حسين الحرباوي: (توفي 1324 هـ / 1906 م)
قال من قصيدة في رثاء الإمام الحسين (عليه السلام) تبلغ (39) بيتاً:
أصبراً وآجامُ الأسودِ بـ (كربلا) بها النارُ شبّتْ والهزبرُ قتيلُ
وتلكَ على عُجفِ النياقِ نساؤكمْ لـهـا الله تُـسبى والكفيلُ عليلُ
عـهـدتـكمُ تـأبى الصـغارَ أنوفُكم وأسـيـافُـكـم لـلـراسياتِ تزيلُ (1)
الشاعر
من الشعراء الذين يأتون بصمت ويرحلون بصمت مخلفين وراءهم بصْمَتَهم التي تنتظر من يزيح الغبار عليها، وقد بخل التاريخ علينا حتى بنسبه وتاريخ مولده، رغم قوة شاعريته، ولم نجد من تطرّق إلى ترجمته مفصلاً.
قال عنه الخاقاني: (لا أعرف عنه شيئاً غير أني وجدت في مجموع فيه شعر كثير لشعراء الحلة موجود بالكاظمية بمكتبة المرحوم الشاعر الأديب محمد رضا شالجي موسى المتوفى قبل عام وفيه وجدت هذه المقطوعة وقد كتب في أولها ما نصه: للحاج حسين الحرباوي الحلي هذه القصيدة وقد نقص آخرها...) (2)
وقال السيد جواد شبر: (الحاج حسين الحرباوي، هو شاعر بغدادي رأيت له عدة قصائد يمدح بها أمير المحمرة الشيخ خزعل خان المتوفى سنة (١٣٥٥هـ) فلا بد وأن يكون من معاصريه، ولقد أثبتها الشيخ جواد الشبيبي في مؤلفه المخطوط عن أمير المحمرة ذكره الباحث علي الخاقاني في شعراء الحلة وهو ليس بحلّي حيث أنه وجد له شعراً مع شعراء الحلة) (3)
وذكره الدكتور سعد الحداد في شعراء الحلة وقال: (ونحن إذ نثبته مع رأي الخاقاني آملين أن نعثر على مصدر آخر يرشدنا إلى سيرة الرجل وحياته إن شاء الله) (4)
أما قصيدته الحسينية التي ذكرها شبر فمنها:
فتدعو حماةَ الجارِ مـــــــن آلِ هاشمٍ بـــــــصوتٍ له شمّ الجبالِ تزولُ
أهاشمُ هبّي وامتـــــطي الـصعبَ إنه لكِ السيرُ إن رمتِ العراقَ ذلولُ
أهاشم قومي وانتضي البيض للوغى فوِتــــــرُكِ وترٌ والذحولُ ذحولُ
أصبراً وأنجادُ العشيرة بالـــــــــعرا على التربِ صرعى فتيةٌ وكهولُ
أصبراً ورحلُ السبطِ تنهبه الــــــعدا فموتُكِ مـــــــا بين السيوفِ قليلُ
ومنها:
فما بالكمْ لم تُنــــــــضَ للثأرِ قضبُكم فتحمرُّ من بيضِ الصفاحِ نصولُ
كأن لم يــــــــكن للجارِ فـيـكـمْ حميةٌ ولا كــــانَ مـنـكـمْ جـعفرٌ وعقيلُ
ألـــــــــم يأتكمْ أنَّ الـحـسـيـنَ رمـيـةٌ عـلـى الــتربِ ثـاوٍ والدماءُ تسيلُ
وكم لكمُ في السبي حرّى من الجوى ثكولٌ وفـــــــي أسرِ العـدوِّ عليلُ
وكم لكمُ في التربِ طفلٌ مـــــــــعفّرٌ صـريـعٌ وفي فيضِ الدماءِ رميلُ
وكـــــــم طفـلـةٍ لـلـيتمِ أمستْ رهينةً ولـيـسَ لـهـا يــــوم الرحيلِ كفيلُ
وحســرى تديرُ الطرفَ نحو حميِّها فتبصرُه في الأرضِ وهــو جديلُ
فتذهلُ حــــــتى عـن تباريحِ وجدِها وتـنـحازُ للدمعِ المصوبِ تــــذيلُ
وأبـرحُ مـا قــــــد نـالـكـم أنَّ زيـنباً لـها بين هاتيكِ الشعابِ عويــــــلُ
.................................................
1 ــ أدب الطف ج 9 ص 212 ــ 213 / الحسين في الشعر الحلي ج 1 ص 266 ــ 267
2 ــ شعراء الحلة ج 2 ص 252
3 ــ أدب الطف ج 9 ص 214
4 ــ الحسين في الشعر الحلي ج 1 ص 265
اترك تعليق