على مدار الساعة وفي وقت متاخر من الليل يعمل المهندس علي عدنان وزميله المهندس مجتبى في قسم المشاريع الهندسية التابع للعتبة الحسينية على رسم وتخطيط افضل التصاميم المعمارية العصرية لعدد من مراكز الشفاء بعد اعلان العتبة المقدسة عزمها تنفيذ اكثر من (17) مركزا في عموم محافظات العراق .
هذه المراكز وجه بتنفيذها ممثل المرجعية الدينية العليا، المتولي الشرعي للعتبة الحسينية المقدسة الشيخ عبد المهدي الكربلائي بعد اعلان تسجيل اولى الاصابات في العراق، وذلك بهدف دعم وزارة الصحة في مواجهة جائحة (كورونا)، وتوفير غطاء سريري كافِ في مدن افتقرت لذلك.
وقال المهندس علي عدنان في حديث للموقع الرسمي،"منذ اللحظة الاولى وبعد ان وردنا خبر تبني العتبة الحسينية انشاء مراكز للشفاء لعلاج المصابين بفيروس (كورونا) تمت المباشرة بالعمل دون ملل او كلل من الصباح الباكر وحتى ساعات الليل المتأخرة".
وأضاف أننا "كلفنا من ادارة القسم بتصميم عدد منها، وبدأت أولى الخطوات بتصميم الشكل العام للمركز ومن ثم الخوض بالتفاصيل حيث تم تصميم المراكز بنظام الردهات المنعزلة رجال ونساء واطفال من اجل تحقيق الخصوصية للمصابين في بعض تلك المراكز".
وبين ان "التصاميم اعتمدت على اضافة الحدائق الداخلية المزروعة بنباتات طبيعية ضمن فضاء الردهات لما لها من دور كبير في خلق بيئة داخلية مريحة للمريض".
وأوضح أن "الالوان تم اختيارها حسب الردهات، فردهة الرجال تم اختيار لها الوان خاصة، والنساء ايضا الوان تتناسب مع ذوق المرأة، أما ردهة الاطفال فتم اختيار الوان ورسومات محببة لديهم".
وأكد أن "الردهات صممت بايادٍ عراقية وانشأت بايادٍ عراقية أيضا ووفق مواصفات رصينة ".
من جهتها، قالت الرسامة حوراء أحمد، في حديث للموقع الرسمي، إن "العتبة الحسينية المقدسة نجحت بشكل كبير جدا في اختيار الالوان التي تعمل على تعزيز ودعم واسترخاء الحالة النفسية التي تلعب دور مهم في شفاء المرضى وخاصة مصابي فيروس (كورونا)".
وأضافت حوراء، وهي دكتورة بالاضافة إلى أنها فنانة تشكيلية، أن "من الجميل مشاهدة هكذا مشاريع تحمل ذوق وفن عالٍ وهذا ما نفتقده في عدد من المؤسسات التي بتماس مع المواطن على مر السنين".
وأشارت إلى أن "جميع الالوان التي اختيرت هي تدل على ذكاء المصممين ومواكبتهم للتطور الحاصل في الدول الاخرى ".
وتابعت أن "الجميل في الامر لدى اطلاعي على المشاريع وقراءة التفاصيل ان جميع العاملين والمهندسين هم عراقيون بامتياز وهذا الشيء يحسب للعتبة الحسينية حيث أنها فتحت المجال امام العقل المبدع الوطني والطاقات الشابة".
يذكر أن العتبة الحسينية المقدسة ومنذ اليوم الأول لاعلان تسجيل اول اصابة بفيروس (كورونا) شرعت بانشاء (4) مراكز في كربلاء والنجف وبغداد بجانبي الكرخ والرصافة، وبعد ارتفاع الاصابات شرعت ببناء (13) مركزا آخرا في محافظات جنوب وشمال ووسط العراق، لدعم جهود وزارة الصحة حيث أفتتح منها إثنان مؤخرا، بالاضافة الى وضع مدن الزائرين تحت تصرف وزارة الصحة.
مصطفى احمد باهض
تحرير: فارس الشريفي
الموقع الرسمي للعتبة الحسينية المقدسة
اترك تعليق