(إلى بقية الله في أرضه وحجته على عباده الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف
طاعــنٌ في المسيــرِ هذا الإمامُ * أوَّلــتُهُ الأحــداثُ والأيَّــامُ
وتمنَّــاهُ كــلُّ إنــســانِنا الجــاثي على ركبتــيه وهــو يضــامُ
قالَ طفلٌ عـن منقذٍ في ظلامٍ هوَ شمسٌ في الليلِ وهوَ الغمامُ
منذ وقتٍ، ما صيَّرَ الماءُ حضني بركةً قد طفت بها الأحلامُ
قال شيخٌ إنِّي انتظرتُ المرجَّى مِن صباً فيه قيل لي يا غلامُ
وفتـــاةٌ قالت: أراهُ كطيـــفٍ *** لحبيبٍ متى استبـدَّ الهَيَـــامُ
وعجوزٌ في البيتِ تسأل جُدراً أهو طينٌ يحميكِ أم إرغامُ؟!
أنا أرَّختُ سيرتي من عجـوزٍ *** أنَّني منــه ليسَ لي أرقامُ
عُمُري منــه نظـرةٌ أرختني *** كبريدٍ إن جاءَ كانَ استلامُ
وإذا لم يجئ .. فسيَّانَ نادوا يا عجوزاً .. صبيةً كـيفَ لاموا
كلُّ تأريــــخــــــنا لسيرة مهـــديٍّ لنا كُــسِّرتْ بهـــا أقـــلامُ
وبقى وحدهُ إلى الكــون يبري حين تفري في لحمِنا الأعوامُ
أرشفاتٍ منَّا إلى صــور شتَّـى وإطيـــافُهُ المنــــــــامُ الهلامُ
وهو حتـــماً ليــسَ الهلامــي شخصاً إنه للبيـوتِ فينا السنامُ
أنَّه للنفـــوسِ بعد خـــوارِ الــروحِ فيها إلـــــى المريدِ القيامُ
إنَّه خضـرةُ الرياضُ، هياجُ البحرِ في باردِ الصقيعِ الضرامُ
وهوَ - أي نحن - دونه فهواءُ الأرضِ حبلٌ وقصدُهُ الإعدامُ
خانقٌ في تنشُّــقٍ مثل حبلٍ الـــشنقِ قد لُفَّ والتـــراقي مقامُ
تبلغُ الروحُ للحناجرِ دفعاً ** حرجٌ في الخيارِ والناسُ ناموا
إيه يا قائماً من الغيب كفاًّ ** بَعدُ ما بـانَ في اليدينِ الحسامُ
بانَ وعدٌ وقذفةُ الروح نحو الــوعدِ كي لا يحــاصرُ الإقدامُ
بانَ أن الإمامَ محضُ وحيدٍ ليس يُدرَى هل منه غامَ الزحامُ؟
بيننا كانَ حاضراً مجلسَ النـــدبةِ أنْ يا أمـــامُ طاشَ الزمامُ
ربما كان مُسنَداً لجدارٍ *** أسنـدَ الناسَ .. والنفوسُ انهدامُ
ربما كانَ شاخصاً ليتيـمٍ *** يمسـحُ الرأسَ والمآوي حطامُ
ربما في تفقُّد الناسِ يسعى *** في زقاقٍ ما حجَّها الإحرامُ
أُفْقِرتْ حدَّ أن تنادي غنيٌّ *** مترفٌ مسلكُ الزقاقِ حرامُ
ربُّما .. رُبَّما وأحدسُ .. نـــاداهُ عــليٌّ وليُّـــــكَ الإطعــــامُ
ليس مولىً من لا يجيرُ فقيراً *** باللقيــماتِ كـــفُّهُ الإلقامُ
وهو أيضاً حيثُ الحياةُ وباءٌ * منه رُمَّتْ للمُضعفِينُ عظامُ
حينما صنَّعَ الوباءُ الأعادي ** دون أن يتَّقوهُ بانَ الفصامُ
إذ همُ النافضونَ عن نابِ ذئبٍ مذ جثا بالحِمامِ طارَ الحَمَامُ
خار عجلٌ مذهَّبٌ فوضويِّ الحسِّ . مذ قيلَ للخوارِ انتظامُ
أُسقطوا في الوباءِ محرقةُ العجلُ وما يعبـدون .. فالانقسامُ
وإذ الخارقون في الناسِ طولا في حضــاراتِهم هم الأقزامُ
حيثُ أخلاقهم كهيكلِ سحتٍ ** بعد أن خـارَ قد أتاهُ الجذامُ
شاهُ حدَّ النفوس تقتل جهراً ** بالضـروراتِ والبقايا سوامُ
وبقى المضعفُ المجارُ من المهديِّ في سمتِ ضعفِهِ الصمصامُ
قال يا ذو الفقار .. والداء يغزو الدارَ في الفتكِ يصعبُ الانهزامُ
إنْ يكنْ فاتكاً وبــاءٌ فإنَّا *** أهل فتـكٍ بالــداءِ وهو احتدامُ
إنْ يكنْ عازلاً إلى الناسِ نادتْ غرفُ العزلِ قائماً واستقاموا
طارئٌ عزلكمْ أمامَ انتظـارٍ ** مثل ربِّ الســـما إليه الدوامُ
مثل مهدينا المداوم في النـاس ملاذاً يطيبُ فيـــــه اعتصامُ
شوريويٌّ هذا الإمام خبيرٌ بهـداةٍ في طول مسعــــــاهُ قاموا
باذلُ النصحِ في سلامٍ وحربٍ وعـليه السلام وهـــو احتكامُ
وعليه السلام .. وهو غريرُ الدمـعِ في كربلا له الإضــمامُ
حاسرَ الرأسِ للحسينِ سيمشي طالبَ الثأرِ والطفوفُ التزامُ
بالغاً بالقوامِ حدَّ اكتمال الشــــــوط إن قلتَ ذارعٌ .. فالقوامُ
وعليه السلام وهو وليدٌ *** نصــفُ شعبانه المدى والتمامُ
وختاماً للرسلِ قد جاءَ طهَ *** وهو للأوصياءِ فينا الختامُ
ذا سلام قد أولــدوه غياباً *** رفعتْ أجل يحضـرُ الأعلامُ
ولندبِ الغيابِ أجل حضورٍ قيل حصراً فليحضروهُ الكرامُ
ولتواري اللئامُ سحــتَ وجـوهٍ أكلوا قرصَ جوعنا وتعاموا
نحن مولايَ منكَ عند احتسـابٍ فرغيفٌ قد ناقصــتْهُ اللئامُ
إن تبقَّى منَّا الفتــاتُ .. لقد فــتَّ ثريداً وزان منـــه الطعامُ
وعلى حبِّكم .. فما قــد تبقَّى صارَ إطعــــــامنا وإنَّا صيامُ
فإذا جئتَ والموائد جودُ الصمتِ تزجي يطيبُ فيك الكلامُ
سلمان عبد الحسين
اترك تعليق