شهدت مدينة كربلاء المقدسة توديع أبطال من ملبي النداء من الوهلة الأولى صباح الاثنين (19 /1 /2015 م) بأكف حملت نعوش شهداء العقيدة والولاء وهي مزينة بالأعلام العراقية ومكللة بأنواع الورد المصبوغة بلون الدم القاني الذي يتقاطر من نزيف أجسادهم التي أطالها رصاص الإرهاب الكافر بقضاء بلد وهم يؤمّنون بيوت أهلها المفخخة بعبوات الموت...النعوش وصلت إلى باب قبلة الإمام الحسين (عليه السلام) كان يسمع خلفها صيحات نساء وأنين ثكلى لكن سرعان ما اختفت تلك الأصوات حينما دخلت النعوش حرم الإمام الحسين (عليه السلام).دفعني فضولي بعد أن شاهدت أم أحد الشهداء تبكي وتصرخ خلف نعش ولدها في طريقنا إلى حرم الإمام الحسين (عليه السلام) لمعرفة دواعي الهدوء الذي انتابها داخل مرقد سيد الشهداء (عليه السلام)، فوجدتها واقفة أمام نعش ولدها الذي حمله المحبون مقابل ضريح شهداء الطف (عليهم السلام) وقد أخفت ملامح الحزن والبكاء كأنها تهمس في أذن ولدها بعبارات لم أفهم كثيراً منها سوى كلمات أوصت ولدها بأن يوصلها إلى من يلتقي بهم من أهل بيت الرحمة (عليهم السلام) ليبلغهم عنها السلام، ويقول لهم بأن أمه أوفت بعهدها لكم... هذه الخصوصية كان المراد منها إيصال تلك المشاعر النبيلة والحقيقية إلى الإمام الحسين الشهيد الذين يقف بحضرته سائر المؤمنين من الأولين والآخرين والشهداء والصديقين.والصورة الأكثر حزناً التي وضعتني بين آهات الحزن والوجع ... لم أتمالك إزاءها مشاعري وهي تتجلى بروحها في حضرة الإمام عند رؤيتي تلك الأم التي توضّىء وجهها بدموع فقيدها وفلذة كبدها وهي ترفع يدها إلى الله بالدعاء بحق الحسين الشهيد لولدها في تلك اللحظات التي لا يعلمها إلا هو وحده سبحانه وتعالى، رغم يقينها بأن روح ولدها فارقت حياة الدنيا لتعرج إلى جنان الخلد.
ولاء الصّفّارالموقع الرّسميّ للعتبة الحسينيّة المقدّسة
اترك تعليق