126 ــ الحسين الخصيبي: (260 ــ 358 هـ / 874 ــ 969 م)

الحسين الخصيبي: (260 ــ 358 هـ / 874 ــ 969 م)

قال من قصيدة تبلغ (51) بيتاً:

وتـــــبنى وتعمرُ حتى ترى     قصوراً لذي (كربلا) في رجبْ

ومن فضلِها كلُّ فضلٍ يَحلّْ     وأكثرُ مــــــــن أن يُـرى مكتتبْ

فيا شيـعـةَ الحقِّ سيروا إلى     إمـامِـكمُ سرعـــــــــةً في رحبْ (1)

وقال من قصيدة في الإمام الحسين (عليه السلام) تبلغ (34) بيتاً:

سلامٌ على أرضِ الحسينِ وحضرتِه      سلامٌ على أرواحٍ أنارتْ بفطرتِه

سلامٌ على النورِ المضيءِ بـ(كربلا)      بدارِ سلامِ اللهِ في جنـــبِ جيرتِه

ســـــــلامٌ على مـن عـظّـمَ اللهُ قـدرَه     ورفّـعَـه بـالقدسِ معْ خيرِ خيرتِه

ومنها:

ســـــلامٌ على من جادَ للهِ صابراً     بمهجتِهِ لا ينكفي عندَ خيرتِه

ســـلامٌ على من حازَ كلَّ فضيلةٍ     حـبـاهُ حـبـاهُ ربُّـه ببـصـيرتِه

وهنَّاهُ ما جازاهُ عن يوم (كربلا)     به من ثوابٍ لا يُحدُّ لـــكثرتِه

ومنها:

سلامٌ على زوَّارِ نورٍ بـ (كربلا)     من الـــمؤمنينَ العارفينَ بزورتِه

سلامٌ على مـن زارَه ألـفَ حجَّةٍ     له مـــعْ حـجـيـجِ اللهِ حـجَّ بعُمرتِه

سلامٌ على من زارَه شـــاهداً له     على أنّه حيٌّ حُظي وسط روضتِه

الشاعر

أبو عبد الله الحسين بن حمدان بن الخصيب الخصيبي، ولد في جنبلاء وهي بلدة بين واسط والكوفة (2)

يقول الشيخ حسين محمد المظلوم: (نشأ نشأةً دينية إسلامية علوية طاهرة على يد والده العلامة الفقيه المحدث النبيه السيد أبي الحسين حمدان بن الخصيب الجنبلاني (ق)، في بيت عريق بالعلم والمعرفة يغصّ بوفود العلماء والفقهاء والأدباء الذين كانوا يقيمون حلقات علمية في مختلف المعارف الاسلامية، وكان الشيخ لا يغادر هذه الحلقات ولا يغفل عما يدور فيها من البحوثات، ويحفظ أكثرها، ويستفهم عن بعض ما اشتكل عليه حينما كان ينفرد بوالده). (3)

درس الخصيبي عند عبد الله بن محمد الجنبلاني، ولما مات الجنبلاني قام مقامه في الزعامة الدينية ثم انتقل إلى بغداد وبقي فيها لمدة خمس وعشرين سنة قضاها في التدريس وكانت له مع علمائها محاورات ومناظرات أهمها مع ابن بابويه القمي، والحسين بن منصور الحلاج (4)

لم يطل به المقام في بغداد بسبب تشيّعه فسافر إلى حلب التي لم يكن حاله بها بأحسن منه في بغداد حيث عاداه أهلها من موالي بني أمية، وأرادوا قتله فغادرها إلى الكوفة، ثم عاد إلى حلب لما دخلها سيف الدولة الحمداني أميراً، وبقي في حلب لمدة ثماني سنوات ألف خلالها كتابه (الهداية الكبرى)، وأهداه إلى سيف الدولة (5) الذي كان يأتم به في الصلاة لما رأى من صلاحه وتقواه وعلمه. (5)

رجع الخصيبي إلى الكوفة التي اشتاق إلى مجالسة العلماء فيها، وعقد المجالس العلمية فيها لفترة ثم عاد إلى حلب وبقي فيها حتى وفاته وصلّى عليه سيف الدولة الحمداني، ودفن في مشهد الدكة بالجانب الغربي من حلب. (6)

ذكر ابن النديم في فهرسه في ترجمة الخصيبي: (أن التلعكبري (7) روى عنه وسمع منه في داره بالكوفة سنة 334 ه‍ـ وله إجازة). (8)

كما ذكر ابن حجر العسقلاني في ترجمة الخصيبي: (أنه أحد المصنفين في فقه الإمامية، روى عنه أبو العباس بن عقدة (9) وأثنى عليه وأطراه وامتدحه، كان يؤم سيف الدولة بن حمدان في حلب) (10)

وقد ترجم للخصيبي السيد محسن الأمين ترجمة وافية وأشار إلى إجازته للتلعكبري بالقول: (وفي التعليقة كونه شيخ إجازة يشير إلى الوثاقة). (11)

وقال عنه عبد الله الأصفهاني: (فاضل عالم محدث من القدماء) (12)

وقال الوحيد البهبهاني: (كونه من مشايخ الإجازة يشير إلى الوثاقة كما مرّ في الفائدة الثالثة) (13)

وقال السيد محمد على الأبطحي: (رواية التلعكبري عنه ـ مع أنه كان وجهاً في أصحابنا ثقة معتمداً، لا يطعن عليه) (14)

وقال الشيخ سليمان الأحمد عضـو المجمع العلمي العربي في دمشق عن الخصيبي:

(من رجال الشيعة الإمامية ورواتها، تبحَّرَ في علوم آل محمد عليهم السلام روايةً ودرايةً، واستنكههُما إلى غاية يتعسر بل يتعذر على أحد بعده أن ينالها فضلاً أن يفوقه بها ... وقد روى عن الثقات وروت الثقات عنه ومن يروي عنه الثقة فهو ثقة في اصطلاح فن الرجال). (15)

أما بالنسبة لمؤلفات الخصيبي فقد ذكر السيد محسن الأمين العاملي عشرة كتب هي:

1 ــ الاخوان

2 ــ المسائل

3 ــ تاريخ الأئمة

4 ــ الرسالة

5 ــ أسماء النبي

6 ــ أسماء الأئمة

7 ــ المائدة

8 ــ الهداية الكبرى

9 ــ الروضة

10 ــ أقوال أصحاب الرسول وأخبارهم. (16)

ويعد كتاب الهداية الكبرى من أهم كتبه يقول عنه الشيخ جعفر سبحاني: (هذا الكتاب يشتمل على أربعة عشر باباً في مناقب الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وأهل بيته، أوّلها باب رسول اللّه (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، وثانيها باب السيدة الزهراء (عليها السّلام)، واثنا عشر باباً لكل إمام منهم باب من علي إلى المهدي (عليهم السّلام)، غير انّه توسع في باب المهدي (عجّل اللّه تعالى فرجه الشريف). وقد عدّ في هذا الكتاب أسماء رسول اللّه (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ، وأسماء أمير الموَمنين علي بن أبي طالب (عليه السّلام)، وأسماء فاطمة الزهراء والحسن والحسين والاَئمة التسعة من ذرية الحسين (عليهم السّلام) في السرياني والعبراني والعربي و جميع اللغات المختلفة بجميع أسمائهم وكناهم والخاص والعام منهم، وأسماء أُمهاتهم ومواليدهم وأولادهم ودلائلهم وبراهينهم في الاَوقات، ووفراً من كلامهم وشاهدهم وأبوابهم والدلالة من كتاب اللّه عزّ وجلّ والاَخبار المروية المأثورة بالاَسانيد الصحيحة، وفضل شيعتهم) (17)

يقول الخصيبي في مقدمة هذا الكتاب: (بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله مبدىء الحمد وباريه، ومقدره وقاضيه، والآمر به وراضيه، جزاء من عباده عن نعمه، والمستوفي لهم جزيل قسمه، والمزحزح عنهم حلول نقمه، الفارض له عليهم، الحاتم فيما أنزله إليهم، المستحق على هدايته لهم حمده على نعمه، إذ كان حمدهم له على نعمه نعمة أنعمها منه عليهم، الذي لم تدرج نوره الدياجي، ولم تحط بقدرته الأماكن ولم تستقل بذات كبريائه المعادن، ولم تستقر لجلال ملكوته المواطن ....) ص 29

ويقول في ولائه لأهل البيت (عليهم السلام): (اللهم أنزل زاكيات صلواتك، ومكرمات بركاتك، وتحنّن رأفتك، وواسع رحمتك، وطيّبات تحياتك وفوز جناتك على محمد عبدك ورسولك ونبيك، وصفوتك وخيرتك من خلقك، وعلى علي أخيه أمير المؤمنين ونور العارفين، وإمام المتقين، وقائد الغر المحجلين، وأفضل الوصيين، والأئمة الراشدين وعلى الحسن الزكي في الزاكين، وعلى الحسين الشهيد الصابر في المحنة طهر الطاهرين، وعلى علي سيد العابدين، وعلى محمد باقر علم الأولين والآخرين، وعلى جعفر الصادق في الناطقين، وعلى موسى نورك الكاظم في الكاظمين، وعلى علي الرضا في المؤمنين، وعلى محمد المختار في صفوتك المختارين، وعلى علي الهادي في الهادين، وعلى الحسن المنتجب المستودع سرك في المستودعين). ص 30

ويقول في عقيدته بالإمام المهدي المنتظر (عجل الله تعالى فرجه): (اللهم أنجز له كل وعدك، وحقق فيه موعدك، واستخلفه في أرضك، كما وعدتنا به. اللهم أورثه مشارق الأرض ومغاربها التي باركت فيها، ومكّن له دينك الذي ارتضيته له، وثبّت بنيانه، وعظّم شأنه، وأوضح برهانه، وعلِّ درجته، وأفلج حجته، وشرّف مقامه، وامض رأيه، واجمع شمله، وانصر جيوشه وسراياه ومرابطيه، وأنصاره وأشياعه، وأتباعه وأعوانه، وحزبه وجنوده وأحبّاءَه وخيرته وأولياءَه وأهل طاعته.

اللهم انصرهم نصراً عزيزا، وافتح لهم فتحاً مبينا، واجعل له من لدنك على عدوك وعدوه سلطاناً نصيرا، اللهم وامدده بنصرك وبملائكتك وبالمؤمنين واجعلنا له حواريين، ننصره حتى نعززه ونقره ونؤمن به ونصدقه ونعزه ونعز به...) 32

روى الخصيبي علومه وأخذها من معين صاف، فقد روى عن الثقات الأمناء من أصحاب الإمامين العسكريين (عليهما السلام) وكان أبوه من أصحابهما، والبعض منهم ممن تشرف برؤية الإمام الحجة المنتظر (صلوات الله عليه) وقد أحصى الشيخ حسين محمد المظلوم أسماء (106) من الذين روى عنهم الخصيبي وأخذ علمه عنهم. (19)

ويقول عنه في مقدمة كتابه: (هو من كبار أساطين الشريعة، ونخبة أعلام الشيعة، والمجتهدين في استباط الأحكام البديعة، والمتبحرين في علوم آل محمد الرفيعة، والمتمسكين بعروتهم المنيعة، ما حاد عن نهجهم الباسق، ولا قصد غير بابهم الواثق، ولا شرب إلا من غديرهم الدافق، ولا استضاء إلا بمصباح علمهم البارق).

أما من أخذ عن الخصيبي فهم كثيرون إما مباشرة أو عن طريق كتبه، فقد نقل عن كتابه (الهداية الكبرى) كبار العلماء منهم: المجلسي في بحار الأنوار، والحر العاملي في وسائل الشيعة، والشيخ حسن الصفار في الدرجات الرفيعة، والعلامة البحراني في مدينة المعاجز، السيد عبدالله شبر في حق اليقين في معرفة أصول الدين، والشيخ محمد باقر عبد الكريم في الدمعة الساكبة، والميرزا حسين النوري الطبرسي في نفس الرحمن، والسيد محسن الأمين العاملي في أعيان الشيعة، والشيخ زين الدين علي بن يونس العاملي النباطي في الصراط المستقيم إلى مستحقي التقديم، والميرزا محمد تقي في صحيفة الأبرار الذي نقل منه أكثر من خمسة وعشرين حديثاً، والشيخ حسن بن سليمان الحلي تلميذ الشهيد الأول في منتخب البصائر، والرجعة، والشيخ حسين عبد الوهاب في عيون المعجزات، والشيخ عبد الله البحراني في العوالم وغيرهم (20)

توفي الخصيبي في حلب وله قبر يُزار وقبره يعرف بالشيخ يبرق. (21)

شعره

قال من قصيدة في يوم الغدير تبلغ (62) بيتاً:

إن يومَ الغديرِ يومَ الـــــسرورِ     بيَّنَ الله فيهِ فضــــــــــلَ الغديرِ

وحبا خــــمٍّ بالجـــــلالةِ والتفـ     ـضيلِ والتحفةِ التي في الحبورِ

وبالأفضالِ والـتـزايدِ في الأنـ     ـعامِ فخرٌ يجوزُ كلَّ الفــــــخورِ

يـومَ نادى محمدٌ في جميعِ الـ     ـخلقِ إذ قالَ مفصــــــحَ التخبيرِ

ومنها:

قالَ بلّغْ عـــــــــنّي عباديَ أنّي      أنا مــــــولاهمْ وخيرُ نصيرِ

فتخــــــــــوّفتُ منكمُ أن تضلّوا     وتتوهوا فــي غمرةِ التحييرِ

فأتـتـنـي حـمـايـةٌ آيـةُ الــــــتـبـ     ــليغِ أن بلغنَّ بصوتٍ جهيرِ

ولئن لم تـبـلـغـنَّ فــــــــمـا بـلّـ     ـغـتَ وحيـاً وأنتَ غيرُ نذيرِ

وتجلّى لكمْ لـكيـــــــــما يريكمْ     قدرةَ القادرِ الــــــعليِّ الكبيرِ

وصددتمْ عنه ولم تستجـــــيبوا     وتعرضتمْ لإفــــــــكٍ وزورِ

ثم قلتمْ: قد قالَ: من كنتُ مولا     هُ فهذا مولاهُ غير نــــــــكيرِ

وقال من قصيدة في أمير المؤمنين (عليه السلام) تبلغ (41) بيتاً:

حسبي بحبِّ الوصيِّ مـــــعترفاً     يوم معادي وذاكَ يُنـــــجيني

أقـولـه صـادقـاً آمــــــــنـتُ بـه     حـبَّ عـلـيٍّ الأعـلى يـــعلّيني

وجهتُ وجهي إليهِ مـــــنحرفاً     عن حبِّ أضدادِهِ الــــملاعينِ

فوَّضتُ أمري في الدينِ مُتّبِعاً     والناسُ من جهلِهم يـــلوموني

جلَّ الذي خصَّني برحــــــمته     في بدوِ خلقي ووقـتِ تكويني

في الذرِّ ويومِ الظلالِ أنطقني     مع حزبِهِ الــــــسادةِ الميامينِ

ذاكَ الـذي مـيَّـزتْ ولايـــــتُـه    بـيـنَ نـــــجـيـبٍ وبينَ ملعونِ

إنَّ عـلـيـاً دلّـتْ ولايــــــــــتُـه     على شـقـيـقِ الـنـبيِّ هارونِ

وفيه (عليه السلام) أيضاً من قصيدة تبلغ (44) بيتاً:

السابقُ الأوَّلُ الـبــــادي أبـي حـسنٍ     النـــــــــورُ نورُ عليٍّ نورُ أنوارِ

لصــــاحبِ الأمرِ في يومِ الأظلّةِ إذ     كانَ النداءُ لمَن في ذروةِ الذاري

إذ قالَ ذو العرشِ باريهمْ ألستُ لكمْ     ربَّاً فقالوا: بــــــلى طوعاً بإقرارِ

فقالَ هذا رسولي أحــــــــــــمدٌ وله     منه عليٌّ وصيٌّ مــــــــالكُ الدارِ

وفـاطـمٌ بـعـده والـطـــــاهرانِ هما     سـبطانِ منه لها يا خيرَ أخــــــيارِ

وتسعةٌ من حسينٍ بعدهــــــمْ حُجَجٌ     على الخلائقِ في سرٍّ وإجــــــهارِ

وقال من أخرى تبلغ (27) بيتاً:

سلامٌ على الصادقِ المخـــــــــبرِ     سـلامٌ على المرشدِ المنذرِ

سلامٌ على أحمدِ المــــــــصطفى     سلامٌ على صاحبِ الكوثرِ

سلامٌ عـلـى خـيـــــــرةِ العالمين     ســـلامٌ عـلـى صنوِهِ حيدرِ

سلامٌ علـــى الأنـزعِ المرتضى     ســــــلامٌ عـلـى نـورِهِ شبَّرِ

سلامٌ على السبطِ سبطِ الرسولِ      حسيـــــنُ السلامُ من الأكبر

وقال:

إذا ضاق صدري بالهمومِ رأيتني     أقدِّمُ ســــــــاداتي لكشفِ همومي

فـيـكـشـفُها ربِّي بـــــــــآلِ محمدٍ      ويشفي غليلي من جميعِ خصومي

وقال:

فوِّضْ أمورَكَ جمعاً     إلى الملاء الـــــوفيِّ

أقسمْ عليهِ بـحـقِّ الـ     ـهـداةِ آلِ الـنـــــــبـيِّ

يعطيكَ منه أمـــــاناً     من القضاءِ الرضيِّ

وقال:

إذا ضـاقَ صـدري وقلَّ العزا     وجالتْ همومي وحلَّ الرزا

وصارتْ طـوارقُ كلِّ الهمومِ     تـكــرُّ عـلـيَّ ومـالـي قـوى

وقد غــالني الدهرُ والحادثاتُ     وضـاقَ الـزمانُ وثمَّ القضا

ودُمنَ النحوسُ ودُمنَ النفوسُ     وبــانَ الـيقينُ وخابَ الرجا

دعـوتُ إلـهـي بــــأســمــائِــه     بـآلِ الـنـبـيِّ بـحـقِّ الـمُـنـى

يـفـرِّجُ عـنـا عـظــــيـمَ البلاءِ     إذا مـا بـهـمْ يـستجابُ الدعا

وقال:

قلْ لـــمِن كانَ في همومٍ عظامِ      قد سقته المنونُ كأسَ الحمامِ

لا يرَجَّى كشفُ الهمومِ من النا     سِ وتُرجى من العليِّ العلّامِ

وإلـــــيــهِ أقــصـدْ بآلِ رسـولِ      اللهِ نورِ التـمامِ أهـلِ الـسـلامِ

فـإذا مـــا بـهـمْ تـوسَّـلـتَ نــجَّـ     ـاكَ مـن الـمـوبـقـاتِ والآثـامِ

وقال:

بل اسألُ اللهَ ربـي بــــــــــــمـن     همْ سـببي نعمَ ذاكَ الـــسببْ

بـأحـمدٍ والـمرتــــضى صـنـوِهِ     عـــــــليٍّ وفاطـــمةٍ والنجُبْ

بعشرِهم الحججِ البالغـــــــــاتِ     وبـالــثاني الـــعَشَرِ المرتقبْ

بأنْ يأذنَ اللهُ لـــــــــــي عاجلاً     بسيري إلـــى بُغيتي والطلبْ

إلى أرضِ كوفانَ دارِ الوصـيِّ      وهـجرتِــــــهِ ومحلِ الرغبْ

ودارِ النبيين والمرســــــــــلين     ودار المرجَّى لكشفِ الكرَبْ

وقال في الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف):

لاحَ ضياءُ القمرِ الزاهرِ      بأبي من غائبٍ حاضرِ

بـأبـي مــن قـائـمٍ قـاعـدٍ     بأبــــــي من كامنٍ ثائرِ

بأبـي مـن سـابقٍ بـادئٍ      بـأبي مـــــــن أوّلٍ آخرِ

ومنها:

بأبي من مظــــــــــــــــهرٍ آيةً     في نفخةِ الصورِ لدى الشاهرِ

روايـــــــــــةٌ مـشـتـهـرٌ أهـلها     تـــــروى عن الراوينَ للناذرِ

مفضَّلٌ عـن ســيـدي جعـــــفرٍ     وصــــــــــنوهِ من قبلِه جابرِ

عن خامسِ الحُجبِ أبي جعفرٍ      عالمِ كنهِ الـــــــــغيبِ والباقرِ

إنَّ لـمـهـديِّ بـنـي أحـمـــــــــدٍ     مـأمـولِـنا الثاني الــــــــعاشرِ

فعلاً وأحـكـامـاً سـمـــــــــاويةً     تجري بأمرٍ عجبٍ بـــــــاهرِ

ظـهـورُه فـي فـتـــــــيـةٍ سـادةٍ     أعـدادِ بـدرٍ عـددٍ كــــــــــاثرِ

بهمْ يـتـيـحُ اللهُ نصراً لـــــــــه      فيفتحُ الأرضينَ بالنـــــــاصرِ

وتظهــــــرُ الأرضُ له كنزَها      ومــا حوت من ذخرةِ الذاخرِ

ومنها في دولته الكريمة:

ويا لـــــها من دولةٍ برَّةٍ     مـيمـونةٍ مــــحمودةِ الصابرِ

مــباركٌ فيها وفي أهلِها     مـذخــــــورةٌ للناشرِ الشاكرِ

فدونكمْ يـا سادتي مدحةً      تفخرُ في الخلقِ على الفاخرِ

وقال في الإمامين العسكريين (عليهما السلام)

يا سرّ مرَّى لـقـد أصـبـحـتِ لي سكناً     لـمـا سكنكِ إمــــــــــــامانٍ لنا قطنا

في أرضِ روضهِما في قدسِ دارهِما      في شارعِ الــرحبِ قد حلّا ولم يبنا

فـنـورُ قـبـريـهـمـا فـوقَ السـماءِ وفي      أقـــــــــطارِ أرضٍ منيرٍ للذي فطنا

إنَّ الأئـمـةَ نـورُ اللهِ مُـشـتـــــــــــهـراً     في الملكِ جمعاً لمن في باطنٍ كمنا

ومنها:

إلى المرجَّى إلى المـــهديِّ سيِّدِنا     إلى المـــــــــغيَّبِ عنّا عزَّ غائبنا

من أن يغيَّبْ عن الأطهارِ شيعتِه     إلا عـن العمـي والصمِّ الذين شنا

وواحدٌ لا يُثنّى في العديــــــد ولا     في الملكِ جمعاً تعالى الله فاطرنا

وقال في الإمام الحسين (عليه السلام):

سلامٌ عـــــــــلى أقــمـارِهِ ونـجـومِـهِ     وأنـوارِ أهـلِ الأرضِ من خيرِ عترتِه

ســــــــلامٌ على الـسبعينَ برَّاً موحِّداً     مـن الــشيعةِ الكبرى ومن خيرِ رومتِه

سلامٌ على الأطهارِ من شيعةِ الهدى      موالي حســــينِ النورِ من أهلِ نصرتِه

سلامٌ عـلـى مـــــن جـادَ للهِ صـابـراً     بـمـهـجـتِـه لا يـنــــــــكـفي عندَ خيرتِه

وقال في الإمام علي بن موسى الرضا (عليه السلام):

طوسُ يا طوسُ لا عدمناكِ طوسا      يا محلَ الرضا عليِّ بنِ موسى

طبتِ مـن دونِ أرضِ كلِّ خراسا     نَ مـقــــامـاً مـعـظـماً محروسا

ارتـضـاكِ الإمـامُ روضـــــةَ نورٍ     ومـحــــلاً ومـعـرجـاً مـأنـوسـا

ومنها:

مثلَ ما كـــانَ أحمدٌ وعليٌّ     وشـبــــــيـرٌ وشـبَّرٌ قُدُّوسا

وعلــــيٌّ وباقرُ العلمِ منهمْ      وكذا جعفرٌ من بعدِ موسى

ذاكَ هذا وذاكَ ذاكَ ولا فر     ق كما كان لم يزلْ قدّوسا

وقال:

علتْ قبابٌ لكـــــــــمْ هداتي     بأرضِ كـوفـانَ والفراتِ

وفي مثاوي قريش أضحتْ     وطوسَ أكــرمْ بمعرجاتِ

وســـرَّ مـرَّى فــنـــعــمَ دارٍ      لـســــــيِّـــدَيـنِ وسـيـداتِ

سـوى البقيـــــــعِ الذي تراه     لـيــــسَ بـه رسـمُ بـانياتِ

ذاكَ الـبـقـيـعُ الـــــــذي إليه     يـحـــجّ مـن كـان ذا ثباتِ

على انتحالي واعتـــــــقادي      والقطعُ بالثاني عشريات

وقال في التوسّل بأهل البيت (عليهم السلام)

يا إلهي بأحمـــــــــدٍ وعليٍّ      ثـقتي والمؤمَّلِ المهديْ

وبعشرٍ قد تمَّ ديني ونسكي      وولائـــي وفيهمْ مقتديْ

وقال في الحث على زيارة الإمام الحسين (عليه السلام):

أيُّـهـا الـزائـرونَ مـــشـهـدَ نورٍ     لحسينٍ ظفرتمُ بالســـرورِ

إن تكونوا يا شيعة الحقِّ زُرتمْ      عارفينَ بفضلِ حقِّ الزورِ

فلـعـمـري لقد سعدتمْ وفـــــزتمْ     بالذي لـيسَ مثلِه بالدهـورِ

ولعمري لقد حـويـتـمْ وحزتـــمْ     شرفاً باذخاً وفخرَ الفخورِ

فاقصدوا شيعة الحسينِ حسيـناً     واعــرفوا بنورِهِ المشهورِ

وقال:

آلُ أحــــــمدَ حسبي      وســيـلـتي عـند ربي

أشخاصُ نورٍ أراها      من دونِ عيني بقلبي

ويقول في غدر الزمان ويتأسى بأهل البيت (عليهم السلام):

إذا كان الزمانُ عدا علينا      وشـتّـتَ شـمـلَنا بالحادثاتِ

فقدْ أفنتْ بنو حربٍ بنفيٍّ     بني بيتِ النبيِّ لدى الفراتِ

وقال:

ما زلتُ أسألُ ربــــي     بخمسِ حجبٍ عظامِ

بأحـمـدً وعـــــــــلــيٍّ     وفــــاطــمٍ والـفـطـامِ

وشـبـرٍ وشـبـــــــــيـرٍ     نـورِ الهدى والتـمامِ

وتـســـعـةٍ مـن حسينٍ     نـظـــــــامِ كلِّ نـظامِ

أن يكشفَ الضرَّ عني      ويشفنـي من سقامي

وقال:

إذا ما همومي أسرجتْ ثم ألجمتْ      وأجــــرتْ إليَّ خيلها لتريعني

جـــــعلتُ سلاحي حـبَّ آلِ محمدٍ     وناديتُ مولاي بهم أن يجيرني

فـيـصــــرفُها عني بحبي لسادتي     وثــنـي أعـنـتـهـا بـلطفِ فتنثني

....................................................

1 ــ القصائد عن موقع بوابة الشعراء بتاريخ 16 / 1 / 2012

2 ــ أعيان الشيعة ج ٥ ص ٤٩٠ / مقدمة كتاب الهداية الكبرى للخصيبي‌، مؤسسة البلاغ - لبنان 1411 ه‍ / 1991 م ج 1 ص 5

3 ــ الشيخ الخصيبي.. قدوة مُثلى يُحتذى / دار المحجة البيضاء – لبنان، 1423هـ - 2002 م

4 ــ نفس المصدر

5 ــ الذريعة ج 25 ص 164 / أصل العلويين وعقيدتهم لأحمد زكي تفاحة ص 55 / تنقيح المقال ج 1 ص 326 / بحوث في الملل والنحل للشيخ جعفر سبحاني ج 8 ص 419

6 ــ الشيخ الخصيبي.. قدوة مُثلى يُحتذى

7 ــ هو هارون بن موسى بن أحمد الشيباني التلعكبري / من كبار علماء الشيعة توفي 385 هـ من تلامذة الكليني وتخرج على يديه أعلام القرن الرابع من علماء الشيعة منهم: الغضائري والنجاشي والمفيد والشريف الرضي وابن شاذان وغيرهم. قال عنه النجاشي: (كان وجهاً في أصحابنا ثقة، معتمداً لا يُطعن عليه)

8 ــ أعيان الشيعة ج ٥ ص ٤٩٠ / مقدمة الهداية الكبرى للخصيبي ص 5

9 ــ أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة الكوفي المتوفى سنة 332 ه‍ـ من رجال الحديث الشيعة الكبار له كتاب (الولاية) أخرج فيه حديث الغدير من مائة وخمس طرق.

10 ــ مقدمة الهداية الكبرى للخصيبي ص 6 / العلويون والتشيع لعلي عزيز الاِبراهيم ص 129

11 ــ أعيان الشيعة ج ٥ ص ٤٩٠ ـ 491

12 ــ رياض العلماء ج 2 ص 50

13 ــ تعليقة الوحيد على منهج المقال ج 4 ص 219

14 ــ تهذيب المقال في تنقيح كتاب رجال النجاشي ج 2 ص 254

15 ــ موقع المكتبة الإسلامية العلوية بتاريخ 31 / 10 / 2010

16 ــ أعيان الشيعة ج ٥ ص ٤٩١

17 ــ بحوث في الملل والنحل ج 8 ص 420

18 ــ الشيخ الخصيبي.. قدوة مُثلى يُحتذى

19 ــ نفس المصدر

20 ــ نفس المصدر

21 ــ تاريخ العلويين لمحمد أمين غالب الطويل ص 198

المرفقات

: محمد طاهر الصفار