والوا عليا

تمّت ولايـــــــــــته بأمرِ اللهِ في يـــــومِ الغديـرِ

لما أتى من ربِّنـــا جبريلُ يصـــــدحُ في حبـورِ

بلّغْ, فقامَ المصطفى يتــــــلو على الجمعِ الغـفيرِ

وقفوا جميعاً منصــــتــــــينَ ولم يبالوا بـالهجيرِ

أو لستُ أولى بالنفـــــــوسِ بــأمرِ بارئـنا القديرِ

قالوا: بلى يــــــــا أيها المبـــعوثُ بالديـنِ المنيرِ

أخذ النبيُّ بكفِّ حيدرةٍ وبيّــــــــــــــنَ لـلحضورِ

هذا وصيي والخليفةُ والمـــــــوضّــــــحُ للامورِ

هذا قرينُ الحقِّ والقــــــــرآنِ ذو الشـأنِ الخطيرِ

والوا عليّاً فالمـــــــــــوالي جاءَ من رحمٍ طهُورِ

وغداً يخُلّدُ فـــــــي الجنانِ ولايرى غير السرورِ

إن تخـــــــذلوه فويلكـــم من سوءِ عاقبةِ المصيرِ

قوموا إليه وبايعوا لاتجـــــــــــــحدوا أمرَ الخبيرِ

فأتى الحضورُ وبعضهم غـدراً يُبيّتُ في الضميرِ

اُمدد يديكَ وبــــايعوا والحـــقدُ اُخفي في الصدورِ

ودعا النبيُّ على المخـــــــالفِ بالخـسارةِ والثبورِ

فالدينُ اصبحَ كاملاً لاشـــــــــــــــكّ فيه بلاستورِ

وبآيةٍ في الذكرِ تمّـــتْ نعمة البــــــــاري البصيرِ

والشكرُ لايجزي إلهي أنتَ ذو الفـــــــضلِ الكبيرِ

فلقد مننتَ وأنتَ ذو الإحسانِ والخــــــيـــرِ الوفيرِ

ولقد علمتم ماجرى للحـــرثِ مــــن أمــــرٍ عسيرِ

يوم السقيفةِ أظـــــــــهروا حــــقداً على طه النذيرِ

تركوا وصية أحــــــمدٍ فـي المـرتضى يوم الغديرِ

زعموا هي الشورى فكيف غدت إلى كنَفِ المشيرِ

عجباً خفافيشٌ غدت جـهلاً تــــــــــــقارن بالنسورِ

إذ بالولاية قــــــــد نجـوتُ ولن أذوق لظى السعيرِ

تُمحى الذنوبُ بـحـــــــبــه أجراً من الباري الغفورِ

فمن الولادةِ للممـاتِ أصــيـــــــــــحُ حيدرة أميري

صباح الحفار

المرفقات

: صباح الحفار