محمد بن الفضل الهمداني (القرن الخامس الهجري / التاسع الميلادي)
قال من أبيات في رثاء الإمام الحسين (عليه السلام) والشهداء معه:
ألا يا قبورَ الطفِّ من بطنِ (كـربلا) علـيكنَّ من بـيـنِ الـقبورِ سلامُ
ولا بـرحتْ تسقي عـــــراصَكِ ديمةٌ يـجـودُ بـها سـحّـاً عـليكِ غَمامُ
ففيكنَّ لي حـزنٌ وفيكنَّ لـــــي جوىً وفيكنًّ لي بينَ الضلوعِ ضرامُ
أصابَ المنايا سـادتـي فـتـــــخرّموا ولـلــدهـرِ أحـداثٌ لـهـنَّ عُـرامُ
دهى ذكرهم قـلـبـي فـبـتُّ مُــــسهّداً ولــم يـدْهِ أولادَ الـحـرامِ فناموا
الشاعر
لم ترد ترجمة للشاعر في المصادر التي نقلت الأبيات سوى الإشارة إلى المصدر الذي نقلت منه، فقد نقلها السيد جواد شبر (1) عن الزوزني (2) ونقلها عن شبر المحقق الشيخ محمد صادق الكرباسي الذي اعتمد على وفاة الزوزني سنة (431 هـ) ونسب الشاعر إلى القرن الخامس الهجري (3) وقد اعتمدنا على ما أثبته الكرباسي.
وخلال تتبعنا للشاعر في المصادر وجدنا أن هناك ثلاث شخصيات حملت هذا الاسم لكن لا يوجد في ترجمتها مؤشر واضح على أن إحداها هي شخصية الشاعر وقد ارتأينا ترجمتها لعل الشاعر منها.
ذكر الحافظ أبو بكر محمد بن إبراهيم بن علي بن عاصم الأصفهاني المعروف بـ (ابن المقري) هذا الاسم ــ محمد بن الفضل الهمذاني ــ وأضاف إليه يوسف أي: محمد بن الفضل بن يوسف الهمداني وكنّاه بـ (أبي جعفر) وإنه ممن أخذ عنهم الحديث وقال عنه: (مؤذن بيت المقدس) (4)
كما ذكر هذا الإسم ــ محمد بن الفضل الهمداني ــ الخطيب البغدادي مع تغيير الاسم الثالث والكنية وإضافة لقب النحوي فقال في ترجمته: (محمد بن الفضل بن عيسى، أبو عبد الله الهمذاني النحوي: نزل بغداد وحدّث بها عن محمد بن مزيد التميمي، كتب عنه محمد بن عبد الله ابن بخيت وذكر أنه سمع منه في جامع الرصافة) (5).
ولا يُعرف بالضبط هل إن الشاعر أحدهما أم غيرهما.
كما جاء اسم الشاعر في عدة مصادر ضمن سلسلة سند في حديث عن أمير المؤمنين (عليه السلام) لما قال: (سلوني يا أيها الناس قبل أن تفقدوني - ثلاثا -) فقام إليه صعصعة بن صوحان فقال: يا أمير المؤمنين متى يخرج الدجال؟ ... الخ
فجاء في سند هذا الحديث كما يلي:
(أخبرنا عبد اللّه بن موهب المكتب قال: حدّثنا عتاب ابن هارون، قال: حدّثنا عبيد اللّه بن الفضل قال: حدّثنا ((محمّد بن الفضل الهمداني))، قال: حدّثنا أبو نعيم محمّد بن يحيى الطوسي قال: حدّثنا إبراهيم بن موسى الفراء الرازي قال: حدّثنا زيد بن الحباب قال: حدّثنا عيسى بن الاَشعث، عن جويبر، عن النزال بن سبرة قال: خطبنا علي بن أبي طالب عليه السلام على المنبر فحمد اللّه وأثنى عليه ...) (6)
وإذا افترضنا أن الشاعر هو نفسه كما جاء اسمه في هذا السند فهذا يعني أنه من شعراء القرن الرابع أو الثالث لأن الشيخ الصدوق روى الحديث والسند والصدوق توفي سنة (381 هــ) والله أعلم.
............................................
1 ــ أدب الطف ج 6 ص 333 (المستدركات)
2 ــ حماسة الظرفاء من أشعار المحدثين والقدماء لأبي محمد عبد الله بن محمد العبد لكاني الزوزني المتوفي سنة ٤٣١
3 ــ ديوان القرن الخامس ص 245
4 ــ المعجم في الحديث ص 15
5 ــ تاريخ بغداد ج 1 ص 374 الرقم 1505
6 ــ ذكر الحديث والسند الصدوق ــ كمال الدين وإتمام النعمة ج 2 ص 525 ــ 528 / الشيخ المجلسي ــ بحار الأنوار ج 52 ص 192 ــ 195 / الحر العاملي ــ إثبات الهداة بالنصوص والمعجزات ج 3 ص 522 / عثمان بن سعيد الداني ــ السنن الواردة في الفتن وغوائلها والساعة وأشراطها ص 135 ــ 136 / المتقي الهندي ــ كنز العمال ج 14 ص 612 ــ 614 حديث (39709) / الشيخ محمد علي التسخيري / الأحاديث المشتركة حول الإمام المهدي ص 16 إضافة إلى كثير من المصادر التي تحدثت عن الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف).
اترك تعليق