توهّمَ أنه اكتمـــــــــــلتْ رؤاهُ *** وأنَّ هــــــــواهُ فــي الدنيا إلهُ
وكلُّ الأرضِ لم تعدلْ كما هو *** لذاكَ الشعبُ للعــدلِ اصطفاهُ
ليحصدَ كل مـا اكتسبـــتْ يداهُ *** بساط الريــــحِ أمـــوالٌ وجاهُ
وليسَ الديــــــــن ينقصهُ عليٌّ *** إذا ما الدينُ سفيـــــــانٌ رواهُ
له عرشُ الزعــــامةِ في بلادٍ *** تنازلَ أهلُها عنــها فتــــــاهوا
وتاهَ الماءُ عن عشـبٍ بريءٍ *** وهل إلاهُ فـــــــــــي ليلٍ هداهُ
وحينَ مساؤه النشـــوانُ غـنّى *** مشى ماءُ الفــضيـلةِ في دماهُ
ليمسحَ خدَّ أرملةٍ رطيــــــــبٍ *** بدمعٍ خـــــــــانها فيما ارتجاهُ
وإن أحدٌ تفـــــــــوَّه لـو صبياً *** فعزرائيل لــــــــم يعذرْ صباهُ
وهلْ في القتلِ إلّا تضــحيـاتٌ *** من المقتولِ كـــي تُعلا الجباهُ
لتغرقَ كل فاقدةٍ بصمــــــــتٍ *** كما بغداد غــــــــادرها الرفاهُ
قضى بختَ العراقِ بــأن أراهُ *** مسافرةٌ إلى البــــــلوى خُطاهُ
ويحسبُ أنّه شجــــــــــرٌ تدلّى *** هوَ الظــــلُّ المـــقدَّرُ لا سواهُ
هوَ التنورُ لم يتركْ فقيــــــــراً *** على جوعيــــــــنِ إلا وابتلاهُ
ليملأ لوحة المسكيــــــنِ خبزاً *** فلونُ الخبزِ مأمـــولٌ رضــاهُ
رضى الفقراءِ يأخذهُ بعيــــــداً *** إلى أن ... ثم يـــــأتيهِ انتبــاهُ
لماذا الشعــــــبُ محمومٌ علينا *** على بغضٍ تحرِّكـه الشــفاهُ ؟
لماذا الشعــــبُ لم يـأنسْ حديثاً *** من المسؤولِ لو صدقاً أتاه ؟
نقولُ لمــــــــــــنْ سـرقتْ يداهُ *** على جهرٍ وأعطـــــــــانا قفاهُ
سنأخذُ كل ثانيــــــــــــــةٍ بعامٍ *** من الويـلاتِ لو في الثأرِ جاهُ
ولكن شعبنا الصديــــــق يأبى *** عقــــــــوبة من إلى بئرٍ رماهُ
ليسجدَ آخرُ الأخــــــوانِ ذئبٌ *** لشعبٍ كـــــــــان خالقه اجتباهُ
يروِّي الأرضَ دجلــــته لتلقى *** فراتَ الحــــــبِّ مبدعه انتقاهُ
وكانَ العرشُ يطفـو فـوقَ ماءٍ *** لذا غمرتْ أراضيـــــنا المياهُ
لذا حفظ العراقييــن حـــــــشدٌ *** كما الكـــــــرارُ منصورٌ لواهُ
لذا حملتْ عـــــــراقَ اللهِ كفٌّ *** من العبـــــــاسِ لم يتركْ أخاهُ
فاهم العيساوي
اترك تعليق