إلى عليّ عليه السلام في يوم غديره الأغرّ
تتهرَّبُ الكلمــــــاتُ منّي كالقـــطا *** كلٌّ تـــــــــلوذُ بأُخْــتِها إذ تَجْفَلُ
من أينَ أرتادُ السمـــاءَ؛ وسُـــلَّمي *** نوتاتُهُ قصبٌ وغــيـمُكَ منجلُ؟!
قبلي فلاسفةُ العراقِ تهـــــــــافتوا *** ولنخـــلِ حِكْمــتكِ النبيِّ توسَّلوا
ورَمتْكَ قوسٌ ما، وراءَ ســـهامها *** بدوٌ أَزارِقُ يَمْرُقـــونَ... وتُمهِلُ
لم يفهموكَ؛ فأنتَ قبـــلَ حروفـهم *** لغةُ الإلهِ؛ فقيلَ: نــــــصٌّ مهمَلُ
مُذْ أخّروكَ وأنــــــــتَ أوَّلُ عدِّهم *** في كلّ شيءٍ كـــــــانَ ثمَّةَ أوَّلُ
وشربتُ صوتكَ كالنَّدى جَدَلاً وإذْ *** خلفي تلامـــيذُ (المعلِّمُ) هَرْولوا
فبأَوّلِ الأسفــــــــــارِ صارَ مؤلَّهاً *** صدري لتـــــنبيهِ الإشارةِ يعقلُ
يا السَّابقُ المشَّاءُ: زدنـــي خُطوةً *** أُخرى فـــدَرْبُ الأبجديَّةِ مُوحِلُ
وبظلِّكِ اللغةُ الجميلةُ هوَّمـــــــتْ *** وأَوى إليكَ من المعاني المُشْكِلُ
فنمتْ أصابعكَ النحيـــــلةُ أحرفاً *** سمراءَ منها طينُنا يتــــــــــشكَّلُ
يا مَنْ بساطُ الريحِ تحتَـكَ يرتمي *** قلقي إلى جهةِ احتمالِكَ يَـــرحَلُ
أَجْلَسْتُ قربَ يديكَ طفْلَ متاهتي *** علِّي من النَزَقِ المُراهقِ أُغْـسَلُ
فبقبضِ كفِّكَ تستفيقُ مـــــــلاحمٌ *** وببسْطِكَ الأخرى... يغنِّي بلـبلُ
فاملَأْ بشيءٍ من يقينكِ أَضــلعي *** فأنا الفراغُ بداخــــــلي يَسْتفحِلُ
شاكر الغزي
الموقع الرسمي للعتبة الحسينية المقدسة
اترك تعليق