـديُّ الــمــطـــيــــــعُ للهِ     المواسي الشيخُ الـغـريـبُ

تـلـهـجُ فـي حـبِّــه دهــــــورٌ     وذكرُه في الدنى يـطـيـبُ

قـد فـازَ بـالـحـمـدِ والـمعالي     وفـضـلـه ظـاهـرٌ رحـيبُ

يـا أيُّـهـا الـثـائـرُ الــمــوالـي     حسبُكّ ما مرَّتِ الخطوبُ

تصولُ بالحزمِ صوبَ جيشٍ     تفتكُ بـالـغـدرِ مـا تـلــوبُ

وكـلـنـا الـيـوم يــا حـبـيـــبُ     سيفٌ لصونِ العلى ذريبُ (45)

......................................................................

1 ــ ديوان المديح والرثاء في محمّد وآل بيته النّجباء ــ مؤسسة الفكر الإسلامي ط١ 1422 هـ / 2001 م ص 80 ــ 81

2 ــ نفس المصدر ص 105 ــ 108

3 ــ نفس المصدر ص 117 ــ 118

4 ــ نفس المصدر ص 125 ــ 126

5 ــ ديوان بين الظلال بيت العلم للنابهين ــ بيروت 1424 هـ / 2003 م تقديم الدكتور يوسف عز الدين ص 208 ــ 209

6 ــ مدونة ابراهيم خليل (مؤرخون عراقيون) إبراهيم خليل العلاف ج1

7 ــ البيوتات العلوية في كربلاء للسيد ابراهيم شمس الدين القزويني الحائري 1382 هـ / 1963 م مطبعة كربلاء ج 1 ص 20 ــ 21

8 ــ نفس المصدر ص 9

9 ــ نزهة أهل الحرمين في عمارة المشهدين ج 1 ص 479

10 ــ بغية النبلاء في تاريخ كربلاء ص 139

11 ــ تاريخ الحركة العلمية في كربلاء ص 218

12 ــ الكليني والكافي ص ٩٣

13 ــ فصل تفرعات هذه الأسرة السيد ابراهيم شمس الدين القزويني الحائري في البيوتات العلوية في كربلاء ج 1 ص 8 ــ 24

14 ــ البيوتات العلوية في كربلاء ص 19

15 ــ دراسات أدبية ج 2 ص 104 مطبوع في مطبعة اهل البيت بكربلاء سنة 1960

16 ــ مجالي اللطف بأرض الطف ص 74

17 ــ مدونة ابراهيم خليل (مؤرخون عراقيون) ج 1 / موقع المتحف البغدادي / موسوعة ويكيبيديا

18 ــ مقال بعنوان: الدكتور سلمان هادي آل طعمة مؤرخا، الحوار المتمدن بتاريخ 25 / 2 / 2012

19 ــ نفس المصدر

20 ــ مقدمة كتاب تراث كربلاء منشورات: مؤسسة الأعلمي للمطبوعات ــ بيروت – لبنان، ط2 ١٤٠٣ هـ / ١٩٨٣م ص 9

21 ــ نفس المصدر ص 10 ــ 11

22 ــ نفس المصدر ص 12 ــ 13

23 ــ مقدمة ديوان بين الظلال ص 17

24 ــ ديوان المديح والرثاء في محمّد وآل بيته النّجباء ص 15 ــ 17

25 ــ نفس المصدر ص 44 ــ 48

26 ــ نفس المصدر ص 51 ــ 53

27 ــ نفس المصدر ص 63 ــ 65

28 ــ نفس المصدر ص 95 ــ 98

29 ــ نفس المصدر ص 141 ــ 143

30 ــ نفس المصدر ص 147 ــ 148

31 ــ نفس المصدر ص 155 ــ 156

32 ــ نفس المصدر ص 159 ــ 161

33 ــ نفس المصدر ص 165 ــ 166

34 ــ نفس المصدر ص 169 ــ 170

35 ــ نفس المصدر ص 173 ــ 175

36 ــ نفس المصدر ص 179 ــ 180

37 ــ نفس المصدر ص 185 ــ 186

38 ــ نفس المصدر ص 25 ــ 26

39 ــ نفس المصدر ص 59 ــ 60

40 ــ نفس المصدر ص 117 ــ 118

41 ــ نفس المصدر ص 121 ــ 122

42 ــ نفس المصدر ص 131 ــ 132

43 ــ نفس المصدر ص 133 ــ 134

44 ــ نفس المصدر ص 135 ــ 136

45 ــ نفس المصدر ص 137 ــ 138

كما ترجم له وكتب عنه:

إميل يعقوب / معجم الشعراء منذ بدء عصر النهضة ج 1 ص 495

كامل سلمان الجبوري / معجم الأدباء ج 3 ص 62 ــ 63

الشيخ محمد صادق الكرباسي / معجم المصنفات الحسينية ج 4 ص 13

الشيخ موسى الكرباسي / البيوتات الأدبية في كربلاء ص 430 ــ 436

السيد صادق آل طعمة / الحركة الأدبية المعاصرة في كربلاء ج 2 ص 46 ــ 55

الأستاذة آلاء عبد الكاظم جبار / سلمان هادي آل طعمة ومنهجه في كتابة التاريخ.. تراث كربلاء أنموذجاً

المرفقات

كاتب : محمد طاهر الصفار