جاسم الصحيح (ولد 1384 هـ / 1964 م)
قال من قصيدة (رحلة في جرح الحسين) والتي تبلغ (51) بيتاً وهي معارضة لقصيدة الجواهري الخالدة (آمنت بالحسين):
هنا في دمي بَدَأَتْ (كربلاءُ) وتَـمَّتْ إلى آخِـــرِ المصـرعِ
كأنّكَ يومَ أردتَ الخـــــروجَ عبرتَ الطريقَ على أَضْلُعي
ويـومَ انْحَنَىَ بِكَ متنُ الجوادِ سَقَطْتَ ولـــكنْ على أَذْرُعي (1)
ومنها:
تُطِلُّ على خاطري (كربلاءُ) فتختصرُ الكونَ في موضعِ
هنا حيـنـمـا انتفضَ الأُقحوانُ و ثارَ على الـتُـربةِ الـبـلـقعِ
هنا كـنـتَ أنـتَ تـمطُّ الجهاتِ وتنـمـو بـأبـعـادِهـا الأربـعِ
ومنها:
هنا في فمي نَبَتَتْ (كربلاءُ) وأسنـــانُها الشمُّ لم تُقلعِ
وإصـبـعُـكَ الـحـرُّ لَـمَّا يَزَلْ يـديـــر بأهدافِهِ إصبعي
فأحشو قناديلَ شعـــري بما تَنَوَّرَ من فتحِكَ الأنصعِ
وقال من قصيدته الحسين (جرح يتدفق في مجرى أبديته) والتي تبلغ (59) بيتاً:
وقفَ الإلهُ مدافعاً عن مــــــــجدِهِ في (كربلائـ) ـك والألوهةُ موقفُ
رفـقـاً بـخـيـبةِ قاتليــــــــكَ ورأفةً إن قـطّـعـتـكَ رمـاحُـهـمْ والأسيفُ
هذي رفاتُكَ في الشعوبِ توزَّعتْ فأضاءَ منــكَ لكلِّ شعبٍ مصحفُ (2)
ومنها:
عينايَ آخرُ خيمتينِ بـ (كربلا) محــــروقتينِ بهاجسٍ لا يذرفُ
ثقّفتُ دمعي في عـزاكَ فخانني مــــا ثـمّ دمـعٌ في العزاءِ يُثقّفُ
لا حزنَ في حزنٍ يفلسفُ نفسَه الحزنُ حيث الحزنُ لا يتفلسفُ
وقال من قصيدة (حليفان شعري والحسين) التي تبلغ (46) بيتاً:
هنا (كربلاءُ) اللهِ تحيـــا جلاله على الأرضِ رمزاً للجلالِ المرادفِ
فلا تحـــسبوا أن الحسينَ تميمةً تُـنـاط عـلــى أعـنـاقِـنا في المخاوفِ
ولا هوَ في سِفرِ الليالي قصيدةٌ تــــــــؤثـثـهـا أقـلامُـنـا بـالـعـواطـفِ (3)
ومنها:
عزفتُ جراحَ الـ (كربلاء) آتِ كلها ولم ينفطمْ لحنُ الأسى من معازفي
أصارعُ في دنـيـايَ أفـعـى تـسلّحتْ بـتـرسانـةٍ مـن سـمِّـهـا والحراشفِ
وأطـعـنُ أحـشـــاءَ الـمحابرِ بالأسى فتجري دماها في عروقِ صحائفي
وقال من قصيدة (مناجاة باتساع الوادي):
كيْ يقطفَ أزهارَ الصعودِ الوَعْرِ من أعلى الزمانِ
الـ (كربلائـ) ـيِّ ..
(عليٌّ) عصَّبَ الجبهةَ بِالتاريخ (4)
الشاعر
جاسم محمد الصحيِّح، ولد بمدينة الجفر في الإحساء وحصل على شهادة البكالوريوس في الهندسة الميكانيكية من جامعة بورت لاند بأمريكا عام 1990 وعمل مهندساً ميكانيكياً في شركة أرامكو السعودية للنفط، كان ظهوره كشاعر من خلال الاحتفالات الدينية التي كانت تقام في الإحساء ثم بدأ بالنشر في الصحف ووسائل الإعلام المحلية والعربية كما شارك في العديد من المسابقات الأدبية. وحاز على جوائز عديدة منها:
جائزة الثبيتي في فرع الديوان عن ديوانه (كي لا يميل الكوكب) 1436هـ.
شهادة الاستحقاق والتقدير في تخصص الشعر العربي برتبة العالمية بما يعادل دكتوراه الدولة عن ديوانه «اعشاش الملائكة» من جامعة الحضارة الإسلامية المفتوحة في بيروت.
جائزة أفضل ديوان شعري في مسابقة البابطين للإبداع الشعري 1434هـ عن ديوانه «ما وراء حنجرة المغني».
جائزة أفضل قصيدة من نادي أبها الأدبي مرتين على مستوى المملكة.
جائزة نادي المدينة المنورة الأدبي مرتين.
جائزة عجمان للشعر ثلاث مرات.
جائزة مؤسسة البابطين لعام 1419هـ عن أفضل قصيدة على مستوى العالم العربي عن قصيدته «عنترة في الأسر».
جائزة الشارقة لمدة ثلاث سنوات على التوالي.
جائزة عجمان للإبداع الشعري للمرة الرابعة على التوالي عام 1422هـ.
المركز الثالث في مسابقة أمير الشعراء 1428هـ.
المركز الأول في الدورة السابعة والعشرون لجائزة راشد بن حميد للثقافة والعلوم بإمارة عجمان بدولة الإمارت العربية المتحدة عام 1431هـ.
المركز الرابع في مسابقة البردة الدولية في دورتها التاسعة، في فرع الشعر العربي الفصيح، التي أعلنت عنها وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع الإماراتية 1433هـ.
جائزة سوق عكاظ الدولية للشعر العربي الفصيح بدورته الـ12.
جائزة السنوسي الشعرية 2019 عن ديوانه (قريب من البحر بعيد عن الزرقة).
جائزة التميز الإعلامي في نسختها الثانية 2020 عن قصيدته "المقام الثامن: سيرةٌ إنسانيةٌ للرمال".
أصدر من الدواوين:
1 ــ رقصة عرفانية ــ 1999
2 ــ أولومبياد الجسد ــ 2001
3 ــ ظلي خليفتي عليكم ــ 1996
4 ــ أعشاش الملائكة ــ 2004
5 ــ حمائم تكنس العتمة ــ 2000
6 ــ عناق الشموع والدموع ــ 1999
7 ــ ما وراء حنجرة المغني ــ 2010
8 ــ نحيب الأبجدية ــ 2003
9 ــ سهام أليفة
10 ــ وألنا له القصيد ــ 2013
وقد جمعت هذه الدواوين بثلاث مجلدات تحت عنوان الأعمال الكاملة للشاعر عام 2015 وصدرت الطبعة الثانية عام 2018
11 ــ كي لا يميل الكوكب ــ 2018
12 ــ قريب من البحر، بعيد عن الزرقة ــ 2018
13 ــ تضاريس الهذيان ــ 2020
14 ــ طيور تحلق في المصيدة ــ 2021
وهو عضو الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون، وعضو النادي الادبي بالمنطقة الشرقية. (5)
يقول أحمد هدهد: (جاسم الصحيح شاعر كبير رأيناه فجأة ينتصب بيننا كجبل شامخ أو كطائر خرافي يرتاد آفاقاً شعرية لم يقترب منها شاعر بعد.. انه شاعر صنع لنفسه خيمة من الشعر ثابتة الاركان، أوتادها تمددت في اعماق لغتنا العربية حتى صافحت جذورها، وانتقت خير ثمارها، فقدم لنا باقات شعرية رائعة من أجمل زهورها وأطيبها شذى. انه شاعر يملك ناصية اللغة، بحار ماهر يغوص ويغوص فيعود بأجمل الآلئ والاصداف، فلا يستأثر بها لنفسه، انما يجود بها على عشاق شعره الكثيرين) (6)
وبقول علي رضا مجتهد زاده: (إن الشعر الولائي والملتزم لجاسم هو هويته مع الجمهور) (7)
يقول عنه الأستاذ ثامر الوندي: (نحن إزاء شاعرية تهندس خطابها بصخب هادر وتُزاوج رؤاها بليونة الطين في يد النّحات المتمرّس. هناك مخطط في بناء القصيدة لا يُخطئ المتلقي في فرزه وتمييزه) ثم يقول: (هذا النظر إلى كتلة الأجسام التي يصوّرها وتحديد أشكالها داخل منظور هندسي تتشابك المفردات في تظليلها وتلوينها، يكشف اللمسات لبارعة للريشة المبدعة التي يقبض عليها جاسم الصحيّح بكل كفاءة واقتدار تجعل من شاعريته الفيّاضة متقدمة بخطوةٍ أوسع من مجايليه). (8)
شعره
قال من قصيدة (رحلة في جرح الحسين):
حملـتُ جنـــازةَ عقلي مــــــعـي وجِئْتُكَ فــــــي عاشقٍ لا يعي
أحسُّـكَ ميـزانَ مـــــــــا أدَّعـيـهِ إذا كانَ فــــــي اللهِ مـا أدَّعـي
أقـيـسُ بِـــــــــحُـبِّكَ حجمَ اليقينِ فـحُبُّكَ فــــــيما أرى مـرجعي
خــــــلعتُ الأساطيرَ عنِّي سوى أسـاطـــــــيـرِ عشقِكَ لم أخلعِ
وغصتُ بِجرحِكَ حيث الشموسُ تهـــــرولُ فــــي ذلكَ المطلعِ
وحيث (المثلَّثُ) شــــقَّ الطريقَ أمــــامـي إلى العـــالَمِ الأرفعِ
وعلَّمَني أن عشقَ (الحسيــــــنِ) انكشـافٌ على شفرةِ المبضعِ
ومنها:
فيا حادياً دورانَ الإبــــــاءِ على مـحــورِ العالَمِ الطيِّعِ
كفرتُ بكـــــلِّ الجذورِ التي أصـابَتْـــكَ رِيًّا ولم تُفْرِعِ
أ لســـتَ أبا المنجبينَ الأُباةِ إذا انْـــتَسَبَ العُقْمُ للـخُنَّعِ؟
وذكراكَ في نُطَفِ الثائرينَ تهزُّ الفحولةَ في المضجعِ
ويقول في نهايتها:
وباسمِكَ استنهضُ الذكرياتِ الحييَّاتِ من عزلةِ المخدعِ
لعلَّ البطولةَ فـــــــي زَهْوِها بِــيَـوْمِـكَ، تـأتـي بلا برقعِ
فأصنعُ منها المعانــــي التي عــلى غير كفَّيكَ لم تُصْنَعِ
وقال من قصيدة (ذكراك فوهة الثورات) وتبلغ (28) بيتا::
صنوانِ رأسُـــــكَ فوقَ الرمحِ والقمرُ كـلاكما ملءَ وجـــهِ الليلِ يستعرُ
كلاهما ينـــــزفُ الأضـواءَ مـن كـبـدٍ حـرَّى وعـــافية الظلماءِ تعتصرُ
يا فكـــــــرةَ النورِ في أجلى مظاهرةٍ بـيضاءَ يـعزفُ فيها اسمَكَ الظفرُ
تجترُّكَ الأرضُ جوعى كلما نضجتْ ذكراكَ بالوعي حتى تسمنُ الفكرُ
ذكـراكَ فـوَّهـةُ الـثــــــوراتِ صوَّبَها عـزمُ الــسماءِ ومن طلقاتِها القدرُ (9)
ومنها:
ما زالَ نهـــــــجُك قرآناً نبايعه نحنُ الحــروفُ إلى أن تشنقَ السُوَرُ
قلْ لي بشلوِكَ والأسيافُ تنثرُه فـــــــــــكـراً على كل قرطاسٍ فينتثرُ
تـــــاجانِ زاناكَ أيّ فاقَ توأمَه في قلبِكَ السهمُ أم في هامِكَ الحجرُ؟
تاجـانِ زاناكَ فاصدقني بأيِّهما على ســــــواكَ من الأحرارِ تفتخرُ؟
وقال من قصيدته الحسين (جرح يتدفق في مجرى أبديته) وقد قدمناها:
من خلفِ جرحِكَ لا تصلي الأحرفُ حتى يوضِؤها بــــما هو ينزفُ
الجرحُ لـيـسَ ســـــوى إمـامِ قـيـامـةٍ والـمؤمنونَ به الذينَ استضعفوا
الجرحُ مـسـرانـا إلـــــــيـكَ دلـيـلـنـا عـبـرَ الـدروبِ، حنينُنا المتلهف
ومنها:
يا أولَ الـدمِ فـي حـكــــــايـةِ ثـورةٍ تُـطـــوى عليكَ فصولُها وتغلّفُ
أشجى حصانكَ أن رأى بكَ فارساً شهـماً يرقّ على الحياةِ ويعطفُ
فبكاكَ في وهجِ المعـــــاركِ حينما لم يـــلقَ من يحنو عليكَ ويرأفُ
وهناكَ سيَّلتَ الصهيـــــــلَ جداولاً تـرتـادُهـا خيلُ الزمانِ وترشفُ
وقال من قصيدة (حليفان شعري والحسين) وقد قدمناها:
هنا ائتلقت روحُ الحسيـــــنِ شفيفةٌ وقد وزِّعـت أطيافُها في الطوائفِ
هنا من جـــراحِ الطفِّ ألفُ حديقةٍ تخيْــط مـن الأزهارِ أبهى النفائفِ
إذا ارتشـفــــــتـها كلُّ عينٍ تفتَّحتْ خلايا ذهولٍ في العيونِ الرواشفِ
يطوفُ جميلُ الفكرِ بين سطورِها ويخــرجُ منها في جمالٍ مضاعفِ
وقال من قصيدة (شباكك المبكى ونحن مآسي) وتبلغ (37) بيتا:
وهنا الحسيـــــــــــنُ رسالةٌ كونيةٌ زنة الجـبالِ شواهقاً ورواسي
وهنا العراقُ على مصابِكَ لم يزلْ في كــلِّ حزنٍ ضارباً بأساسِ
يا أيُّها الوطنُ الــــــذي لم يكتشفْ رئـتـيــــه لولا ضيقة الأنفاسِ
رأسُ الحسينِ من الـــجنوبِ يحدّه ومن الشــمـالِ سواعدُ العباسِ (10)
ويقول في نهايتها:
دمُكَ اليقينُ وما عـداهُ مرشّح للشكِّ.. للـتدليس.. للوسـواسِ
ما دامَ فكـرُكَ قـطــعـةً ذهبيةً اعذرْ نشازي فالكلامُ نحاسي
رأسٌ قطيعٌ وهو ينجبُ فكرَه يُغنيكَ عن فكـرٍ قطيعِ الراسِ
وقال من قصيدة (رحلة إلى لؤلؤة اليقين):
أفصـــــحْ.. فيومُ (الأربعينَ) قيامةٌ روحيّةٌ، والذكـــرياتُ جِنانُ
هل نحنُ فـي سجنِ الزمانِ رهائنٌ أَبَـــــديّةٌ، وسنينُنا القضبانُ؟
هل موتُنا بابُ الحقيقةِ مغمضُ الـ ـعينينِ ما انفتحـتْ لهُ أجفانُ؟
أفصحْ.. فكمْ أفصحتَ ذاتَ قضيّةٍ من حــــــولها يتَكوَّرُ البهتانُ
هلْ ذاكرٌ عهدَ المحاكــــــمِ حينمَا كانَ الإلــهُ عـلى يَدَيْكَ يُصَانُ
ولاَّكَ سُدَّتَهُ القضـاءُ، فما اشتكتْ مــــــيلاً، ولم يتوجَّعِ الميزانُ
وكساكَ (جبريلُ) الأمينُ بِحـكمةٍ مــن ريشِهِ، فإذَا القضاءُ أمانُ (11)
ومنها:
فَسَقَيْتَها دمَـكَ الـنـقــيَّ ومـلـؤُهُ صـوتُ الـــعدالةِ هادرٌ رنَّانُ
ومضيتَ تكسرُ كلَّ بيضةِ فتنةٍ رقطــــاءَ كان يقيئُوها ثعبانُ
قد كنتَ قربانَ الحقــوقِ بِنارهِ سَطَعَ الدليلُ وأشرقَ البرهانُ
هيهاتَ تصعدُ للكمــالِ رسالةٌ حـتّـى يكونَ بِحجمها القربانُ
وقال من قصيدة (يا إمام الزمان):
يا أمامَ الزمانِ مـــــا أروعَ الذكـ ـرى توافي الأحبابَ عـيـداً سعيدا
طلعتْ في سمايَ شمساً من الحـ ـبِّ فـــــرَّويتُ من سناها القصيدا
وكشفتُ الأستارَ عن خاطرِ الكو نِ ليلتاحَ حلــــــــــــــمَه المنشودا
فتراءتْ لـيَ الأمـانـي الـشــجـيَّـا تُ تـنـخِّـيكَ فــــــارسـاً مـعــدودا (12)
وقال من قصيدة فارس النهر وهي في أبي الفضل العباس (عليه السلام)
وَقـفـتَ على شط الفـــراتِ مُعَلِّماَ وسَطَّرتَ ناموسَ الأُخُـــوَّةِ بالظَّماَ
وعُدتَ وفي عــينيكَ حَطَّتْ قبيلةٌ من الشَّرفِ العالي فأَلفَتْ لها حِمَى
كأنَّكَ لم تحمـلْ مـن الماءِ (قِربَةً) ولـم تـنـعـقدْ زِنداً عليها، ومِعصمَاَ
ولـكـنْ حـملتَ النهرَ من مستقرِّهِ وأقـبـلـتَ فـي أمواجِـهِ ثـائـرَ الـدِّماَ
وما عُدْتَ تزهو بالحديدِ مُحزَّمـاً ولـكـنْ بـدسـتورِ الـوفـاءِ مُـحَـزَّمـاَ! (13)
ومنها:
(أبا الفضلِ)، وارتدَّ الصدَى مثلما الندَى رقيقاً كأنَّ الماءَ بـاسـمِكَ تـمـتـمـاَ
هـنـا روحُـكَ انـصَـبَّتْ (فـراتاً) و(دجلةً) وأهـدَتْكَ لـلدُّنيا (عــراقاً) مُعَظَّماَ
وجـرحُـكَ مـن فــــــرطِ القداسةِ لم يزلْ على هامةِ التاريـخِ جُـرحاً مُعَمَّماَ
وكلُّ ذراعٍ من ذراعــــــــــــيكَ كـوكـبٌ تجَلَّى ليمحو عن سماواتِنا العمَى
وقال من قصيدة (تأملات في ليلة عاشوراء):
ذكراكِ مـِلءُ مَحـاجِرِ الأجـــــيالِ خَطَرَاتُ حـزْنٍ يَزْدَهِـي بِجَلال
وَرَفَيفُ سـِرْبٍ من طُـــيُوفِ كآبةٍ تخــتالُ بيــنَ عَوَاصِفٍ ورِماَل
يَـا لَـيْـلَــةً كَسـَت الــــزمانَ بِغَابَةٍ مِــنْ رُوحِها، قَـمــرِيَّةِ الأَدْغـاَل
ذكراكِ مَلْحَمَـــــــةٌ تَوَشَّحَ سِفْرُهاَ بـروائـعٍ نُـسِجَت مـن الأَهْــوَال
فَهناَ (الحسينُ) يَخِيطُ من أحْلأمِهِ فَجْرَيْنِ: فَجْرَ هدىً وَفَجْرَ نِضَالِ (14)
ومنها في أصحاب الإمام الحسين:
فَهُناَلِكِ (الأَسَدِيُّ) يُبْدِع صورةً لِفِدائِهِ، حُورِيَّــةَ الأشــــــكـالِ
ويــحاولُ استنفارَ شِيمَةِ نــُخْبَةٍ زرعوا الفَلأةَ رُجُولَةً ومعاَلي
نادى بِهِمْ، والمجدُ يشهــــدُ أنَّهُ نـادى بِـأعظمِ فَاتِحِيـنَ رِجـاَلِ
فإذا الفضـاءُ مُــدَجَّجٌ بِصوارمٍ وإذا التـرابُ مُـلَـغَّــمٌ بِعَوَالــي
ومشى بِهِم أَسَداً يقـــودُ وَرَاءه نحو الخلــودِ، كـتـيبةَ الأشْبَالِ
.........................................................................
1 ــ كتاب (دفتر الشجي) لناجي الحرز، وهو مختارات من مراثي 100 شاعر إحسائي للإمام الحسين (عليه السلام) من مطبوعات الأمانة العامة للعتبة الحسينية المقدسة 1438 هـ / 2007 م ص 78 ــ 80
2 ــ نفس المصدر ص 82 ــ 85
3 ــ نفس المصدر ص 89 ــ 92
4 ــ موقع بوابة الشعراء بتاريخ 5 / 3 / 2019
5 ــ علي رضا مجتهد زاده / لغة الشعر عند جاسم الصحيح ــ رسالة دكتوراه، مجلة جامعة الحكيم السبزواري ــ إيران ص 215 ــ 218 / موقع ويكيبيديا / موقع بوابة الشعراء / أرشيف منتدى الفصيح / موسوعة عريق
6 ــ موقع عريق
7 ــ لغة الشعر عند جاسم الصحيح ص 216
8 ــ ليلة عاشوراء في الحديث والأدب للشيخ عبد الله الحسن ص 235 ــ 236
9 ــ كتاب (دفتر الشجي) ص 80 ــ 82
10 ــ نفس المصدر ص 92 ــ 94
11 ــ موقع بوابة الشعراء بتاريخ 5 / 3 / 2019
12 ــ نفس المصدر
13 ــ شبكة فجر الثقافية بتاريخ 22 / 11 / 2015
14 ــ ليلة عاشوراء في الحديث والأدب، للشيخ عبد الله الحسن ج 1 ص 232 ــ 234
كما ترجم له وكتب عنه:
نسرين نجم ــ جاسم الصحيح: الشعر هو التورُّط في الحياة والإيمان بالإنسان وقضاياه وحقوقه / حوار، شبكة الفجر الثقافية بتاريخ 23 / 1 / 2017
سامي العجلان ــ صداع الحقيقة بين إكسير المجاز وترياق الجسد: قراءة في شعر جاسم الصحيح / موقع معنى بتاريخ 15 / 3 / 2022
سرمد سالم ــ الشاعر الإحسائي جاسم الصحيح: الإمام الحسين (ع) هو رمز الحبِّ والعطاء الإنساني / موقع كتابات في الميزان بتاريخ 3 / 3 / 2013
علياء الموسوي - جاسم الصحيح: الشعر هو جسر العبور من النهائيّ إلى اللانهائيّ / شبكة جهات إخبارية بتاريخ 26 / 1 / 2014 - 12:18 مذ
نورة بنت علي القحطاني ــ العتبات في شعر جاسم الصحيّح (دراسة إنشائية)
علي النحوي ــ الأسطورة جاسم الصحيح: من الجفر إلى أمير الشعراء
يحيى عبد الهادي العبد اللطيف ــ جاسم الصحيح بين الشاعر والأسطورة / دار المحجة البيضاء في بيروت، يقع في 140 صفحة بتقديم الشيخ يحيى الراضي 1432 هـ
اترك تعليق