74 ــ إدريس القرشي (832 - 872 ه‍ـ / 1428 - 1467 م)

إدريس القرشي (832 - 872 ه‍ـ / 1428 - 1467 م)

قال من قصيدة في رثاء الإمام الحسين (عليه السلام) تبلغ (49) بيتاً:

شهداءُ قد شهِدوا اللقاءَ بـ(كربلا)     بقلوبِ قومٍ في الكفاحِ شدادِ

يــهنــيـهـمُ ما خُـوِّلـوا من نعـمـةٍ     فـي جـنـةٍ تبـقى بغيـرِ نفــادِ

والويلُ حـــلَّ بكـلِّ من عــاداهـمُ     من كـلِّ نـذلٍ للنبـيِّ مُعـادي (1)

الشاعر

عماد الدين إدريس بن الحسن بن عبد الله بن علي بن محمد بن حاتم بن حسين القرشي، (2) عالم وشاعر وأديب ومؤرخ يمني ولد في مدينة شبام، وهو ينحدر من أسرة الوليد القرشية الرفيعة الشأن في اليمن وهي الأسرة التي تزعمت الدعوة الطيبية لمدة تزيد على ثلاثة قرون (3)

والقرشي هو الداعي التاسع عشر للإسماعيلية بعد أبيه وعمه وجده، كان له الفضل في حفظ التراث الإسماعيلي من الاندثار بعد سقوط الدولة الفاطمية في مصر بعد أن أحرق أغلبه صلاح الدين الأيوبي، وقد نقله من مصر إلى اليمن ووضعه في مناطق حصينة بين الجبال خوفاً عليه من التلف، وقد اعتمد إدريس عليه في مؤلفاته (4)

ومن الكتب التي ألفها:

1 ــ عيون الأخبار وفنون الآثار ــ في ذكر من قام باليمن من الملوك الكبار والدعاة الأخيار وهو في سبعة أجزاء بدأه بالسيرة النبويّة ثم بالأئمة الى المهدي، وبسط قيام الفاطميين في شمالي إفريقية والصليحيين في اليمن ويعد أهم كتاب عن الإسماعيلية طبع بتحقيق أحمد شليلات

2 ــ البيان

3 ــ زهر المعاني طبع بتحقيق الدكتور مصطفى غالب

4 ــ مدحضة البهتان

5 ــ نزهة الأفكار وروضة الأخبار

6 ــ كتب في الرد على الزيدية لإثبات الإمامة في أهل البيت من سلالة الإمام الصادق عليه السلام (5)

7 ــ ديوان شعر قال عنه الشيخ محمد صادق الكرباسي إنه: (يحتاج إلى شرح وتفسير لأنه استخدم الكثير من الرموز والإشارات عن بعض علوم أهل البيت عليه السلام) (6)

وتعد مؤلفات القرشي غاية في الأهمية ووصف بالمؤرخ الكبير لأنه كشف اللثام عن حقبة زمنية كانت مغلقة على الإسماعيليين حول تاريخ قادتهم، ومن هنا أخذ المؤرخون معلوماتهم من كتبه (7)

وقد عده دفتري: أشهر مؤرخ للحركة الإسماعيلية (8) (لكونه المُؤَلَّفَ التاريخي الوحيد عن الإسماعيلية خلال العصور الوسطى حيث قدم منظوراً إسماعيلياً فريداً عن تاريخ الخلافة الفاطمية ووكلائها في اليمن. ومقارنة بأعمال المقريزي، يعتبر عمل عيون الأخبّار هو المصدر الأكثر تفصيلاً للتاريخ الفاطمي) (9)

شعره

قال من قصيدته في رثاء الإمام الحسين (عليه السلام):

حزنٌ أذابَ جـــــــوانحي وفؤادي     وأسالَ دمعي مثلَ فيضِ الوادي

لــــــمَّا ذكــــرتُ بني النبيِّ محمدٍ      ومصــــابَــهـم بـأكــفِّ آلِ زيادِ

قتلوا الحــسينَ ابنَ الوصيِّ ونجلِه     سبطَ النبـــــيِّ الهـاشميِّ الهادي

لم يــرقبوا الرحمــنَ فيه ويرهبوا     منه يحــاسـبُــــــــهم بـيومِ معادِ

وشـفـى يزيدٌ ذحـلَـــــــه وتـبـولَـه     مـما له وأبــــــيــهِ مـن أحـقـــادِ

ثـاروا بـقتلِ المشركيـــنَ وجـدَّلوا     نجــــــــلَ النبيِّ وأمجدَ الأمجادِ

يا أمَّة ضـلّــتْ فــــولّــتْ أمــرَها      مَــــــن أمُّــه أكـالــةُ الأكــبـــادِ

لا تحسبنَّ اللهَ يــغـفـلُ أمــــــرَكمْ     واللهُ لــلــبـــــــاغـيـنَ بالمرصادِ

ماذا بكمْ فعــــــــلَ النـــبـيُّ وآلُـه     حتــــى قـتـلـتـمْ سبطَ أحمدَ صادِ

ومنعتموهُ المـاءَ حـــــــيـن أرادَه     وبنيــهِ وهــو يُبـــــــاحُ للأوغادِ

حتى سُقوا كأسَ الردى بصوارمٍ     للظــالـــــــــــمـينَ الآثمينَ حِدادِ

فأصيبَ مولانا الحـسينُ ورهطه     في يـــــــــومِ ملحمةٍ ويومِ جِلادِ

ومنها في أهل البيت (عليهم السلام):

وهمُ الــــهداةُ النازحونَ عن الخنـا     الطــيِّبـونَ الأصـلِ والميلادِ

الــــــــصادقونَ الناطـقـونَ بحكمةٍ     الطاهـرونَ وأفضـلُ الـزهَّادِ

وهمُ أولوا القربى مِن الهادي ومَن     فرضَ الإلهُ لــهمْ أكـيدَ وِدادِ

إنِّي اعتصــــمتُ بهم ودِنتُ بحبِّهمْ     وذخرته للفوزِ فــي المـيـعادِ

............................

1 ــ ديوان القرن العاشر ج 2 ص 86 ــ 90 عن المرثية المباركة ج 2 ص 14

2 ــ مقدمة كتاب زهر المعاني للقرشي بتحقيق الدكتور مصطفى غالب ص 10

3 ــ الإسماعيليون تاريخهم ومذاهبهم لفرهاد دفتري ترجمة سيف الدين القصير ــ دار الساقي بيروت 2012 ص 419

4 ــ معجم الشعراء الناظمين في الحسين للكرباسي ج 4 ص 282

5 ــ نفس المصدر والصفحة

6 ــ نفس المصدر ص 283

7 ــ معجم الشعراء الناظمين في الحسين ج 4 ص 282

8 ــ الإسماعيليون تاريخهم ومذاهبهم ص 420

9 ــ الإسماعيليون تاريخهم ومذاهبهم ص 451

ترجم ل وكتب عنه:

أغا بزرك الطهراني / الذريعة إلى تصانيف الشيعة ج 15 ص 376

عارف تامر / تاريخ الإسماعيلية ج 3 ص 72

الزركلي / الأعلام ج 1 ص 279

إسماعيل المجدوع / الفهرست ص 73

طه الولي / القرامطة ص 219

المرفقات

: محمد طاهر الصفار