حسام البطاط: (ولد 1405 هـ / 1985 م)
قال من قصيدة (سيد الضوء) وهي في أبي الأحرار الإمام الحسين (عليه السلام):
يطوي دروبَ الذكرياتِ مُسافراً تعبَ الطريقُ و(كربلاءُ) الرِّحلة
تـــــــلكَ التي للآنَ تُولدُ شمسُها مِــــنْ دمعةٍ خَجلى وتشرقُ نخلة
لا جـــــــرحَ يولدُ مرَّتينِ وكلّما جـــــاءَ المُحرّمُ جاءَ جرحُكَ قَبْلَهْ (1)
ومنها:
لــيْ قبلتانِ تضمِّدانِ حرائقي أنا لا أضيعُ و(كربلا) ؤكَ قِبْلهْ
إنِّي لمحتُكَ من بعيدٍ, قال لي صحبي: تمهَّلْ فالســــؤالُ مَذَلّة
إنِّي يتيمُكَ يا حسينُ وحاجتي أنْ أكتفي من راحتيــــكَ بِجُملة
الشاعر
السيد حسام بن لطيف البطاط، ولد في البصرة وهو حاصل على شهادة الدبلوم في النفط, بدأ رحلته مع الشعر عام (2000) ونشر في الصحف منذ عام (2003) وله مجموعة شعرية بعنوان (عزلة بلون البحر) صدرت عام (2010). وهو:
عضو اتحاد الأدباء في العراق
عضو مؤسس في نادي الشعر في البصرة
شارك في العديد من المهرجانات الشعرية منها:
1 ــ مهرجان المتنبي
2 ــ مهرجان المربد
3 ــ مهرجان الجواهري
4 ــ مهرجان الرافدين
5 ــ ملتقى السياب
6 ــ ملتقى البريكان
شعره
قال من قصيدة (صلاة النازفين) وهي في عنوان الوفاء أبي الفضل العباس (عليه السلام)
لأيِّ شُعاعٍ من مــــــــعانيكَ أنزفُ؟ فجُرحُــــــــكَ إنجيلٌ، وقلبُكَ مُصحَفُ
لأيِّ جــــــــــــــراحٍ تستفيقُ أنـاملي إذا مـــا استباحتْ نشوةَ الناي أحرفُ
تراءتْ على طولِ المسافاتِ أنجُمي فلي فوقها مهما جرى الصمتُ موقفُ
ولي بين آياتِ الجمالِ مـــــــــــدينةٌ سقتها جراحـــــــــاتٌ، ودمعٌ يرفرفُ
أصــــــافحُ ليـلي والشموعُ كأحرفي تضيءُ سواها وهـــي للموتِ تزحفُ
فتصحو عـــــلى قيثارةِ الرملِ نخلةٌ تصارحني: أقصرْ فـــعصرُك أجوفُ
كأن تراتيلَ الجــــــــــــراحِ مواكبٌ تسيرُ رخاءً والمواويـــــــــــلُ تعزفُ
تعلّمني أن الحياةَ جــــــــــــــــداولٌ لها كلُّ فجرٍ من دمائكَ معــــــــــطفُ
وإن صلاةَ النازفين طـــــــــــــويلةٌ لها دمعـــــــــــــةٌ بين الفراتينِ تُذرفّ
وان بكاءَ الميّتيـــــــــــــــــن حكايةٌ يصدّقُها قلبٌ كمـــــــــا الـفجرُ مرهفُ
لأيَّ جراحٍ من معانيك انـــــــزفُ؟ وكم دمـــــــــــعةٍ تغتـالُنا حـين تُرشفُ
وكم آيةٍ تتُلى على أضـــــلعِ المدى ويُفزِعُها أن الســـــــــــماواتِ تَعصفُ
وكم ذكرياتٍ يكسرُ الصمتُ وقعها تمرُّ، ودمعُ النايِّ مــــــــــازالَ يرعفُ
تريهِ جراحاً يعرفُ القـــلبُ بَوحَها وتــــــــــــسقيه أعذاراً لما ليس يعرفُ
تـــــــــريهِ سحاباً يملأُ الروحَ أفقُهُ وقنديلَ شــــــــــــــوقٍ بالمحالِ يخرِّف
اذا ما تشــظّتْ أعينُ الضوءِ حوله ترعرعُ فجرٌ من ليــــــــــــاليهِ يرجف
وترجمُ آلامَ الفـــــــــــــراتِ لدجلةٍ بدمعٍ على خدِّ الحقيقةِ يعكـــــــــــــــفُ
وأضمرَ حبَّ الأنبياءِ بقلـــــــــــبهِ وأرسله للعالــــــــــــــــــــــمين فأخلفوا
أريقتْ على كفيكَ سبعَ سنــــــابلٍ خلاصتها أن النهـــــــــــــــــــايةَ أعنفُ
وقال من قصيدة معنى الخلود وهي أيضاً إلى قمر بني هاشم أبي الفضل العباس (عليه السلام)
روحٌ على قلمـــــــــــي يرفُّ دمعاً، ودمعُ الروحِ نزفُ
ما زالَ يـــــــــــــــــلثمُه الندا ءُ وصورةٌ في العينِ تغفو
ترسو على جفنِ الـــــــقصيـ ـدةِ ذكرياتٌ لا تــــــــجفُّ
وتشيخُ أحــــــــــــــجيةٌ على ألحانِها فيجـــــــــنَّ عزفُ
تتعانقُ الكلمــــــــــــــاتُ مثـ ـلَ دعائــــهِ ليموتَ خوفُ
ورســـــــــــــــــالةٌ تنبيكَ أن نــــــــــهايةَ الناجينَ حتفُ
ستريكَ ما مـــــــــعنى الخلو دِ كــأنَّ موتَ الموتِ طفُّ
وتساقـــــــــــطتْ حجبٌ أزا لتها يداكَ فحانَ قـــــــطفُ
هي صورةُ المقتـــــــــولِ تأ كله السيـــــــوفُ فيستخفُّ
هوذا يــــــــــــــــرتلُّ أدمعاً ولديه مـــلءَ الـكونِ عطفُ
هوذا يبلســــــــــــــمُ جرحَه وبــــــرغمِ ما صنعوهُ يعفو
رحـــــــــــماكَ خُذ بدمي فأ نـــتَ حـقيقةً والموتُ طيفُ
عجباً ألملمُ بالحـــــــــــــرو فِ فكيفَ يدنو منكَ حرفُ؟
كيفَ الوصــــــولُ إلى سما كَ وأنـــتَ للأكوانِ طرفُ؟
هـــــــــــــبني أرتِّلُ ألفَ قا فــــــيةٍ فــهلْ سيصاغَ طفُّ
طُفْ بالسماءِ مُــــــــــكابِراً فالأرضُ بــالشهــواتِ تطفو
أفهلْ تـــــــــــــرى مَلَكاً لهُ من نخوةِ العــباسِ نــصفُ؟
طعنَ السيوفَ بقلـــــــــــبِهِ طعناً فما وهنــــــــــتْ أكفُّ
يا سيِّدَ الكلــــــــــــماتِ كلُّ قصيدةٍ لســـــــــــــماكَ تهفو
فإذا أطلَّ الـــــــــــــثلجُ في كلماتِــــــــنا فهـــواكَ صيفُ
وإلــــــــــى ضريحِكَ كلما عـــــصفتْ بنا حــربٌ نخفُّ
ونصيحُ يا عباس مـــــــلءَ قـــــــــلوبِنا فيخــافَ قصفُ
إني لأعجبُ كـــــــيفَ تطـ ـعنكَ السيوفُ وأنــتَ سيفُ؟
بلْ كــــــــــيفَ تقتلكَ الألو فُ وكــــلُّ حــرفٍ فيكَ ألفَ
كيفَ استطاعوا قـــطعَ كفِّـ ـكَ وهيَ لــــــــــــلقرآنِ كفُّ
كفّاكَ نبـــــــــــــضُ حقيقةٍ وشعاعُ نورٍ لا يــــــــــــخفُّ
كـــــــــــفّاكَ إعصارُ المعا ركِ وهـــــــيَ للأيــتامِ سقفُ
عانتْ برايــــــــــتِكَ السما ءُ لعلَّ دمعَ الـــــــــغيمِ يصفو
وانـــــــــــثرْ جراحَكَ إنها لمجرَّةِ الأكوانِ كهــــــــــــفُ
يا من تلفَّعَ بـــــــــــالقصيـ ـدةِ لا تخفْ فهواكَ صِـــرفُ
أوكــــــــــــلمّا فتشتُ عن حرفٍ لـــــه في القلــبِ لطفُ
عانقتْ ملحـــــــمةَ الحسيـ ـنِ فضاعَ من عينيــكَ عرفُ
وزحفتَ في جيشٍ مـن الـ ـمعنى وللكـــــــلمــاتِ زحفُ
فخرٌ لـــــــــــقلبِكَ للقصيـ ـدةِ أنَّها للطفِّ وقـــــــــــــــفُ
وقال من قصيدة (سيد الضوء) وهي في أمير المؤمنين (عليه السلام):
كونٌ على كفَّيكَ يرســــــــــــمُ قِبلَه مِنْ عاشقٍ أبقى الزمــــانُ أقلَهْ
ودمٌ يسيلُ كـــــــــــــأنَّ نهراً تـائهاً زارَ الحسينَ مُخضَّبــــــاً لِيَدُلّهْ
يطوي دروبَ الذكريــــاتِ مُسافراً تعبَ الطريقُ وكربلاءُ الرِّحلة
تلكَ التي للآنَ تُــــــــــــولدُ شمسُها مِنْ دمعةٍ خَجلى وتشرقُ نخلة
لا جــــــــــــرحَ يولدُ مرَّتينِ وكلّما جاءَ المُحرّمُ جاءَ جـرحُكَ قَبْلَهْ
ليْ قبلتانِ تضـــــــــــمِّدانِ حرائقي أنا لا أضيعُ وكــربلا ؤكَ قِبْلهْ
إنِّي لمـــــــــحتُكَ من بعيدٍ, قال لي صحبـــي: تمهَّلْ فالسؤالُ مَذَلّة
إنِّــــــــي يتيمُكَ يا حسينُ وحاجتي أنْ أكـــتفي من راحتيكَ بِجُملة
ما زلتُ أمنحُ للحـــــريقِ مواسمي وأعودُ من خُللِ الـــدخانِ مُولَّهْ
ويدي على كتِـــــــفِ الغمامِ أريقُها فأنا لوحي قــــــصيدةٍ مُخضلّهْ
يا سائراً نـــــــحوَ الحسينِ بموكبٍ مِنْ حُزنِكَ الــذاوي يسابقُ ظِلّهْ
سيمرُّ صـــــــــوتٌ كالوشايةِ قائلاً طلابُ حــــكمٍ في البلادِ فَقُلْ لَهْ
لـــــــــــيْ قائدٌ قبلَ الحسينِ عرفتُه حكمَ البلادَ وكانَ يخصفُ نَعْلَهْ
للـــــــــــــحزمِ كونٌ لا يطاقُ بقلبِهِ لــــــــــــكنَّه ما كانَ يظلِمُ نَمْلَهْ
ضوءٌ أطلَّ على الطفــوفِ بجيشِهِ هُمْ حشدُ أقمارٍ وفــــــيضُ أهِلّهْ
وحسينُ يَرمُقُهُمْ بـــــــــــعيني والدٍ بمدينةِ الأحـــــزانِ يزرعُ طفلَه
ويُعلّمُ التاريــــــــــــــخَ أنَّ لصوتِهِ تــــــــــندَكُّ أسـوارٌ وتركعُ نَبْلَه
أنَّ الـــــــــحقيقةَ أن تـغادرَ بُؤسَهم لتقولَ لا.. لتصيرَ لاؤكَ صَولة
كيْ يسمعوكَ وأنتَ نَهبَ رماحِـهمْ وتـــــــــقولها: هيهاتْ مِنَّا الذِّلَهْ
هيهات أن تلوي الرماحُ أصـابعي أو أن أصــــــــافحَ رايـةً مُحتلهْ
إن تقتلوني فـــــــــالسماءُ مـدينتي أرأيتَ مقتولاً يــــــــــعانقُ قتلَه
لي حكمةُ المقتولِ.. وجـــهُ حكايةٍ كانتْ على كتفِ الرســـولِ أدلّه
ودميْ الذي وهبَ السماءَ نجومَها سيظلُّ يوقدُ كلَّ يومٍ شُـــــــــعلهْ
لنْ ينحني رأسي.. سيشمخُ عالـياً فوقَ الرماحِ ولنْ أبـــــــايعَ مثلَه
........................................................
1 ــ زودني الشاعر بسيرته وقصائده عبر الانترنيت
كما جاءت ترجمته في كتاب (الجود) وهو إصدار وثائقي خاص بمناسبة الجود العالمية الأولى عن أبي الفضل العباس (عليه السلام) والتي أقامتها العتبة العباسية المقدسة سنة 1431 هـ ص 82 ــ 85 وقد فازت قصيدته (قمر الفرات) بالمركز الثامن.
وكتاب الجود أيضاً للمسابقة الثانية سنة 1432 هـ ص 56 ــ 59 وقد فازت قصيدته (معنى الخلود) بالمركز الأول
اترك تعليق