91 ــ الوزير المغربي: (370 ــ 418 هـ / 981 ــ 1027 م)

الوزير المغربي: (370 ــ 418 هـ / 981 ــ 1027 م)

قال في رثاء أبيه وعمه وأخوته وأهله وقد قتلهم حاكم مصر سنة (400 هـ):

إذا كنتَ مشتاقاً إلى الـــطفِّ تائقاً     إلى (كربلا) فانظرْ عراصَ المقطّمِ

ترى من رجالِ المغربيِّ عصابةً     مضـــرَّجة الأوسـاطِ والصدرِ بالدمِ (1)

الشاعر

أبو القاسم الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن محمد بن يوسف بن بحر بن بهرام بن المرزبان بن ماهان بن باذان بن ساسان بن الحرون بن بلاش بن جاماس بن فيرزان بن يزدجرد بن بهرام جور بن يزدجرد بن بهرام بن سابور بن سابور ــ ذي الأكتاف ــ بن هرمز بن هرمز بن مرسي بن بهرام بن هرمز بن سابور الجنود ابن أردشير بن بابك (2)، المعروف بـ (الوزير المغربي)، عالم وشاعر وكاتب ووزير وأديب، عُدّ (أحد دهاة العالم) (3) ولقب بذي الرياستين ــ الوزارة والكتابة ــ (4) أصله من أكاسرة الفرس (5)، أما أمه فهي فاطمة بنت محمد بن إبراهيم النعماني صاحب كتاب (الغيبة النعمانية). (6)

ولد الوزير المغربي في حلب، وعُرف أبوه أبو الحسن بالمغربي لأنه كان يختلف على ديوان المغرب، فنسب إليه، وقد ولد والده ببغداد ونشأ بها، وقدم حلب واستكتبه سيف الدولة أبو الحسن بن حمدان، وحظي عنده، ومات في أيامه بحلب، وكان كاتبا مجيداً شاعراً حسن النظم والنثر (7)

 وقال الصفدي في ترجمته: (هو بغدادي الأصل والمغربي لقب لجده وهو والد الوزير أبي القاسم الحسين المغربي وقد تقدم ذكره ولد أبو القاسم بحلب ونشأ بها ووزر لصاحبها سعد الدولة بن سيف الدولة بن حمدان) (8)

وهناك من قال إن ولادته بمصر (9) وإن أصل أسرته من البصرة (10) ونزحت أسرته إلى بغداد، والصحيح أن ولادته في حلب لأن والده كان من كتاب سيف الدولة وروي له قوله: (قال بعض عامة بلدنا الحلبيين في قصة له…) (11) كما أن له شعراً يتشوّق فيه إلى حلب مسقط رأسه وموطن صباه كقوله:

يا صاحبيّ إذا أعــــــيـاكما سـقمي     فلقّيـــــــــاني نسيمَ الريـحِ مِن حلـبِ

من الديار التي كان الصّبا وطري     فيها، وكان الهوى العذريُّ من أربي (12)

قال فيه ياقوت الحموي: (حفظ القرآن الكريم، وعدّة كتب في النحو واللغة وكثيراً من الشعر، وأتقن الحساب والجبر والمقابلة، قبل أن يكمل أربع عشرة سنة). (13)

أما لقبه بـ (المغربي) فقيل فيه عدة أقوال منها: أنه لم يكن مغربياً وإنّما كان لأحد أجداده وهو أبو الحسين علي بن محمد ولاية في الجانب الغربي ببغداد، وكان يقال له المغربي فأطلقت عليهم هذه النسبة، (14) وقيل إن جد أبيه كان متولياً على ديوان المغرب فقيل له المغربي نسبة إلى بلاد المغرب، (15) لكن ابن خلكان بعد أن يستعرض بعض الأقوال في ذلك يقول:

(ولقد رأيت خلقاً كثيراً يقولون هذه المقالة ثم نظرت بعد ذلك في كتابه ــ أي كتاب الوزير المغربي ــ الذي سمَّاه أدب الخواص فوجدت في أوله: وقد قال المتنبي وإخواننا المغاربة يسمونه المتنبه. فهذا يدل على أنه مغربي حقيقة لا كما قالوه، ثم أعاد هذا القول بعينه لما ذكر النابغة الجعدي وانشد بيتاً للمتنبي ...) (16)

ثم يستشهد ابن خلكان بالأوارجي أو الأراجني فيقول: (رأيت جماعة من أهل الأدب يقولون إن أبا علي هارون بن عبد العزيز الأوراجي ممدوح المتنبي هو خاله ثم أني كشفت عنه فوجدته خال أبيه) (17)

والأوراجي هذا هو الكاتب أبو علي هارون بن عبد العزيز الأراجني، المصري من أعلام عصره ومن رجال الشيعة ذكره النجاشي في رجاله وقال في ترجمته: (كان وجها في زمانه، مدحه المتنبي. وله ابن اسمه علي وكان حسن التخصيص (التخصص) بمذهبنا، وهو جد أبي الحسن علي بن الحسين المغربي الكاتب والد الوزير أبي القاسم. له كتاب الرد على الواقفة). (18)

والظاهر أن النجاشي عدّه بمقام جدّه لأن المصادر اتفقت على أن جد الوزير هو الحسين.

أما مدح المتنبي للأوراجي فهو في قصيدته التي مطلعها:

أَمِنَ اِزدَيارَكِ في الدُجى الرُقَباءُ     إِذ حَيثُ أَنتِ مِنَ الظَلامِ ضِياءُ (19)

ومنها:

بَيني وَبَيــنَ أَبــي عَــلِـيٍّ مِـثلُهُ     شُمُّ الجِبالِ وَمِثلَهُــنَّ رَجــاءُ

وَلِكُلِّ عَيــنٍ قُــرَّةٌ فــي قُـربِــهِ     حَتّى كَــأَنَّ مَــغيـبَهُ الأَقــذاءُ

فَالفَخرُ عَن تَقصيرِهِ بِكَ ناكِبٌ     وَالمَجدُ مِن أَن تُـستَزادَ بَراءُ

فَإِذا سُئِـلتَ فَلا لِأَنَّـكَ مُحــوِجٌ     وَإِذا كُتِـمـتَ وَشَت بِكَ الآلاءُ

وَإِذا مُدِحتَ فَلا لِتَكسِبَ رَفـعَةً     لِلشاكِــريــنَ عَـلى الإِلَهِ ثَناءُ

ولهذه الأسرة تاريخ مع الوزارة فإضافة إلى أبي القاسم الحسين (الوزير المغربي الثاني) وأبيه علي (الوزير المغربي الأول) فقد تولى حفيد الأول وابن أخي الثاني (الوزير المغربي الثالث) أبو الفرج محمد بن جعفر بن علي الوزارة للمنتصر الفاطمي. (20)

ذو الوزارتين

اعتماداً على ما نصّت عليه جميع التواريخ يتّضح أن ولادة المغربي كانت في حلب لأن أباه (علي) كان من أصحاب سيف الدولة الحمداني في حلب، فلما مات سيف الدولة سافر علي إلى مصر واصطحب معه أخاه وأولاده الثلاثة ومنهم أبا القاسم، وهناك تولى الوزارة للحاكم العبيدي لكن التاريخ يقفز بنا إلى حادثة قتله مع أخيه وولديه على يد الحاكم (21) دون إيضاح أسباب ذلك

استطاع أبو القاسم النجاة بنفسه بعد مقتل أهل بيته جميعهم حيث لجأ إلى أحدى القرى ووجد من يخرجه من مصر، فخرج متوجّهاً إلى الشام ومرّ في طريقه بالرملة فالتقى بأميرها حسان بن الجراح الطائي فاستجار به فأجاره، (22) وبقي فيها فترة ثم ذهب إلى بغداد ومنها إلى الموصل وصار وزيراً وكاتباً لمعتمد الدولة قرواش ابن المقلد العقيلي أمير الموصل والكوفة والمدائن، ثم وزيراً لمشرِّف الدولة البويهي في بغداد، وعاد إلى الموصل وزيراً لقرواش أيضاً، لكن الأمور لم تستقر له في الموصل حيث أوعز القادر العباسي لقرواش بعزله فعزله، فتوجّه إلى ديار بكر وهناك استوزره الأمير أبو نصر أحمد بن مروان الكردي حتى مقتله بالسم بميافارقين على يد أبي نصر بن مروان (23)

النجف الأشرف .. المثوى الأخير

قال ابن بسام: إن صاحب ميافارقين أحس منه تغيرا حين استدعى إلى بغداد لتولي الوزارة فسقاه شربة كانت آخر زاده) (24) وقد أوصى الوزير المغربي أن يحمل جثمانه إلى النجف الأشرف ولما كان يعلم صعوبة ذلك لأنه مصري وشيعي والخلافة العباسية يومئذ لا تسمح بذلك فقد عمد إلى وسيلة لتنفيذ وصيته. يقول ابن الأثير:

(ولما أحس بالموت كتب كتاباً عن نفسه إلى كل من يعرفه من الأمراء والرؤساء الذين بينه وبين الكوفة يعرفهم أن حظية له توفيت وأنه قد سيَّر تابوتها إلى مشهد أمير المؤمنين علي عليه السلام وخاطبهم في المراعاة لمن في صحبته وكان قصده أن لا يتعرض أحد لتابوته بمنع وينطوي خبره، فلما توفي سار به أصحابه كما أمرهم وأوصلوا الكتب فلم يتعرض أحد إليه فدفن بالمشهد ولم يعلم به أحد إلا بعد موته) ‍(25)

وقد أوصى أن يُكتب على قبره هذه الأبيات:

كنتُ في سفرةِ الغوايةِ والجـهـ     ـلِ مـــــقيماً فحانَ منّي قدومُ

تبتُ من كلِّ مــــأثمٍ فعسى يُمـ     ـحى بهذا الحديثِ ذاكَ القديمُ

بعد خمسٍ وأربعيـــــنَ لقد مـا     طلـتُ إلا أنَّ الغـريـمَ كـريـمُ (26)

الحياة العلمية

رغم هذه الحياة الصاخبة بالأحداث التي عاشها الوزير المغربي إلا أنه وضع بصمة واضحة في سجل التاريخ العلمي والأدبي وأخذ حيِّزاً كبيراً منه في حياته وبعد مماته، وكانت تربطه علاقة وثيقة بالفيلسوف أبي العلاء المعري وتبادلا كثيراً من الرسائل في علوم شتى ويدلنا قول الباخرزي على مدى هذه العلاقة حيث يقول: (قرأت من رسائل أبي العلاء المعرّيّ إليه ما نبّهني عليه، وعرّفني درجته في البلاغة، واختصاصه من صناعة النّظم والنثر بحسن الصيّاغة. وكان يلقّب بالكامل ذي الجلالتين.) (27) وقد أهداه المغربي كتابه (مختصر إصلاح المنطق) وبالمقابل فقد أهداه المعري كتابيه (المنيح) و(الإغريض). (28)

ومن نماذج رسائل المعري للوزير المغربي قوله يصفه: (من كان للآداب، ــ أطال االله بقاء سيدنا ــ نسيم يتضوع، وللذكاء نار تشرق وتلمعـ فقد فغمنا - على بعد الدار - أرج أدبه، ومحا الليل عنا ذكاؤه بتلهبه، وخوّل الأسماع شنوفاً غير ذاهبة، واطلع في سويداوات القلوب كواكب ليست بغاربة) (29)

كما كانت تربط الوزير المغربي علاقات وثيقة مع الشريفين الرضي والمرتضى وهي علاقة العالم بالعالم، ولما مات الشريف الرضي رثاه المغربي بقصيدة مفجعة مطلعها:

رزءٌ أغار به الــنَّعيُّ وأَنــجَدا     ومــآتمٌ راشَت أقـاديحَ الـرَّدى (30)

ومنها:

أذكَرتَنـا يـا ابـنَ النــبـيَّ محـمـدٍ     يوماً طَوى عنّـا أباكَ مُحَّمدا

ولقد عرفتُ الدَّهـرَ قـبـلكَ سـالِياً     إلاّ عـليـكَ فـمـا أطاقَ تَجلُّدا

ما زلتَ نصلً الدَّهرِ يأكلُ غِمدَه     حتى رأيتُكَ في حَشاهُ مُغْمَدا

أساتذته وتلاميذه

درس الوزير المغربي عند أبيه علي (معلمه الأول)، ومحمد بن إبراهيم بن جعفر النعماني ــ جده لأمه ــ وجنادة بن محمد الهروي، وعبد الله بن أحمد بن محمد المعروف بالحافظ أبي ذر الأنصاري، والوزير جعفر بن الفضل بن الفرات المعروف بـ (ابن حِنزابة)، ومحمد بن الحسين التنوخي، والقاضي أبي الحسن علي بن محمد بن يزيد الحلبي، وأحمد بن إبراهيم بن فراس، وأبي القاسم ميمون بن حمزة الحسيني، وعلي بن منصور بن طالب الحلبي المعروف بـ (دَوْخَلة)، والقاضي أبي أحمد محمد بن داود بن أحمد العسقلاني، وأبي جعفر الموسوي قاضي مكة. يحيى بن علي الأندلسي (أمير المغرب) علي بن نصر بن الصباح، علي بن لؤلؤ، علي بن إبراهيم الدهكي (31)

وكان الوزير المغربي يقيم مجلساً علمياً يملي فيه على تلاميذه دروسا في تفسير القرآن، والحديث والأدب والاحتجاج في التنزيل وغيرها من العلوم ومن تلاميذه: ابنه أبو يحيى عبد الحميد، وأبو الحسن بن الطيب الفارقي، وأبو محمد رزق اللّه بن عبد الوهاب التميمي، وأبو غالب محمد بن أحمد بن سهل بن بشران النحوي، وعلي بن السكن الفارقي... وأملى عدة مجالس في تفسير القرآن والاحتجاج في التنزيل بكثير من الاَحاديث المسموعة له، وقيل إنّه كان يسأل النحوي عن الفقه والفقيه عن التفسير، والمفسر عن العروض، وأمثال ذلك.... وذكر له ابن بسام في الذخيرة رسالة فيها أسئلة من عدة فنون دالة على تبحره في العلوم (32)

قالوا فيه

نقل ابن خلكان قولاً لوالد الوزير المغربي دل على عبقرية الوزير ونبوغه منذ صغره حيث يقول: (وجدت في بعض المجاميع ما صورته: وجد بخط والد الوزير المغربي على ظهر مختصر إصلاح المنطق الذي اختصره ولده الوزير ما مثاله: ولد سلمه الله تعالى وبلغه مبالغ الصالحين في أول وقت طلوع الفجر من ليلة صباحها يوم الأحد الثالث عشر من ذي الحجة سنة ٣٧٠ واستظهر القرآن العزيز وعدة من الكتب المجردة في النحو واللغة ونحو خمسة عشر ألف بيت من مختار الشعر القديم ونظم الشعر وتصرف في النثر وبلغ من الخط إلى ما يقصر عنه نظراؤه ومن حساب المورد والجبر والمقابلة إلى ما يستقل بدونه الكاتب وذلك كله قبل استكماله أربع عشرة سنة واختصر هذا الكتاب فتناهى في اختصاره وأوفى على جميع فوائده حتى لم يفته شيء من ألفاظه وغير من أبوابه ما أوجب التدبير تغييره للحاجة إلى الاختصار وجمع كل نوع إلى ما يليق به ثم ذكرت له نظمه بعد اختصاره فابتدأ به وعمل منه عدة أوراق في ليلة وكان ذلك قبل استكماله سبع عشرة سنة أرغب إلى الله في بقائه ودوام سلامته). (33)

وهذا الكلام يوصف به أفذاذ الرجال في التاريخ الذين لا يلد بهم الزمان إلا نادراً

وأكد هذا الكلام ياقوت الحموي فقال: (الأديب اللغوي الشاعر الكاتب، حفظ القرآن وعدة كتب في النحو واللغة وكثيراً من الشعر وأتقن الحساب والجبر والمقابلة ولم يبلغ من العمر أربعة عشر ربيعا وكان حسن الخط سريع البديهة في النظم والنثر) (34)

وقال السيد محسن الأمين: (كان عالماً فاضلاً أديباً شاعراً ناثراً كاتباً عاقلاً ذكياً داهيةً شجاعاً قائماً بأمور الوزارة جامعاً للفضل والعقل والشعر والأدب له ديوان شعر ونثر ولأبي العلاء المعري إليه رسائل وبينهما مراسلات وكان خطه في غاية الجودة ... وأينما وجد كان يتولى أكبر منصب الوزارة أو الكتابة وحصل العلوم والفضائل وصنف الكتب والرسائل قبل ان يبلغ أربعاً وعشرين سنة). (35)

وقال ابن العماد الحنبلي الذهبي: (كان من أدهى البشر وأذكاهم) (36)

وقال ابن منظور: (وكان أديباً مترسلاً، شاعراً فاضلاً، ذا معرفة بصناعتي كتابة الإنشاء والحساب) (37)

وقال ابن حجر: (وذكر له ابن بسام في الذخيرة رسالة فيها أسئلة عن عدة فنون دالة على تبحره في العلوم) (48)

وقال عبد الله الأصفهاني: (الفاضل العالم الأديب الشاعر المنشئ الكامل) (39)

وقال الشيخ جعفر السبحاني: (العالم الإمامي الأديب) (40)

وقال الذهبي: (له نظم في الذروة، ورأي ودهاء وشهرة وجلالة. وله ترسّل فائق وذكاء وقّاد. وكان شيعياً) (41)

وقال شمس الدين الداودي: (اختصر كتاب إصلاح المنطق في اللغة وابتدأ في نظم ما اختصره قبل استكماله سبع عشرة سنة، وصنف كتاب (الإيناس) وهو مع صغر حجمه كثير الفائدة وكتاب (الالحاق بالاشتقاق) وكتاب (أدب الخواص) وكتاب (الشاهد والغائب) بين فيه أوضاع كلام العرب والمنقول منه وأقسامه تبياناً يكاد يكون أصلا لكل ما يسأل عنه من الألفاظ المنقولة عن أصولها إلى استعمال محدث وكتاب (فضائل القبائل) وكتاب أخبار بني حمدان وأشعارهم واملاءات عدة في تفسير القرآن العظيم وتأويله. وروى موطأ مالك وصحيح مسلم وجامع سفيان وقارض أبا العلاء المعري بمكاتبات أدبية كثيرة الغريب، وقال الشعر الجيد، وبرع في الترسل وصار إماماً في كتابة الانشاء وكتابة الحساب وتعرف في فنون من علم العربية واللغة) (42)

وقال المقريزي: (استظهر القرآن الكريم وعدة كتب في النحو واللغة، ونحو خمسة عشر ألف بيت من مختار الشعر القديم، ونظم الشعر، وتصرف في النثر، وفي حساب الجبر والنجوم والمقابلة، وبلغ من ذلك كله حظا وافرا قبل استكماله أربع عشرة سنة) (43)

وقال عنه ابن شاكر الكتبي: (كان كاتبا ناظما ناثرا فاضلا) (44)

مؤلفاته

1 ــ خصائص علم القرآن

2 ــ المنخل - مختصر إصلاح المنطق ــ دار الكتب العلمية 1994 عن نسخة مكتبة دير الاسكوريال سنة 486 هـ رقم 605

3 ــ تهذيب إصلاح المنطق للدينوري

4 ــ اختصار غريب المصنف

5 ــ رسالة في القاضي والحاكم

6 ــ الالحاق بالاشتقاق

7 ــ اختيار شعر أبي تمام

8 ــ اختيار شعر البحتري

9 ــ اختيار شعر المتنبي

10 ــ اختيار كتاب الأغاني للأصفهاني

11 ــ ديوان الشعر والنثر

12 ــ الإيناس في علم الانساب ــ دار اليمامة للبحث والترجمة والنشر، الرياض ١٤٠٠ هـ - ١٩٨٠

13 ــ أدب الخواص في المختار من بلاغات قبائل العرب وأخبارها وأنسابها ــ دار اليمامة للبحث والترجمة والنشر، الرياض ١٤٠٠ هـ - ١٩٨٠

14 ــ المأثور في ملح الخدور

١5 ــ نظم مختصر اصلاح المنطق

16 ــ المصابيح في تفسير القرآن

17 ــ السياسة ــ طبع بتحقيق الدكتور فؤاد عبد المنعم أحمد ــ مؤسسة شباب الجامعة – الإسكندرية ، كما حققها الدكتور سامي الدهان

18 ــ ديوان شعر: ذكر بروكلمان أن في مكتبة الامبروزيانا في إيطاليا قطعة من شعره برقم 119

19 ــ سيرة النبي (ص) كان في المدينة ثم باعه الشيخ أمين بن حسن الحلواني بين الكتب التي باعها في هولندا، وأول هذا الجزء أسماء الأعداء من اليهود وقد ذكره لندبرج في فهرس تلك الكتب

20 ــ مجالس الوزير المغربي مع مطران نصيبين: نشرها لويس شيخو في مجلة المشرق

21 ــ العماد في النجوم

كتاب بني أسد

كتاب بني ضبيعة (45)

شعره

قال السيد الأمين: قد سمعت أن له ديوان شعر ونثر ويظهر من ابن خلكان أن ديوانه كان مشهوراً معروفاً حيث قال هو صاحب الديوان الشعر والنثر ...) (46)

قال الوزير المغربي في مدح أمير المؤمنين (عليه السلام):

أيا غامصينَ المزايـــا الجليلة     من المرتضى والسجايا الجميلة

ويا غامضين عن الواضحاتِ     كأنَّ العيـونَ لديـــــــهـا كـلـيـلـة

إذا كانَ لا يعــرفُ الفـاضلين     إلا شبيـهـهـمُ في الـفــــــــضـيلة

فمن أيــــــنَ للأمَّـةِ الاختيـار     عـــــفـا لـعـقـولـــكمُ المـسـتـحيلة

عرفنا علياً بطيبِ الــــــنجارِ     وفـصلِ الخطابِ وحسنِ المخيلة

تطلعَ كالشمـسِ رأدَ الضـحى     بــــــفضـلٍ عـمـيمٍ وأيـدٍ جـزيـلة

فكــانَ المُـقـــــدَّم بـعـد النبيِّ      عـــلـى كــلِّ نـفـسٍ بـكـلِّ قـبـيــلة (47)

وقوله فيه (عليه السلام) أيضاً:

صلى عليكَ اللهُ يا مَن دنا     من قابِ قــــــوسينِ مقامَ النبيه

أخوكَ قد خُولفتَ فيه كما     خُولفَ في هارونَ موسى أخيه

هل برسولِ اللهِ من أسـوةٍ     لم يـقـــــتـدِ الـقـومُ بما سـنَّ فيه (48)

وقال وقد لجأ إلى مشهد الإمام الحسين (عليهم السلام):

تحصَّنتُ من كيدِ الـــعدوِّ وآله     بــمجنـبةٍ من حبِ آلِ محمدِ

ودونَ يدِ الجبارِ من أن تنالني     جواشنُ أمنٍ صنتُها بالتهجُّدِ

ألحُّ على مـولىً كريـمٍ كـأنّـمـا     يبـاكرُ مـنـي بـالغريمِ اليلنددِ

ليسلمني من بعد أن أنـا جارُه     وقد علقتْ إحدى حبائله يدي (49)

وقال في مدح الإمام الباقر (عليه السلام):

يا بـنَ الذي بـــــــــلسـانِه وبيانِه     هُـدِيَ الأنـامُ ونُـزِّلَ الـتنزيلُ

عن فضلِهِ نطقَ الكتابُ وبَشّرتْ     بقدومِهِ التـــــوراةُ والإنجيلُ

لولا انقطاعُ الوحي بعـــد محمدٍ     قـلنا محمدُ من أبيــــــهِ بديلُ

هـو مـثـلـه في الفـــضلِ إلا أنّـه     لــــــــم يـأتِهِ برسالةٍ جبريلُ (50)

وقال أيضا يرثي أباه وعمه وأخاه ويظهر من شعره أنهم كانوا من الصلحاء الأتقياء:

تركتُ على رغمي كراماً أعزَّة     بقلبي وإن كانوا بسفحِ المقطمِ

أراقوا دماهمْ ظالـمينَ وقد دروا     ومـا قتلوا غير العلى والتكرُّمِ

فكم تركوا محـرابَ آي مُـعـطلاً     وكـم تركوا من خيمةٍ لم تيمَّمِ (51)

ومن شعره في فضل العلم والتقوى:

وأفضلُ أخلاقِ الفتى العلمُ والحِجا     إذا ما صروفُ الدهرِ أخلَقْن مِرْطَهُ

فـمـا رفـعَ الدهرُ امـرأً عـن مـحلِّه     بـغـيـرِ الـتـقى والـعـلـمِ إلّا وحـطّـه (52)

ومن شعره في الحكمة:

أقولُ لها والعيسُ تحدجُ للسرى      أعدّي لفقدي ما استطعتِ من الصبرِ

سأنفقُ ريعانَ الشبــــــيـبـةِ آنفاً     عـــلـى طلبِ العلـياءِ أو طـلبِ الأجرِ

أليـسَ مـن الخسرانِ أنَّ ليـــالياً     تمرُّ بــــلا نفـعٍ وتحسبُ مـن عمري (53)

........................................................................

1 ــ معجم البلدان للحموي ج ٥ ص ١٧٧ / أعيان الشيعة ج 6 ص 115 / أدب الطف ج 5 ص 7 / ديوان القرن الخامس ص 246

2 ــ تاريخ المقريزي المعروف بالمقفي الكبير ج 3 ص 272 

3 ــ سير أعلام النبلاء للذهبي ج 17 ص 395

4 ــ دمية القصر للباخرزي ج 1 ص 94

5 ــ طبقات المفسرين للداودي ج 1 ص 152

6 ــ وفيات الأعيان لابن خلكان ج 12 ص 172 / رجال النجاشي ص ٧٠

7 ــ بغية الطلب بغيه الطلب في تاريخ حلب لابن العديم ج 6 ص 2702 

8 ــ الوافي بالوفيات ج ٢١ ص ٢٤

9 ــ خطط المقريزي ج 2 ص 574

10 ــ نفس المصدر ج 2 ص 571

11 ــ أدب الخواص للوزير المغربي ج 1 ص 71

12 ــ دمية القصر ج 1 ص 118

13 ــ معجم الأدباء ج 10 ص 79

14 ــ الكنى والألقاب للشيخ عباس القمي ج ٣ ص ٢٨٦ / أعيان الشيعة للسيد محسن الأمين ج ٦ ص ١١٢

15 ــ أعيان الشيعة ج ٦ ص ١١٢

16ــ وفيات الأعيان ج 2 ص 177

17 ــ نفس المصدر ج 2 ص 172

18 ــ رجال النجاشي بالرقم 1183

19 ــ ديوان المتنبي ــ دار بيروت للطباعة والنشر، بيروت 1403 ــ 1983 ص 125

20 ــ حسن المحاضرة في تاريخ مصر والقاهرة للسيوطي ج 2 ص 203

21 ــ معجم البلدان ج 5 ص 177

22 ــ معجم الأدباء ج 10 ص 79

23 ــ مقدمة كتاب المنخل للوزير المغربي بتحقيق الدكتور جمال طلبة ص 4

24 ــ الذخيرة ج 2 ص 479

25 ــ الكامل في التاريخ ج ٩ ص ٣٦٢

26 ــ الوافي بالوفيات للصفدي ج ١٢ ص ٢٧٦

27 ــ دمية القصر ج 1 ص 115 ــ 116

28 ــ تاريخ الأدب العربي لشوقي ضيف ج 6 ص 169

29 ــ أبو العلاء المعري، رسالة المنيح ضمن رسائل أبي العلاء / شرح شاهين عطية ص24

30 ــ دمية القصر ج 1 ص 119

31 ــ بغية الطلب لابن العديم ج 5 ص 17 / معجم رجال الحديث ج 7 رقم الترجمة 3530 / موسوعة طبقات الفقهاء ج 5 ص 111

32 ــ لسان الميزان لابن حجر ج ٢ ص ٣٠١

33 ــ وفيات الأعيان ج 2 ص 173

34 ــ معجم الأدباء ج 10 ص 79

35 ــ أعيان الشيعة ج 6 ص 112

36 ــ شذرات الذهب ج 3 ص 210

37 ــ مختصر تاريخ دمشق ج 7 ص 112

38 ــ لسان الميزان ج 2 ص 301

39 ــ رياض العلماء ص 146

40 ــ موسوعة طبقات الفقهاء‌ ج 5 ص 111 رقم ١٧٩٣

41 ــ سير أعلام النبلاء للذهبي ج 17 ص 395

42 ــ طبقات المفسرين ج 1 ص 152

43 ــ تاريخ المقريزي المعروف بالمقفي الكبير ج 3 ص 272

44 ــ عيون التواريخ ج 13 ص 231

45 ــ مقدمة كتاب أدب الخواص، دار اليمامة للبحث والترجمة والنشر، الرياض ١٤٠٠ هـ - ١٩٨٠ تحقيق حمد الجاسر ص 29 ــ 37 / مقدمة كتاب الإيناس في علم الانساب للوزير المغربي: دار اليمامة للبحث والترجمة والنشر، الرياض ١٤٠٠ هـ - ١٩٨٠ تحقيق حمد الجاسر ص 12 ــ 14 / فؤاد سزكين ــ تاريخ التراث العربي ج 2 ص 643 / منهج المقال في تحقيق أحوال الرجال للأسترآبادي ج 4 ص 259

46 ــ أعيان الشيعة ج 6 ص 112

47 ــ أعيان الشيعة ج ٦ ص ١١٦ / أدب الطّف ج 10 ص 304 / الطليعة ج 1 ص 60

48 ــ أعيان الشيعة ج ٦ ص ١١٦ / أدب الطّف ج 10 ص 304 /

49 ــ أدب الطّف ج 10 ص 302 عن طبقات المغربي للداودي ج 1 ص 154

50 ــ مناقب آل أبي طالب لابن شهرآشوب ج ٣ ص ٣١٥ / أعيان الشيعة ج 6 ص 115 / مشاهير شعراء الشيعة للشيخ عبد الحسين شبستري بالرقم 300 / حياة الإمام محمّد الباقر عليه السلام دراسة وتحليل للشيخ باقر شريف القرشي ج 1 ص 28

وقد نسبها ابن شهرآشوب في المناقب ج 3 ص 497 للمعري، وهو اشتباه كما يقول السيد الأمين (أعيان الشيعة ج 6 ص 115) وأورد ابن شهرآشوب في المناقب أبياتا للمغربي في الإمام الباقر والظاهر أنّه أراد به الوزير المغربي لأنّها لا توجد في ديوان ابن هانىء، والظاهر أن الأمين قد اشتبه أيضاً فوضع اسم ابن هانئ بدلا من المعري، ونقل قوله الأمين هذا الشيخ جعفر السبحاني في مقاله: الوزير المغربي.. (تفسيره ومذهبه)، مجلة تراثنا ـ العددان 117 و 118 / مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم ــ 1435 هـ ص 18

51 ــ معجم البلدان ج ٥ ص ١٧٧ / أعيان الشيعة ج 6 ص 115

52 ــ معجم الأدباء ج 3 ص 1097

53 ــ مرآة الجنان ج 3 ص 25

كما ترجم له وكتب عنه:

محمد علي الأبطحي / تهذيب المقال ج ٢ ص ٢٨٦

شهاب الدين النويري / نهاية الأرب في فنون الأدب ج 12 ص 142

الحر العاملي / أمل الآمل ج 2 ص 97

المامقاني / تنقيح المقال ج 1 ص 338

ابن كثير / البداية والنهاية ج 12 ص 23

ابن تغري بردي / النجوم الزاهرة ج 4 ص 266

عمر فرّوخ / تأريخ الأدب العربي ج 3 ص 78

الخوانساري / روضات الجنات ج 3 ص 166 ــ 169 

الشيخ عباس القمي / الكنى والألقاب ج 3 ص 237 

أغا بزرك الطهراني / مصفى المقال ص 149 ــ 150 

السيد حسن الصدر / تأسيس الشيعة ص 102 ــ 103 و336 

القمي / سفينة البحار ج 8 ص 44

الزركلي / الأعلام ج 2 ص 245 

الصنعاني / نسمة السحر ج 2 ص 25 ــ 34 

المرفقات

: محمد طاهر الصفار