67 ــ أحمد المشعشعي (1095 ــ 1168 هـ / 1684 ــ 1754 م)

أحمد المشعشعي (1095 ــ 1168 هـ / 1684 ــ 1754 م)

قال من قصيدة في رثاء الإمام الحسين (عليه السلام) تبلغ (41) بيتاً:

ولمْ تكنْ كفُّه هـــزَّتْ مـواضِيَــها     ولمْ يكنْ كلما استسقته أسقاها

لو عاينَتْ يــومَه عـينا أبي حسنٍ     قـــضى مآربَ حقٍّ قد تمنَّاها

أو كانَ يشهدُه في (كربلا) حسنٌ     رأتْ أمــــيَّة منه سوءَ عقباها (1)

الشاعر

السيد أحمد بن مطلب بن علي خان بن خلف بن عبد المطلب الموسوي المشعشعي الحويزي، (2) عالم وأديب وشاعر ينتهي نسبه إلى الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام)، وهو أخو السيد علي خان حاكم الحويزة، وجاء في نسبه أنه: أحمد بن مطلب بن علي خان الكبير بن خلف بن عبد المطلب بن حيدر بن محسن بن محمد بن فلاح بن محمد بن أحمد بن علي بن أحمد بن الرضا بن إبراهيم بن هبة الله بن الطيب بن أحمد بن محمد بن القاسم بن أبي الطحان بن غياث بن أحمد ابن الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) (3)

وكان السيد أحمد معاصراً للسيد عبد الله الجزائري الذي ترجم له في إجازته الكبيرة وترحم عليه. وقال في إجازته له: (كان السيد أحمد هذا عالماً ورعاً أديباً له ديوان شعر حسن محترزا عن الشبهات مكتفيا بغلة زرعه وكان لا يدخل في شيء من امر اخوته وعصبته وكان يتعفف عن جوائزهم وهم ولاة الحويزة وما يليها كابرا عن كابر ثم ارتحل إلى المشاهد المشرفة بالعراق وجاور بها إلى أن قبضه الله إلى رحمته رضي الله عنه) (4)

ويعقب السيد حسن الأمين على قول الجزائري: (وتاريخ الإجازة المذكورة 1168 ولذلك قلنا إن وفاته قبل ذلك. وله الأسئلة الأحمدية أو الرسالة الأحمدية التي أرسلها إلى السيد عبد الله المذكور فكتب في جوابها الذخيرة الأبدية في جواب المسائل الأحمدية.) (5)

وقال عنه الشيخ أغا بزرك الطهراني: (كان عالماً ورعاً تقياً أديباً له ديوان شعر وكان محترزاً عن الشبهات، مكتفياً بغلّة زرعه، ثم ارتحل إلى المشاهد المقدسة في العراق وجاورها حتى وفاته) (6)

ونقل الطهراني عن السيد شبر الحويزي المشعشعي قوله: (المولى الأجل الأبتل الأبجل العالم العامل والحبر الكامل متسمّ ذروة المفاخر) (7)

وقال عنه السيد جواد شبر: (عالم ورع كامل أديب زاهد، لم يدخل في شيء من أمر أخوته وعصبته ولاة الحويزة بل كان يمتنع من أخذ جوائزهم ويكتفي بغلة زرعه، جاور أئمة العراق إلى أن مات في المشاهد المشرفة) (8)

ويرجّح الكرباسي إنه كان مقيما في كربلاء (9)

وقد ترك السيد أحمد بعض المؤلفات منها: الأسئلة الأحمدية والرحلة المكية وديوان شعر، أما شعره فيما يخصّ الموضوع فكل ما وصلنا منه هو قصيدة واحدة في رثاء سيد الشهداء (عليه السلام) تكشف عن شاعرية كبيرة ونفس ولائي خالص وفيها يتفجّع الشاعر على ما جرى على أهل البيت في كربلاء يقول المشعشعي:

هيَ الطفــــوفُ فطـــــــفْ سـبعاً بمغناها     فما لبـــــــــــــكةَ معنىً دونَ معناها

أرضٌ ولــــكـــــــــنّما الـسبعُ الشــدادُ لها     دانتْ وطأطأ أعـــــــــــلاها لأدناها

هــــيَ المباركةُ الميمــــــــــــــونُ جانبُها     مـا طورُ سَيــــــناءَ إلّا طورُ سيناها

وصفوةُ الأرضِ أصــــفى الخلقِ حلَّ بها     صفّــاهُ ذو العرشِ إكراماً وصــفّاها

مُنزَّهٌ في المزايــــا عــــــــــــــن مشابهةٍ     ونُزِّهتْ عن شبيـهٍ في مــــــــزاياها

وكيفَ لا وهــــيَ أرضٌ ضمَّـــــنتْ جثثاً     ما كانَ ذا الكـونِ - لا واللهِ - لولاها

فيها الحــــسينُ وفتيـــــــــــــــانٌ له بذلوا     في اللهِ أيَّ نفـــــــــــوسٍ كانَ زكّاها

إذ الــــقنا بيـــــــــــــــــنهمْ كالرسلِ بينهمُ     والبيضُ تمضـي مواضيها قضاياها

أنــــسى الحسينَ وسمرُ الخـــــطّ تشجرُه      إذاً فمـــــــــــا انتفعتْ نفسي بذكراها

أنــــساهُ يخطبُ أحــــــزابَ الضلالِ وقد     أصمَّـــــها الشركُ والشيطانُ أعماها

فحينَ أعذرَ أعطى الــــبيـــــضَ حاجتَها     والسمــــــــرُ في دمِ أهلِ الغي روّاها

إن كرَّ فرَّتْ كأســـــــــــرابِ القطا هرباً     حتى تعثّــــــــــــــــرَ أولاها بأخراها

فُلّتْ حدودُ ســــيوفِ الهنــــدِ ما صنعتْ     كـأنّه ما قــــــــــــــــراها يوم هيجاها

ولمْ تكنْ كــــفُّه هــــــــــزَّتْ مواضِيَــها     ولمْ يكنْ كلـــــــــــــما استسقته أسقاها

لو عاينَــــتْ يــومَه عـــــــينا أبي حسنٍ     قضى مــــــــــــــــآربَ حقٍّ قد تمنَّاها

أو كــــانَ يشهـــــــدُه في (كربلا) حسنٌ     رأتْ أميــــــــــــــــة منه سوءَ عقباها

يا باذلَ النفسِ في اللهِ العــــظيـــــــمِ ولو     لا اللهُ بارئــــــــــــــها ما كانَ أغلاها

الأرضُ بعدَكَ نظّتْ ثــــوبَ زينـــــــتِها      وجداً وشوَّهَ بعد الحســـــــــــنِ مَرآها

والشمسُ لولا قضــــــــاءُ اللهِ ما طلعتْ      حـزناً عليكَ ولا كُــــــــــــــــنّا رأيناها

تبكي عليكَ بقـانٍ فــــي مدامـــــــــــعِها     وما بكــــــــــــــــتْ غيرَ أنَّ اللهَ أبكاها

واهتزتِ السبعُ والعـــــرشُ العظيـمُ ولو     لا اللهُ أصبَــــــــــــحتِ العلياءُ سفلاها

الإنسُ تبكي رزايـــــاكَ الــــتي عظمَتْ     والجنُّ تحتَ طبــــــاقِ الأرضِ تنعاها

رزيَّةٌ حـــــــــــــــلَّ في الإسلامِ موقعُها     تُـــــــــنسى الرزايا ولكنْ ليسَ تنساها

وكـــــيفَ تنسى مصاباً قد أصيبَ به الـ     ـطهرُ الوصيُّ وقلـبُ المصطفى طاها

خطبٌ دهى البضعةُ الزهراءُ حين دهى      رزءٌ جرتْ بنجيـــــــــــــعٍ منه عيناها

فأيِّ قلبٍ لهذا غير منفطــــــــــــــــــــرٍ     وجداً فــذلكَ أشجــــــــــــــاها وأقساها

آلُ النبيِّ على الأقتــــــــــــــــابِ عاريةٌ      كيمــا يُــــــــــــــسرُّ يزيدٌ عندَ رؤياها

ورأسُ أكــــــــــــــــــرمِ خلقِ اللهِ يرفعُه     على السنــــــــــانِ سنانٌ وهـوَ أشقاها

فيالهُ من مصــابٍ عـــــــــــــــــمَّ فادحُه     كلَّ البـــريَّةِ أقصــــــــــــــاها وأدناها

تـــــــــــــــبكي له أنبيـــاءُ اللهِ موجـــعةً     وما بكتْ لعظيــــــــــــــمٍ من رزاياها

وتستهيــجُ لـــــــــــــــــه الأمـلاكُ باكيةً     وما البكــــــــــــاءُ لشيءٍ من سجاياها

فــــــــــــــــــــأيِّ عذرٍ لعينٍ لم تجُدْ بدمٍ     لـو جفَّ من جَـــــــرَيانِ الدمعِ جِفناها

تاللهِ تبكي رزايا الطــــــــفِّ ما خطرتْ      وكلما يقــــــــــــــرعُ الأسماعَ ذكراها

تبكي مصــــــــــــارعَ آلِ اللهِ لا برحتْ     عـليـــــــــــــــهمُ من صلاةِ اللهِ أزكاها

حتى يقــــــــــــــــومُ بأمرِ اللهِ قائمُـــــنا     فنشحـــذنَّ سيــــــــــــــوفاً قد غمدناها

بقيةُ اللهِ مَن بالسيـــــــــــــــــفِ يملؤها     عدلاً كما مُلئـــــــــــــــتْ جُوراً ثناياها

إليكَ يا بــــــــــــــــنَ رسولِ اللهِ سائرةً     من القــــــــــــوافي ترجِّي منكَ قُرباها

بايعتُ مجدَكَ فيــــــــــــها وهـيَ واثقةٌ     أن لا تــــــــــــــــــردَّ إذا مَدَّتْ بيُمناها

وأشهدُ اللهَ أنِّي ســـــــــــــلمُ من سلِمتْ     لكمْ مـودَّتُه حـــــــــــــــــربٌ لمنْ تاها

برِئتُ من معشرٍ عُميٌّ بصـــــــــائرُها      والتْ أنـــــــــــــاساً إلهُ العرشِ عاداها

ولا تزالُ علــى الأيــامِ بــــــــــــــاقيةً     عليــــــــــــــــــكمُ من صلاةِ اللهِ أسناها

................................................................

1 ــ أدب الطف ج 6 ص 9 ــ 10

2 ــ معجم الشعراء الناظمين في الحسين ج 4 ص 213 ــ 214 / أدب الطّف ج 6 ص 11 / الذريعة ج 9 ص 57 / مستدركات أعيان الشيعة ج 3 ص 175

3 ــ أمل الآمل ج 2 ص 186 في ترجمة أخيه علي خان / رياض العلماء وحياض الفضلاء ج 4 ص 77 / معجم الناظمين ج 4 ص 213 ــ 214

4 ــ مستدركات أعيان الشيعة للسيد حسن الأمين ج 3 ص 175

5 ــ نفس المصدر

6 ــ طبقات أعلام الشيعة ج 6 ص 47

7 ــ نفس المصدر والصفحة عن الذخيرة في العقبى في ذوي القربى للمشعشعي

8 ــ أدب الطف ج 6 ص 11

9 ــ معجم الشعراء الناظمين في الحسين ج 4 ص 215 ــ 216

المرفقات

: محمد طاهر الصفار