المرجعية العليا: هنالك مبادئ تحقق الصلاح والكمال للعمل الوظيفي ولهذا السبب فان بعض الدول ازدهرت رغم انها لاتؤمن باي دين

تناول ممثل المرجعية الدينية العليا خلال خطبة صلاة الجمعة التي اقيمت في الصحن الحسيني الشريف العمل الوظيفي بين الاستحقاقات الوطنية والشرعية والاخلاقية وواقع الحال.

وقال الشيخ عبد المهدي الكربلائي اليوم الجمعة (16 /8 /2019)، ان كل انسان مكلف باداء عمل او مهمة او خدمة ووظيفة معينة لافتا الى ان العمل الوظيفي المقصود به هنا يشمل العمل الذي يكلف به الجميع سواء الموظف او غير الموظف.

واضاف ان العمل يعد من ضروريات الحياة المعيشية والاجتماعية والاقتصادية والتربوية كما انه مبدأ للكمال الانساني والارتقاء به الى المراتب التي تليق به، فضلا عن كونه اساسا للتطور والازدهار والرخاء والعزة والكرامة والسعادة التي ينشدها الانسان فردا ومجتمعا الى جانب كونه اساسا لاستخلاف الانسان وعمارة الارض، مشيرا الى ان من يبحث في القران الكريم قلما يجد اية من اياته الا وقرنت العمل بالايمان.

وتابع ان العمل الوظيفي له دور حساس ومهم في تحقيق الحاجات الاساسية والضرورية في الحياة، كالخدمات الطبية والتعليمة والتربوية فضلاء عن دوره في تحقيق الرخاء والراحة والازدهار للفرد والمجتمع.

وبين ان لصلاح العمل وكماله عدد من المبادئ يجب ان يراعيها ويتقيد بها الانسان سواء أكان متدينا يؤمن بالله تعالى او غير متدين او لايؤمن باي دين.

واشار الى ان اول مبدأ من تلك المبادئ يتمثل بمحبوبية العمل عند الانسان، مبينا ان يعتبر العمل له قيمة اسلامية دينية وايمانية عليا، في حين يعتبره البعض مبدأ وطني يساهم في الازدهار والتطور وتحقيق الكرامة والراحة والسؤدد للشعب والبلد، وتارة يعتبره البعض ذو قيمة اخلاقية عليا، مستدركا ان البعض يتعامل معه على انه مبدأ مادي يحقق اهداف مادية ضيقة تتعلق بالاحتياجات الذاتية سواء للشخص او للكيان او لحزب او جهة معينة.

واوضح ان الانسان عندما يتعامل مع العمل الوظيفي على انه مبدأ الهي وايماني وديني، وأحبه لان الله ونبيه والائمة الاطهار عليهم السلام يحبونه فيكون في ذلك الوقت التعامل معه على انه مبدأ له غايات سامية اهمها خدمة الناس، وكذلك في حال التعامل معه وفق الجانب المادي فحينئذ لايوجد هنالك دافع قوي للعمل والاتقان واستثمار الطاقات لانجازه.

وبين الشيخ الكربلائي ان بعض الدول لا تؤمن بدين معين الا انها تقدمت وازدهرت ولها موقع كبير عند الشعوب الاخرى، مبينا ان من يدقق بعمل هؤلاء يجد انهم ينظرون للعمل بان له قيمة عليا وسامية وانه يمثل مبدأ وطني واخلاقي بعيدا عن الجوانب المادية.

ولفت الى ان الاخلاص في العمل يعد من المبادئ المهمة وانه يمثل الصفة الاساسية التي اختار الله تعالى بها النبي محمد صلى الله عليه واله والانبياء والاوصياء، مبينا ان الاخلاص يكون تارة لله تعالى لمن يؤمن به وتارة يكون الاخلاص للوطن والشعب، وانه من اساسيات تفاضل البشر فيما بينهم، فضلا عن كونه من المبادئ المهمة لاستثمار الطقات العقلية والجسدية للوصول الى افضل النتائج.

واوضح ان المبدأ الثالث يتجلى باخلاقيات العمل، مبينا ان الموظف حينما يقدم اي خدمة فانه يخدم انسانا وليس جمادا فالطبيب يخدم الانسان المريض والمعلم يخدم الانسان الطالب والموظف يخدم الانسان المراجع، مؤكدا على ضرورة ان يكون تقديم الخدمة باخلاقيات الانسان الراقي وليس كانتاج الماكنة الجامدة.

واكد ان المبدأ الرابع ينص على ان العمل امانة اؤتمن عليها الانسان، مشيرا الى ان اي خدمة ووظيفة يؤديها الانسان تمثل تكليف بأمر واجب او مستحب، مبينا ان الامانة التي عرضت على السماوات والارض تتمثل بالتكليف بالعمل وانها ليست تشريف لكنها في حال تأديتها باخلاص فيكون صلاحها تشريف للشخص. 

واشار الى ان المبدأ الخامس يتلخص بالتقيد بالحقوق والواجبات، قائلا ان هنالك عمل وعامل ورب عمل، وان صلاح الكون ونظامه قائما على الحقوق والواجبات، لافتا الى ان من حق اي انسان ان يطالب بحقوقه الا انه في نفس الوقت مطالبا باداء الواجبات.

ولاء الصفار

الموقع الرسمي للعتبة الحسينية المقدسة

المرفقات