82 ــ أحمد السبعي: (800 ــ 860 هـ / 1397 ــ 1457 م)

أحمد السبعي: (800 ــ 860 هـ / 1397 ــ 1457 م)

قال من قصيدة في رثاء الإمام الحسين (عليه السلام) تبلغ (46) بيتاً:

وإن ذُكرَ القتيـــــــلُ بـ(كربلاء)     سمحتُ بصوبِ دمعٍ ذي انصبابِ

سأغربُ في البكاءِ على غريبٍ     بـكاهُ كـتــــــــــــابُ ربّي باكتئابِ

سأندبُ في عراصِ الطفِّ ندباً     مـزاراً للفــراعــــــــــــلِ والذئابِ (1)

الشاعر

الشيخ فخر الدين أحمد بن محمد بن عبد الله بن علي بن حسن بن علي بن محمد بن سبع بن سالم بن رفاعة الرفاعي السبعي الإحسائي، عالم وأديب وشاعر ولد في قرية (القارة) في الإحساء، ودرس على يد ابن المتوّج البحراني، وهاجر إلى العراق ودرس فيها ثم غادرها إلى الهند وبقي فيها حتى وفاته فيها. (2)

وقد اختلف في تاريخ وفاته وقد أثبتنا قول الأكثر في ذلك، وقد ذكر الأستاذ أحمد العيثان في ترجمته أنه: (ولد في القارة بالأحساء ونشأ بها. لم تُحدّد المصادر تاريخ ولادته ومن الأحساء هاجر لإكمال دراسته وتتلمذ على عدد من العلماء منهم أحمد بن محمد المتوج البحراني، وأحمد بن فهد الحلي، وجمال الدين ابن المتوج البحراني). (3) وقد أقام مدّة بمدينتي الحلّة والنجف الأشرف (4) وهذا يعني أنه قدم الحلة قبل خروج الشيخ أحمد بن فهد منها متوجها إلى كربلاء التي أقام بها حتى وفاته ونقل إليها الحوزة العلمية.

ألف السبعي من الكتب:

1 ــ الأنوار العلوية في شرح الرسالة الألفية للشهيد الأول في الفقه

2 ــ الدرة الدرية في شرح المسألة النظرية نصير الدين الطوسي

3 ــ سديد الأفهام في شرح قواعد الأحكام

4 ــ ديوان شعر

قال عنه الحر العاملي: (الشيخ الفاضل الكامل العامل مغني الفروع والأصول والمحكم لقواعد الفقه والكلام جامع أشتات الفضائل) (5)

وقال عنه الشيخ محمد السماوي: (كان فاضلاً في الدين متفنناً مصنّفاً في أغلب العلوم أديباً شاعراً حسن المنثور والمنظوم جاء من بلاد البحرين إلى العراق ثم سكن في الهند حتى مات.) (6)

وقال عنه السيد هاشم الشخص: (من أكابر علماء الإمامية عالم فاضل فقيه جليل القدر شاعر ماهر وآثار قلمه حاكية عن تبحر علمه) (7)

وقال عنه السيد أحمد الحسيني: (وهو بالإضافة إلى مكانته العلمية العالية أديب شاعر طويل النفس في قصائده، وقد تمحض ديوانه الصغير الذي رأيته بفضائل أهل البيت عليهم السلام ومناقبهم) (8)

ووصفه الشيخ علي البلادي بـ(العالم الكامل النحرير) (9)

وقال عنه الشيخ محمد بن جمهور الأحسائي: (الشيخ الفاضل الكامل العالم بفني الفروع والأصول المحكم لقواعد الفقه والكمال جامع أشتات الفضائل فخر الدين احمد الشهير بالسبعي) (10)

وقال عبد الله الأصفهاني: (الفاضل الفقيه الجليل المعروف بالسبعي كان من أجلة تلامذة الشيخ جمال الدين أحمد بن عبد الله بن سعيد بن المتوج البحراني) (11)

وقال عنه الشيخ يوسف البحراني: (الفاضل الفقيه) (12)

قال الشيخ القمّي: (كان عالماً فاضلاً فقيهاً جليلاً) (13)

شعره

ذكر الشيخ الكرباسي بأن له ديوان جمعه الشيخ محمد السماوي وهو موجود في النجف الأشرف (14) أما ما ذكرته المصادر من شعره فيقول من قصيدته البائية في رثاء الإمام الحسين (عليه السلام):

ألا مَن أثكلَ المختـــــارَ سبطاً     من الأسباطِ والحُججِ النجابِ

ألا مَن راعَ للـــــزهــراءِ قـلباً     وأغـرى دمـعـهـا بـالانسكابِ

ستشكــــو وهي قـانـيــةً عليها     إلـى الـرحـمنِ في يومِ المآبِ

وتصرخُ والحسينُ بغيرِ رأسٍ     فـيـصـرخُ أحمدٌ في الانتحابِ

أسفــــتُ لغارمٍ يـبـكـي عـلـيه     وقد لـجَّ المـطالبُ في الطلابِ

وللسبعي تخميس لقصيدة الشيخ رجب البرسي في مدح أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول من تخميسه:

أعــــــــــيتْ صـفاتُكَ أهلَ الــــرأي والنظرِ     

وأوردتـــــهم حيـاضَ العجزِ والحـــــــصرِ

أنتَ الـــــــــــــذي دقَّ معنـــــــــــاهُ لمعتبرِ     

يــــــــــــــــــــــا آيةَ اللهِ بلْ يــا فتـنةَ البشرِ     يا حجَّةَ اللهِ بلْ يـــــــــــــــــا مُنتهــى القدرِ

عـن كشفِ معنـــاكَ ذو الفكرِ الدقيقِ وهَنْ     

وفـــــــــيكَ ربُّ العُلى أهــلُ العقـــولِ فَتَنْ     

أنّى تــــحدُّكَ يـــــــــــــــا نورَ الإلــهِ فِطنْ     

يـــــــــــا مَن إليهِ إشاراتُ الـــــعقولِ ومَنْ     فـــــيهِ الألبَّــــــــاءُ بينَ العــــــجزِ والخطرِ

ففي حدوثِكَ قومٌ فـــــــــي هـــــواكَ غووا     

إذ أبـــــصروا منكَ أمراً مُـعــجـــزاً فغلوا

حيَّـرتَ أذهـــــــــانَهم يا ذا الـــعلـى فعلوا     

هـــــيَّمتَ أفكارَ ذي الأفـكـارِ حـين رووا     آيــــاتِ شـــــــــــــــانِكَ في الأيـامِ والعُصُرِ     

أوضحـتَ للنـــــــــــاسِ أحــكاماً مُحرَّفةً     

كــــــــــــــــــــــما أبنتَ أحاديـثاً مُصحَّفةً     

أنتَ الـمُقدَّمُ أســـــــــــــــــــلافاً وأســـلفةً     

يـــــــــــــــــا أولاً آخراً نـوراً ومـــعرفةً     يـــــــــــــا ظاهراً باطناً فـي الــــعينِ والأثرِ

يا مُطعمَ الــقرصَ للعــاني الأســـيرِ وما     

ذاقَ الــــطعامَ وأمســى صــــــائماً كرماً

ومرجعَ القـرصِ إذ بـحـرُ الـــظلامِ طما     

لـــــــــــكَ العـبارةُ بــالنطــــقِ الــبليغِ كما     لكَ الإشـــــــــــارةُ فــي الآيــــاتِ والسُّورِ     

أنــوارُ فضلِكَ لا تــــــــــــــطفي لهنَّ عدا     

مـــــــــــــهما يـكــتِّمُه أهــــلُ الضلالِ بدا     

تـــخالفتْ فـــــــــــيكَ أفــــكارُ الورى أبدا    

كــــــــمْ خاضَ فــيكَ أنــــاسٌ فانتهوا فغدا     مــــغناكَ مُـــــــــــــحـتجِــباً عن كلِّ مقتدرِ

لولاكَ مـــا اتَّسقــــــــــــــــتْ للطهرِ مِلَّتُه     

كـــــــــــلا ولا اتَّضـــحتْ للناسِ شرعتُه

ولا انــــــــتــــفتْ عن أسيرِ الشكِّ شبهتُه     

أنـــــــــتَ الــــــدليلُ لمَن حارتْ بصيرتُه     فــــي طــــــــــــيِّ مشتكلاتِ القولِ والعبرِ  

أدركـــــــــــتَ مـــــرتبةً ما الوهمُ مُدركُها     

وخـــــــضتَ مِـن غمراتِ المـوتِ مُهلكُها     

مـــــــولايَ يـا مالكَ الدنيا وتــــــــــاركُـها     

أنــــــــــــــــتَ السفينةُ مَن صـدقاً تمسـكَّها     نــــجا ومَن حادَ عنها خاضَ فــــي الـشررِ

ضــــــــــربتَ عـن تالدِ الدنيـــا وطـارفِها     

صــــــــفحاً ولاحظتها في لـــحظِ عــارفِها

نقدتها فـــــــــــــــطنةً فـــي نقدِ صــيرفِها     

أنـــــــــــتَ الغنيُّ عــــن الدنيا وزخــرفِها     إذ أنتَ سامٍ عــــلـــــى تقوىً مِـن الـبشرِ     

مِـــن نورِ فـــــــضلِكَ ذو الأنـوارِ مقتـبسُ     

ومِـــــــــــــــن علومِـكَ ربُّ العلمِ يلتـمسُ     

لـــولا بيانــــــــــــكَ عادَ الأمرُ يـلتـــــبسُ     

فــــــــــــــــليسَ مـثلكَ للأفكارِ مُلتـــــمسُ     ولــــيسَ بعدكَ تـحقيــــــــــــــقٌ لــــمـعتبرِ

جاءتْ بتأمـــيرِكَ الآياتُ والــــصـــــحفُ     

فــــالبعضُ قـد آمنوا والــــبعضُ قد وقـفوا

لولاكَ مــــا اتَّفقوا يــــوماً ولا اختلفــــــوا     

تــــــــــــــــفرَّقَ الــــناسُ إلا فيكَ فائتلــفوا     فالبعضُ فــــي جنَّةٍ والبعضُ في ســـقرِ     

خــــــــــــــــــيرُ الخليقةِ قومٌ نهجَكَ اتَّبعتْ     

وشـــــــــــرُّها مِن على تنقيصِكَ اجتمعتْ     

وفـــــــــرقــــــــــةٌ أوَّلتْ جهلاً لما سمعتْ     

فــــــــــــــالناسُ فيكَ ثــــلاثٌ فرقةٍ رفعتْ     وفـــــرقةٌ وقـــــــــــــــعتْ بالجهلِ والغدرِ

جـاءتْ بتــــعظــــيمِكَ الآيــــــاتُ والسورُ     

فــــــالبعضُ قـــد آمنوا والبعضُ قد كفروا

والـــــبعـــضُ قد وقفوا جهلاً وما اختبروا     

وكــــــــــــمْ أشاروا وكمْ أبدوا وكم ستروا     والــــحــــــــــقُّ يظهرُ مِن بادٍ ومُســــتترِ     

أقـــــسمتُ باللهِ بـــــــــــادي خلقنا قـــسما     

لـــــــــــــولاكَ ما سمكَ اللهُ العظيـــمُ سما     

يــــــا مَن سماهُ بأعلى الـعرشِ قـــد رُسما     

أســـــــــــــماؤك الغرُّ مثلَ النيِّـــراتِ كما     صــــــــفاتُكَ الـــــــسبعُ كالأفــــلاكِ والأكرِ

أنــــــتَ العليمُ إذا ربُّ الــــــــــعلومِ جهلْ     

إذ كـــــــــلُّ علـــمٍ فشا في الناسِ عنكَ نقلْ

وأنتَ بـــــــــــابُ الهدى تهدي لكلِّ مُضلْ     

وولــــــــــــــدكَ الغرُّ كالأبراجِ في فلكِ الـ     ـمعنـــــــــــى وأنـــــتَ مثالُ الشمسِ والقمرِ     

أئـــــــــمةٌ سُورُ القـــــــــــــرآنِ قد نطقتْ     

بـــــــــفضـــلِهمْ وبهمْ طرقُ الهدى اتَّسقتْ     

طـــــــوبــــــى لنفسٍ بهمْ لا غير قد وثقتْ     

قـــــــــــــــومٌ هُمُ الآلُ آلُ اللهِ مَن علـــقتْ     بـــــــــــــــــــهمْ يداهُ نجا مِن زلَّةِ الـــخطرِ

عليهمُ مُحـــــــــــــــــــكمُ القرآنِ قـــد نزلا     

مُـــــــــــــفصَّلاً مِن معاني فـــضلِهمْ جُملا

هُـــــــمُ الهداةُ فلا نبغـــــــــــــــــي به بدلا     

شــــــــــــــــطرُ الأمانةِ موَّاجُ النجـــاةِ إلى     أوجِ العلومِ وكـــــــمْ في الشطرِ مِـــن عِبرِ     

للـــــطفِ ســرّكَ مـــوسى فجَّرَ الحــــجرا     

وأنــــــــتَ صاحبُه إذ صاحبَ الخضــــرا     

وفــــــــيكَ نوحٌ نجا والــــفلكُ فيهِ جــــرى     

يـــــــــــــــــا سرَّ كلِّ نبيٍّ جاءَ مُــــشتهرا     وســـــــــرُّ كـــــــــــــلِّ نبيٍّ غــــيرُ مُشتهرِ

يلومُني فيكَ ذو بــــــــــــــــــغيٍ أخو سفَهٍ     

ولا يـــــــضرُّ مُحقَّاً قولَ ذي شُــــــــــــبهِ

ومَن تنزَّهَ عـــــــــــــــــــــن ندٍّ وعن شبهِ     

أجـــــــــــــــــــــلُّ قدرَكَ عن قولٍ لمشتبِهِ     وأنـــــــتَ في العينِ مثلُ العينِ في الصورِ (15)

وله قصيدة في الإمام الحسين (عليه السلام) نقل منها الكرباسي (32) بيتا مطلعها:

أترى وقوفكَ في رسومِ ديارِ     تقضي به وطراً من الأوطارِ (16)

........................................................

1 ــ ديوان القرن التاسع ص 91 ــ 95 عن تراجم الرجال للسيد أحمد الحسيني ج 1 ص 82

2 ــ وهو من قرناء الشيخ الجليل ابن فهد الحلي. أعيان الشيعة ج 3 ص 123

3 ــ ماضي القارة وحاضرها ج 1 ص 337

4 ــ معجم طبقات المتكلمين، اللجنة العلمية في مؤسسة الإمام الصادق(ع) / ج 3 ص 180  

5 ــ أمل الآمل للحر العاملي ج 2 ص 14 رقم 28

6 ــ الطليعة من شعراء الشيعة ج 1 ص 112

7 ــ أعلام هجر للسيد هاشم الشخص ج 1 ص 209

8 ــ تراجم الرجال للسيد أحمد الحسيني ج ١ ص 82

9 ــ أنوار البدرين ص 397

10 ــ غوالي اللئالي ج ١ ص ٧

11 ــ رياض العلماء ج 1 ص 29

12 ــ لؤلؤة البحرين ص 168

13 ــ الكنى والألقاب ج 2 ص 306

14 ــ دائرة المعارف الحسينية / معجم الشعراء الناظمين في الحسين ج 4 ص 86

15 ــ تراجم الرجال ج 1 ص 85

16 ــ ديوان القرن التاسع ص 190 ــ 193 عن أعلام هجر ج 1 ص 214

كما ترجم له:

محمد علي التاجر البحراني / منتظم الدرين في أعيان الأحساء والقطيف والبحرين ج 1 ص 220 ــ 227

السيد الخوئي / معجم رجال الحديث ج 3 ص 165 رقم 1034

السيد محسن الأمين / أعيان الشيعة ج 3 ص 123

السيد حسن الأمين / مستدركات أعيان الشيعة ج 3 ص 123

الحر العاملي / أمل الآمل ج 2 ص 14 رقم 28

علي بن موسى التبريزي / مرآة الكتب ج 1 ص 321 رقم 82

الخونساري / روضات الجنات ج 1 ص 68 برقم 16 (ضمن ترجمة ابن المتوّج)

محمد علی مدرس تبریزی / ريحانة الأدب ج 2 ص 433

الشيخ أغا بزرك الطهراني / طبقات أعلام الشيعة ج 4 ص 7

الشيخ أغا بزرك الطهراني / الذريعة ج 2 ص 434 / ج 8 ص 98 / ج 12 ص 154 / ج 16 ص 101

عمر رضا كحالة / معجم المؤلفين ج 2 ص 123

الشيخ جعفر سبحاني / موسوعة طبقات الفقهاء ج 9 ص 58

مجمع الفكر الإسلامي / موسوعة مؤلفي الإمامية ج 5 ص 34

المرفقات

: محمد طاهر الصفار