يونس بن عبد الرحمن واثره في رواية الحديث

دأبت مدرسة اهل البيت منذ نشوئها في المدينة على إعداد شخصيات مؤهلة تمتاز بنضجها العلمي ، وتتمتع بالقابليات العلمية التي تؤهلها لتمثيل هذه المدرسة في شتى اقطار العالم الاسلامي .

وقد خضعت تلك الجماعة الى برمجة متقنة يمكنها مواجهة التحديات الثقافية والابداع في ميدانها الخاص واحد افراد هذه الجماعة ،هو يونس بن عبد الرحمن وهو من اكبر رجالات الشيعة فقهاً وحديثاً ومعرفة بالكلام والتشيع ، اجتمعت فيه خصال عديدة اهلته الى ان يبلغ من الجلالة والعظم ورفعة الشأن الى مافوق الوثاقة المطلوبة للقبول والاعتماد ووقد تظافرت الروايات بذلك .

امتاز بفضائل عديدة كان لها اهمية متميزة على الصعيد العلمي  ، حيث عرف بكثرة رواياته عن الإمامين الكظم والرضا (عليهم السلام ) وضمن ابواب كثيرة بلغت ما تجاوز المائتين وستة وخمسون مورداً مما يدل على سعة معرفته ومدى وثاقته . وبالإضافة الى رواياته المتعددة تطرق ايضاً الى كل من روى عن الائمة (عليهم السلام) ضمن الجوانب الفقهية والعلمية .

نسبه

 هو ابو محمد يونس بن عبد الرحمن ، مولى علي بن يقطين بن موسى مولى بني اسد(1) ، ومن كبار علماء الامة الاسلامية وكانت له منزلة سامية عند الامام الكاظم (ع) واخذ منه العلوم والمعارف ، ومن بعده اختص بولده الامام الرضا (ع) (2)  .

 

مكانته العلمية

امتاز يونس بن عبد الرحمن بمكانة علمية متميزة (6) حيث كان علامة زمانه على حد تعبير ابن النديم (7)، وقد اعترف له جميع المترجمين (8) بغزارة علمه ، وسعة اطلاعه ويقال انه انتهى علم الائمة (عليهم السلام) الى اربعة نفر وهم : سلمان الفارسي ، وجابر ، والسيد* ، ويونس بن عبد الرحمن(9) ، وقد التقى يونس بالإمام الصادق (ع) في ايام الحج الا انه لم يروِ عنه كونه كان صبياً بالإضافة الى انه  لم يكن بالمستوى الذي يؤهله للكتاب في الجانب الروائي وعند بلوغه روى عن الامامين الكاظم والرضا (عليهما السلام) (10)  ، وكان لايستقي الروايات الا عن المعصومين او اكابر الرواة(11) ، فيقوم بعملية الموازنة والتنقية ، ومن ثم الاستنباط بما تمليه عليه الاصول العامة التي تلقاها من المعصوم (عليه السلام) مباشرة ثم يقوم بالإفتاء بمضمون النتيجة النهائية .

وقد عده جماعة من الذين اجمعت العصابة على تصديقهم والانقياد لهم بالفقه ، ولعل في مقدمة هؤلاء الشيخ الكشي الذي اطراه بقوله : " اجمع اصحابنا على تصحيح مايصح عن هؤلاء وتصديقهم واقروا لهم بالفقه والعلم وهم ستة نفر دون الستة الذين ذكرناهم في اصحاب ابي عبد الله (ع) ، منهم يونس بن عبد الرحمن ، وصفوان بن يحيى ، ومحمد بن ابي عمير ، وعبد الله بن المغيرة ، والحسن بن محبوب ، واحمد بن محمد ابي نصر ، وافقه هؤلاء يونس بن عبد الرحمن وصفوان بن يحيى(12)  " ، ولعل مايدل على سعة علمه مؤلفاته(13)  العديدة والتي ابرزها :

1ـ كتاب يوم وليلة .

2ـ كتاب علل الأحداث. 3ـ كتاب الصلاة . 4ـ كتاب الصيام . 5ـ كتاب الزكاة . 6ـ كتاب الوصايا والفرائض . 7ـ كتاب جامع الآثار. 8ـ كتاب البداء. 9ـ كتاب السهو. 10ـ كتاب الأدب والدلالة على الخير. 11ـ كتاب الفرائض. 12ـ كتاب الجامع الكبير في الفقه. 13ـ كتاب التجارات. 14ـ كتاب تفسير القرآن. 15ـ كتاب الحدود. 16ـ كتاب الأدب. 17ـ كتاب المثالب. 18ـ كتاب علل النكاح وتحليل المتعة. 19ـ كتاب نوادر البيع. 20ـ كتاب الرد على الغلاة. 21ـ كتاب ثواب الحج. 22ـ كتاب النكاح. 23ـ كتاب الطلاق. 24ـ كتاب المكاسب. 25ـ كتاب الوضوء. 26ـكتاب البيوع والمزروعات. 27ـ كتاب اللؤلؤ في الزهد. 28ـ كتاب الإمامة. 29ـ كتاب فضل القرآن. 30ـ كتاب اختلاف الحديث. 31ـ كتاب مسائله عن أبي الحسن موسى.

نظرة سريعة على عناوين هذه الكتب تدل دلالة واضحة على سعة معارفه، وإحاطته بمختلف العلوم والفنون.

منزلته عند العلماء

قد يجد الباحث نفسه في غنى عن التعرض لكلمات الاعلام حول شخصية عظيمة كشخصية يونس ، لاسيما مع ملاحظة ما صدر في شأنه من تكريم وتبجيل من جهة الائمة .

وقد اجمعت الشيعة على توثيق هذا الرجل وتصحيح ما يصح عنه ،   واورد العديد من العلماء روايات عديدة في مدحه ومن ذلك ماياتي :

قال الكشي في تسمية الفقهاء من اصحاب ابي ابراهيم وابي الحسن الرضا (عليهما السلام) : (( اجمع اصحابنا على تصحيح مايصح عن هؤلاء وتصديقهم واقروا لهم بالفقه والعلم )) (14)  . اطراه ابن النديم بقوله : (( يونس بن عبد الرحمن من اصحاب موسى بن جعفر (ع) ومن موالي ال يقطين ، علامة زمانه ، كثير التصنيف والتأليف على مذاهب الشيعة )) (15)  ثم عدّ كتبه كلها . ذكر صاحب مصابيح النور (( ...... عن داود بن القاسم الجعفري " رحمه الله " قال : عرضت على ابي محمد صاحب العسكر (ع) كتاب يوم وليلة ليونس بن عبد الرحمن ، فقال لي : تصنيف من هذا ؟ فقلت : تصنيف يونس بن عبد الرحمن مولى ال يقطين ، فقال : اعطاه الله بكل حرف نوراً يوم القيامة )) (16)  . عدّه الشيخ الطوسي في اصحاب الامام الكاظم (ع) فقال (( يونس بن عبد الرحمن ضعفه القميون وهو عندي ثقة )) وقال: (( من اصحاب ابي الحسن (ع ) مولى علي بن يقطين طعن عليه القميون وهو عندي ثقة ))(17)  .

وفي الخلاصة : (( يونس بن عبد الرحمن مولى علي بن يقطين ابو محمد كان وجهاً في اصحابنا متقدماً عظيم المنزلة ، روى عن ابي الحسن موسى والرضا ( عليهما السلام ) ، وكان الرضا (ع) يشير اليه في العلم والفتيا ، وكان ممن بذل له على الوقف مال جليل فامتنع من اخذه وثبت على الحق )) (18) .

واشاد به الزركلي بقوله انه : (( فقيه امامي عراقي من اصحاب موسى بن جعفر ، كان علي بن موسى الرضا يشبهه بسلمان الفارسي . له نحو ثلاثين كتاباً .....)) (19) .

ووثقه الاصفهاني بقوله : (( وهو عندي ثقة )) (20) . واشاد به جديدي فذكر ان : (( يونس بن عبد الرحمن كان متكلماً له مقالات خاصة به )) (21) ، وايده كحاله بقوله :(( فقيه محدث من العراق، له كتب كثيرة ))(22) ، وغير ذلك من الاقوال المستفيضة التي ان دلت على شيء انما تدل على سعة علمه ومكانته الفكرية .

نماذج من رواياته

وقع بعنوان يونس بن عبد الرحمن في اسناد كثير من الروايات ، تبلغ مائتين وثلاثة وستين مورداً(23)  . روى عن ابي الحسن الاول العبد الصالح موسى بن جعفر ، وابي الحسن الرضا ( عليهما السلام) ، ثم ذكر كل من روى عنهم من اصحاب الائمة(24)  ، وبعدها ورد ذكره في مختلف الكتب وسنده فيها ، وابواب ماروى عنه في الكتب ، وانه شارك في تاليفه هذا وتحت نظرة الثاقب كثير من علماء المذهب وهذه نماذج مختصرة لهذه الروايات نقلها عن الائمة (عليهم السلام) وضمن ابواب متعددة  منها :

باب فطرة الخلق على التوحيد

عن علي بن ابراهيم ، عن محمد بن عيسى عن يونس بن عبد الرحمن عن عبد الله بن سنان عن ابي عبد الله (ع) قال سالته عن قول الله عز وجل : ﴿ فطرت الله التي فطر الناس عليها  ﴾ (25)  ماتلك الفطرة ؟ قال : هي الاسلام فطرهم الله حين اخذ ميثاقهم على التوحيد ، قال : ﴿ الست بربكم﴾ (26)  وفيه المؤمن والكافر(27)  .

باب في ان السكينة هي الايمان

عن علي بن ابراهيم ، عن محمد بن عيسى بن عبيد  عن يونس بن عبد الرحمن عن جميل ، قال سالت ابا عبد الله (ع) عن قوله عز وجل ﴿ هو الذي انزل السكينة في قلوب المؤمنين ﴾(28) قال : هو الايمان .قال : قلت: ﴿وايدهم بروح منه ﴾(29) قال : هو الايمان وعن قوله : ﴿ والزمهم كلمة التقوى ﴾(30) قال : هو الايمان(31) .

باب الاخلاص

عن علي بن ابراهيم ، عن محمد بن عيسى عن يونس بن عبد الرحمن عن عبد الله بن مسكان عن ابي عبد الله (ع) في قول الله عز وجل : ﴿ حنيفاً مسلماً ﴾(32) ؟ قال : خالصا مخلصا ليس فيه شيء من عبادة الاوثان(33) .

 باب دعائم الاسلام

عن علي بن ابراهيم ، عن محمد بن عيسى عن يونس بن عبد الرحمن عن عجلان ابي صالح قال : (( قلت لابي عبد الله (ع) اوقفني على حدود الايمان فقال : شهادة ان لااله الا الله وان محمد رسول الله والاقرار  بما جاء به من عند الله وصلوات الخمس واداء الزكاة والصوم وحج البيت وولاية ولينا وعداوة عدونا والدخول مع الصادقين )) (34) .

باب ان الاسلام يحقن به الدم وان الثواب على الايمان

عن علي بن ابراهيم ، عن محمد بن عيسى عن يونس بن عبد الرحمن عن جميل بن دراج قال : ((سألت ابا عبد الله (ع) عن قول الله عز وجل : ﴿ قالت الاعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا اسلمنا  ولما يدخل الايمان في قلوبكم  ﴾(35)  فقال لي الا ترى ان الايمان غير الاسلام )) (36).

 

باب ان الاسلام قبل الايمان

عن علي بن ابراهيم ، عن محمد بن عيسى عن يونس بن عبد الرحمن عن سلام الجعفي : قال ((سالت ابا عبد الله (ع) عن الايمان فقال : الايمان ان يطاع الله فلا يعصى )) (37).

باب فضل الايمان على الاسلام واليقين على الايمان

عن علي بن ابراهيم ، عن محمد بن عيسى عن يونس بن عبد الرحمن قال سالت ابا الحسن  الرضا (ع) عن الايمان والاسلام فقال : ((ابو جعفر (ع) انما هو الاسلام ، والايمان فوقه بدرجة والتقوى فوق الايمان بدرجة واليقين فوق التقوى بدرجة ولم يقسم بين الناس شيء اقل من اليقين ، قال : قلت : فاي شيء اليقين ؟ ، قال : التوكل على الله والتسليم لله والرضا بقضاء الله والتفويض الى الله : قلت : فما تفسير ذلك ؟ قال : هكذا قال ابو جعفر (ع))) (38) .

باب اجتناب المحارم

عن علي بن ابراهيم ، عن محمد بن عيسى عن يونس بن عبد الرحمن عن ابي عبد الله (ع) قال : (( فيما ناجى الله عز وجل به موسى (ع) : ياموسى ، ماتقرب الي المتقربون بمثل الورع عن محارمي فاني ابيحهم جنات عدن لااشرك معهم احداً )) ، وعن علي بن ابراهيم ، عن محمد بن عيسى عن يونس بن عبد الرحمن عن عمرو بن جميع ، عن ابي عبد الله (ع) قال : (( قال رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم ) : افضل الناس من عشق العبادة فعانقها واحبها بقلبه وباشرها بجسده وتفرغ لها ، فهو لايبالي على مااصبح من الدنيا ، على عسر ام على يسرٍ )) (39).

باب الصبر

عن احمد بن ابي عبد الله ، عن اسماعيل بن مهران عن يونس بن عبد الرحمن عن ابي جعفر (ع) قال : ((الصبر صبران : صبر على البلاء حسن جميل وافضل الصبرين الورع عن المحارم )) (40).

باب العفو

عن علي بن ابراهيم ، عن محمد بن عيسى عن يونس بن عبد الرحمن عن ابي عبد الله نشيب اللفائفي ، عن حمران بن اعين قال : (( قال ابو عبد الله (ع) ثلاث من مكارم الدنيا والاخرة : تعفو عمن ظلمك ، وتصل من قطعك ، وتحلم اذا جهل عليك)) ، عن علي بن ابراهيم ، عن محمد بن عيسى عن يونس بن عبد الرحمن عن عمرو بن شمر ، عن جابر عن ابي جعفر (ع) قال : ثلاث لايزيد الله بهن المرء المسلم الا عزاً : الصفح عمن ظلمه ، واعطاء من حرمه ، والصلة لمن قطعه(41) .

باب كظم الغيظ

عن علي بن ابراهيم ، عن محمد بن عيسى عن يونس بن عبد الرحمن ، عن حفص بياع السابري عن ابي حمزة ، عن علي بن الحسين (ع) قال : (( قال رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم ) من احب السبيل الى الله عز وجل جرعتان : جرعة غيظ تردها بحلم وجرعة مصيبة تردها بصبر)) .

وعن علي بن ابراهيم ، عن محمد بن عيسى عن يونس بن عبد الرحمن عن الحلبي ، رفعه قال : (( قال رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم ) : امسك لسانك فانها صدفة تصدق بها على نفسك ، ثم قال : ولايعرف عبد حقيقة الايمان حتى يخزن من لسانه )) .

وعن علي بن ابراهيم ، عن محمد بن عيسى عن يونس بن عبد الرحمن عن الحلبي ، رفعه قال :  (( قال رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم ) : نجلة المؤمن في حفظ لسانه )) (42).

باب ذم الدنيا والزهد فيها

عن علي بن ابراهيم ، عن محمد بن عيسى عن يونس بن عبد الرحمن ، عن ابي ايوب الخزاز ، عن ابي حمزة ، عن ابي جعفر (ع) قال : ((قال امير المؤمنين (ع) : ان من اعون الاخلاق على الدين : الزهد في    الدنيا )).

عن علي بن ابراهيم ، عن محمد بن عيسى عن يونس بن عبد الرحمن عن ابي جميلة قال : (( ابو عبد الله (ع) كتب امير المؤمنين (ع) الى بعض اصحابه يعظه : اوصيك ونفسي بتقوى من لاتحل معصيته ولايرجى غيره ولا الغنى الا به فان من اتقى الله عز وقوي وشبع وروي ورفع عقله عن اهل الدنيا ، فبدنه مع اهل الدنيا وقلبه وعقله معاين الاخرة ، فاطفأ بضوء قلبه ماابصرت عيناه من حب الدنيا فقذر حرامها وجانب شبهاتها واضر والله بالحلال الصافي الا ما لابد له من كسرة (منه) يشد بها صلبه وثوب يواري به عورته ، من اغلظ مايجد واخشنة ، ولم يكن له فيما لابد له منه ثقة ولا رجاء فوقعت ثقته ورجاؤه على خالق الاشياء ، فجد واجتهد واتعب بدنه حتى بدت الاظلاع وغارت العينان فابدل الله له من ذلك قوة في بدنه وشدة في عقله وماذخر له في الاخرة اكثر ، فارفض الدنيا فان حب الدنيا يعمي ويصم ويبكم ويذل الرقاب ، فتدارك مابقي من عمرك ولاتقل غداً او بعد غد ، فانما هلك من كان قبلك باقامتهم على الاماني والتسويف حتى اتاهم امر الله بغته وهم غافلون ، فنقلوا على اعوادهم الى قبورهم المظلمة الضيقة وقد اسلمهم الاولاد والاهلون ، فانقطع الى الله بقلب منيب من رفض الدنيا وعزم ليس فيه انكسار ولا انحخزال اعاننا الله واياك على طاعته ووفقنا الله واياك لمرضاته )) (43).

باب صلة الرحم

عن علي بن ابراهيم ، عن محمد بن عيسى عن يونس بن عبد الرحمن ، عن عبد الصمد بن بشير قال : (( قال ابو عبد الله (ع) : صلة الرحم تهون الحساب يوم القيامة وهي منساة في العمر وتقي مصارع السوء وصدقة الليل تطفىء غضب الرب)) (44) .

باب البر بالوالدين

عن علي بن ابراهيم ، عن محمد بن عيسى عن يونس بن عبد الرحمن ، عن دريت بن ابي منصور ، عن ابي الحسن موسى (ع) قال : (( سأل رجل رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم ) ماحق الوالد على ولده ؟ قال : لايسميه باسمه ولايمشي بين يديه ولايجلس قبله ولايستسب له )) .

وعن علي بن ابراهيم ، عن محمد بن عيسى عن يونس بن عبد الرحمن ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر قال : (( اتى رجل رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) فقال : اني رجل شاب نشيط واحب الجهاد ، ولي والدة تكره ذلك فقال له النبي (صلى الله عليه واله وسلم) : ارجع فكن مع والدتك ، فوالذي بعثني بالحق نبيا لانسها بك ليلة خير من جهادك في سبيل الله سنة)) (45).

باب المصافحة

عن علي بن ابراهيم ، عن محمد بن عيسى عن يونس بن عبد الرحمن ، عن يحيى الحلبي ، عن مالك الجهني قال : (( قال ابو جعفر (ع) يامالك انتم شيعتنا الا ترى انك تفرط في امرنا ، انه لايقدر على صفة الله ، فكما لايقدر على صفة الله كذلك لايقدر على صفتنا ، وكما لايقدر على صفتنا كذلك لايقدر على المؤمن ، ان المؤمن ليلقى المؤمن فيصافحه فلا يزال الله ينظر اليهما والذنوب تتحات عن وجوههما كما يتحات الورق من الشجر حتى يفترقا فكيف يقدر على صفة من هو كذلك)) (46) .

باب التقية

عن علي بن ابراهيم ، عن محمد بن عيسى عن يونس بن عبد الرحمن ، عن ابن مسكان ، عن حريز ، عن ابي عبد الله (ع) قال : ((قال ابو جعفر (ع) خالطوهم بالبرانية وخالفوهم بالجوانية اذا كانت الامرة صبيانية))(47) .

باب الكتمان

عن علي بن ابراهيم ، عن محمد بن عيسى عن يونس بن عبد الرحمن عن ابي الحسن الاصبهاني ، عن ابي عبد الله (ع) قال : (( قال امير المؤمنين (ع) طوبى لكل عبد نؤمة لا يؤبه له ، يعرف الناس ولايعرفه الناس ، يعرفه الله منه برضوان اولئك مصابيح الهدى ينجلي عنهم كل فتنة مظلمة ويفتح لهم كل رحمة ليسوا بالبذر المذاييع ولا الجفاة المرائيين . وقال الخير تعرفوا به واعلموا الخير تكونوا من اهله ولاتكونوا عجلا مذاييع ، فان خياركم الذين اذا نظر اليهم ذكر الله وشراركم المشاؤون بالنميمة بين الاحبة المبتغون للبراء المعايب)) (48)  .

باب الرضا بموهبة الايمان والصبر على كل شيء بعده .

عن علي بن ابراهيم ، عن محمد بن عيسى عن يونس بن عبد الرحمن عن ابن مسكان عن معلى بن خنيس ، عن ابي عبد الله (ع) قال : (( قال رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم ) قال الله تبارك وتعالى : لو لم يكن في الارض الا مؤمن لاستغنيت به عن جميع خلقي ولجعلت له من ايمانه انساً لايحتاج الى احدٍ)) (49).

 باب فضل فقراء المسلمين

عن علي بن ابراهيم ، عن محمد بن عيسى عن يونس بن عبد الرحمن ، عن كليب بن معاوية ، عن ابي عبد الله (ع) قال : ((سمعته يقول : ماينبغي للمؤمن ان يستوحش الى اخيه فمن دونه ، المؤمن عزيز في  دينه)).

وعن علي بن ابراهيم ، عن محمد بن عيسى عن يونس بن عبد الرحمن ، عن محمد بن سنان ، عن محمد بن سنان عن العلاء ، عن ابن ابي يعفور ، عن ابي عبد الله (ع) قال : (( ان فقراء المسلمون يتقلبون في رياض الجنة قبل اغنيائهم باربعين خريفا ، ثم قال ساضرب لك مثل مثل ذلك ، انما مثل ذلك سفينتين مر بهما على عاشر فنظر في احداهما فلم ير فيها شيئا فقال : اسربوها ، ونظر في الاخرى فاذا هي موقورة فقال :  احبسوها )) (50). 

باب الذنوب

عن علي بن ابراهيم ، عن محمد بن عيسى عن يونس بن عبد الرحمن ، رفعه قال : (( قال امير المؤمنين (ع) لاوجع اوجع للقلوب من الذنوب ، ولاخوف اشد من الموت ، وكفى بما سلف تفكراً وكفى بالموت واعظاً)) (51) .

باب الكبائر

عن علي بن ابراهيم ، عن محمد بن عيسى عن يونس بن عبد الرحمن ، عن عبد الله بن مسكان عن محمد بن مسلم عن ابي عبد الله (ع) قال: (( سمعته يقول : الكبائر سبعة : قتل المؤمن متعمداً وقذف المحصنة ، والفرار من الزحف ، والتعرب بعد الهجرة ، واكل مال اليتيم ظلما ، واكل الربا بعد البينة وكل مااوجب الله عليه النار)) .

وعن يونس بن عبد الرحمن ، عن عبد الله بن سنان قال : (( سمعت ابا عبد الله (ع) يقول : ان من الكبائر عقوق الوالدين ، والياس من روح الله ، والا من لمكر الله وقد روي ان اكبر الكبائر الشرك بالله )).

وعن يونس بن عبد الرحمن ، عن حماد ، عن نعمان الرازي قال : ((سمعت ابا عبد الله (ع) يقول : من زنى خرج من الايمان ومن شرب الخمر خرج من الايمان ، ومن افطر يوما من شهر رمضان متعمدا خرج من الايمان )).

وعن يونس بن عبد الرحمن ، عن اسحاق بن عمار ، عن ابي عبد الله (ع) في قول الله عز وجل ﴿ الذين يجتنبون كبائر الاثم والفواحش الا اللمم﴾(52) قال : (( الفواحش : الزنى والسرقة ، واللمم: الرجل الذي يلم بالذنب فيستغفر الله منه . قلت : بين الظلال والكفر منزلة ؟ فقال : مااكثر عرى         الايمان)) .

وعن علي بن ابراهيم ، عن محمد بن عيسى عن يونس بن عبد الرحمن ، عن داود قال : (( سالت ابا عبد الله (ع) عن قول رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم : اذا زنا الرجل فارقه روح الايمان ؟ قال : فقال : هو مثل قول الله عز وجل : ﴿ ولاتيمموا الخبيث منه تنفقون ﴾ (53)ثم قال : غير هذا ابين منه ، ذلك قول الله عز وجل ﴿ وايدهم بروح منه ﴾(54) هو الذي  فارقه)) .

وعن يونس بن عبد الرحمن ابن بكير عن سليمان بن خالد ، عن ابي عبد الله (ع) قال : ﴿ ان الله لايغفر ان يشرك به ويغفر مادون ذلك لمن    يشاء ﴾ (55)الكبائر فما سواها ، قال : قلت : دخلت الكبائر في الاستثناء ؟ قال : نعم .

وعن يونس بن عبد الرحمن ، عن اسحاق بن عمار قال : ((قلت لابي عبد الله (ع) : الكبائر فيها استثناء  ان يغفر لمن يشاء ؟ قال : نعم )).

وعن يونس بن عبد الرحمن ، عن ابن مسكان ، عن ابن بصير ، عن ابي عبد الله (ع) قال : (( سمعته يقول ﴿ ومن يؤت الحكمة فقد اوتي خيراً                        كثيراً ﴾(56) قال : معرفة الامام واجتناب الكبائر التي اوجب الله عليها النار)) .

وعن علي بن ابراهيم ، عن محمد بن عيسى عن يونس بن عبد الرحمن  ، عن عبد الله بن سنان قال : (( سألت ابا عبد الله (ع)عن الرجل يرتكب الكبيرة من الكبائر فيموت ، هل يخرجه ذلك من الاسلام ؟ وان عذب كان عذابه كعذاب المشركين ام له مدة وانقطاع ؟ فقال : من ارتكب كبيرة من الكبائر فزعم انها حلال اخرجه ذلك من الاسلام وعذب اشد العذاب وان كان معترفا انه اذنب ومات عليه اخرجه من الايمان ولم يخرجه من الاسلام وكان عذابه اهون من عذاب الاول))(57)  .

باب طلب الرئاسة

عن علي بن ابراهيم ، عن محمد بن عيسى عن يونس بن عبد الرحمن ، عن ابي الربيع الشامي عن ابي جعفر (ع) قال : (( قل لي ويحك ياابا الربيع لاتطلبن الرئاسة ولاتكن ذئبا ولاتاكل الناس فيفقرك الله ، ولا تقل فينا مالانقول في انفسنا فانك موقوف ومسؤول لامحالة ، فان كنت صادقا صدقناك وان كنت كاذبا كذبناك))  .

وعن علي بن ابراهيم ، عن محمد بن عيسى عن يونس بن عبد الرحمن ، عن العلاء ، عن محمد بن مسلم قال : (( سمعت ابا عبد الله (ع) يقول : اترى لااعرف خياركم من شراركم ؟ بلى والله وان شراركم من احب ان يوطأ عقبه ، انه لابد من كذاب او عاجز الرأي )) (58).

باب الغضب

عن علي بن ابراهيم ، عن محمد بن عيسى عن يونس بن عبد الرحمن ،عن داود بن فرقد قال : ((قال ابو عبد الله (ع) الغضب مفتاح كل  شر )) (59).

 

باب الكبر

عن علي بن ابراهيم ، عن محمد بن عيسى عن يونس بن عبد الرحمن ، عن ابان ، عن حكيم قال : ((سألت ابا عبد اله (ع) عن ادنى الالحاد فقال : ان الكبر ادناه)) .

وعن علي بن ابراهيم ، عن محمد بن عيسى عن يونس بن عبد الرحمن ،عن ابي ايوب ، عن محمد بن مسلم عن احدهما( عليهما السلام) قال          : (( لايدخل الجنة من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من الكبر ، قال : فاسترجعت ، فقال : مالك تسترجع ؟ قلت : لما سمعت منك ! فقال : ليس حيث تذهب ، انما اعني الجحود  ، انما هو الجحود )) .

وعن علي بن ابراهيم ، عن محمد بن عيسى عن يونس بن عبد الرحمن ، عن عبد الرحمن بن الحجاج قال :  (( قلت لابي عبد الله (ع) الرجل يعمل العمل وهو خائف مشفق ثم يعمل شيئا من البر فيدخله شبه العجب به ؟ فقال : هو في حاله الاولى وهو خائف احسن حالا منه في حال            عجبه)) (60) .

 

باب حب الدنيا والحرص عليها

عن علي بن ابراهيم ، عن محمد بن عيسى عن يونس بن عبد الرحمن ،عن ابن سنان ، عن حفص بن قرط ، عن ابي عبد الله (ع) قال : ((من كثر اشتباكه بالدنيا كان اشد لحسرته عند فراقها )) (61) .

باب من يتقى شره

عن محمد بن عيسى بن عبيد ، عن يونس بن عبد الرحمن ، عن عبد الله بن سنان قال :  ((قال ابو عبد الله (ع) من خاف الناس لسانه فهو في  النار )) (62).

باب من اذى المسلمين واحتقرهم

عن علي بن ابراهيم ، عن محمد بن عيسى عن يونس بن عبد الرحمن ، عن معاوية ، عن ابي عبد الله (ع) قال : (( قال رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم ) : لقد اسرى ربي بي فاوحى الي من وراء الحجاب مااوحى وشافهني ان قال لي : يامحمد من اذل لي وليا فقد ارصدني بالمحاربة ومن حاربني حاربته قلت : يارب ومن وليك هذا فقد علمت ان من حاربك حاربته قال لي : ذاك من اخت ميثاقه لك ولوصيك ولذريتكما بالولاية)) .

عن علي بن ابراهيم ، عن محمد بن عيسى عن يونس بن عبد الرحمن ، عن ابن مسكان ، عن معلى بن خنيس ، عن ابي عبد الله (ع) قال : قال رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم ) قال الله عز وجل : (( من استذل عبدي المؤمن فقد بارزني بالمحاربة وماترددت في شيء انا فاعله كترددي في عبدي المؤمن ، اني احب لقاؤه فيكره الموت فأصرفه عنه ، وانه ليدعوني بالامر فأستجيب له بما هو خير له)) (63) .

باب الغيبة والبهت

عن علي بن ابراهيم ، عن محمد بن عيسى عن يونس بن عبد الرحمن ، عن عبد الرحمن بن سيابة قال : سمعت ابا عبد الله (ع) يقول : ((الغيبة ان تقول في اخيك ماستره الله عليه ، واما الامر الظاهر فيه مثل الحدّة والعجلة فلا والبهتان ان تقول فيه ماليس فيه)) (64) .

 

رواة يونس بن عبد الرحمن

 

لاشك في ان قرب يونس بن عبد الرحمن من مصدر النص المتمثل انذاك بالامامين (عليهما السلام) يفترض في نفسه  انه كان يتحمل الرواية عنهم مباشرة في معظم رواياته . مما تضؤل معه موارد الرواية عنهم بواسطة ، فتكون هذه الموارد بطبيعة الحال عندما يتواجد في موطنه بعيداً عن مصدر النص .

اما من روى عنهم(66)  فهم عبارة عن :

الامام الكاظم (ع) . الامام الرضا (ع) . هشام بن سالم . هشام بن الحكم . ابان بن عثمان . عبد الله بن سنان . عبد الله بن مسكان . عمر بن اذينة . محمد بن حمران . محمد بن مسلم . يونس بن عمار .

اماالرواة (67) عنه فهم :

محمد بن ابي عمير . ابو عبد الله البرقي . محمد بن عيسى . شاذان بن خليل النيسابوري . عبد الله بن الصلت . منيع بن الحجاج .

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الخاتمة

استطاع الامامين الكاظم و الرضا ( عليهما السلام ) نشر علوم اهل البيت وتخريج الاساتذة والعلماء المسؤولين على حفظ تراث هذا الخط الرسالي بين ابناء الامة ، فتخرج عدد من الفقهاء والرواة الذين اصبحوا بالمستوى الذي قدمه الامام الصادق (ع) للامة الاسلامية في حقلي النظرية والتطبيق معاً وكان يونس بن عبد الرحمن احد هؤلاء الرواة الذين اشتهروا بكثرة رواياتهم .

حظي بمنزله عظيمة عند الائمة (عليهم السلام) وانسحبت هذه المنزلة الى الفقهاء والعلماء ورجال الدين فاجمع الكل على انه من الثقاة وذو مكانة رفيعة في الطائفة .

كان له دور كبير في عملية نقل الروايات وبدقة في الوقت الذي كانت تنعدم فيه اجهزة التسجيل الموجودة حالياً ، فالوسيلة الوحيدة التي تحفظ التراث هي الذاكرة وبالامكان ايجاد شخص يحفظ ولكن ان تجتمع الحافظة والتقوى معاً فهذا امر شبه مستحيل ، لهذا كان توفر هذين العاملين في شخص يونس من الامور النادرة مما اهله الى ان يصبح شيخ الشيعة في الكلام .

 

وقد امتاز برواياته العديدة عن الائمة ( عليهم السلام ) حيث لم يكن يستقي الروايات الا عن المعصومين او اكابر الرواة فيقوم بعملية الموازنة والتنقية ، ومن ثم الاستنباط بما تمليه عليه الاصول العامة التي تلقاها من المعصوم (ع) مباشرة ثم يقوم بالافتاء بمضمون النتيجة النهائية .

وقد اجمع العلماء على تصحيح مايصح عنهم الروايات وتصديقه واقروا له بالعلم والفقه .    

 

 

أ. حمدية صالح الجبوري

 

 

 

 

 

 

 

 

 

النجاشي ، الرجال ، .2/420 . ينظر : البغدادي ،المعين على معجم رجال الحديث ، ص ص 184- 185 . الطوسي ، اختيار معرفة الرجال ، ص 966. الكشي ، الرجال ، ص 123. النجاشي ، الرجال ، 2/ 420 . الطباطبائي ، مجمع الرجال ، 6/293 . ينظر : الخوئي ،  معجم رجال الحديث ،  7/ 249.  ابن النديم ، الفهرست ، ص 53 .   المصدر نفسه ، ص 53 . الكشي ، الرجال ، ص 124 . النجاشي ، الرجال ، 2/422 . الطوسي ، الرجال  ، 966.

*يقال انه السيد ابن الحميري . الطبطبائي ، مجمع الرجال ، 6/ 294 .

ينظر : الامين ،   اعيان الشيعة ، 15/ 288 . الخوئي ، معجم رجال الحديث ، 7/256. الكشي ، الرجال ، ص 146. البغدادي ، هداية العارفين ، 2/92 . الكشي ، الرجال ، ص 151. ابن النديم ، الفهرست ، ص 54 . المفيد ،   مصابيح النور  ، ص19. الطوسي ، الرجال  ، ص 968 . ابن المطهر الاسدي ، خلاصة الاقوال ، ص 296 . الزركلي ، الاعلام ، 9/345 الاصفهاني ،  ثقات الرواة ،  3/ 469 . جديدي ، معجم مصطلحات الرجال ، 2/198 . كحالة ، معجم المؤلفين 13/348 . الرفاعي ،  معجم ماكتب عن الرسول ، ص 373 . الخوئي ، معجم رجال الحديث ، 7/249 . المصدر نفسه ، 7/ 249-250 . سورة الروم /  آية (20 ) . سورة الاعراف /  آية ( 172) . الكليني ، اصول الكافي ، 2/35 . سورة الفتح / آية (4) . سورة المجادلة / آية (22) . سورة الفتح / آية (26) . الكليني ، اصول الكافي ، 2/36 . سورة ال عمران /  آية ( 67) . البيهقي ،  السنن الكبرى ، 1/ 346 . سورة الحجرات / آية (14) . البيهقي ، السنن ، 3/97 .  الطوسي ،   الاستبصار ، 1/61 . المصدر نفسه ، 1/61 . المصدر نفسه ، 1/61-62 . المصدر نفسه ، 1/62 . الصدوق ،   كمال الدين ، ص 284. البيهقي ، السنن ، 3/197 . الكليني ، اصول الكافي ، 2/59 . البيهقي ، السنن ، 3/288 . الطوسي ، الاستبصار ، ص 33 . المصدر نفسه ، ص 33. المصدر نفسه ، ص 34. الكليني ، اصول الكافي ، 2/255 . المصدر نفسه ، 2/268 . المصدر نفسه ، 2/272 . المصدر نفسه ، 2/272 . سورة النجم / آية (32) . سورة البقرة / آية (267) . سورة المجادلة / آية (22) . سورة النساء / آية ( 48) . سورة البقرة / آية ( 268 )  . الصدوق ، كمال الدين ، ص 293 . المصدر نفسه ، ص 295 . الطوسي ، الاستبصار ، 1/155 . المصدر نفسه ، 1/155 . الكليني ، اصول الكافي ، 2/107 . المصدر نفسه ،  2/107 . المصدر نفسه ، 2/110 . المصدر نفسه ، 2/115 . المصدر نفسه ،2/116. ابن النديم ، الفهرست ، ص296 . الاصفهاني ، ثقاة الرواة ، 3/57 .

 

 

 

 

المرفقات