رشيد ياسين (1350 ــ 1433 هـ / 1931 ــ 2012 م)
قال من قصيدة (ثورة الحسين) وتبلغ (57) بيتاً:
إيهِ يا (كربلاءَ) كمْ خَضَبَتْ أر ضَكِ أهـــــواءٌ ثمَّ أو غدورِ
كمْ ظلومٍ أقامَ فيــكِ على الأشـ ـلاءِ أركـانَ عرشِهِ والسريرِ
كـمْ شهيدٍ كانتْ دمــــاهُ وَقِـيـداً لـسـراجِ الآمالِ في الديجورِ (1)
ومنها:
إيهِ يا (كربلاء) عــــودي بهاتيـ ـكِ المآسي من نائياتِ العُصـورِ
وصِفي مــوكبَ الحـسينِ وقد قا مَ يـلـبَّـي ضـراعـةَ الـمُـستـجـيـرِ
ومضى يقطعُ الصحـارى مُجِدّاً بين رملٍ من لفحِــــــــها وهجيرِ
ومنها:
قاصداً (كربــلاءَ) حتّى إذا ما أنزلتـه فــيـهـا يـدُ الـمـقـدورِ
ومـضى يـــسألُ الاُلى بايعوه بعـهـودِ الـخـداعِ والـتـغـريـرِ
كيف خانـوا أما لديهمْ فضولٌ مـن إباءٍ أو وازعٍ من ضميرِ (1)
الشاعر
رشيد بن ياسين بن عباس الربيعي، شاعر وكاتب ومترجم وناقد أدبي ومسرحي، يعد من روّاد التجديد في الحركة الشعرية في العراق والوطن العربي، ولد في بغداد من أسرة شيعية تعود إلى عشيرة ربيعة، ودرس في مدراسها ثم أكمل دراسته خارج العراق حيث غادره بسبب نشاطه السياسي.
تخصص ياسين في الفنون المسرحية فتخرج من معهد الفنون المسرحية في صوفيا (بلغاريا) عام 1969، وحصل منه على ما يعادل شهادة الماجستير عام 1971، ثم نال شهادة الدكتوراه في العلوم الفلسفية والجمالية من جامعة صوفيا. (أكاديمية كراستيو سارافوف الوطنية)
بدأ بكتابة الشعر في سن مبكرة وكان يجيد البلغارية، والإنجليزية أضافة إلى العربية وترجم كثيراً من الأعمال الأجنبية إلى العربية، وعمل محرراً وناقداً أدبياً ومسؤولاً في عدة صحف ومجلات عراقية وعربية كما عمل مذيعاً ومترجماً في عدة مؤسسات ثقافية عربية وأجنبية منها:
جريدة الجبهة الشعبية ــ محرراً عام 1950
جريدة النبأ اليومية البغدادية ــ مسؤول الصفحة الأدبية 1951
مجلة الجندي السورية ــ محرراً 1956
إذاعة صوفيا (بلغاريا) ــ مترجماً ومذيعاً 1963 ــ 1969
مجلة الموقف الأدبي الصادرة عن اتحاد الكتاب العرب في دمشق ــ محرراً 1972 ــ 1973
جريدة المحرر اللبنانية ــ ناقداً أدبياً 1973 ــ 1976
جريدة بيروت ــ رئيساً القسم الثقافي 1974 ــ 1976
المؤسسة العامة للسينما والمسرح في بغداد ــ رئيس قسم الأبحاث والوثائق المسرحية ثم المشاور الدرامي ثم المستشار الفني للمؤسسة 1976 ــ 1980
المؤسسة العامة للشؤون الثقافية ــ 1985 ــ 1988
جريدة الجامعة ــ رئيساً للقسم الثقافي 1989
جامعة صنعاء (اليمن) ــ أستاذاً للأدب العربي 1997 ــ 2004
جامعة مشيغان (ديربورن) الأميركية ــ أستاذاً للغة العربية ــ 2005
له أعمال أدبية شعرية ونثرية، أما في الشعر فقد أصدر خمسة دواوين هي:
1 ــ أوراق مهملة ــ 1972
2 ــ الموت في الصحراء ــ 1986
3 ــ من أوراق یولیسس في رحلة الضياع ــ 2002
4 ــ فارس الموت ــ 2004
5 ــ الدمية الحزينة
أما أعماله النثرية فله كتابان في النقد الأدبي والمسرحي هما:
1 ــ دعوة إلى وعي الذات / دراسات ومقالات نقدية في المسرح ــ 2000
2 ــ الثعلب الذي فقد ذيله / دراسات نقدية في الشعر والشعراء ــ 2004
أصيب ياسين بالشلل التدريجي فوق النووي وتوفي بمنزله في سانتران ويست إند بسانت لويس في ولاية ميسوري في الولايات المتحدة الأمريكية ودفن في ليماي بمقبرة بارك لون. (2)
شعره
كتب ياسين قصيدته (ثورة الحسين) عام (١٩٤٥) وألقيت في حفل كبير بمدينة البصرة في ذكرى عاشوراء من نفس السنة وقد شارك في نفس الحفل الشاعر الكبير بدر شاكر السياب بقصيدته (رسالة الى يزيد) وقد نشرت القصيدتان في كتاب (يوم الحسين). يقول ياسين في قصيدته:
حـدَّثـيـنـا عـن يـومِهِ المَأثــــــــــــورِ وارفعـي عنه حالكـاتِ السِّتـورِ
وابـعـثـيـه يا ذكريــــــــــــاتُ دموعاً في المـآقي ووقدةً فـي الصدورِ
وأنـيـري لـلـخـابـطـيـنَ بــديـجـــــــو رِ الضـلالاتِ والعَـمَاءِ الكبـيـرِ
صفحةً للجهادِ قـد سطّرتــــــــــــــهـا رسلُ الـحقِّ بالنجيـعِ الـطـهـورِ
حـدَّثـيـنـا عـن نهضةٍ ذعــــــــرَ الطا غوتُ مـن رجعِهـا الأبيِّ النذيرِ
واستـفاقـت نـدمــانُـه وهـــــوى الـكـأ سُ ومادتْ جوانـبُ الـمـاخـورِ
وانجلتْ ظلمةُ الخنــــــــــــوعِ فهبَّـتْ زمـرُ الـمـسلـمـيـنَ لــلـتـكـفـيـرِ
فـإذا الـشـامُ مــــــــــــــــلـعـبٌ للمنايا وإذا الملكُ كالـحـطــامِ الـنـثـيـرِ
وإذا الــــــــــغاصـبـونَ من آلِ حربٍ ميسمُ العارِ في جبيــنِ الـدهـورِ
شــــرَّدٌ كالنـعـاجِ أذعــرَهـــا الـنـصـ ـلَ ففرَّتْ ومـالهـا مــن مُـجـيـرِ
ذاكَ عرشُ الطاغوتِ قـامَ على الرقِّ فألــــوى به انـتـفــاضُ الأسـيـرِ
ومنها:
ومـضى يــــسألُ الاُلـــــــى بايعوه بعـهـودِ الـخـداعِ والـتـــغــــريـرِ
كيف خانــوا أمــــــا لـديهمْ فضولٌ مـن إباءٍ أو وازعٍ مــن ضـــميرِ
لـمْ يجدْ غيــــــرَ أنفــسٍ دنَّـسـتـهـا شهواتٌ مـــسعورةٌ في الصــدورِ
زمـرٌ بــــــاعـتِ الكــرامـةَ بـالـمـا لِ وداســت على النُّهى والشعورِ
وأتــــــت تحملُ الحسينَ علـى طا عـةِ جـبَّــارِهـا الأثـيـــــمِ الـكفـورِ
فـانـبرى مـشعـلُ الإباءِ حــــــسينٌ صــــــارخاً فـي قطيعِها المأجورِ
يا عبيدَ الـزُّناةِ مـن آل ســــــــفـيـا ن ويــا باعـةَ الـتّـقـــى بـالـفجـورِ
لـمْ أجـئ طـامـعـاً لديــــــكـمْ بمُلكٍ رفـــعـــــــتـه مُـقـوَّساتُ الظهـورِ
فنفوسُ الـهُـداةِ تـــــــرغـبُ عــمّـا تهــبُّ الأرضُ مـــن متاعٍ حقـيـرِ
إنّـمـا جـئـــــــتـكـمْ لأرفــعَ عـنـكمْ ألـــفَ وزرٍ وألـــفَ قـــيـدٍ ونـيـرِ
وأزيـــــــحَ الآثـامَ عـن ألقِ الحـقِّ وألــــوي بـسـطـــوةِ الــــسـكَّـيـرِ
مستبيحِ الأعراضِ في مخدعِ البغـ ـي وجـــــــلّادِ شـــعبِهِ المأسـورِ
يا ضحايا الـشرورِ جئـــــتُ أقيكمْ بكـياني إعصـــارَ تـــلكَ الشرورِ
غـيرَ أنّ العينَ الـتـي تـألـفُ الـظـ ـلّ ماءً, تخشى أن تــستحمَّ بنورِ
فـتـروَّوا حـينـاً ولـكـنّـمــــا الـشهـ ـوةُ غالتْ فيهـــمْ بقايا الـضـمـيـرِ
فـانـبـروا كـالـذئابِ تـغـتـرفُ الـدّ مَ لـتـطـفي مــــن غلِّها الـمسعـورِ
واسـتحرَّ الـقـتـالُ فـالأرضُ سَـيلٌ مـــــــــن نـــجيعٍ ومدرجٍ للنسورِ
ورجـالُ الـحـسينِ يـهوونَ كـالأنـ ـجمِ في لـجَّـــةِ الـفـنــاءِ الـغـمـيـرِ
يـا لـها ساعـةٌ أفـاضتْ على الدنـ ـيا سـنـاءً مــــن دامياتِ النـحـورِ
وانجلى الـنـقـعُ والـحسينُ وحـيـدٌ ما له في جـهــــــــادِهِ من نصـيرِ
وأنـيـنُ الـجَرحى ونـوحُ الثكالـى بـنـشيجٍ مـــقــــــــــــطَّعٍ محـرورِ
فـانـتـضى سيفَـه وهـبَّ إلــى البا غيـنَ غـضـبانَ هازئاً بالمـصـيـرِ
دائـراً في جموعِهـمْ يـزرعُ الـمو تَ فـتعـــدو ـكـالأرنـبِ المذعـورِ
ومـضـى فـي نضالِهِ غـيرَ أن الـ ـفـردَ يـــعـيـا أمـامَ جـمـعٍ غـفـيـرِ
فتهاوى علــى الـثرى وتـقـضَّـتْ بُـــــــــــقـيـةٌ مـن لهافةِ المحرورِ
فانبرت طغمــــةُ الزِّنى تطأ المو تـى وتـقسو على عذارى الخدورِ
يا شهيدَ الإخــلاصِ كمْ من شهيدٍ فـــــــجَّرَ النورَ من ظلامِ القبـورِ
يـا نبيَّ الجهـــــادِ فـي كـلَّ قـلـبٍ أنـتَ جـــــرحٌ مخضّـبٌ بـالـنـورِ
أنتَ حادي الأقوامِ إنْ غـامَ مرقا هـا وتـاهـتْ فـي عُـتمةِ الديجـورِ
ليس تهوي صــــــروحُ دينٍ بناهُ رسـلُ الـحـقَّ بالنجيـــعِ الـطهـورِ
.......................................................
1 ــ نشرت في كتاب يوم الحسين ص 124 ــ 127 وهو مجموعة القصائد والخطب التي اُلقيت بمناسبة ذكرى الإمام الحسين (عليه السلام) للسنوات ١٣٦٧ - ١٣٧٠ هـ تأليف عبد الرزاق العائش
2 ــ ترجمته عن: موقع معرفة / موقع أي عربي ــ من هو رشيد ياسين / دميةُ رشيد ياسين الحزينةُ وتقنياتها السرديّة لعبد الرضا علي ــ موقع ديوان العرب بتاريخ ٥ / 2 / ٢٠١٣ / موقع بوابة الشعراء بتاريخ 14 / 9 / 2007
كما ترجم له وكتب عنه:
عبد العزيز البابطين / المعجم ج 2 ص 344
حميد المطبعي / أعلام العراق في القرن العشرين ج 1 ص 76
فلاح الجواهري ــ وعيٌ على ذكرياتي ــ رشيد ياسين، موقع إيلاف بتاريخ 15 / 2 / 2016
الدكتور عامر هشام الصفار / الشاعر العراقي الكبير رشيد ياسين في ذمة الخلود، مجلة أقلام بتاريخ 4 / 5 / 2012
محمود النمر / اتحاد الأدباء يستعيد الشاعر رشيد ياسين ــ جريدة المدى العدد 2532 بتاريخ 9 / 7 / 2012
اترك تعليق