31 ــ أحمد الأبياري (توفي 1353هـ / 1934 م)

أحمد الأبياري (1285 ــ 1353 هـ / 1868 ــ 1934 م)

قال من قصيدة تبلغ (40) بيتاً:

شهرُ المحرَّمِ فيه المسلـــمونَ رُمُوا     بحــــــادثٍ منه وجهُ الكونِ مُغبرُّ

فيه قد استشهدَ اثنـــــــــانٍ فواحدهم     في (كربلاءَ) وثانٍ فيكِ يا مِصرُ

يا مصرُ قد ماتَ من كنتِ اتقيتِ به     شرَّ الـــعدى فنأى عن حيِّكِ الشرُّ (1)

الشاعر

أحمد محمد الأبياري الكناني المصري (2)، ولد في قرية من قرى محافظة الغربية بمصر، وحفظ القرآن الكريم في قريته ثم التحق بدار العلوم الخديوية في القاهرة وتخرج منها علم 1894 ثم عمل مدرساً للغة العربية بالمدارس الأميرية فيها، ونشر قصائده في مجلة (الأستاذ) و(الهداية الإسلامية) (3)

له ديوان شعر ضمَّ مختلف أغراض الشعر، وله أيضاً كتاب (إيناس الجلاس بتشطير وشرح قصيدة أبي فراس) (4)، أما الأبيات التي قدمناها فهي من ضمن قصيدة يرثي بها الزعيم المصري مصطفى كامل (1291 هـ / 1874 م - 1326 هـ / 1908 م) وهو سياسي وكاتب مصري كان من أشد المناهضين للاستعمار الإنكليزي والمندِّدين به وبجرائمه، والشاعر هنا يشير إلى هول الفاجعة التي حلت بمصر بموته ويشبهها بكربلاء خاصة أن كامل قد مات في محرم لتبقى كربلاء عنوان الحزن الأزلي ومحرم هو الشفق السرمدي الدامي والحسين (عليه السلام) هو المثل الأعلى والقدوة لكل ثائر ضد الظلم والطغيان.

وللشاعر أيضاً قصيدة في الإمام الحسين (عليه السلام) يناجي فيها مشهد رأس الحسين (عليه السلام) في مصر يقول فيها:

يا ضريـــحَ الحسينِ إنـكَ أدرى     أنَّ مَن فيكَ فاقَ في الحسنِ بدرا

يا ضريحَ الحسينِ قد نُـلتَ عزَّاً     وبه قد عـــــــــلوتَ جاهاً وقدرا

صرتَ في مصــرَ كـعبةً لبنيها     إذ حبــــاك الحسنُ فضلاً وفخراً

نورُه ســـــــاطعٌ كشـمسِ نهارٍ     وشذاهُ ازدرى شذا المسكِ عطرا

جدُّه شرّفَ الحجــــــــازَ وهذا     من قديـمِ الزمــــانِ شرَّفَ مِصرا

أمُّه فــــــــاطمُ البتولُ التي فـا     قتْ نســاءَ الـــورى عفافاً وطهراً

وأبوهُ بـــــــــــابُ العلومِ عليٌّ     ومبيدُ الكفــــــــــــــــارِ كرَّا وفرَّا

كلُّ من كان يحتــــــمي بحماهُ     حـــــاشَ واللهِ أن يَـرى بعدُ ضرَّا

كمْ حزينٍ قد أمَّه مستجيـــــراً     فغدا حــــــــــزنُه ســروراً وبشرا

وأخي كربــــــةٍ أرادَ انفراجاً     بدّلَ اللهُ عســـــــــــــــرَه بعدُ يُسرا (5)

ويقول في نهايتها متوسِّلاً بالإمام الحسين (عليه السلام) ومنزلته عند الله لقضاء حاجته ويشير إلى نسبه المتصل بالشجرة النبوية المباركة:

يا ابنَ بنــتِ النبيِّ قد اثقلتني     سيئـــــــــاتي ولم أجدْ ليَ عُذرا

كلُّ هذا وإنــــــــــني لم أقدِّمْ     حسنــــــــــاتٍ بها أحصِّلُ أجرا

غيرَ أنني من نسلِ جَدِّكَ طه     أكـــــرمِ الرسلِ والخلائقِ طرَّاً

أحمدَ المرتضى شفيعِ البرايا     من غدا للعصــاةِ غوثاً ودخراً

فهوَ كنزي وعدّتي ومجيري     من ذنوبٍ تفـوقُ عدّاً وحصرا

فعليه يـــــــا ربِّ صلِّ وسلّمْ     كلما قد قضيتَ في الخلقِ أمرا

.....................................................

1 ــ موقع موسوعة الأدب العربي / موسوعة عين على المعرفة بتاريخ 25 / 9 / 2020 / موقع بوابة الشعراء بتاريخ 28 / 2 / 2013

2 ــ مجلة الموسم العدد 4 السنة الأولى 1989 ص 973

3 ـــ معجم الشعراء الناظمين في الحسين ج 4 ص 180 ــ 181

4 ــ نفس المصدر ص 187

5 ــ موقع موسوعة الأدب العربي / بوابة الشعراء بتاريخ 28 / 2 / 2013

المرفقات

: محمد طاهر الصفار