ايها الاخوة والاخوات موضوعنا في الخطبة الثانية هو أهمية الوعي الصحي وتطبيق الارشادات الطبية في حياة الفرد والمجتمع..
من الواضح للعيان ولجميع الاخوة والاخوات وما هو محسوس بالمشاهدة والوجدان أهمية الوعي الصحي والرعاية والصحية وتطبيق الارشادات الطبية في صحة وعافية الانسان.
الصحة والعافية اللتان هما ضرورة حياتية للفرد والمجتمع، حيوية الانسان والمجتمع فعاليتهما نشاطهما قدرتهما على تحقيق الوظائف والمهام التي ينبغي للإنسان فرداً ومجتمعاً ان يؤديها.
قدرة المجتمع على توفير وسائل الحياة المعيشية والصحية اللائقة بالانسان وقدرتهما على التطور والرُقي والازدهار يعتمد على هذه الامور الوعي الصحي والرعاية الصحية وتطبيق الارشادات الطبية والاعتناء بهذه الامور من قبل الجميع.
وقبل ان اُبيّن ما يتعلّق بِما يتداول الان من قضية انتشار هذا الوباء فيروس الكورونا اوّد ان اُوضح هذه الأمور التي جُلّ ما ذكرناه مُقدمة ً لها.
ما هو مفهوم الصحة وما هو أهمية الوعي الصحي وما ذكرناه في حياة الفرد والمجتمع.
ايها الاخوة والاخوات ما نعنيه بالصحّة ربما البعض لديه مفهوم متعارف عن الصحة انه خلوّ الانسان في جسده ونفسه وعقله من الامراض، هذا مفهوم قاصر، المفهوم الصحيح والذي ينبغي الوصول اليه وتحقيقه اضافة الى خلوّ الانسان من هذه الامور ان تكون لديه القدرة البدنية النفسية العقلية فرداً ومجتمعاً على أداء المهام والوظائف التي ينبغي للانسان على وجه الارض وقدرتهما على توفير الحياة المعيشية المطلوبة وتوفير اسس التقدم والازدهار والتطور والرقي للفرد والمجتمع.. هذه الصحة المطلوبة، الخلو من الامراض والقدرة ايضاً قدرة بدنية قدرة نفسية قدرة عقلية، على ان يؤدي الانسان الفرد والمجتمع الوظائف والمهام الموكولة للانسان والمجتمع للحياة وكما ينبغي لهُ لهذا الانسان، علينا ان نحدد اطار مفهوم الصحة فيما ذكرناه.
الآن نأتي الى ما ذكرناه من الامور والتفتوا الى هذه الامور التي نذكرها وهي مطلوبة منّا فرداً ومجتمعاً ومؤسسات صحية.. ماذا نعني بالوعي الصحّي المطلوب هنا؟
لدينا رُكنان في هذه القضيّة :
أولا ً: زيادة الوعي الصحي الذي يعني اربعة اُسس التفتوا اليها:
1- نشر الثقافة الصحية الصحيحة المعتمدة على بيان وتوضيح المفاهيم الصحية السليمة المستندة الى الاسس العلمية والمعرفية المأخوذة من أهل الاختصاص بعيداً عن الاوهام والاساطير والتقاليد البالية.
2- اعتبار الوعي الصحي من ضرورات الحياة ومهامها، لابد ان يكون لدينا شعور بأن هذا الامور ضرورة من ضرورات الحياة وليس أمراً ثانوياً وهامشياً وان نعلّم الصغار والكبار ونُشعرهم بأن ذلك من ضرورات الحياة ومهامها ولاحظوا الكثير من الشعوب المتقدمة انما تقدّمت باعتبار انها اخذت بنظر الاعتبار هذه الامور، كما ان الانسان الآن اخواني يبذل الكثير من الجُهد والمال من اجل توفير مستلزمات الحياة المادية المعيشية من سكن وغيره، كذلك مطلوب ان نُشعر أنفسنا ان هذا الامر من ضرورات الحياة ومهامها لكي نوفّر فرداً سليماً مُعافى ومجتمعاً سليماً ومُعافى يستطيع ان ينهض بمهامه ووظائفه ويتقدّم ويتطور.
3- شعور الجميع بمسؤوليتهم كل فرد مسؤول امام صحته وصحة الافراد من حولهِ، لابد ان يكون هناك تثقيف على هذا الأمر في الاسرة وفي المدرسة وفي الجامعة وفي الدوائر وفي غير ذلك، طبعاً المسؤولية الاساسية على المؤسسات الصحية المعنية ولكن من دون ان يتوفر شعور لدى كل فرد صغير وكبير انه ايضاً مسؤول عن صحته صحة نفسه وعقله وايضاً مسؤول عن صحة الافراد من حوله هذا الشعور يتولد لديه.
ايضاً من الامور الاخرى لابد ان تتحول هذه المفاهيم الى قناعات وميول ورغبات بحيث ان هذه المبادئ تُغرس كمبادئ سلوكية في نفسية الانسان، هذه مسؤولية مّن؟ هذه لابد ان تقوم مختلف وسائل الاعلام وغير ذلك من الوسائل المُتعارفة ان تُوفّر هذه القناعة وتتحول الثقافة الى قناعة وميل ورغبة وتحويلها الى سلوك في حياة الفرد والمجتمع.
ثانياً : هذا الذي سنذكرهُ علينا ان نقارنهُ بما في حياتنا حتى نحصل على تمام النتائج لا يكفي نشر الثقافة الصحية بل لابد ان يتغير نمط الحياة اليومية والسلوكيات المجتمعية لدينا، نمط الحياة الغذائية الصحية البيئية، وهذا يعتمد على اساسين :
1- تلافي وتجنّب السلوكيات ونمط الحياة الصحي والبيئي الخاطئ، لاحظوا اخواني كثير مُنّا نظامه الغذائي خاطئ، نظام البيئي لدينا فيه الكثير من الخلل، كم نرى في شوارعنا وازقتنا وفي كثير من الاماكن عدم توفر اجواء النظافة التي هي من الاسباب التي تؤدي الى الامراض أو الاوبئة او الاجواء الصحية المطلوبة، نُغيّر نمط الحياة وهذا أمر عملي ممارسة عملية يومية، نُغيّر نمط الحياة السلوك الحياتية المجتمعية لدينا في المجال الغذائي الصحي البيئي حينما نوفّر اجواء النظافة ونوفّ الأسباب لخلو المجتمع من الامراض والاوبئة، هذا الجانب العملي الذي ينبغي ان يكون مسؤولية الجميع.
2- التفتوا الى التداعيات والاثار السلبية لعدم وجود وعي صحي او عدم اتباع الارشادات الطبية اللازمة، اولا ً : الجانب الجسدي الذي يتركه عدم الاعتناء بهذه المسائل، كم الآن اخواني خصوصاً اذا لاحظنا عدم وجود الوعي الصحي وعدم اتباع الارشادات الصحية وما يتركه من امراض خصوصاً اذا لاحظنا ان المريض صاحب كفاءة علمية صاحب حذاقة مهنية صاحب كفاءة حِرفية.. كم سيخسر المجتمع من طاقة ونشاط وعطاء هذا الانسان الذي يمتلك مثل هذه القدرات في تطوير المجتمع.
الآثار النفسية للفرد المريض واسرته وعائلته وارحامه واصدقائه واعتناء الكثير منهم وبذل الجهد والوقت من اجل رعاية هذا المريض، اضافة الى الاثار الاقتصادية والمالية.. كم نرى الان يُستنزف من الأموال من أجل علاج الامراض خصوصاً الامراض التي تصل الى حد ان تكون مزمنة ويحتاج الانسان الى العلاج المستمر طوال حياته وتزداد هذه التداعيات السلبية خصوصاً مع ملاحظة ان المؤسسات الطبية في بلدنا وللاسف الشديد دون المستوى المطلوب مما يزيد المسألة تعقيداً وصعوبة في معالجة هذه الامور.
ثالثاً: هو ما يتعلق بهذا الوباء المنتشر حالياً الوباء المعروف باسم (كورونا) وضرورة التقيّد بالوصايا الطبية والتعامل معه من دون الوصول الى حالة الرعب والهلع والخوف منهُ ..
تتناقل وسائل الاعلام المختلفة سرعة انتشار هذا الوباء حتى في دول متقدمة لها قدرات صحية وطبية ولها قدرات جيدة في هذا المجال وايضاً في دول قريبة ومجاورة للعراق مما يلزم المزيد من الحذر ورعاية الاجراءات الوقاية الفاعلة خصوصاً من الدوائر الصحية المعنية ومن عموم المواطنين وايضاً ينبغي زيادة التوعية الصحية بمختلف وسائل الاعلام وخصوصاً وسائل التواصل المؤثرة والسريعة الانتشار.
كما ينبغي للمواطنين اخذ هذه الأمور الوقائية على محمل الجدّ والاهتمام الكافي وعدم الاستخفاف والاستهانة بها وينبغي ايضاً عدم الإصغاء الى ما يُنشر احياناً من امور يُزعم ان لها تأثيراً في الوقاية أو العلاج وهي مما لا أساس لها في العلم الصحيح، ولم تصل الأمور بحمد الله تعالى وفضله في بلدنا الى ما يبلغ مستوى الخطورة العالية فلا مُوجب لكم بالشعور بالرعب والهلع من هذا الوباء ولا سيما ان هذا الشعور قد يشلّ قدرة الانسان على التعامل الصحيح معه..
وينبغي تعاون الجميع في الاسرة والمدرسة والجامعة ومؤسسات ودوائر الدولة وكل المؤسسات الاخرى في تحقيق مجهود وطني واسع للوقاية من هذا الوباء والمنع من انتشاره ومن الضروري اتباع التعليمات الصادرة من الجهات المعنية فيما يتعلق بهذا الشأن وفي الوقت الذي يجب فيه رعاية الجوانب الصحية كاملة والأخذ بأسباب عوامل الوقاية والعلاج لابد ايضاً ان لا نغفل عن التوجّه الى الله تعالى بالتضرّع والإنابة بأن يدفع ويرفع عنّا وعن جميع البشرية هذا البلاء الذي جعلهُ آية بيّنة ً على قدرته وسلطانه وان الانسان مهما امتلك من قدرة وامكانات فإن اصغر المخلوقات يمكن ان يصرعه ويشلّ قدراته كلّها..
اللهم ارزقنا السلامة في ديننا وابداننا واوطاننا وادفع عنا كل سوء وبلاء انك سميع الدعاء والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين..
حيدر عدنان
الموقع الرسمي للعتبة الحسينية المقدسة
اترك تعليق