69 ــ آدم الصالح ولد سنة (1393 هـ / 1973 م)

آدم الصالح (ولد 1393 هـ / 1973 م)

قال من قصيدة (لماذا البكاء على كربلاء)؟

لمـاذا البكـاءُ علـى (كربـلاءْ)     أما آن كـــــــفٌّ لهذا البكاءْ

فهلْ بعدَ ألفٍ نَحيــبٌ يــوالي     أمــــــيرَ الكرامةِ تاجَ الإباءْ

وهلْ بعدَ ألفٍ نقاسي المآسي      التي جرَّعتنا صنوفَ البلاءْ (1)

ومن نفس القصيدة:

لأنَّ الحسينَ افتدى إرثَ طهَ      الذي خصَّه اللهُ أهلَ الكساءْ

لأنَّ الحسيـــــنَ انتماءٌ وخلدٌ     وعــنـوانُ من طِبُّهمْ كبرياءْ

ومفتاحُ من قاومَ الظلمَ دوماً     لذلكَ نــبكي على (كربلاءْ)

الشاعر

آدم بن علي بن علي الصالح، شاعر وكاتب ولد ببلدة الشعبة في الإحساء وهو حاصل على شهادة البكالوريوس باللغة العربية.

في هذه القصيدة (لماذا البكاء على كربلاء) يبدأ الشاعر عنوان القصيدة بسؤال: (لماذا البكاء على كربلاء)؟ وهو سؤال من يعترض على تجديد ذكرى عاشوراء بالبكاء وإقامة مجالس التعزية من الذين يتذمرون من إقامتها ويطرحون سؤالاً أكثر تعنّتاً (أما آن لهذا البكاء أن يكف وينتهي)؟!

والشاعر ضمَّن هذين السؤالين في قصيدته بطريقة المحاججة وطرح سؤال الخصم ثم الإجابة عليه. يقول في قصيدته:

لمــاذا البكـاءُ علـى (كربلاءْ)     أما آن كـفٌّ لهذا البـــــــــــكاءْ

فــهلْ بعدَ ألفٍ نَحيــبٌ يـوالي     أميرَ الكرامةِ تـــــــاجَ الإبــاءْ

وهلْ بعدَ ألـفٍ نقاسي المآسي      التي جرَّعتنا صنـوفَ البــلاءْ

كأنّــــا رأينـا الحسينَ صريعاً     يُخضِّبُ وجهَ الأسـى بالــدماءْ

وقد جــــــــرَّدته الحوافرُ من      لحمِه بينما رأسُه فـي الــسماءْ

فللهِ دَرُّ الرمـــــالِ المســجَّى     عـــــليــها وللهِ دَرُّ الــهـــــواءْ

إلى أيِّ حدٍّ تمـــــادى الفراتُ     لحـرمــانِه فضلَ جــرعةِ ماءْ

فأرداهُ حـزنُ التمادي جريحاً      يُطبِّــبُ نــــازفَــــه بالعــــزاءْ

وضجَّتْ بـــثكلٍ عليه النخيلُ      التي استدرجتها شرورُ العداءْ

كأنّي بها قد تــمنَّـــتْ هــلاكاً     ولـم تكُ مـــــــدرعةً أو خباءْ

ولمْ تكُ تقري الـمـصارعَ لمَّا     تشتَّتْ أطفــالُــــــــها والنساءْ

فأيِّ عينٍ تحبس دموعها أمام هذه المشاهد التي صورها الشاعر؟ وأيِّ قلب لا يضجُّ بالحزن والأسى؟ ويستمر الشاعر بتصوير المشاهد الأخرى:

أنبكي لألـــــفٍ خيـاماً لها النـــا     رُ بــاتــتْ تقبِّـلُ وجــهَ المساءْ

فــــــــهلْ كـانتِ النارُ إلا جزاءً      لمن أضـرموها فبئـسَ الجزاءْ

جزاءً لمن جُرِّعوا الطفلَ سهماً      وشكّــــــــوا به غيـرةَ الأولياءْ

ومن قلّموا الــبدرَ حتى تهاوى      على رملِ مــــــنهرقاتِ السقاءْ

ويصوِّر الشاعر مصرع علي الأكبر شبيه رسول الله (صلى الله عليه وآله) خَلقاً وخُلقاً ومنطقاً والذي أبكى الحسين (عليه السلام) ومصارع النجوم من أهل بيته وصحبه:

أنبكي لألفٍ وليدَ المعــــــالي     وفيه يُرى ســــــــيِّدُ الأنبياءْ

بخَلقٍ وخُلقٍ بكاهُ الحــــسيـنُ     عطيشــــــــــاً فقلّبَه الانحناءْ

أنبكي لألفٍ نجــومَ الشهــادةِ      لـــــــمَّا افـتدوا سيدَ الشهداءْ

أنبكي ونبكي الحسينَ الشهيدَ      الذي ناولَ الدينَ خيرَ الدواءْ

وبعد أن يعدد هذه المشاهد ويوضح فيها أن الحسين (عليه السلام) ضحَّى بنفسه الشريفة ونفوس أهل بيته وأصحابه من أجل إنقاذ الدين يقول: بأن البكاء على الحسين هو إحياء للدين والشريعة التي كاد يزيد أن يمحوها:

لنبكِ الـــحسينَ الغريبَ الذي قا     رعَ الذلَّ فـــــي عزَّةِ الارتقاءْ

لنبـكِ الـــذي دكَّ عرشَ الطـغاةِ      لينشــــــــــرَ سجَّــادةً للدعــاءْ

فــأحـرى له النـوحُ واللطمُ حقّاً      عــــــلى عليةِ القومِ والبسطاءْ

لأنَّ الحسينَ استجارتْ به صر     خةُ الحقِّ حيثَ استجارَ الولاءْ

لأنَّ الحسيــــنَ افتدى إرثَ طهَ     الذي خصَّــــه اللهُ أهلَ الكساءْ

لأنَّ الحسينَ انـــــــــتـماءٌ وخلدٌ     وعنـوانُ من طِـــــبُّهمْ كبرياءْ

ومفتاحُ من قاومَ الظـــــلمَ دوماً      لذلكَ نبــــــكي على (كربلاءْ)

وللصالح أيضاً في رثاء الحسين (عليه السلام) من قصيدة:

يا منْ تعلّقَ بالحسيـــــــــــــــنِ مُدلّهاً     أعلمتَ أنّكَ مضربُ الأمثالِ

جرِّدْ دليلّكَ من دروعِ سكـــــــــــونِهِ     لــتكونَ مـرمى صاقلٍ ونبالِ

أقدمْ بروحِكَ ثم جسمِــــــــكَ فالهوى     ألـــوى عـيـاذاً من هيامٍ بالي

وافتحْ لهـذا الســــــــــــــهـمِ قلبَكَ إنّه     للهِ قــد ســفــكــتْ دماءُ الآلِ

واتركْ دمـــــــــوعَكَ تـهتدي لحبيبِها      مـا ضـلَّ درباً عاشقٌ للوالي

عشقُ الحسينِ أصابَ مِعراجَ الذّرى      طوبى لعشقٍ بالحسينِ الغالي

وقال في قصيدة (شعار الحسين):

شَهَرَ الحسينُ شعارَه المحمودا      (لا ذلّ) يخجلُ في إباها الجودا

قـدْ كانَ من نفـسِ النبــيِّ محمدٍ     ومــــــحمــدٌ من سبـطِهِ تمديدا

لم يصطبـرْ في ذاتِ دينِ محمدٍ     حتى يـــــــراهُ شـاهداً مشهودا

ومنها:

حثّ المسيـرَ بأهــــــلِهِ وبنخبةٍ     مـــن صحبِـهِ لا عدةً وعديدا

وأرادَ أن تجــــري مشيئةُ ربِّهِ     عـــدلاً فأحرزَ فوزَه التسديدا

مُتجلّداً بالصبرِ في حكمِ القضا      أعيتْ رباطةُ جأشِهِ الجلمودا

ويختمها بقوله:

ظنّوا بأن قتلوا الحسيـــــنَ وإنّما     بدمائِهِ صَعَدَ الحسينُ شهيدا

يسمو على عرشِ الشهادةِ سادلاً      فــي كلِّ قلبٍ صادقٍ تخليدا

........................................................

1 ــ جاءت ترجمته وشعره في كتاب (دفتر الشجي) لناجي الحرز ص 63 ــ 67 وهو مختارات من مراثي 100 شاعر إحسائي للإمام الحسين (عليه السلام) من مطبوعات الأمانة العامة للعتبة الحسينية المقدسة 1438 هـ / 2007 م

المرفقات

: محمد طاهر الصفار