230 ــ عبدالله بن أبي طالب الفتى (القرن الخامس الهجري)

عبد الله بن أبي طالب الفتى (القرن الخامس الهجري / الحادي عشر الميلادي)

قال من قصيدة في مدح أهل البيت (عليهم السلام) تبلغ (20) بيتاً:

وزرِ الحسينَ بـ (كربلاءَ) وقُل له      يـا ابنَ الوصيِّ ويا سلالةَ أحمدِ

صاموكَ وانـتـهكوا حريمَكَ عنوةً      ورمـوكَ بـالأمـرِ الفظيعِ الانكدِ

ولو أنـنـي شـاهـدتُ نصركَ أولاً      روّيـتُ مـنـهـم ذابـلـي ومهنّدي (1)

الشاعر

قال المؤرخ والباحث الإيراني الشيخ رسول جعفريان: (ونجد لزاماً أن نشير إلى ترجمة أحد أدباء الشيعة الذين أهمِلوا، ولم يرد لهم ذكر، فقد قال الباخرزي في عداد شعراء العراق:

(الفتى عبد الله بن أبي طالب، الذي كان من الشعراء المعروفين في القرن الخامس، ويحتمل أنه كان يتردد على مدن منها أصفهان ونيسابور، إذ إن ولده كان مستوطنا في أصفهان). (2) ثم ذكر قصيدة الفتى.

وقد نقل الباخرزي المتوفى (467 هـ / 1075 م) هذه القصيدة رواية عن سليمان عبد الله بن أبي طالب الفتى ــ ابن الشاعر، فقال: أنشدني ابنه الأديب سلمان له قال: وإنما قاله على لسان الأمير حسام الدولة فارس بن عنَّان وكان ينقش في فص خاتمه:

أعدَّ للبعث أبوطالب     حبَّ علي بن ابي طالب). (3)

وقد اشتبه الشيخ محمد السماوي فنسبها إلى الأمير فارس المتوفى سنة 437 هـ حيث قال في ترجمته: (كان أميراً كبيراً، وفارساً خطيراً، وكان أديباً شاعراً مادحاً للأئمة عليهم السلام ممدحاً لمن سواهم من الأنام، فمن شعره فيهم عليهم السلام قوله ...) ثم ذكر القصيدة، وقد انفرد السماوي بنسبتها إلى الأمير فارس بن عنان (4)

أما القصيدة فهي:

بــمــحـمــدٍ وبــحــبِّ آلِ مــحــمـــدٍ      عـلـقـتْ وسـائلُ فـارسَ بن محـمدِ

يـا آلَ أحـمـدَ يـا مـصـابـيـحَ الـدجـى      ومـنـارَ مـنـهـاجِ الـسبيلِ الأقصـدِ

لـكـمُ الـحـطـيـمُ وزمـزمٌ ولـكمْ مِــنى      وبـكـمْ إلـى سُـبـلِ الهدايةِ نهتـدي

إنّــي بــكــمْ مُــتــوسِّــلٌ وبــحـــبـكمْ      مُـتـمـسِّـكٌ لا تـنـثـنـي عـنه يـدي

وعـلـيـكـمُ نـزلَ الـكــتـابُ مـفــصَّلاً      من ذي المعارجِ بالمنيرِ المـرشدِ

إن ابـنَ عــنّـانٍ بـكـمْ كـبـتَ الـعـدى      وعـلا بــحـبِّـكـمُ رقـابَ الـحُــسّـدِ

ولـئـنْ تـأخّـرَ جــســمُــه لـضـرورةٍ      فـالـقـلـبُ مـنـه مـخـيَّـمٌ بـالـمـشهدِ

يـا زائـراً أرضَ الــغــريِّ مُــســدّداً      سـلّـمْ سـلـمـتَ على الإمـامِ السيدِ

وزُرِ الـحـسـينَ بـ (كربلاءَ) وقُل له      يا ابـنَ الـوصـيِّ ويا سلالة أحمدِ

بـلّـغْ أمـيـرَ الـمـؤمــنــيـنَ تـحـيّـتـي      واذكـرْ له حــبِّـي وصدقَ تودّدي

صاموكَ وانـتـهـكـوا حـريمَكَ عنوةً      ورمـوكَ بـالأمـرِ الــفـظيعِ الأنكدِ

ولـو أنـنـي شـاهـدتُ نـصـرَكَ أولا      روَّيـتُ مـنـهـم ذابـلـي ومــهـنّـدي

مني السلامُ عليكَ يا ابنَ المصطفى      أبداً يـروحُ مـع الـزمـانِ ويغتدى

وعلى أبيكَ وجدّكَ الـمـخـتارِ والثــ     ــاويـنَ مـنهـمْ فـي بــقـيعِ الـغـرقدِ

وبأرضِ بـغـدادٍ على مـوسى وفـي      طـوسٍ عـلى ذاكَ الرضا المـتفرَّدِ

وبسرِّ من را فـالـسلامُ على الهدى      وعلى التقى وعلى الندى والسؤددِ

بالعسكريينِ اعـتـصـامي من لظى      وبـقـائـمٍ بـالـحـقِّ يـصـدعُ فـي غدِ

يـجـلـو الـظـلامَ بـنـورِهِ ويـعـيـدُها      عــلــويّــة فــيــنــا بأمـرٍ مــوصـدِ

إني سعـدتُ بـحـبِّــكــمْ أبــداً ومـن      يـحـبـبـكـمُ يـا آلَ أحـمـدَ يــســعــدِ

مـسـتـبـصـراً والله عونُ بصيرتي      مـا ذاكَ إلا مــن طـهـارةِ مـولـدي

ومن شعر الفتى:

ما شكّ في فضلِ آلِ فاطمةٍ      إلا امـــرئٍ مــا لأمِّـــه بــعــلُ

نـغـلٌ إذا الـحرُّ طابَ مولدُه      وكيف يهوى ذوي الـهدى نغلُ

خـدّي لأقــدامِ آلِ فـاطــمــةٍ      إذا تـخـطّـوا عـلـى الثرى نعلُ (5)

وقال شبر: (ولما كان الباخرزي صاحب الدمية قد سمع من ابن الشاعر فهو والشاعر من عصر واحد فحق لنا ان نعده من شعراء القرن الخامس) (6)

...................................................................

1 ــ دمية القصر ج 1 ص 385 ــ 387 / مناقب آل أبي طالب ج 1 ص 314 / أعيان الشيعة ج 8 ص 386 / أدب الطف ج 3 ص 274 / مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت بحث بعنوان (آفاق جديدة في تاريخ التشيع) وهو قراءات في كتاب (معجم أعلام الشيعة) للمحقق السيد عبد العزيز الطباطبائي، للمؤرخ الإيراني الشيخ رسول جعفريان - ج ٥٥ - الصفحة ١٩٣ / الإمام الكاظم وذراريه ص 406 / نقل منها الكرباسي (7) ابيات فيما يخص الإمام الحسين عليه السلام

2 ــ مجلة تراثنا ج ٥٥ ص ١٩٢ عن دمية القصر ج 1 ص 385 ــ 387

3 ــ دمية القصر ص ٣٨٥    

4 ــ الطليعة من شعراء الشيعة ج 1 ص 172

5 ــ أدب الطف ج 3 ص 276 نقلاً تلخيص مجمع الآداب لابن الفوطي ج 4 ق 3 ص 47 تحقيق الدكتور مصطفى جواد

6 ــ نفس المصدر والصفحة / الهامش

المرفقات

كاتب : محمد طاهر الصفار