الدمُ أصدق

إلى الإمام الحسين (عليه السلام)

مازال غيمُـكَ شرشف الصحـــــــــراءِ   ***   فاهطلْ فما مـــــــاءُ الفرات بماءِ

فالنهرُ خانَ سجيّـــــةَ الأنهـــــــــارِ مُذْ   ***   صـــــــارتْ ميـاهُهُ عبدةَ السفهاءِ

ولَأنتَ نهرٌ ضفَّتـــــاهُ تــــــــــواضعتْ   ***   للواردينَ بحســـــــــــــرةِ الفقراءِ

ولَأنتَ سرٌّ والجميـــــــــــــــــعُ يحوزهُ   ***   ولَأنتَ في الإعـلانِ محضُ خفاءِ

لكَ يـا حسيــــــــــــنُ نداوةُ التذكار في   ***   قلبِ الغريــــــــــبِ ونجمةٌ للنائي

يا لـيسَ يوصفُ يا قميـــــــــــصَ نبوةٍ   ***   يُلقي الضيــــــــــاءَ بأعينِ الأشياءِ

نخلٌ سمـــــــــــــــــاويٌّ ونرجسُ ظِلِّهِ   ***   وهجُ الشمــــــــــوسِ ورقَّةُ الأفياءِ

جسدٌ نبيٌّ والجــــــــــــــــــراحُ رسالةٌ   ***   والوحيُ: إنَّ المـــــــــوتَ آيُ بقاءِ

جرحٌ عليٌّ لا يـــــــــــــــــزال هطولهُ   ***   نزفُ النجــــــــــومِ لدمعها اللألاءِ

جارَ الزمانُ ــ ومن سِــــواهُ غريمهُ ــ   ***   فارتدَّ مصفـــــــــوعاً بأجمل (لاءِ)

(هيهاتَ...) ما زالتْ مـضارعَ نبضِنا   ***   سَقَطَ المضيُّ بنبـــــــضِ عاشوراءِ

لكأنَّ عــــــــــــــــــــاشوراءَ طفلةُ آنِنا   ***   وكأنَّ بِنْـــــــتَ الوقتِ محضُ هباءِ

وكأنني بالخـنصرِ المبتـــــــــــــورِ يومــــــــــــئُ أينني وبقيّــــــــــــــة الأشلاءِ ؟

والرأسُ أجـوبةٌ لأطفـــــــــــــــالٍ تســـــــــــــــاءلَ دمعُـــــــــــهم عن عودة الآباءِ

والرأسُ أسئـلةُ الذيـــــــــــــن توحَّشوا   ***   هل كُنْــــــــــهُهُ من لؤلؤ الجوزاءِ؟

هيا ارفعوه فـقد غــــــــــــدتْ سَوءاتُنا   ***   لبــــــــــــــــزوغهِ مكشوفةً للرائي

والرأسُ آخرَ نــــــــــــظرةٍ يُـلقي على   ***   حَرَمِ العيـــــــــــــالِ بدمعةٍ حمراءِ

الجسم يظمأُ عندَ مــــــــــــــــوجٍ هادرٍ   ***   والنهرُ يظمأُ قـــــــــربَ نهرِ دماءِ

والنارُ تشبهُ ضارميها سطــــــــــــــوةً   ***   هل تستحي من خيمة (الحوراءِ) ؟

والنار تلهبُ في ظــــــــــهورَ الآلِ تُشــــــــــــــعِلُها سيــــــــــاطٌ فـي يد (الطُلَقاءِ)

ولأنَّ عـــــــــــــــــاشوراءَ ألفٌ شامخٌ   ***   تمضي بنا، لا ثَمَّ حـــــــــرف الياءِ

هي سيـــــــــرةُ الرفضِ الـذي يجتاحُنا   ***   ووصيــــــــــــــــــــةُ الآباء للأبناءِ

وهْي القصيدةُ حين تـــــــــكتبُ مجدَها   ***   بحروفها، لا ضجّــــــــــةَ الشعراءِ

آياتُ رفضٍ، مُحكمُ الثـــــــــوراتِ، سِفْــــــــــــــرٌ خالـــــــــدٌ، هي معجمُ العُظَماءِ

سقطتْ سيوفٌ والجـــــــــراحُ تشرَّفتْ   ***   إنَّ الدمــــــــــــــاءَ لَأَصدقُ الأنباءِ

جبرائيل علاء السامر

المرفقات

: جبرائيل علاء السامر