156 ــ حسن صادق: 1306 ــ 1376هـ / 1888 ــ 1966 م

حسن صادق: (1306 ــ 1376هـ / 1888 ــ 1956 م)

قال من قصيدة في رثاء الإمام الحسين (عليه السلام):

فيــــــــكِ كمْ طلَّ دمٌ مـن مصلحٍ    بـكـتِ الأرضُ عليهِ والسماء

كالأولى بالطفِّ من عمرو العلى    هاشمِ المجدِ لها نفسي الفداء

أنجمٌ مـطـــــــــــلـعُـهـا من يثربٍ    ولهـا كـانت مغيباً (كربلاء) (1)

الشاعر

حسن بن عبد الحسين بن إبراهيم بن صادق بن إبراهيم بن يحيى الطيبي المخزومي العاملي. المعروف بـ (حسن صادق) (2) عالم وشاعر ولد في النجف الأشرف من أسرة علمية ــ أدبية برز منها كبار العلماء والأدباء، وقد عرف أبوه العلامة الكبير عبد الحسين أيضاً بهذا اللقب، وأصبحت هذه الأسرة العلمية تعرف به وأصل هذه الأسرة من جبل عامل.

قال السيد حسن الأمين عن هذه الأسرة: (وآل صادق من أشرف بيوت العلم في جبل عامل وأعرقها في الفضل والأدب نبغ فيهم أعلام في الفقه والشعر لم تزل آثارهم غرّة ناصعة في جبين الدهر ولا سيما شعراؤهم الأفذاذ الذين طار صيتهم في الآفاق، وكانوا يعرفون قبل الشيخ صادق بآل يحيى نسبة إلى جدهم الذي كان من صدور علماء عصره وأدبائه) (3)

تلقى الشيخ حسن علومه على يد أبيه كما درس الفقه والأصول درس في النجف عشرين سنة على يد كبار العلماء ــ إضافة إلى أبيه ــ مثل شيخ الشريعة الأصفهاني النجفي، والسيد كاظم اليزدي وغيرهما. وبعد أن قضى في طلب العلم عشرين سنة في النجف هاجر إلى لبنان موطن آبائه وأجداده فرشحته الحكومة اللبنانية للإفتاء. (4)

وقد أسس في لبنان مدرسة علمية في بلدته الخيام تخرج منها كبار العلماء منهم الشيخ محمد حسين شمس الدين، والشيخ علي مهدي شمس الدين، وعبد الحسين العبد الله. وبقي في بلدته حتى توفي ودفن فيها. (5)

قال عنه الخاقاني: (كان من مشاهير شعراء عصره، وكان له بين أخدانه مقام كريم، اتقن مقدمات العلوم وهو في سن مبكرة، ودرس الفقه والأصول دراسة واسعة نال بعدها المكانة السامية في النفوس..) (6)

وقال عنه السيد جواد شبر: (تدرج على العلم والأدب كسيرة آبائه يتوارثون العلم والفضيلة أبا عن جد، وما ظنك بمن أبوه الشيخ عبد الحسين ذلك الفطحل. اشتهر المترجم له بين أخدانه بالفهم والذكاء وسرعة البديهة وحسن الخلق، بهي الصورة جميل الشكل... اتقن مبادئ العلوم وهو في سن مبكرة ودرس الفقه والاصول دراسة وافية) (7)

شعره

قال السيد جواد شبر: (كان قوي النظم سريع البديهة يأتي بالشعر المنسجم والقافية المحبوكة طرق ابواب الشعر فأجاد وحفظ الادباء له من أنواع النظم عدة قصائد من وطنيات ووجدانيات وسياسيات

اما ديوانه فيحتوي على مجموعة كبيرة من الشعر في النبي وآله عليهم الصلاة والسلام ، وقصائد مرصوصة في الوطنيات والوجدانيات والتغزل والرثاء ويتضمن جملة من خواطره) (8)

وقد طبع ديوانه ي دار مكتبة الحياة في بيروت، كما اهتم بشعر والده فشرح له مطولتين شعريتين سماهما المضامير، وعفر الظباء. (9)

ومن شعر الشيخ حسن صادق قوله في رثاء الإمام الحسين (عليه السلام)

يا آلَ بـيـتِ مـحمدٍ أنا عــــــــبدكمْ    قرّت بذلكَ ـ إن قُبلتُ ـ عيـــــــــــوني

بـلْ عـبـدُ عـبـدِكـمُ وكـــلُّ مـشـايعٍ    لــــــــــــــــــكـمُ تـولاكـمْ ولاءَ يـقـيـنِ

إنِّي فطرتُ على مـــحـبـتـكـمْ وقد    شابـــــــــــــــــت بحمدِ الله فيه قروني

ما إن ذكرتُ مصابَكم وذكرتُ تنـ    ـعابَ الغرابِ عـلى ربى جــــــــيرونِ

وتـــــرنُّـمَ الـطاغـي يـزيـدَ بـقـوله    فلقد قضيتُ مــــــــــــــن النبيِّ ديوني

إلا وجـــــللـني الأسى وتـقـرَّحـتْ    مـــــــــــــني العيونُ وجُنَّ فيه جنوني

أتعاقبُ الأيـــــــــــامِ تـنـسيني وقو    فَ عقائلٍ للوحي بين يدي أخسِّ لعينِ (10)

................................................

1 ــ أدب الطف ج 10 ص 210

2 ــ شعراء الغري ج 3 ص 146

3 ــ نشر في مجلة البلاغ الكاظمية تحت عنوان (علائق شعرية عراقية عاملية) العدد السادس / السنة الثانية

4 ــ أدب الطف ج 10 ص 209

5 ــ موقع مدونة جبل عامل بتاريخ 18 / 3 / 2021

6 ــ شعراء الغري ج 3 ص 146

7 ــ أدب الطف ج 10 ص 209

8 ــ نفس المصدر ص 210

9 ــ دليل جنوب لبنان كتابا - المجلس الثقافي للبنان الجنوبي ص 267 و 266

10 ــ أدب الطف ج 10 ص 209

كما ترجم له:

جعفر محبوبة / ماضي النجف وحاضرها ج 3 ص 550

أغا بزرك الطهراني / طبقات أعلام الشيعة ج 1 ص 405

حسن نورالدين / عاشوراء في الأدب العاملي المعاصر ص 129

المرفقات

كاتب : محمد طاهر الصفار