وأتيتُ أجهلُ، من أكونُ؟ ومن أنا؟ لا وجهَ لي ففَمي أضاعَ الألسُنا
ودنوتُ ألتمسُ الحسينَ وغُربتي *** أبـديّـةٌ، فـتـسـاقـطـتْ لـمّا دنا
هـذي يـداكَ نـوافـذٌ مـفـتـوحـةٌ *** فـدخلتُ في حَرمِ القداسةِ مُؤمِنا
وسكبْتُ رُوحي في مدارِكَ خائفاً * أن يستريحَ الجُرحُ أو أن يَسْكُنا
هذي الخيامُ نداءُ زينبَ لم يزلْ *** عـبّـاسُـهـا عـند الضفافِ مُؤذِّنا
وحسينُ غيبُ الماءِ أسرجَ قلبَهُ *** مـوجـاً ربـيعيَّ الهدوءِ وَسوسَنا
أتنفّسُ الوجعَ الـكـثـيـرَ فـكـربـلا *** نـهرٌ من الترتيلِ موطنُهُ السَّنا
وأتيتُ خيمتَكَ القريبةَ من دَمي رأسي على رمحِ انتظارِكَ ما انحنى
لكنَّنِي والماءَ لم نَنْبتْ سوى ** عطشٍ على بابِ اخضرارِك مُذعِنا
ووقفتُ لا سـحـبٌ تـبـلّـلُ دمعتي *** ثـم انـحنـيـتُ فـلا مسافةَ بيننا
لأهشَّ ذَنبي فالمآربُ غربةٌ *** مـا أصـطـلـي؟ والـليلُ فيَّ تـفرْعَنا
ومددْتُ عيْناً لا ضفافَ لنهرِها *** خجْلَى وتبحثُ، من يَراها أعْيُنا
هَبْها ارتـعـاشـةَ دمعةٍ مصلوبةٍ *** تـتـنـفّـسُ الليلَ الطويلَ المُحزِنا
يا كربلاءُ متاعُ عُذري شاحبٌ ** حـرفٌ قليلُ الماءِ لم يصلِ المُنى
ومُناهُ أنْ يخضَرَّ جُرحاً أسمراً ** أن يـشربَ المعنى لرملِكَ مَوطنا
فاقبلْ أبا الأحرارِ حرفاً ظامئاً *** لـيـسـيحَ في معنى خلودِكَ مُوقِنا
امسحْ على لُغتي فَلوْنُ صباحِها *** بـسـهـامِ قـلـبـكَ ما يـزالُ مُكفَّنا
فمواسِمي ليلٌ وفانوسِي هوىً *** غـادرتُـهـا وأتيتُ شمـسَكَ مَسْكنا
فاقبلْ خطاً جاءتْ إليكَ غريبةً *** وقفتْ أمامكَ تستغيثُ من الوَنى
لا قمحَ لي إلا عطاؤُك سيَّدي *** دعْـنـي أطـوفُـكَ عـاشقاً قدْ أَعْلنا
أحمد الخيال
اترك تعليق