رشيد السراج (1316 ــ 1385 هـ / 1898 ــ 1966 م)
قال من قصيدة في أبي الفضل العباس (عليه السلام):
قـــمـــرٌ تـجـلّـى نـــورُه الـــوضــاءُ بسما الطفوفِ فضاءتِ الأرجاءُ
قـد كـان حـيـدرةٌ لــطـــهَ نــاصــراً وبـســـيــفِـهِ لـلـديـنِ قــامَ بــنــاءُ
وكذا أبو الفضلِ الهزبرُ بـ (كربلا) فـي كـــفِّـــهِ لـلـديــنِ رفَّ لــواءُ
ولـزيـنـب الـكبرى سما فوق السُّهى بـوجـودِهِ يـوم الـطـفـوفِ خـبـاءُ (1)
الشاعر:
رشيد بن حسين بن مهدي الأسدي الحائري المعروف بـ (السراج) ولد في كربلاء ونشأ بها ودرس ــ بداية ــ العلوم العربية والدينية على يد قريبه الشيخ محمد السراج، ثم درس على يد خطيب كربلاء الشيخ محسن أبو الحب، وكانت تجمعه مجالس الأدب والخطابة في كربلاء بالخطيب الشاعر عبد الكريم النايف، والشيخ عبد الكريم الكربلائي، والسيد موسى أبي المعالي.
هاجر السراج إلى مدينة المحمودية لظروف عمله في التجارة لكنه لم ينقطع عن مزاولة الأدب فتعرف هناك على الشيخ هادي الخطيب والشيخ مرزة خليل الخليلي ودرس عندهما النحو والصرف، كما كانت له علاقات مع الأدباء والشعراء والخطباء أمثال: السيد محمد رضا الهنداوي، والخطيب والنسابة السيد مهدي عبد اللطيف الوردي.
كما كان السراج نشطاً في المشاركة في الاحتفالات والمناسبات الدينية ومواليد ووفيات الأئمة الأطهار (عليهم السلام) عبر قصائده.
وأخيراً عاد إلى مسقط رأسه كربلاء ومات ودفن فيها وأعقب ولداً واحداً هو الأستاذ عبد الهادي الأسدي مدير مكتبة ثانوية كربلاء للبنين
وللسراج ديوان مخطوط ضمَّ مختلف أغراض الشعر، يقول عنه السيد سلمان هادي آل طعمة: تلمس في شعره قوة التعبير وانسجام القول ورهافة الحس وسرعة البديهة). (2)
شعره:
قال من قصيدة في رثاء الإمام الحسين (عليه السلام):
هـلَّ الـمـحـرَّم فـي حـزنٍ وفي كدرِ أبكى الورى كـلّـها مـن سيدِ البشرِ
أبـكـى الـورى كـلـهـا حـزناً لسيدِها وفـخـرِها وحـماها مـن بني مُضَرِ
مـن الـعـراقِ وأهـلِ الـغـدرِ سار له كم من رسولٍ أتى يقفو على الأثرِ
والصحبُ منه غدتْ تترى بلا عددٍ أقـدمْ فـأنـتَ علـيـنـا خـيـرةُ الـخِـيَرِ
ولا إمـامَ لـنـا نـحـظـى بـصـحـبـتـهِ كـالأرضِ تـوَّاقـةٌ لـلـغـيثِ والمطرِ
يا ابنَ النبيِّ ويا ابـنَ الـطهرِ فاطمةٍ وابنَ الوصيِّ ونجلِ السـادةِ الـغررِ
الـديـنُ لـولاكَ مــا قـامـتْ قـوائـمُـه والـشـرعُ أحـكـامُـه لـولاكَ لـم تنرِ
لـبـيـتَ دعـواهـمُ لـــمَّـا دعـوكَ وذا شـأنُ الـكـرامِ تـلـبِّـي كـلَّ مُـنـكـسِرِ
حـتـى إذا جـئتهمْ تطوي الفلا عجِلاً لـلـديـنِ تـنـصـرُ من يرنو لمنتصرِ
عـلـيـكَ داروا كـأن لـم يبعثوا رسلاً بل حـاربـوكَ بـحدِّ البيضِ والسمرِ
يـا نـاصـرَ الدينِ يا مَن لا نصيرَ له يـذبُّ عـنـه ويـفـديـهِ مـن الـخـطـرِ
..................................................
1 ــ شعراء كربلاء ج 2 ص 82
2 ــ ترجمته وشعره في شعراء كربلاء ج 2 ص 80 ــ 84
اترك تعليق