معراج في سماء الدمع

إلى سيد الشهداء (عليه السلام) وهو يعرج في سماء الخلود

غادرْ إلى حيثُ يروي صـوتَـكَ الأفقُ *** يا لمحةً من سخـاءِ اللهِ تنبثقُ

غادرْ عن الصمتِ يا تكبيرةً صدحتْ *** بها ملائكُ ربِّ الكـونِ تنطلقُ

فـمـا بـبـكـةَ إلّا أنـتَ إن عـدلـتْ *** عـنـهـا دروبـكَ يوماً صـابها القلقُ

إذ يرتـجـيـكَ عـراقُ الليلِ كوكبهُ *** فـأنتَ مـن قـبـله يحدو بـكَ الأرقُ

نادَتكَ كـلّ عـيـونِ الخلقِ بلسمَها *** وأنـتَ أنوارُهـا تـحدو بكَ الطـرقُ

يـسـتـأنـسُ الغيمُ في كفّيكَ زخّتَهُ *** إذا رأيـتَ نـبـيـلاً صـابـهُ الـمــلـقُ

فـكـيـفَ كـفّـاكَ والأوطانُ ظامئةٌ *** لـعـالـمٍ فـيـه أنـتَ الفجرُ والـغسقُ

تمشي بسرعةِ نزفٍ كنتَ ممتلكاً *** أشـجـانَ ألـفِ نـبيٍّ خلفـكَ التحقوا

شابهتَ جدّكَ بالمعراجِ إذْ سطعت *** أنـوارُهُ فـي سـمـاءٍ مـسّها النسقُ

أسرى إلـى حـيث أملاكٍ تصاحبُه *** وأيـن مرٌّ تـمـشّـى نـحـوه الغدقُ

لـكـنّـهُ عـادَ لـيـلاً بـعـدَ رحـلـتـهِ *** ولـم تـعـدْ غـيـرَ دمـعٍ لـمّهُ الحدقُ

كنتَ انتظاراً لمن لم يمتلكْ عبقاً ** فـصرتَ شوقا لصدرِ الموتِ تعتنقُ

وكربـلاؤكَ يـا أشـجـانَ زينبها *** يا لحظةَ الوحيِ في قلبِ الذينَ بقوا

من حـاءِ ألـفِ حـياةٍ أنـتَ نبـضتُها *** لـنـونِ ألـفِ نـعـيـمٍ فـيـكَ ينعتقُ

يا كبرياءَ الـذيـنَ استنبطوا أمـلاً *** من ضفّتيكَ ومهما في هواكَ لقَوا

سيرسمونَ على الأضلاعِ أسـطُرَهُم * بدفء عالمكَ القدسيِّ هم وثـقوا

قاسم العابدي

المرفقات

: قاسم العابدي