من اصدارتنا.. الكتاب: المعارف العالية أو علم الدين للمدارس الراقية تأليف: العلامة السيد هبة الدين الحسيني الشهرستاني الصفحات: 126 صفحة الطبعة الاولى 1435هـ - 2014م
من مقدمة الكتاب:
اما بعد الحمد لله والصلاة فقد كانت الامال (ولاتزال) معقودة على ثقافة النشء الاسلامي الذي سيملك بيديه الحل والعقد بفكره الصائب وخلقه الفاضل وعمله الصالح غير أن المأسوف عليه ما يصيب البعض من تسمم الفكر وسوء الخلق والعمل، وذلك لما لعبت يد الاهواء في تعاليم الدين (يا للأسف) ولم يجتهد المصلحون في مقاومة ذلك فضعفت كلمة الدين وفشت بين اهله ضلالات وخرافات وسيئات وبدع وحلت في مدارسنا فلسفة غربية غريبة الشكل بالقياس إلى العلوم المألوفة والنظريات المعروفة فتولدت من هذه وسابقاتها شبهات حول الاصول والفروع وشكوك حول المدارك عم ضلالها النفوس الا من اعتصم بمرشد ناطق او صامت او عصمه ايمانه الثابت.
اجل منيت الناشئة بخبط وتذبذب ثم ادركتها نسمة الرحمة من ناحية وزارة المعارف الجليلة في الدورة الصيفية فطلبت (فيما طلبت) القاء المحاضرات الدينية على المعلمين لكي يتزودوا منها الغذاء المناسب لتربية تلاميذهم ولتقوى فيهم ملكة التعليم الديني الملائم لهذا العصر السائد عليه فوضى اخلاقية اعتقادية تنذر بدنو الاجل المحتوم.
فقمت (بعون الله) وامامي شوق الطلاب ومن ورائي سوق الواجب اذ قال النبي(ص): «اذا ظهرت البدع في امتي فليظهر العالم علمه ومن لم يفعل فعليه لعنة الله».
فألقيت ما سنح على البال وما سمح به الحال في اشد ساعات الحر وحمارة القيظ وشجعني على المثابرة استحسان الاساتذة والمعلمين لهاتيك المحاضرات حتى بلغت مبلغاً يمكن التعويل عليه في الهداية ونيل شيء من الغاية وربما استحق المستحضر منه ان يعد مثالاَ ومنوالاَ ينسج عليه ونبراساً يهتدى به.
فالأمل في قوة مفعول هذا المستحضر وفي اسلوبه المبتكر ان يبدل وجه الفن (من علوم العقائد واللاهوت والكلام) من الشاكلة المشوهة إلى الشاكلة الحسنى ويهذب من فصولها فضولها ويسد عيازتها ويجدد ثيابها البالية بحلل عبقرية تشّف عن الماضي وتلائم الحاضر وتزهو في المستقبل انشاء الله تعالى.
إن أرَدْتُ إلاّ الاصْلاحَ ما اسْتَطَعْتُ وما توْفيقي إلاّ بالله عَلَيْهِ تَوَكّلْتُ وَإلَيْهِ أنِيبُ.
اترك تعليق