214 ــ عادل الغضبان: (1322 ــ 1392 هـ / 1905 ــ 1972 م)

عادل الغضبان: (1322 ــ ١٣٩٢ هـ / 1905 ــ 1972 م)

قال من قصيدة في رثاء الإمام الحسين (عليه السلام) تبلغ (32) بيتاً:

يا (كربلاء) سقيتِ أرضَكِ مـن دمٍ      طهــرٍ أحـالَ ثراكِ كنزَ ثراءِ

مهما بلغـــتِ من الملاحةِ فالشجى      يـكسو ملامحَ حسنِكِ الوضاءِ

ان تنشدي الســــلوانَ فالتمسيه في      ذكرى الحسينِ وآلهِ السمحاءِ (1)

الشاعر

عادل بن حكمت الغضبان، شاعر وأديب وكاتب ومترجم ومسرحي مسيحي، ولد بمدينة مرسين في تركيا من أسرة تعود أصولها إلى حلب، وكانت الأسرة قد انتقلت إلى تركيا بحكم عمل والده الذي كان ضابطاً في الجيش التركي، ولكن هذه الأسرة عادت إلى جذورها فبعد شهرين من ولادة الشاعر انتقلت إلى مصر وفيها نشأ الشاعر ودرس وعمل في مجال الأدب والصحافة حتى ترأس تحرير مجلة (الكتاب) من عام ١٩٤٥ حتى عام ١٩٥٣ وبقي يرفد الساحة الأدبية والإعلامية حتى وفاته في القاهرة.

أما في مجال الشعر فللغضبان ديوان شعر كبير سماه (قيثارة العمر) وفيه قصيدة مطولة عينية عارض فيها قصيدة ابن سينا المشهورة عن الروح

ومن مؤلفاته أيضاً:

من وحي الإسكندرية / ملحمة شعرية ــ 1964

أحمس الأول / مسرحية شعرية

ليلى العفيفة / قصة

الشيخ نجيب الحداد / في سيرته وأدبه

وفي مجال الترجمة فقد ترجم عدداً من الأعمال الأدبية العالمية منها:

دون كيشوت

مملكة البحر

سجين زند

الامير والفقير

الزنبقة السوداء

قال عنه السيد جواد شبر في أدب الطف: (يمثل عادل الغضبان امتزاج المدرستين التقليدية والمجددة في صورة دقيقة صادقة، ويجمع في تكوينه روح حلب وروح مصر، مدرسة حلب التي جمعت بين الدعوة إلى الحرية ونظم الشعر وعرفت بعنايتها بالأسلوب البليغ الناصع وبالشعر الرصين، وبمدرسة مصر عاش طفلا في القاهرة وارتبطت مطالع حياته بمشاهدها وأدبها وأعلامها قال من قصيدة:

أمـــنـيـةٌ حـقّـق الـرحـمــنُ آيـتـهـا      يــــا ربِّ حقق لنا أقصى أمانينا

متى نرى الحقَّ خفاقَ اللواءِ على      مشارفِ المجدِ من عالي روابينا

متـى يرى الوطن الغالي محطمة      أغـــــــلالَـه بـسـلاحٍ مـن تآخينا)

شعره

قال من قصيدته في رثاء الإمام الحسين (عليه السلام):

أقـصـرْ فـكـلُّ ضـحـيـةٍ وفــــــــــداءِ      فـلـكٌ يبثُ سنا أبي الشـــــهداءِ

فلكٌ جلتْ شمسَ الحسينِ بــــــــدورِه      والـبـدرُ يـجـلوهُ ضياءُ ذكـــاءِ

يـعـتـزُّ الاستشهادُ أنَّ سمــــــــــــاءه      تزري محاسنُهـا بـكلِّ ســــماءِ

جمعتْ كرامَ النيّراتِ فـــــــرصَّعتْ      بـمنـوَّعِ الأنـوارِ والأضـــــواءِ

إشــراقُ إيـمـانٍ ونــــــــورُ عـقـيـدةٍ      وشـعـاعُ بـذلٍ وائـتــــلاقُ فداءِ

وسنـا نفوسٍ تستميــــتُ فدى الهدى      وتـذودُ عـنه مصارعَ الأهــواءِ

شهـبٌ من الخــــــــلدِ المنيرِ أشـعّها      أفـقُ الـفـدى قـدســيّـةُ الـــلألاءِ

وزهتْ بها ذكــــرى الحسينِ وإنّـها      ذكرى لـيومِ النشرِ رهـــنُ بقاءِ

إنَّ الـخـلـودَ لــــــــــنـعـمةٌ عـلـويـةٌ      يُجزى بها الأبطالُ يــومَ جـزاءِ

يرنو إلـيـــــهـا العـــــالمونَ ودونها      غـمـراتُ أهوالٍ وطـولُ عــناءِ

بالعبقريةِ والـجـهــــادِ يـحـوزُهـــــا     طـلابُها والصبرُ في الـبــــأساءِ

حسبُ الحسين ثمـالـة من فـــــضلِه      حـــــتى يُخلّدَ في سنىً وســـناءِ

لـكـنـه كـسبَ الـخـلــودَ بـــــنــــائلٍ     ضخمٍ من الحسناتِ والبـرحــاءِ

بالبرِّ والـخـلـقِ الكـريـــــمِ وبالـتقى     والـقـتـلِ ثــــم تـمزّقِ الأشـــلاءِ

حيِّ الحسينَ تُحي ســبـــــطَ أكـارمٍ     أهـلَ النــــدى والعـزةَ القعــساءِ

رمزُ النبيِّ إلى الفـضــــائـلِ والعُلى     لمّا دعــــــــاهُ بأجـملِ الأســماءِ

ورَث الشجاعةَ والنهــى عن هاشمٍ      والنبـلَ رقراقــاً عـن الزهـــراءِ

وغزا قـلـوبَ دعــــــاتِــه وعـداتِـه     بـفــضـيـلـتـيـــنِ مــروّةٍ ووفــاءِ

فإذا أغارَ ثناه عن خـــــدعِ الوغى     شـــرفُ الفــؤادِ وعـفّةُ الــحوباءِ

لهفي على هذه المــــــــآثرِ أعملتْ      فـيــها سيــوفُ الوقــعةِ النــكراءِ

عجباً تعاديهِ الصــــــوارمُ والـقـنـا      وتـحــلّه الـــمهـجاتُ بــالســوداءِ

حمَّ القضاءُ فسارَ عـجـلانَ الخُطى      لتغوصَ فيه ســهامُ كــلِّ مُــرائي

يا ويح زرعةَ أي يُـــسـرى قدَّ مِن      سمحٍ تحلّـى باليـــــدِ الــبيضــاءِ؟

يا ويحَ شمرٍ أيَّ رأسٍ حــــــزَّ مِن      مستأثرٍ بـصدارةِ الرؤســــــــاءِ؟

ويـــــحَ الخيولِ وطأنَ جثّةَ فارسٍ      أن يـعـلـــــــــهنَّ يجلنَ في خُيَلاءِ

ويحَ الأكـــــــفِّ شققنَ سترَ خبائِهِ      ورجـعـنَ في بُـــــردٍ وحِليَ نساءِ

ويحَ السياســــــةَ والمطامعَ والقُلى      مـاذا تورِّثُ من أذىً وبــــــــلاءِ

تحظى ببغيتِها وتــــــــخلفُ بعدَها      مـا شئـــــتَ مِن ثأرٍ ومِن شحناءِ

غرستْ بأهليها السخائــمُ فارتوتْ      بدمِ الحسيــــــنِ مغارسُ البغضاءِ

يا (كربلاء) سقيتِ أرضِكِ من دمٍ      طـهـرٍ أحــــــــالَ ثراكِ كنزَ ثراءِ

مهما بلغتِ من الملاحـــةِ فالشجى      يـكسو مــــــلامحَ حسنِكِ الوضاءِ

إن تنشدي السلوانَ فالتمسيـــهِ في      ذكـــــــرى الحسينِ وآلهِ السُّمحاءِ

..........................................................

1 ــ ترجمته وشعره في: أدب الطف ج 10 ص 287 ــ 289

كما ترجم له:

خير الدين الزركلي / الأعلام ج 3 ص 243

كامل سلمان الجبوري / معجم الأدباء ج 3 ص 271

عبد الله يوركي حلاق / من أعلام العرب في القومية والأدب ص ١١٣ ــ ١٢٤

أحمد قبش / تاريخ الشعر العربي الحديث ص ٤٦٦

يوسف أسعد داغر / مصادر الدراسة الأدبية ج ٣ ق ٢ ص ١٤٩٥

المرفقات

كاتب : محمد طاهر الصفار