163 ــ حسون العبد الله الحلي (1250 ــ 1305 هـ / 1835 ــ 1888 م)

حسون العبد الله الحلي (1250 ــ 1305 هـ / 1835 ــ 1887 م)

قال من قصيدة في رثاء الإمام الحسين (عليه السلام) تبلغ (36) بيتاً:

غداة قضى سبــــــــط النبيِّ بـ (كربلا)    خميصَ الحشا دامى الوريدينِ صاديا

وقته لدى الحربِ الزبــــــــونِ عصابةٌ    تخـــــــالهمُ في الحربِ أسْداً ضواريا

كماةٌ إذا ما الشوسُ في الحربِ شمّرتْ    أباحوا القــــــــــــنا أحشائهم والتراقيا (1)

وقال في رثاء أبي الفضل العباس (عليه السلام) من قصيدة تبلغ (22) بيتاً:

واسمع بخطبٍ جرى في (كربلاء) على    آلِ النبــــــيِّ ونُح في السرِّ والعلنِ

لـــــــم أنـسَ سـبـط رسـولِ اللهِ مُـنـفـرداً    وفـيـهِ أحـدقَ أهـلُ الـحـقدِ والإحنِ

يرنــو إلى الصحبِ فوق التربِ تحسبُها    بدورَ تــــمٍّ بدت في الحالكِ الدجنِ (2)

الشاعر

الشيخ حسين بن عبد الله بن مهدي الحلي المعروف بـ (حسون الحلي) أديب وخطيب وشاعر من مشاهير الخطباء والأدباء في الحلة والعراق، ولد في الحلة‍ ونشأ في أجواء الدروس العلمية والمجالس الأدبية حتى ارتقى المنبر الحسيني واشتهر كخطيب بارع كما اشتهر كشاعر كبير (3)

قالوا فيه

قال الشيخ محمد علي اليعقوبي: (كان من أساطين الخطباء، وذوي المواهب المنبرية السامية والملكات الأدبية، ولمواعظه ونصائحه الأثر البليغ في قلوب سامعيه، ولعله كان العلم الفرد بين الذاكرين والقراء على كثرة من اشتهر منهم في بلده، مُقدَّماً بين أدبائها، مبجَّلاً لدى عظمائها، لم تزل ألسن مشايخ الحلة ومعمريها تلهج بعاطر ذكره، وحسن سيرته، وتطريه بكل تجلة وكرامة، وتثني على مكارم أخلاقه، وسجاحة طبعه، وعظيم نسكه وصلاحه) (4)

ثم يقول: (ومن بواعث الأسف الشديد أن هذا الأديب والمفوّه الخطيب لم يتعرّض لذكره أحد، وتناساه حتى أبناء بلده الأبرار، كما تنوسي عشرات الأدباء من أمثاله في القرن الثالث عشر). (5)

وقال الشيخ أغا بزرك الطهراني: (أكثر الاختلاف إلى أندية الأدب، ومحافل الشعراء ومجالس الوعظ و الخطابة، وزاول المنبر فنمت قابليته، واعتنق هذه المهنة، فرافقه التوفيق وأخذ بالتقدم وبرز بين الذاكرين، متميزاً بفضله مع تقوى وصلاح وبراعة في الأدب، نظم الشعر فأجاد فيه وأبدع وكان مكثراً مجيداً في الغالب، له في أهل البيت عليهم السلام قصائد رنانة جمعت بين السلاسة والانسجام) (6)

وقال الشاعر السيد عبد المطلب الحلي: (نادرة هذا الدهر، وفريد هذا العصر، إنسان عين الأدب، وواحده في النظام والخطب ....) (7)

وقال العلامة الشيخ الحجة عبد الحسين الأميني: (كان خطيب الفيحاء الفذ على كثرة ما بها من الخطباء جهوري الصوت حلو النبرات وكان يسحر بمنطقة وعذوبة كلمه، ولد في الحلة وتوفي فيها، ونقل إلى النجف فدفن فيها ورثته عامة الشعراء.

والشيخ حسون إذا ما قرأناه من شعره فإنه يبدو إنساناً حرّ الضمير قوي القلب ذو مبدأ واضح وشخصية قوية يعرب لك من خلاله أنه معتمد على نفسه غني عما في أيدي الناس ولعل ما ستقرأه من شعره كاف لأن يوصلك إلى هذا الرأي فهو إن تحمّس أفهمك أنه العربي الذي امتد نجاره إلى أبعد حدود العروبة ... وأن لرقة طبعه أثر بارز في رقة ألفاظه وانسجام أسلوبه). (8)

وقال عنه الشاعر الكبير السيد حيدر الحلي: (هو الذي تقتبس أشعة الفضل من نار قريحته وترتوي حائمة العقل من ري رويته ...). (9)

وقال أيضاً: (حسنة العصر وإنسان الدهر الكامل الألمعي الشيخ حسين بن عبد الله الحلي). (10)

وقال الشيخ جعفر النقدي: (كان أديباً شاعراً فاضلاً خطيباً له شهرة واسعة بين الذاكرين وسيرة محمودة بين العلماء والمتعلمين لم يتكسب بشعره ولم يتاجر ببنات فكره، أكثر نظمه في آل البيت وقد رأيت له قصائد طوالاً في رثاء الامام الحسين وأولاده المعصومين عليهم السلام ....) (11)

وقال عنه الخاقاني: (كان من أشهر مشاهير الخطباء وذاع صيته في الشعر فكان من أعلام الشعراء في الحلة وكان مرموق الشخصية نابه الذكر حميد الخصال يحترمه الكبير والصغير ويعظمه العالم والجاهل ويهواه الأعيان والوجوه مستقيم السيرة طيب السريرة كريم الطبع طاهر القلب مرح الروح من أعلام النساك وبارزي الثقات) (12)

وقال عبد المطلب الحلي: (نادرة هذا الدهر، وفريد هذا العصر، إنسان عين الأدب، وواحدة في النظام والخطب) (13)

وقال إبراهيم الواعظ: (حميد الأفعال، حسن الأخلاق والخصال، المبدع في نثره، والبليغ في شعره، له في ميدان البلاغة صولات، وفي حلبات النظم والنثر جولات) (14)

وقال السيد جواد شبر: (من مشاهير الخطباء في عصره. أديب شاعر معروف) (15)

وقال الدكتور حازم الحلي: (كان من أعلام الشعراء، وكان ذا شخصية مرموقة في المجتمع، موضع احترام الجميع، كان كريم الطبع طيب القلب مرح الروح، وكان ناسكاً) (16)

توفي الحلي في الحلة ودفن في النجف الأشرف وممن تخرّج على يده الخطيب الكبير الشيخ جاسم الملا ابن الشيخ محمد الملا وكلاهما شاعران ناثران (17)

رثاؤه

رثاه كبار شعراء عصره بقصائد كثيرة دلت على مكانته السامية في مجتمعه وممن رثاه من الشعراء الشاعر حسن مصبح، والسيد عبد المطلب الحلي، والشيخ علي عوض، والحاج حسن القيم. ورثاه بعض هؤلاء بأكثر من قصيدة.

يقول الشيخ اليعقوبي: (ورثاه عامة شعراء الفيحاء، وربما رثاه بعضهم بقصيدتين أو ثلاث

ثم يذكر بعض مراثيه بقوله: (وممن أجاد في تأبينه ورثائه الشاعر الفحل الحاج حسن القيم  وهي قصيدة طويلة يقول منها:

لم يزل ناشراً لنا كـــــــــلَّ فضلٍ    خصَّ آلَ النبيِّ أزكـى الأنامِ

فـهـمُ الـوارثـونَ أكرومـةَ الـمـجـ    ـدِ قـديماً من هاشـمٍ لا هشامِ

ينحرونَ البزَّلَ المصاعيبَ للوفـ    ـدِ ويكفونَ عـــــــــيلةَ الأيتامِ

مــن عـلـيـه يـزر لـلـبـأسِ والبؤ    سِ رداءُ المـطعانِ والمطعامِ

قد أقـــمتَ الفعلَ الجميلَ مع النا    سِ مقامُ الأرواحِ في الأجسامِ

أنا قصــــرتُ في الرثا ولو اني    أفرعُ الشعرَ عن لسانِ النامي

لم يـحـرَّر إلا ومــــاءُ سـوادِ الـ    ـعـيـنِ كان الـمدادُ في أقلامي (18)

شعره

كان الشاعر حسين العبد الله مكثراً من الشعر ولكن للأسف ضاع أغلب شعره يقول اليعقوبي: (وكان مُكثراً من النظم مجيداً في الكثير منه يمتاز برقة ألفاظه، وسهولة أسلوبه، ولم يجمع شعره في حياته ولم يجمعه أحد بعد وفاته فعاثت به أيدي الشتات ولم يوجد منه الا النزر القليل عند بعض سراة بلده) (19)

وقد اشتهرت قصائده في رثاء أهل البيت (عليهم السلام) فكان ينشدها الذاكرون في المحافل والمواسم الحسينية:

يقول في رثاء الإمام الحسين (عليه السلام) من قصيدته اليائية التي تبلغ (36) بيتاً:

لَخطبٌ عرا يـــــــومَ الـطفــوفِ وفادحٌ    أمادَ السما شجواً ودكَّ الـــــــــــرواسيا

غداةَ قضى سبـــــــط النبـيِّ بـ (كربلا)    خميصَ الحشا دامى الـــوريدينِ صاديا

وقته لدى الحــربِ الزبــــــونِ عصابةٌ    تخالهمُ في الحــــــــــربِ أسْداً ضواريا

كماةٌ إذا ما الشوسُ في الحربِ شمّرتْ    أباحوا القــــــــــــــنا أحشاءهمْ والتراقيا

أسودٌ إذا مـا جرَّدوا البيضَ في الوغى    غـــــــــدتْ من دمِ الأبطالِ حُمراً قوانيا

وقد قارعوا دون ابــــــــــنِ بنتِ نبيِّهمْ    إلى أن ثووا في التربِ صرعى ظواميا

وقال من أخرى تبلغ (64) بيتاً:

كأنكَ ما تدري لدى الطفِّ ما جـــــرى    ومــــــن بثراها ــ لا أبـا لكَ ــ صُرِّعوا

غداة بنو حربٍ لحربِ ابنِ أحـــــــــمدٍ    أتتْ من أقاصي الأرضِ تترى وتـهرعُ

بكثرتِها ضاقَ الفـضاءُ فلا يُــــــــــرى    سوى صــــــارمٍ يُنضى وأسـمرَ يُشرعُ

هـنـالـكَ ثـارتْ لـلـكـفـاحِ ضـــــــراغمٌ    لـهـا مـنـذُ كـانـــــــــتْ لم تــزلْ تتسرَّعُ

تـزيـدُ ابـتـهـاجــــاً كلما الحربُ قطّبت    وذلـكَ طـبـعٌ فـيــهــــــــــــــمُ لا تـطـبّـعُ

تعدّ الفنا في الـــعزِّ خـيرٌ مـــــــن البقا    وما ضرَّها في حــــــــومةِ الحربِ ينفعُ

سطت لا تهـــابُ الموتَ دون عميـدِها    ولا من قراعٍ فــي الكريــــــــهةِ تجزعُ

تُعرِّضُ للـــسمرِ الـلـدانِ صـــــدورَهـا    وهـاماتُها شوقاً إلـى الـبيـــــــــضِ تتلعُ

إذا ما بـــنو الـهـيـجـاءِ فيها تســـربلتْ    حـديـداً تـقـي الأبدانَ فـيـه وتــــــــــدفعُ

تــــــــراهمْ إليها حـاسـريـن تـواثـبـوا    عـزائمُها الأسيافُ والصــــــــبـرُ أدرعُ

فكم روَّعوا في حومةِ الحـربِ أروعاً    وكـم فـــــــــرقاً للأرضِ يهوي سـميدعُ

وراح الفتى المقدامُ يطـــــــلبُ مـهرباً    ولا مـهـــــــــربٌ يـغــني هناكَ ويـدفـعُ

منـــاجيدُ في الـجلّى عجالاً إلى الندى    ثقــــــــــالاً لدى النادي خـفـافاً إذا دعوا

إذا هـتــــــــــفَ المظلومُ يا آلَ غـالبٍ    ولا مـنــــــجـدٌ يـلـفـى لــديــه ومــفـزعُ

أجابوهُ من بعدٍ بلــــــــــــبّيكَ وارتقوا    جـياداً تجــــاري الريح بـل هـيَ أسـرعُ

ولم يـسـألـوه إذ دعـاهـمْ تـــــــــكرُّماً    إلى أين؟ بل قـــــالوا: أمـنتَ وأسـرعـوا (20)

ومنها:

أخي كيف أمشي في السباءِ مُضامة    وأنــــــــتَ بأسيافِ الأعادي موزَّعُ

وكيف اصطباري إن عدانا ترحّلت    وجسمُكَ في قفرٍ من الأرضِ مودعُ

وحــولكَ صرعى من ذويكَ أكـارمٌ    شـبـابٌ تـســـــامتْ للـمعالي ورضّعُ

لها نــــسجـتْ أيدي الرياحِ مطارفاً    مِـن الـتـربِ فــــانصاعتْ بـها تتلفعُ

لـمَـن مــــنـكـمُ أنـعـى؟ وكـلٌّ أعزةً    عـلـيَّ ومَـن عـنـد الــــرحـيلِ أودّع؟

أجـــيلُ بطرفي لم أجدْ مَن يجيرني    تـحيّرتُ ما أدري أخي كـيفَ أصنعُ

وقال من حسينية أخرى تبلغ (42) بيتاً:

غداةَ كتائبُ أهلِ الضــــلالِ    لحربِ الحسينِ حَداها الشقا

فثارَ لها مورداً شـــــــوسَها    حـيــاضَ المنيةِ في المُلتقى

رأتْ منه بأسَ أبيهِ الوصي    ببدرٍ وذكّــــــــــرها الخندقا

فصارَ الرعيلُ يدقّ الرعيلَ    وفيلقُهم يركبُ الفيــــــــــلقا (21)

وقال من قصيدته في رثاء أبي الفضل العباس بن أمير المؤمنين (عليهما السلام) والتي تبلغ (22) بيتاً ــ وقد قدمناها ــ :

لـهـفـي لـه إذ رأى الــعـبـاسَ مُـنـجـدلاً    فـوقَ الصعيدِ سليباً عـــــافرَ البدنِ

نادى بصوتٍ يذيبُ الصخرَ يا عضدي    ويا معيني ويا كــــــهفي ومؤتمني

عباسُ قد كنتَ لي عضـــباً أصـولُ بـه    وكـنتَ لي جــــنّة من أعظمِ الجننِ

عباسُ هذي جيوش الكفــــرِ قد زحفتْ    نـحـوي بثــاراتِ يومِ الدارِ تطلبني

ومخمد النارِ إن شبّت لـواهــــــــــبُـهـا    ومن بصـارمِـه جيشُ الضلالِ فُني

بـقـيـتُ بـعـدكَ بـيـن الـقـومِ مُنفــــــرداً    أُقـلّــبُ الـطـرفَ لا حـامِ فـيسعدني

نـصـبتَ نـفـسَكَ دوني للقنا غـــــرضاً    حـــتى مضيتَ نقيَّ الثوبِ من درنِ

كسرتَ ظهري وقلّت حيلتي وبـــــــما    قاسيتُ سرَّتْ ذوو الأحقادِ والضغنِ

تموتُ ظامـي الحــــــشا لم ترو غلّتها    فـي الحربِ ريّاً فليتَ الكونُ لم يكنِ

وقال من قصيدة في رثاء الإمام الحسين (عليه السلام) تبلغ (54) بيتاً:

كما شمَّرت بالطفِّ صحبُ ابنِ فاطمٍ      فراحتْ بـــــها الأمثالُ للحشرِ تُضربُ

بــــــــــــيومٍ غدا لـمعُ الصوارمِ برقُه      وقــــــــسطله سحباً دم الشوسِ تسكبُ

وزمجرتِ الأبــطالُ في رهجِ الوغى      إذا اصطدموا رعداً لدى البأسِ يرعبُ

سطتْ ورحى الهيجاءِ تطحنُ شوسَها      ووجهُ الضحـــــــــى في نقعِها متنقبُ (22)

وقال من قصيدة في مدح أمير المؤمنين (عليه السلام) تبلغ (17) بيتاً:

أقسمُ بالبيتِ وأركـــــــانِه      ومَن له حــــــــثّ مطاياهُ

لولا عليُّ بن أبــي طالبٍ      ما ظــــــــهرَ الإسلامُ إلّاه

وإنّه سرُّ الوجــــودِ الذي      لــــــم تخلقِ الأكوانُ لولاهُ

فاعجبْ لقومٍ جحدوا حقَّه      وعن طريقِ الحقِّ قد تاهوا (23)

.....................................................

1 ــ شعراء الحلة ج 3 ص 120 ــ 121 / أدب الطف ج 8 ص 44 ــ 45 / الحسين في الشعر الحلي ج 1 ص 231 ــ 232

2 ــ شعراء الحلة ج 3 ص 119 ــ 120 / أدب الطف ج 8 ص 50 ــ 51 / البابليات ج 2 ص 173 / أعيان الشيعة ج ٥ ص ٤١٠

3 ــ شعراء الحلة ج 3 ص 95

4 ــ البابليات ج 2 ص 169

5 ــ نفس المصدر ص 170

6 ــ نقباء البشر ج 14 ص 493

7 ــ البابليات ج 2 ص 170

8 ــ أدب الطّف ج 8 ص 46 عن الجزء 13 من الغدير المخطوط

9 ــ شعراء الحلة ج 2 ص 95 عن العقد المفصل للسيد حيدر الحلي / البابليات ج 2 ص 170

10 ــ شعراء الحلة ج 2 ص 95 عن الاشجان للسيد حيدر الحلي

11 ــ الروض النضير ص 246

12 ــ شعراء الحلة ج 2 ص 95

13 ــ نفس المصدر والصفحة / البابليات ج 2 ص 170

14 ــ الروض الأزهر ج 2 ص 702

15 ــ أدب الطف ج 8 ص 45

16 ــ الحلة وأثرها العلمي والأدبي ص 99

17 ــ أدب الطف ج 8 ص 45

18 ــ البابليات ج 2 ص 170 ــ 171

19 ــ نفس المصدر ص 171

20 ــ شعراء الحلة ج 3 ص 110 ــ 113 / أدب الطف ج 8 ص 47 ــ 50 / خطباء الحلة الفيحاء ص 84 ــ 90 / الحسين في الشعر الحلي ج 1 ص 232 ــ 235

21 ــ شعراء الحلة ج 3 ص 116 ــ 118

22 ــ شعراء الحلة ج 3 ص 103 ــ 105 / البابليات ج 2 ص 173 ــ 174

23 ــ شعراء الحلة ج 3 ص 122

المرفقات

كاتب : محمد طاهر الصفار