قيامة الجرح

إلى سيد الشهداء وأبي الأحرار ورمز الثوار الإمام الحسين (عليه السلام)

هــــــــذا ضريحُــكَ بالسّناءِ مجـــــــلّلُ   ***   طافـــــــتْ بهِ الأرواحُ فيهِ تُهــــلّلُ

وقبابُكَ الـشّمـــاءُ تزهـــو فـــــي السّـما   ***   أنوارُهـــــــــا هيهـــــاتَ يوماً تأفلُ

جئنا إليــكِ بكلِّ قلبٍ عــــــــــــــــــاشقٍ   ***   أحـــــــــــداقُنا في دمعِهــــــا تتبتّلُ

شبّاككَ الميمــــــــــــــونُ دارتْ حولــهُ   ***   كلّ المـــــــــــلائكِ والمـــلا تتوسّلُ

يا وراثَ الكــــــــــــــــرّارِ جئتُكَ سائلاً   ***   يممـــــتُ وجـــهي فــي ثراكَ أقبّلُ

ومسكــــــــــتُ شبّــاكَ الضّريحِ مصلّياً   ***   وأنا وعشقـــكَ بالجـــــــراحِ محمّلُ

في البدءِ كنتَ الـجـرحَ في أعـــــــماقِنا   ***   وتظلُّ فــــــــينا الحـــــــبَّ لا يتبدّلُ

وسعى إليكِ المــــــــاءُ فـــــــي أحزانهِ   ***   ليطــوفَ في مغنــاكَ كيمـــــا ينزلُ

وهــــــــوى يقبّلُ أصبـــعاً مـــــــبتورةً   ***   ظمــىءٌ إليكَ فكـلُّ جــــرحٍ جــدولُ

يا أيّهـــا المـــــذبوحُ مــــــن حـدِّ القفــا   ***   رضّتْ أضالعــــــــهُ وحُزَّ المفصلُ

يا مالئ الدّنيا هــــــــــــــــدىً ومـروءةً   ***   سقطَ الزّمـــانُ وأنـتَ عمرُكَ أطولُ

ما ماتَ ذكــــرُكَ والمــــآثرُ شاهـــــــدٌ   ***   تمضي بهِ الأزمـــــــانُ وهي ترتّلُ

والسّيرةُ المعطـــــــاءُ تبقى غــــــــــرّةً   ***   رغـــمَ الخطوبِ سطورُها لا تهملُ

بوركتَ منْ مستقتــــلٍ ومــــــدافـــــــعٍ   ***   هــذي دمـــــاؤكَ للكــــرامةِ فيصلُ

أرعبتَ جيشاً كنتَ وحـدكَ في الوغــى   ***   وزئيرُ صـوتكِ في الحتوفِ يُجلجلُ

هم ينظرونَ أليـــــــــــكَ ملء عيونِــهم   ***   هلعـــــــــاً وكلُّ صدورهِــم تتوجّلُ

إن حاصــــــــروكَ فليسَ ذاكَ بضــائرٍ   ***   أنتَ العظــيمُ ممــــــــــانعٌ مستبسلُ

ومقطّعٌ بيــــــــــــــضُ السّيوفِ تنوشهُ   ***   لولا الكفــــــوفُ هوتْ بكفِّكَ تخجلُ

وصبـــــرتَ صبرَ الأنبياءِ على الأذى   ***   فكانّمــــــــا أنتَ النّبيُّ المرســـــــلُ

وتسافــــــــل الجبناءُ في أحقــــــــادِهم   ***   وبقيــــــــتَ وحدكَ شاهقـــاً لاتُمحلُ

وتناثروا, وعكــــــــــــستَ خلقاً سامقاً   ***   سفرٌ يضيءُ وبـالحكـــــــــايا يهطلُ

ذبحوا بكَ الدّيـــــــــنَ القويمَ وأجـرموا   ***   من غـــــــدرهِم صمُّ الصّفا تتزلزلُ

وفديتَ دينَ اللهِ في أصقـــــــــــــاعـــهِ   ***   لمّـــــــــــــا رأيتَ العـدلَ فيهِ يُعطلُ

ووقفـــــــــــتَ في وجهِ الطغاةِ مكابراً   ***   وتركـــــــتَ جرحَكَ للقيامـــةِ يُثكـلُ

يا سيّدَ الكلمــــــــــــاتِ شعـــري ثورةٌ   ***   ما هــــــــــــــادنَ الأشرارَ أو يتذلّلُ

يومٌ بكى فيهِ الرّســـــــــــــــولُ وآلُـــهُ   ***   والأنبيـــــــــاءُ وصحبُهُ كمْ اعولــوا

شـــرفٌ لنا حــــــــــــبّ النّبيّ وآلــــهِ   ***   إيْ والسّمـــــــــــا فيهم نذوبُ ونُقتلُ

ونفـــــــــــاخرُ الأعــــداءَ نحنُ بحبِّهم   ***   أنْ أجــــــــرموا في ظلمِنا وتوغّلوا

فقراءُ نشقـــــــــــى والجهاتُ مراصدٌ   ***   لكنّنا عن نهجِــــــــهم لا نعــــــــدلُ

والموتُ في عشـــــــقِ الحسينِ شهادةٌ   ***   تزهو بهــــــــا مهجُ النّفوسِ وترفلُ

لولا جــــــــــــــراحٌ للحسينِ وصحبهِ   ***   في دينــــــــنا كانَ الطغـــاةُ تأوّلــوا

غزوان علي ناصر

المرفقات

: غزوان علي ناصر