إلـى أبـي الـفـضـل الـعـبـاس (عـلـيـه الـسـلام)
لأيِّ شُـعـاعٍ مـن مـعـانـيـكَ أنـزفُ؟ *** فجُرحُكَ إنجيـلٌ، وقــلـبُــكَ مُـصـحَـفُ
لأيِّ جـراحٍ تـسـتـفـيـقُ أنــــــامـلـي *** إذا مـا اسـتـبـاحـتْ نشوةَ الناي أحرفُ
تراءتْ على طولِ المسافاتِ أنجُمي *** فلي فوقها مهـما جرى الصمتُ موقفُ
ولـي بـيـن آيـاتِ الـجـمـالِ مـديــنـةٌ *** ســقـتـهـا جراحاتٌ، ودمــعٌ يـرفــرفُ
أصـافـحُ لـيـلـي والـشموعُ كأحرفي *** تـضـيءُ سـواهـا وهـي للموتِ تزحفُ
فـتـصـحـو عـلى قيثارةِ الرملِ نخلةٌ *** تصارحني: أقصرْ فـعـصـرُك أجـوفُ
كـأن تـراتـيـلَ الـجـراحِ مـــواكــبٌ *** تــسـيــرُ رخـــاءً والـمـواويـلُ تـعـزفُ
تـعـلّـمـنـي أن الـحـــــــيـاةَ جـداولٌ *** لـهـا كـل فــجـرٍ مـن دمـائـكَ مـعـطـفُ
وإن صـلاةَ الـنـازفـيـن طـويـــــلـةٌ *** لـهـا دمـعـةٌ بـيـن الــفــراتــيــنِ تُـذرفّ
وان بـكاءَ الـمـيّـتـيـن حـكــــــــايـةٌ *** يـصـدّقُها قـلـبٌ كـمـا الـفـجـرُ مـرهـفُ
لأيَّ جـراحٍ مـن مـعـانـيك انـزفُ؟ *** وكـم دمـعـةٍ تــغـتـالُـنـا حــيـن تُـرشـفُ
وكـم آيــــةٍ تتُلى على أضلعِ المدى *** ويُـفـزِعُـهـا أن الـسـمـاواتِ تَـعــصـفُ
وكم ذكرياتٍ يكسرُ الصمتُ وقعَها *** تـمرُّ، ودمـعُ الــنــايِّ مـازالَ يــرعـفُ
تريهِ جراحاً يعرفُ القـلـبُ بَوحَهـا *** وتـسـقـيـه أعـذاراً لـمـا لـيــس يـعـرفُ
تـريـهِ سـحـابـاً يـمـلأُ الروحَ افقُــهُ *** وقـنــديـــلَ شـوقٍ بـالــمـحــالِ يـخـرِّفُ
اذا ما تشظّتْ أعينُ الضوءِ حـولـه *** تـرعـرعُ فـجـرٌ مـن لــيــالــيـهِ يـرجفُ
وتـرجـمُ آلامَ الـفــــــراتِ لـدجــلـةٍ *** بـدمـعٍ عـلـى خـدِّ الحـقــيــقـةِ يــعـكـفُ
وأضـمـرَ حـبَّ الأنـبـيـاءِ بـــقـلـبـهِ *** وأرسـلـه لـلــعـالـمـــيـن فــأخــلـــفـــوا
أريـقـتْ عـلـى كـفـيـكَ سبعَ سنابـلٍ *** خـلاصــتـهـا أن الــنــهــايــة أعــنــفُ
حـسـام الـبـطـاط
اترك تعليق