حازم القرطاجني: (608 ــ 684 هـ / 1211 ــ 1286 م)
قال من قصيدة في رثاء الإمام الحسين (عليه السلام) في يوم عاشوراء تبلغ (29) بيتاً:
فإن رزءاً بـ(كربلاءٍ) فـرَّقَ بين الكرى وبــيني
بالطفِّ يوماً بكته منَّا ومن حيا المزنِ كلُّ عينِ
أودِي حسينٌ به فمالي عـلـيهِ بالصبرِ من يدينِ (1)
الشاعر
أبو الحسن حازم بن محمد بن الحسن بن محمد بن حازم الأنصاري القرطاجني الأندلسي، التونسي، (2) شاعر وأديب من كبار أدباء الأندلس.
وصفه ابن رشيد السبتي في رحلته بـ (حبر البلغاء وبحر الأدباء ذو اختيارات فائقة واختراعات رائقة، لا نعلم أحداً مِمَّن لقيناه جَمَع من علم اللسان ما جمع، ولا أَحْكَم من مَعَاقِد علم البيان ما أَحْكَم من منقول ومبتدع، وأما البلاغة فهو بحرُها العذبُ والمتفردُ بِحَمل راياتِها، يجمع إلى ذلك جودةَ التصنيف وبراعةَ الخط، ويضربُ بسهم في العقليات، والدِّرَايةُ أغلبُ عليه من الرواية) (3)
كما وصفه المقري بأنه: (خاتمة الشعراء الفحول في الأندلس. مع تقدمه في معرفة لسان العرب وأخبارها) (4)
والقرطاجني هو صاحب كتاب (منهاج البلغاء وسراج الأدباء) الذي يعد من أهم الكتب في البلاغة.
ولد القرطاجني في (قرطاجنة) شرق الأندلس وإليها نُسب، ونشأ في أسرة دينية علمية. كان أبوه محمد بن حازم عالماً وفقيهاً تولّى القضاء في قرطاجنة قرابة أربعين سنة، (5) فعهد بتربيته وتعليمه الديني، فعلمه القرآن الكريم والقراءة والكتابة وأوليات العلوم فكان (الولد سر أبيه) في اقتفاء أثره الديني والعلمي فواصل هذا المشوار وتجوّل في حلقات الدروس في قرطاجنة وغرناطة، ومرسية التي درس فيها على يد أبي القاسم أحمد بن محمد الطرسوني، وأحمد بن محمد بن هلال العروضي الجزائري الأصل (6) حتى فاق نظراءه (7)
كما درس القرطاجني أبي علي الشلوبين (8) الذي كان يعد من أكبر علماء العربية في الأندلس في ذلك الوقت، وكان إماماً في علم النحو مستحضراً له غاية الاستحضار، يقوا ابن خلكان عنه: ولقد رأيت جماعة من أصحابه وكلهم فضلاء، وكل منهم يقول: ما يتقاصر الشيخ أبو علي الشلوبيني عن الشيخ أبي علي الفارسي (9) كما كان القرطاجني من أبرز تلاميذه، فأوصاه بقراءة كتاب ابن رشد، والإطلاع على كتب الحكمة ودفعه الى دراسة المنطق والخطابة والشعر وبعد سقوط قرطاجنة ومرسية بيد الأسبان هاجر القرطاجني إلى مراكش التي كانت حاضرة إسلامية علمية
في مراكش عاش معززاً مكرماً في ظل دولة الموحّدين وانضم إلى جلساء الخليفة الموحدي عبد الواحد بن المأمون الملقب بـ (الرشيد)، الذي كان مجلسه يضم العلماء والأدباء والشعراء، ولكن الحال لم يستقر بالقرطاجني عند الرشيد فترك مراكش بسبب الأوضاع السياسية المضطربة في الأندلس وهاجر إلى تونس التي كانت تحكمها الدولة الحفصية فاتصل بسلطانها يحيى بن حفص مؤسس الدولة الحفصية الذي عيَّنه كاتباً في ديوانه. (10)
وكان يحيى الحفصي يحث العلماء والأدباء على القدوم إلى تونس ويجزل لهم في العطاء وأعد مكاناً لإقامتهم ووفّر لهم ما يحتاجوه من رفاهية العيش، وقد لجأ إليه كثير من الأعلام بعد سقوط المدن الأندلسية بيد الأسبان منهم: المؤرخ والشاعر الكبير ابن الأبار القضاعي (محمد بن عبد الله البلنسي)، وأبو الفتح الإشبيلي (محمد بن محمد اليعمري) المعروف بـ (ابن سيد الناس)، وابن عصفور النحوي (علي بن مؤمن الحضرمي الإشبيلي)، وابن الرومية (أحمد بن محمد بن مفرج) المعروف بـ (أبو العبّاس النباتي) وابن سَعِيد الأندلسي (علي بن موسى العنسي) وغيرهم. وقد عد منهم أكثر من أربعين عالماً (11)
وبعد موت يحيى الحفصي تولى ابنه محمد الحكم الذي سار على نهج أبيه في احترام العلم ورعاية العلماء وكان يولي القرطاجني أهمية خاصة لسعة علمه ويستشيره في الأمور العلمية والأدبية وبقي القرطاجني في تونس حتى وفاته فيها (12)
وقد تتلمذ على يديه عدد من الأعلام منهم: أبو حيان، وابن سعيد، وابن رشيد، وأبو الحسن التجاني، وأبو الفضل التجاني، واللبلي، والكتاني، وابن راشد القفطي، وابن الفخار، وابن عصفور، وابن مرزوق، وابن القوبع الفقيه النحوي البلاغي. (13)
مؤلفاته
أهم ما ألف القرطاجني هو كتاب سراج البلغاء الذي طبع باسم (مناهج البلغاء وسراج الأدباء) تناول فيه صناعة الشعر، وطريقة نظمه، وخصائصه كالمعاني والمباني والأسلوب، وغيرها من أمور الشعر ممنهجة في أبواب، وقد تناول هذا الكتاب الكثير من النقاد ــ قديما وحديثا ــ بالدراسة ولا يزال أثره إلى الآن قائماً
يقول الدكتور متلف آسية (14): (يعدُّ الناقد والاديب أبو الحسن حازم بن محمد بن الحسين بن حازم الأنصاري الأوسي القرطاجني حازم القرطاجني من أبرز نقاد عصره في المزج بين البلاغة والنقد في مصنف واحد وسماه “بمنهاج البلغاء وسراج الأدباء ” والذي اختلف النقاد والدارسون في نسبته لأحد العلوم دون غيرها لتناوله لقضايا مختلفة تراوحت بين دراسة الشعر وطريقة نظمه، ومواضيع البلاغة المتشعبة ، ويعود تميز هذا المصنف إلى المنهجية التي اتبعها صاحبه في كتابه والتي ابتعدت عن تلك الفوضى المعرفية التي سادت نقاد عصره وسابقيه.....
إن كتاب ” المنهاج ” للقرطاجني يعُد ثورة ومكسبا للنقد العربي القديم ،فقد تناول صاحبه عدة قضايا تبرز نظرته الفريدة والمتميزة ،متكأ في ذلك على جملة من المرجعيات كانت سندا له في بلورة مولده الجديد ،فقد مزج بين الزخم المعرفي العربي والتأمل الفلسفي الأجنبي ليُلون نظريته فتصبح اكثر دقة و تكامل وشمولية ، وهذا نابع عن مدى وعيه النقدي والبلاغي الذي افتقر إليه باقي النقاد العرب.) (15)
أما في الشعر فله ديوان مطبوع احتوى على مختلف أغراض الشعر
وللقرطاجني أيضاً المقصورة الشهيرة التي تبلغ (1006) بيت والتي مطلعها:
لله ما قد هجت يا يوم النوى على فؤادي من تباريح الجوى
وفيها يستنفر الهمم لإنقاذ الأندلس من براثن الإسبان وقد احتوت على كثير من الأحداث التاريخية لتلك الفترة، وقد شرحها محمد بن أحمد الحسني المعروف بـ (الشريف الغرناطي) في كتاب سماه (رفع الحجب المنشورة على محاسن المقصورة). (16)
قالوا فيه
قال فيه السيوطي: (شيخ البلاغة والأدب). (17)
وقال أبو حيان: (كان أوحد زمانه في النظم والنثر والنحو واللغة والعروض وعلم البيان). (18)
وقال الدكتور شوقي ضيف: (هو من أفذاذ علماء الأندلس وأدبائها) (19)
وقال عنه تلميذه أبو الحسن التجاني: (كان أبو الحسن حامل راية الأندلسيين) (20)
وقال عنه الفيروزآبادي: (الإمام في النحو والعروض والبيان. وله سراج الأدباء في فنه لا نظير له وله فيه اعتراضات على أرباب البيان. وطريقة فيه مخالف لطريق السكاكي) (21)
وقال عنه ابن سعيد المغربي: (حامل راية الإحسان، المشار إليه في هذا الأوان) (22)
شعره
لقصيدته في الإمام الحسين (عليه السلام) مع قطعة حسينية أخرى قصة ذكرها الشيخ محمد صادق الكرباسي (23)، وقد اشترك فيها مجموعة من الشعراء وهي أن الشريف نجم الدين بن يونس الحسني طلب منه ومن شعراء آخرين في مراكش بحضور الرشيد بن عبد المؤمن الموحدي تذييل بيتي الشاعر الحسن بن أحمد بن محمد المعروف بـ (ابن حكّينا البغدادي) وقد أنشأهما في الاعتذار عن الاكتحال في يوم عاشوراء وهما:
ولائمٌ لامَ في اكــتحالـي يـومَ اسـتـحلّوا دمَ الحسينِ
فقلتُ دعني أحقُّ عضوٍ يحظى بلبسِ السوادِ عيني
وكان من الحاضرين من الشعراء: ابن القطان، وأبو بكر الفزاري، وابن الحناط، والعشبي، وابن حجاج، وابن زغبوش، والطهيري، وإبن زنون، وإبن غالب، وإبن موسى، والطرفي، وإبن عمران، وابن هشام، والجياني، وابن أبي ثلاثة، والمصانعي، والقرطاجني وأخوه أبو علي الحسن، فارتجل حازم القرطاجني بخمسة أبيات في رثاء الإمام الحسين (عليه السلام) وهي:
أما تـراهـا تـســحُّ دمـعـاً كـأن عـيــــني بكتْ بعينِ
والــدمعُ مما يــدلُّ أنَّ الـ ـحـدادَ للـحــزنِ لا لـزيـنِ
إنّ مصابَ الحسينِ رزءٌ فــــــرَّقَ بين العزا وبيني
حبَّبَ لونَ الشبابِ عندي وصحَّف الشيبَ لي بشينِ
حتى كأنَّ المشيبَ صبحٌ سقــى حسيناً كؤوسَ حينِ (24)
وقال من قصيدته التي قدمناها:
لا تـبـكِ حــــــــزنـاً ليـومِ بينِ وذِكــرِ ريـــمٍ بـرامـتـيــنِ
وابنَ الــــبتولِ الحسينَ فاندبْ الطـاهرَ ابـــنَ المطهَّريـنِ
قـفـــــا خـلـيـلـيَّ نبــــكِ حزناً بـكــاءَ قـلـــبٍ وناظـريــنِ
فـإنَّ رزءاً بـ(كـــــــــــربلاءً) فرَّقَ بيـــنَ الكرى وبـيني
بالـطـفِّ يـــــــــومـاً بكته منَّا ومن حــيا المزنِ كلُّ عينِ
أودِي حـســـــيـنٌ بـه فـمـالـي عـــليهِ بــالصبرِ من يدينِ
هـمْ جمــــعوا من شبا العوالي ورأسُـــه بـيــــن كوكبينِ
كـأنَّـمـــــا وجـهـــــــه سـراجٌ لـشـمــعةِ الـباسلِ الرُّديني
أشـــــقـى تـاللهِ نـــــجـلَ سـعدٍ ونجلَ حربٍ وحزبَ ذينِ
ويـحَ ابـــــن حـربٍ لقد تعدّى لـنـقـرِ تـلـكَ الـثـنـيّـــــتينِ
لم يــــرعَ لـثـمَ الـنـبيِّ تلكَ الـ ـثـنـيّـتـيـنِ الـسـنـيّـتـــــينِ
وقـالَ مـا قـالَ مـــــــن كـلامٍ كـسـتـه عـقـبـــاهُ كلَّ شينِ
لـو نـظـرتْ مـقـــــلـتـا أبـيـهِ إلـيـه بـــــيـنَ الـكـتـيـبـتينِ
لـراعَ مـنـه الـــــعدى هـزبـرٌ خضيـــــبُ كفٍّ ومخلبينِ
ولـو رنـــــــــــــا جــدُّه إلـيـهِ وهوَ خضيبُ الـذؤابـتـيـنِ
لـجـالـدتْ دونـــــه ســــيـوفٌ مـا أرهـفـتـهـا يـميـنُ قينِ
وجندُ نــــصرٍ بهم عـلا الـديـ ـنُ يـومَ بـــدرٍ وفي حنينِ
لا بــــرَحتْ ما حييـتُ عـيني تـسـيـلُ للدمــــــعِ واديينِ
وتـكـتـسـي لـلأسـى حـــــداداً يُـلـبـسُ جـفنــــيَّ سُدفتينِ
لو كـان مـن مـقــــلــــتيَّ فيه عـلى الســوادينِ مسعدينِ
خضبتُ منها ما ابيضَّ حزناً مـا اســودَ من لونِ مقلتينِ
لكـنـني قـد سـنـــــــنـتُ ثـوباً أسـودَ مـنـهـا بـمـــدمـعينِ
لولا الأسى ما سـننتُ كحــلاً مـنها بجفـــــنٍ ومحجرينِ
ولائـمٌ لامَ فـي اكـتــــــــحـالٍ يـــومَ استحلّوا دمَ الحسينِ
فقلـــــــتُ دعني أحقُّ عضوٍ يحظى بلبسِ السوادِ عيني
فليسَ حـــــزنٌ كحزنِ عيني ولـيسَ خطبُ الأسى بهينِ
نورُ الهـدى غابَ عن عيونٍ إذ حـــانَ للسبطِ يومَ حينِ
فالشمسُ والــبدرُ من تواري شمسَ هدىً غير مشرقينِ
والعـيـنُ ثكلى لـــم تبدِ كُحلاً للـحُسنِ كــــــلا ولا لزينِ
.............................................
1 ــ ديوان القرن السابع ص 191 ــ 194 عن قصائد ومقطعات أبي الحسن حازم القرطاجني تقديم وتحقيق محمد الحبيب ابن الخوجة ــ الدار التونسية للنشر، تونس 1972 ص 516 مقطوعة رقم 53
2 ــ البلغة في تراجم أئمة النحو واللغة للفيروزآبادي ص 105
3 ــ أزهار الرياض في أخبار القاضي عياض للمقري، تحقيق مصطفى السقا وإبراهيم الأبياري وعبد الحفيظ شلبي ج 3 ص 172
4 ــ نفس المصدر ص 173
5 ــ مقدمة منهاج البلغاء وسراج الأدباء للقرطاجني تقديم وتحقيق محمد الحبيب بن خوجة ط 3 بيروت 1986 ص 52 / تراجم المؤلفين التونسيين لمحمد محفوطظ ج 4 ص 62 /
6 ــ تراجم المؤلفين التونسيين لمحمد محفوظ ج 4 ص 63
7 ــ مقدمة منهاج البلغاء ص 53
8 ــ تراجم المؤلفين التونسيين لمحمد محفوظ ج 4 ص 63
9 ــ وفيات الأعيان ج 3 ص 451
10 ــ تاريخ الأدب العربي / عصر الدول و الإمارات ،الأندلس لشوقي ضيف ص 249
11 ــ مقدمة منهاج البلغاء وسراج الأدباء ص 61
12 ــ نفس المصدر ص 71
13 ــ تراجم المؤلفين التونسيين لمحمد محفوظ ج 4 ص 63
14 ــ أستاذ محاضر “أ”، كلية الآداب والفنون، جامعة حسيبة بن بوعلي، الشلف، الجزائر
15 ــ الروافد الفلسفية والمرجعيات الفكرية في الدرس النقدي المغاربي عند أبو حازم القرطاجني / مجلة أقلام الهند السنة الخامسة العدد الثاني 2020
16 ــ مطالع البدور ومنازل السرور للغزولي ج 1 ص 109
17 ــ بغية الوعاة ص 214
18 ــ تاريخ آداب العرب، مصطفى صادق الرافعي ج 3 ص 213
19 ــ تاريخ الأدب العربي / عصر الدول و الإمارات ،الأندلس لشوقي ضيف ص 249
20 ــ مقدمة منهاج البلغاء ص 71
21 ــ البلغة في تراجم أئمة النحو واللغة ص 105
22 ــ نفح الطيب ج 3 ص 193
23 ــ ديوان القرن السابع ص 53 و 189 ــ 194
24 ــ عن قصائد ومقطعات أبي الحسن حازم القرطاجني ص 215 مقطوعة رقم 52
كما ترجم له وكتب عنه
خير الدين الزركلي / الأعلام ج ٢ ص ١٥٩
أحمد بن محمد المقري التلمساني / نفح الطيب ج 1 ص 627
محمد الحبيب ابن الخوجة ــ منهاج الأدباء وسراج البلغاء / تحقيق
متلف آسية ــ الروافد الفلسفية والمرجعيات الفكرية في الدرس النقدي المغاربي عند أبو حازم القرطاجني
الحافظ الروسي ــ ظاهرة الشعر عند حازم القرطجني
خليل الموسى ــ وحدة القصيدة في نقد القرطاجني
حبيب الله علي إبراهيم ــ نظرية المحاكاة عند حازم القرطاجني: كتاب منهاج البلغاء وسراج الأدباء نموذجا
عادل عبد الكاظم جويد ــ حازم القرطاجني في الدرس النقدي العربي
ابن هشام الأنصاري / مغني اللبيب عن كتب اللغة والأعاريب ص 123
عثمان العكَّاك ــ ديوان حازم القرطاجني ص 123-132
بنيونس الزاكي ــ إتحاف الحازم بشرح منظومة حازم
بشرى تاكفراست - نظرية الشعر عند حازم القرطاجني موقع الانطولوجيا بتاريخ 7 / 2 / 2018
فخر الدين بن شاكر سماعيلوفيتش ــ النظرية النقدية والبلاغية في كتاب "منهاج البلغاء" للقرطاجني
محمد الحبيب ابن الخوجة ــ أبو الحسن حازم القرطاجني. منهاج البلغاء وسراج الأدباء.
الباحثة هاجر الفتوح ــ شعر المقصورات – مقصورة حازم القرطاجني- نموذجا / موقع الرابطة المحمدية للعلماء بتاريخ 13 / 10 / 2016
اترك تعليق