37 ــ ابن العرندس الحلي: توفي (840 هـ / 1436 م)

ابن العرندس الحلي: (توفي 840 هـ / 1436 م)

قال من قصيدة في رثاء الإمام الحسين (عليه السلام) تبلغ (81) بيتاً:

لم أنسـه فـــي (كـــربلا) مُـتــــلظيــاً     في الكـربِ لا يلقي لمـــــــاءٍ موردا

والمقنـبُ الأمـويُّ حــــولَ خبائهِ النـ     ـبويِّ قـد ملأ الفــــــــــــــــدافدَ فدفدا

عصبٌ عصتْ غصَّتْ بخيلهمُ الفضا     غصبتْ حـقوقَ بني الوصيِّ وأحمدا (1)

ومنها:

قُتـل الحسيــــــنُ بـ (كربلا) يا ليته     لاقى النجاةَ بها وكنتُ له الفدا

فـإذا تطـــــــــوَّق ذاكَ دمعي أحمرٌ     قـانٍ مسحـتُ بـــه يديَّ تورَّدا

ولبستُ فوق بياضِ عنقي من أسى     طوقاً بســينِ سوادِ قلبي أسودا

وقال من قصيدة في رثاء الإمام الحسين (عليه السلام) تبلغ (105) أبيات:

أيُقتَلُ ظمــــــــآناً حسينٌ بـ (كـربلا)     وفي كلِّ عُضوٍ مِن أناملِهِ بحرُ؟

ووالدُهُ الساقي على الحوضِ في غدٍ    وفاطـــــــمةٌ ماءُ الفراتِ لها مَهرُ

فوالهفِ نفسي للحســــــينِ وما جنى   عليهِ غداةَ الطفِّ في حربهِ الشمرُ (2)

ومنها:

فلما التقى الجمعانِ في أرضِ (كربلا)     تباعــــــدَ فعـــلُ الخيرِ واقتربَ الشرُّ

فحاطوا به في عشرِ شهــــــــرِ محرَّمٍ     وبيضُ المواضي في الأكفِّ لها شمرُ

فقامَ الفتى لمّا تشــــــــــــاجـــرتِ القنا     وصـــــالَ وقــــد أودى بمهجِتهِ الحرُّ

وقال من قصيدة في رثاء الإمام الحسين (عليهما السلام) تبلغ (131) بيتاً:

وجرتْ سحائبُ عبرتي في وجنتي     كدمِ الحسينِ على أراضي (كربلا)

الصائمُ القوَّامُ والمتصــــــــــدِّقُ الـ     ـطعَّامُ أفرسَ من على فـرسٍ عــلا

رجلٌ بصيوانِ الغمـــــامـةِ جـدُّه الـ     ـمخـتارُ في حـــــرِّ الحجيرِ تـظلّلا (3)

الشاعر

الشيخ صالح بن عبد الوهاب بن العرندس المعروف بـ(ابن العرندس الحلي) من أعلام الشيعة في الفقه والأدب ولد في الحلة، في القرن الثامن الهجري، وكانت الحلة آنذاك من أهم المدن العلمية الشيعية فنشأ ابن العرندس في ظل أجوائها العلمية والأدبية ودرس في حلقاتها الدينية وقد ذكرت المصادر في ترجمته إلى أنه ألّف كتباً في الفقه والأصول ولكن لم تشر إلى أي من كتبه سوى كتاب كشف اللآلئ الذي قال بعض من ترجم له أنه عنوان ديوانه الذي انحصر في مدائح ومراثي أهل البيت (عليهم السلام).  

ولم تشر المصادر إلى تاريخ أسرته سوى لقبه بـ(ابن العرندس) والعرندس هو من أسماء الأسد، كما لم تشر إلى سنة ولادته بالتحديد، ومصادر دراسته، وأساتذته، وبواكير تعليمه، أما تاريخ وفاته فقد ذكره السماوي فقال: توفي حدود الثمانمائة وأربعين تقريبا بالحلة، ودفن فيها، وله قبر يزار ويتبرك به، رحمه الله (4)  

قالوا فيه:

قال فيه السيد جواد شبر: (كان عالماً ناسكاً أديباً بارعاً متظلعاً في علمي الفقه والأصول وغيرهما مصنفاً فيها، له كتاب كشف اللآلي وكان ممن نظم فأجاد وقصر شعره على رثاء أهل البيت). (5)

وقال الشيخ عبد الحسين الأميني: (أحد أعلام الشيعة ومن مؤلفي علمائها في الفقه والأصول، وله مدائح ومراثي لأئمة أهل البيت عليهم السلام تنم عن تفانيه في ولائهم ومناوئته لأعدائهم، ذكر شطراً منها شيخنا الطريحي في المنتخب، وجملة منها مبثوثة في المجاميع والموسوعات، وعقد له العلامة السماوي في الطليعة ترجمة أطراه فيها بالعلم والفضل والتقى والنسك والمشاركة في العلوم. وأشفع ذلك الخطيب الفاضل اليعقوبي في البابليات وأثنى عليه ثناء جميلا، وذكر في الطليعة أنه توفي حدود 840 بالحلة الفيحاء ودفن فيها وله قبر يزار ويُتبرَّك به

ثم يقول الأميني عن شعره: كان ابن العرندس يحاول في شعره كثيراً الجناس على نمط الشيخ علاء الدين الشفهيني وتعلوه القوة والمتانة، ويعرب عن تضلُّعه من العربية واللغة، ولولا تهالكه على ما تجده في شعره من الجناس الكثير لكان ما ينظمه أبلغ وأبرع مما هو الآن). (6)

وقال السيّد محسن الأمين: (كان عالماً فاضلاً، مشاركاً في العلوم، تقياً ناسكاً أديباً شاعراً). (7)

وقال السيد هادي كمال الدين: (من أعلام الشيعة في الفقه والأصول، وهو في مضامير الشعر فحل من الفحول، وجهبذ من جهابذة الأدب، ومفخرة من مفاخر العرب ... فهو أوحد عصره ومفخرة مصره أدباً ونُسكاً وعلماً) (8)

وقال السماوي: (كان عالماً فاضلاً مشاركاً في العلوم، تقياً ناسكاً، لم أعثر له إلا على مدائح ومراثي للأئمة الأطهار عليهم السلام، وله قصيدة رائية يقال أنها لم تقرأ في مجلس إلا وحضره الغائب عليه السلام، أذكر هذا عن سماع وكتابة في جملة من الكتب المجموعة في أحوال أهل البيت، فإذن هي الجديرة بالذكر) (9)

يقع قبره بـ (شارع المفتي) في محلة (جبران) في الحلة وهو مشيد وعليه قبة بيضاء وقد كتب عليه (صالح بن عبد الوهاب المعروف بـ (ابن العرندس) من بكر بن كلاب

قال الشيخ محمد حرز الدين: (مرقده في الحلة السيفية في حجرة صغيرة عليه قبة مثلها، وقفنا على قبره لقراءة الفاتحة مع جماعة من الحليين الأماجد في العهد العثماني بالعراق (10)

شعره

اقتصر ديوان ابن العرندس على مدح أهل البيت (عليهم السلام) ورثائهم، وقد جمع ما بقي منه من المجموعات المخطوطة والمصادر المطبوعة الدكتور سعد الحداد وبذل جهداً في سبيل تحقيقه وهمَّشه بشروح وتعليقات وتخريج للقصائد، ومن الجدير بالذكر إن ما جمعه الحداد من قصائد ابن العرندس لا يمثل شعره كله فقد ضاع أغلب تراث هذا الشاعر أو أضيع كما يقول الحداد: (ويقيناً هو لا يمثل إلا جزءاً بسيطاً من شعر الشاعر الذي وُصف بالمكثر في مدحه ورثائه لآل البيت الأطهار) (11)

وكما ضاع شعره فقد ضاعت سيرته وتفاصيل حياته العلمية والاجتماعية، يقول الأستاذ علي الخاقاني في ترجمة ابن العرندس: (من مشاهير شعراء عصره لم نعثر على تاريخ أو مكان ولادته ولم يذكر ذلك أحد من أعلام المؤرخين، غير أنهم تطرقوا إلى موجز حياته بأسلوب مقتضب في حين أن شاعريته تستوجب العناية به من مؤرخي عصره) (12)

قال ابن العرندس في قصيدة في رثاء الإمام الحسين (عليه السلام) تبلغ (50) بيتاً:

لمصـــابِكم تتـــــــــــــزلزلُ الأطوادُ     ولشرحِه تتفتَّــــــــــتُ الأكبادُ

لا تـــنكروا قــلقَ المحـــــــــبِّ وإنَّما     زفراتُه مِــــــن بعدِكــم تزدادُ

غبتمْ عـــن الدنيــــــــا فبانَ شرورُها     بـادِ الــــــرياحِ ولا لــه مقلادُ

كلُّ الـــرزايــا بعد حيـــــــــنِ حلولِها     تُنـسى ورزؤكمُ الــجليلُ يعادُ

قلْ للـــسمـــــــاواتِ الشدادِ تـــفطّري     فلِذا المصابِ تُفجَّـرُ الأصلادُ

لهفـــي على السبطِ الشـــهيدِ مضرَّجاً     بدمـــائهِ ما حوله عُــــــــوَّادُ

لهفـــي على الخدِّ التريبِ على الثرى     مـا تحتـــــه إلّا الترابُ وسادُ

لهفـــي على الشيبِ الخضيــبِ مُعفَّراً     قد حُكِّمتْ في نحرِهِ الأضدادُ

لهفـــي على الجســــمِ السليبِ وهمْ له     بسهــامِهم دونَ الورى قُصَّادُ

أوليـــسَ غُبناً أن ولـــــــــــــــدَ سميةٍ     يســــطو، وأولادُ النـــبيِّ تُبادُ

هـــيَ هذهِ الدنيــــا الدنيّةُ أصبـــــحتْ     تعنو لذلِّ كلابِـــــها الأســـيادُ

فـــي أيِّ دينٍ تُستبــــــــــاحُ دماءُ مَن     لولاهمُ مـــــــــا حُققَّ الإرشادُ

وبأيِّ شرعٍ بعد فقدِ أبيــــــــــــــــــهمُ     تُسبــى النساءُ وتؤسَرُ الأولادُ

وبأيِّ جرمٍ طفـــــــــــــــله في حجرِهِ     يُرمى بســهمٍ صــــائبٍ ويُكادُ

وبأيِّ ذنبٍ أصبحـــــــــــتْ نوقُ الفلا     بالراكعـــاتِ الساجـــداتِ تُقادُ

يا صاحبَ الديـــنِ القــويـمِ وخيرَ مَن     نطقتْ بمدحتِــــه الجليلةِ ضادُ

لو عاينتْ عـــيناكَ أهلــــــكَ في الفلا     لا المـــاءُ عندهمُ ولا الأزوادُ

ورجالهـــمْ صرعـــــى بأطرافِ القنا     فــــي جمعهمْ قد قـلّتِ الأعدادُ

متفــــــــــرِّديـــــنَ بمهمهٍ نأيَ المدى     عقبـــــانُها للحـــــــومِهمْ ورَّادُ

وعـــلى علي السجـــــــادِ ملقىً بينهمْ     حُلـقُ السهامِ ضنىً وليسَ يُعادُ

قـــد بادَ عنه أهلُه وصــــــحــــــــابُه     ويداهُ قد نِيــــطتْ بها الأصفادُ

لرأيتَ أمراً هائــلاً مُــــستصـــــــعباً     فظننـــتَ أنْ قد قامـتِ الأشهادُ

تَسقي الكــــلابُ مـــن الفراتِ غليلَها     وسلالةُ المجدِ النـبيـــــــلِ تُذادُ

تاللهِ ما هذا لأجــــــــــــــــــــلِ ولايةٍ     يبغونها لكنـــــــــــــها الأحقادُ

يا نكبةً خضـــعتْ لها الأقطــابُ والـ     ـسّـــياحُ والأبــــــدالُ والأوتادُ

ورزيَّةً مـــنها تـــــــــــــــــــــأوَّه آدمٌ     والخــــلقُ ذرٌّ صـامتٌ وجمادُ

وفجيـــــــعةً لم تُنسِها الســاعاتُ والـ     ـأيامُ والأعــوامُ والآبــــــــــادُ

وقطيـــعةٌ بكتِ السمـــــــاواتُ العُلى     منها وضـــجَّتْ أبـــحرٌ وبـلادُ

وعـــظيـــــــمةٌ ديــــــنُ الإلهِ لأجلِها     يهوي القوى وعمــــودُها ميَّادُ

فالمِلّةُ الزهـراءُ بعدَ نـــــــحوضِـــهم     أثوابُــــها بعدَ الـــــرياشِ حِدادُ

يبكيهمُ التسبيـــــــــحُ والتحـــميدُ والـ     ـتمجيدُ والأذكـــــــارُ والأورادُ

تبكيهمُ الصــــلوَاتُ والخلـــوَاتُ والـ     ـفلوَاتُ والزهَّـــــــــــادُ والعبَّادُ

تبكيـــهمُ الأملاكُ والأفــــــــلاكُ والـ     أمــــــلاكُ والقُــــرَبَاءُ والأبعادُ

تبكيــــهمُ الآثارُ والآبـــــــــــــادُ والـ    ـصـدقاتُ والشفقــــاتُ والإرقادُ

تبكيهمُ الآناءُ والســــــــــــاعاتُ والـ     ـلحظاتُ والأزواجُ والأفــــرادُ

تبكيهمُ الأطيـــــــــــارُ فـــي وكناتِها     فتميـلُ في أغـــصـانِها الأعوادُ

تبكيهمُ عـــزُّ المواســـــــــــمِ حسرةً     تبكيهــمُ الجمعــــاتُ والأعيـــادُ

يا مَنْ بجاهِهمُ الظـــــــــليلِ وعزِّهمْ     لذوي المـــراتبِ في البدا أسيادُ

فلهمْ على السبعِ الطرائـقِ مـــنصبٌ     عالي البنـــــاءِ إلى العليِّ عمادُ

وحيــــــــــــاضُ برِّهمُ لكـــلِّ مؤمَّلٍ     يُروى بــــــــها الروَّادُ والورَّادُ

إن أوعدوا صفحوا عن الجاني وإن     وعدوا بخيــــــــرٍ أنجِزَ الميعادُ

تضــــعُ الملوكُ جباهَهم في أرضهِمْ     ولــــــــزُهدهِمْ تتــــأدَّبُ الزُّهَّادُ

إن كان غيـري ناســــــــياً لمصابِكمْ     فالحـــــزنُ في قلبي لـــه تردادُ

تاللهِ أقسمُ لا تعـــــــــــــــــدّى دينكمْ     إلا زنيمٌ ديــــــــــــــــنُه الإلحادُ

أنتمْ رجائي في المعـــــادِ ومقصدي     يومٌ تُشقَّـــــــقُ عنيَ الألــــــحادُ

فيكمْ أقولُ وعـنكمُ أروي ومِــــــــن     أخبــــــــارِكمْ يحــلو ليَ الإيرادُ

تروي الرواةُ حديثَــــــــــكمْ فيلذّ لي     ويهيـــجُ قلبــــــــي ذلكَ الإنشادُ

إن فاتني فيكمْ جهــــــــــادي بالظبَا     فنظامُ مدحِــــــــــــكمُ لديَّ جِهادُ

كلُّ المدائحِ في سواكـــــــــمْ مُرهجٌ     وبمدحِـــكم تتفاخـــــــــــرُ النُّقَّادُ

صلّى الإلهُ عليـكــــــــــمُ ما نسَّمتْ     ريحٌ وحرَّكَ دوحَـــــــــها الميَّادُ (13)

وقال في قصيدته الدالية في رثاء الإمام الحسين (عليه السلام) وتبلغ (81) بيتاً:

وفجعـتَ قلبي بالتـــــــفــرُّقِ مثـلــــما     فجعــــــتْ أميَّةُ بالحســــــــــينِ محمدا

سبطُ النبيِّ المصطفى الهادي الــــذي     أهـدى الأنــــــــامَ من الضلالِ وأرشدا

وهوَ ابنُ مولانا عليِّ الـــــمرتــــضى     بحرِ الندى مُروي الصدى مُردي العدا

أسمى الورى نسبـاً وأشرفَــــــــهمْ أباً     وأجــــــــــــــلّهمْ حـسباً وأكـــرمَ مُحتدا

بحرٌ طما، ليثٌ حمى، غيـــــثٌ هـمى     صبحٌ أضا، نجـــــــــــمٌ هدى، بدرٌ بدا

السيِّدُ السندُ الحسيــــــــــــــنُ أعمَّ أهـ     ـلِ الخافقيــــــــــنِ نـدىً وأسمحَهــمْ يدا

لمْ أنسَـه في (كربلا) مُــــتـلظّــــــــيـاً     في الكربِ لا يَلقـــــــــي لماءٍ مـــوردا

والمقنبُ الأمويُّ حولَ خــــبـــائهِ النـ     ـبويِّ قـد مـــــــلأ الفـــــــــــــدافدَ فدفدا

عصبٌ عصتْ غصَّتْ بخيلِهمُ الفضا     غصــــــبتْ حقوقَ بني الوصيِّ وأحمدا

حمّتْ كتـائــــــــبُه وثــــارَ عجـــاجُه     فــــــــــــــحكى الخضـمَّ المدلهمَّ المزبدا

للنصبِ فيهِ زماجــــــــــــرٌ مرفوعةٌ     جزمـــــــتْ بها الأسماءُ من حرفِ النّدا

صامتْ صوافنُه، وبيــــــضُ صفاحِه     صـــــــــــــلّتْ فصيَّرتِ الجماجمُ سُجَّدا

نسجَ الغـبــــــارُ على الأسودِ مدارعاً     فيهِ فجـــــــــــــــسَّدتِ الـنجيعَ وعسجدا

والخيلُ عـــابسةُ الـــوجــوهِ كأنها الـ     ـعـــــقيـــــــانُ تخــتـرقُ العجاجَ الأربدا

حتى إذا لمعتْ بروقُ صفـــــــــاحِها     وغــــــــــدا الجبانُ من الرواعدِ مُرعِدا

صالَ الحسينُ على الطغــــاةِ بعزمِه     لا يختشـــــــــي من شربِ كاساتِ الرِّدا

وغدا بلامِ اللدنِ يطعـــــــــــنُ أنجلا     وبغينِ غربِ العـــــضبِ يضربُ أهوَدا

فأعادَ بالضربِ الحسامِ مفـــــــــــلّلا     وثنى السنانَ من الطـــــــــــعانِ مقصَّدا

فكأنّما فتكاتُــــــــــــــــه في جيـشِهـم     فتـــكاتُ (حيدرَ) يـومَ أحدٍ فــــي العدى

جيشٌ يريدُ رضــــــى يزيدَ عصابةً     غصبتْ فأغضبـــــــــــتِ الـعليَّ وأحمدا

جحدوا العـليَّ مـع النبيِّ وخالفوا الـ     ـهادي الوصيَّ ولم يخــــــــافوا الموعدا

وغـــــواهمُ شيطـــــــــانُهمْ فأضلّهمْ     عمداً فلــــــــــــــــمْ يجـــدوا ولياً مُرشدا

ومِن العجائبِ أنَّ عــــــــذبَ فراتِها     تســـــــــــري مسلسلـــــةً ولـــــنْ تتقيَّدا

طامٍ وقــــــــلبُ السبــــطِ ظامٍ نحوه     وأبــــــــــــوهُ يسقـي النــاسَ سلسَله غدا

وكأنّه والطرفُ والبتّــــــــــــارُ والـ     ـخرصانُ فــــي ظللِّ العجــــاجِ وقد بدا

شمسٌ على فلكٍ وطوعُ يميـــــــــنِـه     قـــــمرٌ يقــــــــــــابلُ في الظلامِ الفرقدا

ومنها:

قُتـلَ الحسيـنُ بـ (كربلا) يـــــا ليته     لاقى النجـاةَ بها وكنــتُ له الفدا

فـإذا تطـــوَّق ذاكَ دمــــــعي أحمرٌ     قــــانٍ مسحــتُ بــه يديَّ تورَّدا

ولبستُ فوق بياضِ عنقي من أسى     طوقاً بسيـــــنِ سوادِ قلبي أسودا

فالآنَ هـــذي قصــــــــتي يا سائلي     ونجــــيعُ دمعـي سائلٌ لن يُجمدا

فاندبْ معي بتقـــــرُّحٍ وتحـــــــرُّقٍ     وابكي وكُنْ لي في بكائي مُسعدا

ويقول في نهايتها:

قـلّدتُها بقـــــــلائدٍ مـن جــــودِكـــمْ     أضحـى بهـــــا جيدُ الزمانِ مُقلّدا

يرجـــــو بها نجلُ العرندسِ صالحٌ     في الخلــدِ مَعْ حورِ الجنانِ تخلّدا

وسقى الطفوفَ الهامراتِ من الحيا     سُــــحُـبَاً تسحُّ عيونُها دمعَ الندى

ثم السلامُ عليكَ يا بــــنَ المرتضى     ما ناحَ طيرٌ في الغصونِ وغرَّدا

وقال من قصيدته الرائية في رثاء الإمام الحسين (عليه السلام) تبلغ (105) أبيات:

طَوايا نِظامي في الـــزَّمـــــــــانِ لــــــها نَشرُ     يُعـــــــطِّــرُها مِنْ طـيبِ ذِكراكُمُ نَشرُ

قصـــــــائدَ ما خابَــــــــــــتْ لهُــــــنَّ مقاصِدٌ     بواطِنُــــــها حَمدٌ ظـواهِرُهــــــا شُكـرُ

مطالـــــعُها تَحكـــــــــي النُّجـــــومَ طــــوالِعاً     فأخلاقُـهـــا زَهــرٌ وأنـــــــوارُها زُهرُ

عرائِسُ تُــــجــــــلـــى حينَ تَجلِي قـــلـــــوبَنا     أكاليلُـها دُرٌّ وتـــــــيجـــــــــــــانُها تِبرُ

حِسانٌ لها حَسّــــــانُ بالـفضلِ شــــــــــــــاهدٌ     على وجـهِـــــــها بِشرٌ يُـزانُ بهِ البِشرُ

أُنظِّمُها نظمَ اللَّئــــــالِي وأســـــــــــــــــهرُ الـ     ـلَّيالي ليــــــــحيــى لي، بـها وبِكُمْ ذِكرُ

فيا ساكني أرضَ الـطُّفــــــــــــــــوفِ عـلـيكُمُ     ســــــــلامُ مُحِــــــبٍ ما لَهُ عنكُمُ صَبرُ

نشرتُ دواويـنَ الثَّنــــــــــــــــــــا بـعدَ طَــيِّها     وفي كــلِّ طِرسٍ مِن مديحي لكُمْ سَطرُ

فطابق شِـعري فيكُمُ دمــــــــــــعَ نــاظـــــري     فـــــــــــــــسرُّ غرامي شائعٌ فيكمُ جهرُ

لآلي نظـــامي في عـــقــــــيقِ مـــــــــدامـعي     فمبيـــضُّ ذا نــــــظــــمٌ ومحمرُّ ذا نثرُ

فلا تتهِمــــــــــــونـــي بـــــــــالــــــسُّلوِّ فـإنَّما     مـواعـيـدُ سُــلوانـــــــي وحقِّـكُمُ الحشرُ

فذُلِّي بكُـمْ عِزٌ وفَقـــــــــــــــــــــري بكُمْ غِنىً     وعُـــســري بكُمْ يُسرٌ وكَسري بكُمْ جَبرُ

تَروقُ بـروقُ الـــــــــسُّحــــبِ لي مِن ديارِكم     فينــــــــــــــهَلُّ مِن دمعي لبارقِها القَطرُ

فعينـايَ كـــــــــالخَنســـــاءِ تـــجري دموعُها     وقلــبي شديـــــــــــــدٌ في محبتِكُمْ صخرُ

وقفــــتُ على الــدّارِ الــــــتي كُــــــــــنتُمُ بها     فــــــــــمغْـنـــــــاكُمُ مِن بعدِ معناكُمُ قَـفرُ

وقــــد دَرَسَتْ منــــــهـا العـلـــــــــومُ وطالما     بها دُرِّسَ العِــــــــــــــلمُ الإلاهِيُّ والذِّكرُ

فَــــراقَ فِراقُ الــــروحِ لي بـــــــــــعدَ بُعدِكُمْ      ودارَ برسمِ الـــــــدارِ في خاطِري الفِكرُ

وسالتْ عليها مِن دُمـــــــــــــوعـــي سحائِبٌ     إلى أنْ تَـــــــرَوّى البـانُ بـالدمـعِ والسِّدرُ

وقد أقـلعتْ عنها الــــــــــسحـــــــائِبُ لم تَجُدْ     ولا دَرَّ مِن بعـدِ الحسيــــــــــــــنِ لها دَرُّ

إمـامُ الهُدى سِـــــــــــبـــــطُ النُّبـــــوَّةِ والدُ الـ     ـأئمةِ ربُّ النُّهـي مـــــــــــــولىً لهُ الأمرُ

إمـامٌ أبــــــوهُ المُرتضــــــــى عَــــــلَمُ الهُدى     وصيُّ رســــــــولِ اللهِ والـصِّنوُ والصِّهرُ

إمــــــامٌ بكتْهُ الإنسُ والــــــــــــــجِنُّ والسَّما     ووحـشُ الفَلا والـطيـــــــــرُ والبَرُّ والبحرُ

لهُ القُبةُ البيضـــــاءُ بالطَّـــفِّ لـــــــــــم تزلْ     تطــــــــــــوفُ بـها طـــــوعاً ملائكةٌ غُـرُّ

وفيهِ رسولُ اللهِ قـــــــــــــــــــــــــــالَ وقولُهُ     صــــــــريحٌ صحـيحٌ، ليس في ذالكُمْ نُـكرُ

حُبِي بثَلاثٍ ما أحــــــــــــــــــــــــــاطَ بمِثلِها     وَلِيٌّ فمَنْ زيــــــــــــدٌ سِواهُ ومَـنْ عَمرو؟

له تربةٌ فيــــها الــــــشِّفـاءُ، وقُـــــــــــــــــبَّةٌ     يُجابُ بها الــــــــــــــداعي إذا مَسَّهُ الضُّرُ

وذريَّةٌ دُرِّيَّــــــــــــــــــــــــــــــــةٌ مِنهُ تِسعةٌ     أئِمَّةُ صِدقٍ لا ثَمــــــــــــــــــانٍ ولا عَـشرُ

أيُقتَــــــلُ ظمآناً حسيــــــــــــــــنٌ بـ(كـربلا)     وفي كلِّ عُضـــــوٍ مِن أنامــــــــــلِهِ بحرُ؟

ووالدُهُ الساقي على الحـــــــوضِ فــــي غدٍ     وفاطــــــــــــــــــــــمةٌ ماءُ الفراتِ لها مَهرُ

فوالهفِ نفسي للحسيـــــــــــنِ ومــــــا جنى     عليهِ غــــــــــــــداةَ الطفِّ في حربهِ الشمرُ

رمـــــاهُ بجيشٍ كالظلامِ قــــــــــــــــسيُّه الـ     أهلةُ والخرصــــــــــــــــــــانُ أنجمُه الزهرُ

لراياتِهم نصبٌ وأسيافُـــــــــهمْ جَـــــــــــزِمْ     وللنقـــــــعِ رفـعٌ والرمـــــــــــــــاحُ لها جرُّ

تجمَّعَ فيها من طغــــــــاةِ أمـــــــــــــــــــيَّةٍ     عصــــابةُ غـدرٍ لا يــــــــــــــــقومُ لها عذرُ

وأرسلها الــطاغي يزيدُ ليمــــــــــــــــلكَ ال‍ـ     ـعراقَ وما أغـنتــــــــــــه شــــآمٌ ولا مصرُ

وشدَّ لـــــــــهم أزراً سليـــــــــــــــلُ زيادِها     فحــــــــــــــــلَّ به مِن شـــــدِّ أزرِهمُ الوزرُ

وأمَّرَ فـــيهمْ نـــــــجـــــــــــلَ ســعدٍ لنحسِه     فما طالَ فـي الـــــــــــــــريِّ اللعينُ لهُ عُمرُ

فلمــا التقى الجمـــــعانِ في أرضِ (كربلا)     تــــــــبـــــــــــاعدَ فعـلُ الخيرِ واقتربَ الشرُّ

فــحاطوا به في عشرِ شهرِ مـــــــــــــحرَّمٍ     وبيـضُ الـمـــــــــواضي في الأكفِّ لها شمرُ

فقامَ الـــفتى لمّا تشـــــــــــاجــــــــرتِ القنا     وصــــــــــــــــــــالَ وقد أودى بمهجِتهِ الحرُّ

وجـــالَ بطرفٍ في المجــــــــــــــــالِ كأنّه     دجـــــــــــــــــى الليـلِ في لألاءِ غُرَّتِهِ الفجرُ

لـــهُ أربعٌ للريحِ فيـــــــــــــــــــــــهنَّ أربعٌ     لقـــــــــــــــــد زانَــــــــــــه كرٌّ ما شأنَه الفرُّ

ففرَّق جمعَ الــــقومِ حــــــــــــــــتـى كأنَّهمْ     طيـورُ بغـاثٍ شــــــــــــــــــتَّ شملهمُ الصقرُ

فأذكرهمْ لــــيلَ الهـــــريـــــــــرِ فاجمعَ الـ     ـكلابُ على اللــيـــــــــــثِ الهزبرِ وقد هرُّوا

هناكَ فــــدته الـــــصــــــــــــالحونَ بأنفسٍ     يُضاعَفُ في يــومِ الحســـــــــــابِ لها الأجرُ

وحادُوا عـــــن الكفَّــــارِ طوعاً لـــــنصرِهِ     وجادَ لـه بـالنــــــــــــــــــفسِ من سعدِهِ الحرُّ

ومـــــدُّوا إليهِ ذُبَّلاً سمــــــــــــــــــــــهريةً     لطـــــــــــــــــولِ حياةِ السبـطِ في مدِّها جزرُ

فـــــغادرَه في مأزقِ الحـــــربِ مــــــارقٌ     بســــــــــــــــــهمٍ لنحـرِ السبطِ من وقعِهِ نحرُ

فمالَ عن الطرفِ الجوادُ أخو النـــــدى الـ     ـجوادُ قتيــــــــــــــــــــلاً حـولهُ يصهلُ المُهرُ

سنانُ سِنانٍ خارقٌ منه في الحــــــــــــــشا     وصــــــــــــــــــارمُ شـمرٍ في الوريدِ له شمرُ

تجـرُّ عليـه العاصـــــــــــــــــــفاتُ ذيولَها     ومن نســــــــــــــــجِ أيدي الصافناتِ له طمرُ

فرُجَّتْ له السـبعُ الشـــــــــــــدادُ وزُلزِلتْ     رواسي جبـــــــــــــــــالِ الأرضِ بالدَّمِ مُحمرُّ

فيالكَ مقتولاً بكتـــــــــــــــه الـــــسـما دماً     فمغبرُّ وجــــــــــــــــــــهِ الأرضِ بالدمِّ محمرُّ

ملابسُـه في الحــــــربِ حـــــمرٌ من الدما      وهنَّ غـــــــــــــــداةَ الحشرِ من سندسٍ خُضرُ

ولهفي لزينِ العابديـــــــــــــــنَ وقد سرى     أســـــــــــــــــــــــيـــــراً عليلاً لا يُفكُّ له أسرُ

وآلُ رسولِ اللهِ تُسبــــــــــــــــــــى نساؤهمْ     ومن حولهـــــــــــــــــــنَّ السترُ يُهتكُ والخِدرُ

سبايا بأكوارِ المطـــــــــــــــــــايا حواسراً     يلاحظــــــــــــــــــــهنَّ العبدُ في الناسِ والحرُّ

ورملةُ في ظلِّ القصــــــــــــــورِ مصونةٌ     يُناطُ على أقــــــــــــــــــــــــراطِها الدرُّ والتِبرُ

فويلُ يزيدٍ من عــــــــــــــــــــــذابِ جهنمٍ     إذا أقبــــــــــــــــــلتْ في الحشرِ فاطمةُ الطهرُ

ملابسُها ثوبٌ من الســـــــــــــــــــمِّ أسودٌ     وآخرَ قــــــــــــــــــــــــانٍ من دمِ السبطِ مِحمَرُّ

تنادي وأبصارُ الأنـــــامِ شـــــــــــواخصٌ     وفي كلِّ قـــــــــــــــــــــــلبٍ مـن مهابتِها ذعرُ

وتشكو إلى اللهِ العـــــــــــليِّ وصـــــوتُها     عليٌّ ومـــــــــــــــــــــــــــــولانا عليُّ لها ظهرُ

فلا ينطقُ الطاغي يزيـــــــــــــدُ بما جنى     وأنّى له عـــــــــــــــــــــــــذرٌ ومن شأنِه الغدرُ

فيؤخذُ منهُ بالقصـــــــــــــاصِ فيُـحرَمُ الـ     ـنعيمُ ويُخـــــــــــــــــــــلى في الجحيمِ له قصرُ

أيقرعُ جهلاً ثغرَ ســـــــــــــــــــبطِ محمدٍ     وصــــــــــــــاحـبُ ذاكَ الثغرِ يُحمى به الثغرُ؟

ويشدو له الشادي فـــــيطــــــــــربُه الغنا     ويُسكبُ في الكــــــــــــــــــأسِ النضارِ له خمرُ

فذاكَ الغنا في الـــــبعثِ تصــــحيفُه العنا     وتصــــــــــــــحـيفُ ذاكَ الخمرِ في قلبِه الجمرُ

وليسَ لِأخـــــــــــــــــــــذِ الثأرِ إلّا خَليفةً     يكونُ لكَســـــــــــــــــــــرِ الـدِّينِ مِن عدلِهِ جَبرُ

تحُفُّ بـــــهِ الأمـــــــــلاكُ مِن كُلِّ جانِبٍ     ويَقدِمُهُ الإِقبـــــــــــــــــــــــــالُ والعِزُّ والنَّصرُ

عـــــوامِلُهُ في الناسِ عَيـــــــــنٌ شوارِعٌ     وحـــــــــــــــــــــــاجِبُهُ عيسى وناظِرُهُ الخِضرُ

تُظَلِّلُهُ حقــــــــــــاً عِمــــــــــــــــامةُ جَدِّهِ     إذا ما مُـــــــــــــــــــلوكُ الصَّيدِ ظـلَّــلَـها الجَّبْرُ

محيطٌ على علمِ الـــــــــــــــــنُّبوةِ صدرُهُ     فطُوبى لعـــلمٍ ضمَّهُ ذلـــــــــــــــــــــك الصَّدرُ

هو ابنُ الإمامِ الـــــعســــكريِّ، محمدٌ الـ     ـــــتقيُّ النقيُّ الطــــــاهرُ العـــــــــــــــلَمُ الحَبرُ

سليلُ عليٍ الهادي ونجـــــــــلُ مـحمدٍ الـ     ـجوادِ، ومَنْ في أرضِ طـــــــــــــــوسٍ له قبرُ

عليُّ الرِّضا وهو ابنُ موسى الذي قضى     ففاحَ على بغدادَ مِن نــــــــــــــــــــــشرِهِ عِطرُ

وصادقُ وَعـدٍ إنَّهُ نجلُ صـــــــــــــــادقٍ     إمامٌ بهِ في العلمِ يَــــــــــــــــــــــــــفتخِرُ الفخرُ

وبهجةُ مولانا الإمـــــــــــــــــــــامِ محمدٍ     إمامٌ لعـــــــــــــــــــــــــلمِ الأنبيــــــــاءِ لهُ بَقـرُ

سُلالةُ زينِ العابــــــــــــــــدينَ الذي بكى     فمِنْ دمعِــــــــــــــــــهِ يَبْسُ الأعاشيبِ مُخضَرُّ

سليلُ حسينِ الفـــــــــــــاطميِّ وحيدرِ الـ     ـوصيِّ فمِـــــــــــــــــنْ طُهرٍ نمـــا ذلكَ الطُّهر

له الحسنُ المسـمومُ عَمٌ فحبَّــــــــــــذا الـ     إمامُ الذي عمَّ الـــــــــــــــــــورى جُودُهُ الغَـمرُ

سَمِيُّ رســـــــــــــــــولِ اللهِ وارثُ عِلمِهِ     إمـــــــــــــــــــــامٌ على آبـــــــــائِهِ نزلَ الذِّكـرُ

هُمُ النورُ نورُ اللهِ جــــــــــــــــــلَّ جلالُهُ    هُمُ التِّيـــــــــــــــــــــنُ والزَّيتونُ والشَّفعُ والوَترُ

مهابِطُ وحيِ اللهِ، خُــــــــــــــــزّانُ علمِهِ     ميـــــــــــــــــــــــــــامينُ في أبياتِهِم نزلَ الذِّكرُ

وأسماؤُهُمْ مــكتوبةٌ فوق عــــــــــــرشِهِ     ومكنــــــــــــــــــــــــونةٌ مِنْ قبلِ أن يُخلَقَ الذَّرُّ

ولولاهُـمُ لــم يخــــــــــــــــــلِقِ اللهُ آدماً     ولا كـــــــــــــــــــــانَ زيدٌ في الأنامِ ولا عَمرو

ولا سُطِــحَتْ أرضٌ ولا رُفِـــــعَتْ سما     ولا طَلَعــــــــــــــــــــتْ شمسٌ ولا أشرقَ البدرُ

ونُوحٌ بهِمْ فــي الفُلكِ لما دعــــــــــا نجا     وغِيــــــــــــــــــــضَ بِهِمْ طُوفانُهُ وقَضى الأمرُ

ولولاهُمُ نــارُ الخليــــــــــــــلِ لَما غدَتْ     سلامــــــــــــــــــــــاً وبَرداً وانطفى ذلكَ الجَمرُ

ولولاهُــمُ يعقوبُ ما زالَ حــــــــــــزنُهُ     ولا كانَ عن أيوبَ ينكـــــــــــــــــــــشفُ الضُّرُّ

ولانَ لــداودَ الحـديــــــــــــــــدُ بسِرِّهِـمْ     فـــــــــــــــــــــــقدَّرَ في سَـــــردٍ يَحيرُ بهِ الفِكرُ

ولــمّا سليمانُ البِســــــــــــاطُ بهم سرى     أُسِيــــــــــــــــــــــلتْ لهُ عينٌ يَفيـضُ لها القِطرُ

وسَخَّـرتِ الرِّيحُ الرَّخــــــــــــــاءَ بأمرِهِ     فغَدوتُـــــــــــــــــــــــــها شهرٌ، ورَوحتُـها شهرُ

وهمْ سِرُّ موسى والعصا، عندما عصى     أوامـــــــــــــــــــــــــرَهُ فِرعونُ والتُقِفَ السِّحرُ

ولولاهُمُ ما كانَ عـــــــــــيسى بنُ مريمٍ     لعازَرَ مِن طـــــــــــــــــــــــــيِّ اللُّحودِ لهُ نشرُ

سرى سِرُّهُمْ في الكـــــــائناتِ وفـضلُهُم     وكــــــــــــــــــــــــــــلُّ نبيٍّ فيهِ مِن سِرِّهِمْ سِرُّ

عَلا بهمُ قدري وفخري بـــــــــــهمْ غلا     ولولاهمُ ما كــــــــــــــــــانَ فـي الناسِ لي ذكرُ

مصابكمُ يا آلَ طه مصيـــــــــــــــــــبةٌ     ورزءٌ على الإســـــــــــــــــــــــلامِ أحدثه الكفرُ

سأندبكمْ يا عدَّتي عنـد شـــــــــــــــدَّتي     وأبكيكمُ حُزناً إذا أقبــــــــــــــــــــــــــــلَ العشرُ

وأبكيكمُ ما دمـــــــــــــتُ حياً فإنْ أمُتْ     ستــــــــــــــــــــــــبكيكمُ بعدي المراثيَ والشعرُ

وكيفَ يُحيطُ الواصفونَ بمدحِــــــــكُمْ؟     وفي مــدحِ آياتِ الكتــــــــــــــــــــــابِ لكُمْ ذِكرُ

ومولدُكُمْ بطــــــــــــــحاءُ مَكةَ والصَّفا     وزمزمُ والبيــــــــــــــــــــــــتُ المحرَّمُ والحِجرُ

جَعَلتُكُمُ يومَ المَعـــــــــــــــــادِ وسيلتي     فطوبى لِمَنْ أمــــــــــــــــــــــــسى وأَنتمْ لَهُ ذُخرُ

عرائسُ فكرِ الصالحِ بنِ عـــــــرندسٍ     قبولـــــــــــــــــــــــــــــــــــكمُ يا آلَ طه لها مَهرُ

سيُبلي الجديدانِ الجديــــــــــدَ وحبُّـكُمْ     جديدٌ بقلبـــــــــــــــــــــــــــــي ليسَ يُخلِقُهُ الدَّهرُ

عليكُمْ سلامُ اللهِ ما لاحَ بـــــــــــــارِقٌ     وحلَّتْ عقـــــــــــــــــــــودُ المُزنِ وانتشرَ القَطرُ

وقال من قصيدته اللامية في رثاء الإمام الحسين (عليه السلام) تبلغ (131) بيتاً:

وجرتْ سحائبُ عبرتي في وجنتي     كدمِ الحسينِ على أراضي (كربلا)

الصائمُ القوَّامُ والمتصـــــــــدِّقُ الـ     ـطعَّامُ أفرسَ من علـى فـرسٍ عــلا

رجـلٌ بصيــوانِ الغـمامـةِ جـدُّه الـ     ـمخـتــــــارُ فـي حرِّ الهجيرِ تـظلَّلا

وأبوهُ حيـدرةُ الذي بـعــــلــومِـــــه     وبفضلِهِ شُرحُ الكتـــــــابُ تفـصُّـلا

والأمُّ فاطمــــةُ المطهَّــــرةُ التـــي     بالمجدِ تـــــــاجُ فخارِها قــدْ كُــــلِّلا

نسبٌ كمنبلجِ الصبـــــاحِ يـــزيــنُه     حسبٌ شبيهِ الشمـسِ زاهي المُجتلى

السيِّدُ السنـدُ السعــــيـدُ الساجـدُ الـ     ـسبطُ الشهــــيدُ الـمستـــظامُ المُبتلى

قمرٌ بكتْ عـينُ السمـــــــــاءِ لفقدِهِ     أسفاً وقلبُ الـــــدهرِ بــــاتَ مُقـلقلا

تاللهِ لا أنساهُ فرداً ظامـــــــــئـــــاً     والماءُ ينــــــهلُ منــــه ذؤبــانُ الفلا

ومنها يذكر ما جرى بعد استشهاد الإمام الحسين (عليه السلام):

واسودَّ قـرصُ الشمسِ ساعةَ قتلِه     أسـفاً وشهــــبُ الفُلكِ أمستْ اُفَّـلا

ونعاهُ جبـريلٌ وميــــــــكالٌ وإسـ     ـرافيلُ والعـرشُ المجــيدُ تــزلزلا

والطيرُ في الأغصانِ ناحَ مُغرِّداً     والـوحشُ في القيعانِ نـاحَ وأعولا

وأتى الجـوادُ ولا جـــــوادٌ فـوقه     متوجِّعاً متــفجِّـــــعــــاً متـــــوجِّلا

عـالي الصهيلِ بمقــــــلةٍ إنسانُها     بـاكٍ يســــحُّ الــــدمعَ نقـطاً مهملا

ومنها يذكر ما جرى على النساء والأطفال من السبي والأسر:

فسمعنَ نسوانُ الحسينِ صـــهيلَه     فـبرزنَ من خُللِ المضاربِ ثكّلا

ينثونَ من جونِ العيونِ مدامـــعاً     حُمراً على بيضِ السوالفِ هُطّلا

حتى إذا قُتلَ الحـسينُ وأصبحت     مـن بعـدهِ غُـرِّ المـــدارسِ عُطلا

ومنازلُ التنزيلِ حـــلَّ بها العزا     ومِنَ الجــليسِ أنيسُ مربعِها خلا

بغتِ البُغاةُ جــــهالةً سبيَ النسا     وبغـتْ وحـقّ لمِنْ بغى أن يجهلا

نصبوا بمــــرفوعِ القناةِ كريمَه     جــهراً وجـرُّوا للمعـــاصي أذيلا

وفي نفس القصيدة يذكر الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) متحدثاً عن فضائله:

ثمَّ السلامُ من الســـلامِ عـــــلى الذي     نُصبتْ له فـي (خمِّ) رايــاتُ الولا

تالي كتابِ اللهِ أكـــــــــــــرمَ من تلا     وأجلَّ مَن لـلمصطفى الــهـادي تلا

زوجُ الــبتولِ أخو الرسولِ مطلّقُ الـ     ـدنيا وقــــاليهـا بنـــيرانِ الــــقـــلا

رجلٌ تسربلَ بالعـفافِ وحـــــــــــبَّذا     رجلٌ بأثـــوابِ العفـــــافِ تسربَلا

تلقاهُ يومَ الســـــــــــلمِ غـيثاً مُـــسبلاً     وتــراهُ يــــومَ الحـربِ ليثاً مُشـبلا

ذو الراحةِ اليمنى الــــتي حـــسناتُها     مَـدَّت عـلى كيوانِ باعاً أطــــــولا

والمعجزاتُ الـباهراتُ الـــــــــــنيِّرا     تُ الـمشرقاتُ المعذراتُ لمِنْ غلا

منها رجوعُ الشمسِ بـــعد غروبِــها     نــــــــبأ تصيـــرُ له البصائرُ ذُهّلا

ولسيــرِه فـوقَ البـــساطِ فضيــــــلةٌ      أوصافُــها تعـــيي الفصيحَ المُقولا

وخطابُ أهلِ الـــكهــفِ منقبةٌ غلتْ      وعـلتْ فجاوزتِ السماكَ الأعـزلا

وصعودُ غـــاربِ أحمدٍ فضــــلٌ له     دونَ القـــــرابةِ والصـحابةِ أفضلا

هذا الـــذي حازَ العــــــلومَ بأسرِها     ما كـــــــــانَ منها مُجملاً ومُفصَّلا

هذا الـــذي بصَلاتِه وصِـــــــــلاتِه     للدينِ والـــــــــــدنيا أتــــمَّ وأكــمَلا

هـــذا الذي بحسامِـــــــــــــه وقناتِه     في خيــبرٍ صــعــبُ الفتوحِ تسهَّلا

وأبادَ مرحبَ فـــي النزالِ بـضربةٍ     ألقــــــــتْ على الكفَّــارِ عبئاً مُثقلا

وكتائبُ الأحـــزابِ صيَّرَ عمْروها     بدمــــــــــائِه فوقَ الرمــالِ مُرمَّلا

وتبوكُ نـــازلَ شُوسَـــــــها فأبادَهم     ضـــــرباً بصــارِمِ عزمِهِ لنْ يفللا

وبـــهِ توسَّـــــــــــلَ آدمٌ لمَّا عصى     حتى اجــــــــــتباهُ ربُّـــــنا وتقــبَّلا

وبهِ دعا نـوحٌ فســـــــــــارتْ فلكُه     والأرضُ بـالطـــــوفانِ مفعمةٌ مَلا

وبهِ الخليلُ دعا فأضـــــــحتْ نارُه     بــــــرداً وقـد أذكـتْ حريقاً مِشعلا

وبهِ دعا موسى تــلقَّـــــفتِ العصا     حيَّـــــــــــاتِ سـحرٍ كُنَّ قدماً أحبلا

وبهِ دعا عيسى المسيحُ فأنطقَ الـ     ـمـــيْتَ الدفينَ به وقــــــامَ من البلا

وبخمِّ واخاهُ النبــــــــــــــيُّ محمَّدٌ     حـــقاً وذلـــــــكَ فــي الكتابِ تنزُّلا

عَذَلَ النواصبُ في هـواهُ وعـنَّفوا     فــــــعصيتُهمْ وأطعـتُ فيه من غَلا

ومدحتُه رغماً على آنافِـــــــــــهم     مدحـــــــاً بـــهِ ربِّي صدا قلبي جلا

وقال في رثاء الحسين (عليه السلام) قصيدة تبلغ (56) بيتاً:

نُوحــــوا أيا شيعةَ المولى أبي الحسنِ     على الحسينِ غريبِ الدارِ والوطنِ

وابكوا عليهِ طريحاً بالطفوفِ على الـ     ـرمضاءِ مختضبُ الأوداجِ والذقنِ

وابكوا على صدرِه بالطفِّ ترضُضه     خيــــولُ أهلِ الخنا والحقدِ والإحَنِ (14)

ومنها يذكر سبايا الحسين (عليه السلام):

وابكوا بناتِ رسولِ اللهِ بيــــــن بني الـ     ـلئامِ يُشـهرنَ في الأمصارِ والمُدنِ

وا حـــــــــرَّ قلبــاهُ واحزني لإبـــــــنتِهِ     سكـيــــنةٍ حاسـراً والدمـعُ كالمزنِ

والطهرِ فاطمةَ الصغرى تنوحُ على الـ     ـحسينِ نوحَ كئيبِ القلبِ ذي شجنِ

ومنها يستغيث بالإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف):

فيالها حسرةً لا تنقــــــــــــــضي أبداً     حتى ترى حجَّةَ الرحـمانِ ذي المِنّنِ

سميُّ خيرِ الورى المختارِ مِن مُضرٍ     خليفةُ اللهِ فيـــــــــــنا صاحبُ الزمنِ

الآخذَ الثأرِ من أهلِ العنــــــــادِ ومُفـ     ـنِي كلَّ رجسٍ خـــؤونٍ غيرِ مؤتمنِ

الناصرَ الدينِ والمحيـــــــــي معالمَه     الناشرَ العدلِ في الأطــرافِ والمُدُنِ

يزيلُ ما أسَّسَ الأرجاسُ مـــــن بِدَعٍ     بالإفكِ منهمْ وبالأحــــــقـادِ والضغنِ

يا حجَّةَ اللهِ يا بـنَ العسكــــــريِّ إلى     متـى تكابدُ أهلَ البـغيِّ والــــــــــفتن

عجِّلْ وخلّصْ محبِّيكَ الضِّعــافَ فقد      تشرَّدَ الناسُ عن أهـــــلٍ وعن وطنِ

ومالهمْ ناصـــــــرٌ مولايَ غيرُك يا     محيـــــــــي فرائضَ دينِ اللهِ والسُّنَنِ

فخُذْ بنصرِهمُ واشفِ الغليــــلَ وخُذ     بثأرِ جـــــــــــدِّكَ يا سُؤلي ومُرتكني

ومنها في التوسُّلِ بأهلِ البيت (عليهم السلام) وطلب الشفاعة منهم:

أيا بني الوحــــي والــتنزيلِ يا أملي      يا منْ ولاكــمْ غداً في القبرِ يُؤنِسُني

حزني علـــــــــــيـكمْ جديدٌ دائمٌ أبداً     ما دمــتُ حياً إلـى أنْ ينقضي زمني

وما تذكَّــــــرتُ يـومَ الطفِّ رزءكمُ     إلا تـــــــــجدَّدَ لـي حزنٌ على حزنِ

وأصــبـــحَ القلـبُ منّي وهوَ مُكتئبٌ     والدمــعُ مُنكـــسبٌ كالعارضِ الهتنِ

لكمْ لـــكمْ يا بني خيرِ الورى أسفِي     لا للتنـــائي عن الأهـــــلينَ والوطنِ

فـــهاكموها ولاةُ الأمرِ مــــــــرثيةً     من الكئيبِ الكسيرِ القلبِ ذي الشجنِ

يا عدَّتي واعتمادي والـــرجاءُ ومن      هُمُ أنيــــــــسي إذا أدرجتُ في كَفني

إنِّي بحبكمُ أرجــو النجــــــــــاةَ غداً     إذا أتيـــــــــــتُ وذنبـــي قـد تكأّدَني

وعاينتْ مُــقلتي ما قدَّمتْــــــــه يدي     من الخطيئـــــــاتِ في سرٍّ وفي علنِ

لأنَّ حبَّكـــــــمُ زادٌ لآخـــــــــــرِتـي     به إلهـي مــن النيــــــــــــرانِ يُنقذني

صلى عليـكمْ إلهُ العرشِ ما سجعتْ     حمــــــــامةٌ أو شدا ورقٌ على غصنِ

ولابن العرندس قصيدة في رثاء الإمام الحسين (عليه السلام) تبلغ (58) بيتاً قال عنها السيد جواد شبر (وفي مجموعة الشيخ محمد رضا الحساني رأيت قصيدة للشيخ ابن العرندس مطلعها:

عينُ سحِّي سحائبَ الأجفانِ     واسعديني بمدمعٍ هتّانِ) (15)

ولم يذكر شبر من القصيدة سوى هذا المطلع لكن الأستاذ الدكتور سعد الحداد قال عن هذه القصيدة في معرض حديثه عن البحث عن شعر ابن العرندس: (وبعد فحص لعشرات المخطوطات والمجاميع الشعرية لم يحالفني الحظ بالعثور على قصائد جديدة، وكم أتعبني البحث عن قصيدة نونية ... قد أشار لها المرحوم السيد جواد شبر في أدب الطف نقلاً عن مخطوطة الشيخ محمد رضا الحساني وبعد التحرِّي تبيَّن أن مكتبة الشيخ الحساني تعرَّضت لحريق التهم تراثاً لا نعلم مقدار حجمه، غير أني تمكنت من العثور على خمسة أبيات فقط من تلك القصيدة في مجموع شعري للسيد هادي السيد عباس الموسوي) (16)

وقد نشر الحداد الأبيات الخمسة في الديوان وقال عن القصيدة في الهامش نقلاً عن صاحب المجموعة ــ السيد هادي الموسوي: (وقال صالح بن عبد الوهاب بن العرندس يرثيه ويذكر القائم في آخرها، تقرأ في عاشوراء وهي ثمان وخمسون بيتاً) (17)

أما الأبيات الخمسة فهي:

عينُ سحِّي سحائبَ الأجــــــفانِ     واسعــــــديــــني بمدمعٍ هتّانِ

فبقلبي نارٌ يؤجِّــــــــــــجُها حرُّ      اضطرامِ الجوى وجسمٌ ضانِ

وزفيري ولـــــــوعتي واكتئابي     ليسَ تطفى عـلى مَمَرِ الزمانِ

قـــــــــسماً بالذي يُميتُ ويُحيي     ويُجيرُ الأنــــــــامَ قاصٍ ودانِ

أحمدُ المصطفى النبيُّ وخيرُ الـ     أوصيا حيدرٌ وبـــــــــــالقرآنِ (18)

............................................................

1 ــ شعراء الغري ج 3 ص 128 / أدب الطف ج 4 ص 287 / الغدير ج 7 ص 19 / أعيان الشيعة ج 7 ص 376 / البابليات ج 1 ص 144 / ديوان القرن التاسع ص 127 / ديوانه بتحقيق الدكتور سعد الحداد ــ مطبعة الكوثر، قم المقدسة سلسلة ديوان الشعر الحلي بالرقم 9 ــ 2017 ص 35

2 ــ شعراء الغري ج 3 ص 131 / المنتخب للطريحي ص 164 / أعيان الشيعة ج 7 ص 375 / الغدير ج 7 ص 14 / البابليات ج 1 ص 145 / ديوان القرن التاسع ص 166 / الطليعة ج 1 ص 100 / ديوانه ص 51

3 ــ شعراء الغري ج 3 ص 136 / الغدير ج 7 ص 3 / البابليات ج 1 ص 144 / أعيان الشيعة ج 7 ص 375 / أدب الطف ج 4 ص 292 / ديوان القرن التاسع ص 249 / ديوانه ص 75

4 ــ الطليعة ج 1 ص 100

5 ــ أدب الطف ج 4 ص 288

6ــ الغدير ج ٧ ص ١٤

7ــ أعيان الشيعة ج 7 ص 375

8ــ فقهاء الحلة ج 2 ص 10

9 ــ الطليعة من شعراء الشيعة ج 1 ص 100

10 ــ مراقد المعارف ج 1 ص 73

11 ــ ديوان ابن العرندس / سلسلة ديوان الشعر الحلي، المقدمة ص 14

12 ــ شعراء الحلة ج 3 ص 126

13 ــ ديوانه بتحقيق الدكتور سعد الحداد ــ مطبعة الكوثر، قم المقدسة 2017 ص 121 عن مجموع شعري حسيني مخطوط للشيخ عبد الوهاب الطريحي، محفوظ في مكتبة مجلس الشورى في طهران ص 275 ــ 277

14 ــ المنتخب للطريحي ج 2 ص 254 ــ 256 / ديوان القرن التاسع ص 347 ــ 352 / شعراء الحلة ج 3 ص 117 / ديوانه ص 109

15 ــ أدب الطف ج 4 ص 291

16 ــ ديوان ابن العرندس / سلسلة ديوان الشعر الحلي ــ المقدمة ص 13

17 ــ نفس المصدر ص 121

18 ــ ديوانه ص 121 ــ 122 عن المجموعة الحسينية المخطوطة رقم 577 الورقة 204 المحفوظة في مكتبة الإمام الحكيم العامة في النجف الأشرف

المرفقات

: محمد طاهر الصفار