الحسن الجعفري: توفي (158 هـ / 774 م)
قال في رثاء الإمام الحسين (عليه السلام)
أتعجبُ من جاري دموعي ومن ضوى كأنّكَ لم تسمــعْ بقاصمـةِ الظهرِ
ولم تأتـكَ الأنبــــــاءُ عن يـومِ (كربـلا) وقتلِ حسينٍ فـيـه والفتيةِ الزهرِ
فلا تعجبـنْ مني ومـن فيــــضِ عبرتي فأعجبُ منه عند ذكرهمُ صبري (1)
الشاعر
الحسن بن معاوية بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب، ذكر أبو الفرج الأصفهاني الحسن بن معاوية من ضمن الطالبيين الذين خرجوا مع محمد بن عبد الله (ذي النفس الزكية) على المنصور الدوانيقي فقال: (وممن أخذه أبو جعفر ــ أي المنصور ــ من آل أبي طالب، وحبسه، وضربه بالسوط من أصحاب محمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب: الحسن بن معاوية بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب. أمه وأم أخوته يزيد وصالح، فاطمة بنت الحسين بن الحسن بن علي بن أبي طالب وأمها أم ولد. وخرجوا جميعا مع محمد بن عبد الله). (2) وكان محمد قد (استعمل الحسن بن معاوية ــ والياً ــ على مكة). (3)
وكان الحسن من الثوار المندفعين والناقمين على المنصور ويظهر من خلال أخباره أنه كان يحث على الثورة حتى بعد مقتل محمد بن عبد الله، حيث يروي الأصفهاني عن عبد اللّه بن يزيد بن معاوية بن عبد اللّه بن جعفر أنه: (أراد بنو معاوية بن عبد اللّه بن جعفر ــ وكانوا خرجوا مع محمد بن عبد اللّه ــ أن يظهروا بعد قتله. فقال أبي للحسن بن معاوية: لا نظهر جميعاً، فإنّا إن فعلنا أخذك جعفر بن سليمان من بيننا ــ وجعفر يومئذ الوالي على المدينة من قبل المنصور ــ فقال الحسن: لا بد من الظهور. فقال يزيد: فإن كنت فاعلاً فدعني أتغيّب فإنه لا يقدم عليك ما دمت متغيّباً. فقال له الحسن: لا خير في عيش لستَ فيه. فلما ظهروا أخذ جعفر بن سليمان ــ الوالي ــ الحسن........ وكان أبو جعفر المنصور قد كتب إلى جعفر بن سليمان أن يجلد حسناً إن ظفر به....
ثم يقول الأصفهاني: (وجعل جعفر بن سليمان يكلمه، والحسن يبطئ في جوابه، فقال له جعفر: أكلمك ولا تجيبني ! قال: ذلك يشق عليك، لا أكلمك من رأسي كلمة أبداً. فضربه أربعمائة سوط، وحبسه. فلم يزل محبوساً حتى مات أبو جعفر، وقام المهدي فأطلقه (4).
ومن الجدير بالذكر أن محمد (ذي النفس الزكية) قد قتل سنة (145 هـ) وأن المنصور مات سنة (158 هـ) وهذا يعني أن الحسن بن معاوية بقي في السجن لمدة ثلاث عشرة سنة على أقل تقدير، إذا فرضنا أن المهدي قد أطلق سراحه في بداية خلافته.
ورى السيد الأمين عن ابن الأثير في الكامل قوله: (أنه دخل عيسى بن موسى على المنصور، فقال: ألا أبشرك؟ قال: بماذا؟ قال ابتعت وجه دار عبد الله بن جعفر من حسن ويزيد وصالح بني معاوية بن عبد الله بن جعفر، فقال له: أما والله ما باعوك إياها إلا ليقووا بثمنها عليك فخرج حسن ويزيد مع محمد بن عبد الله)
ثم يعقب الأمين على هذه الرواية بالقول: (فانظر إلى أي حد بلغت العداوة ببني العباس لآل أبي طالب. عيسى بن موسى يبشر المنصور بأنه ابتاع وجه دار عبد الله بن جعفر كأنه لا يرضيهم ان يكون لآل أبي طالب دار يسكنونها لها وجه إلى الطريق) (5)
..................................................................................
1 ــ ربيع الأبرار للزمخشري ج 3 ص 405 / ديوان القرن الثاني ص 97
2 ــ مقاتل الطالبيين ص 186
3 ــ الطبري ج ٩ ص ٢١٤ ـــ ٢١٦
4 ــ مقاتل الطالبيين ص 187
5 ــ أعيان الشيعة ج 5 ص 314
اترك تعليق