ثمَّن مُمثِّل المرجعية الدينية العُليا وخطيب جُمعة كربلاء المُقدَّسة سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي في الخطبة الثانية من صلاة الجُمعة التي أقيمت في الصحن الحُسيني الشريف في 27 ربيع الأول 1434هـ الموافق 8 شباط 2013م زيارة عددٍ من علماء الطائفة السُنيَّة الكريمة الى العَتبة الحُسينية المُقدَّسة عادّاً هذه الزيارة تعبيراً عن حرصهم الكبير على توثيق عُرى الأخوة والوحدة الوطنية بين أبناء الوطن الواحد ، كما تقدّم سماحته بجملة من التوصيات لأبناء المجتمع العراقي والتي تخص الوضع السياسي المتأزم الذي تمرُّ به البلاد جاء فيها : 1- إنَّ الظروف الراهنة التي يمرُّ بها العراق ولا أتحدث عن الأزمة السياسية بصورة خاصة ولكن الحديث عن محاولات البعض ومن أي طرفٍ كان لجر الشارع العراقي والمواطن العراقي للشد الطائفي والعمل على تمزيق وحدة النسيج الإجتماعي للبلد فإنَّ الخطورة تكمن في إقحام الشارع العراقي في شدٍّ طائفيٍ ونفسيٍ وإجتماعيٍ بين مكوناته بعضها مع البعض الآخر ، هذه الخطورة أخطر بكثير من أن يكون هذا الشد محصورا بين السياسيين ولذلك تأتي هنا أهمية دور رجال الدين وأهل العقل و الحكمة من السياسيين وأعيان المجتمع ورؤساء العشائر وجميع من يمتلك صوت العقل والحكمة تأتي هنا أهمية دورهم في تهدئة الشارع والمواطن وبذل الجهود للحفاظ على وحدة النسيج الإجتماعي في الظروف الراهنة . 2- إنَّ المطلوب وبالخصوص من رجال الدين والخطباء ألا يكون خطابهم وتعابيرهم وكلماتهم تحمل شيئاً من الشدَّة والقسوة والجرح لمشاعر الآخرين فإنَّ مثل هذا الخطاب وإن كان يُراد به أن يُلهب عواطف الجماهير لكنَّه قد يثير حفيظة الآخرين ويستفزهم فيرد البعض ممن لا يملك السيطرة على إنفعالاته بكلامٍ آخر يحمل نفس الإسلوب من القسوة والشدَّة وإن كانت هنالك مطالب يمكن التعبير عنها بإسلوب ليّن فإنَّه أدعى للقبول والتأثير وخصوصاً من رجال الدين والخطباء فإنَّ الناس ينظرون الى كلامهم نظرة قداسةٍ وإجلالٍ وإذعان . 3- عدم الإصغاء والإلتفات لأيِّ صوتٍ متطرفٍ يصدر من هنا أو هناك أو أيِّ دعوةٍ تهدّد وحدة النسيج الإجتماعي للبلد ومن أي جهةٍ كانت وأن لانسمح لمثل هذه الأصوات أن تهيمن وتعلو وتتحكم بالساحة وتكون هي الموجّهة والفاعلة والمؤثرة في المواطنين ،فعلينا أن نعطي المساحة الأوسع من الإعلام والإستماع والتأثّر والقبول للأصوات المتعقّلة والحكيمة والتي تريد الحفاظ على وحدة العراق وما أكثرها في هذا البلد ، كما لانغفل ضرورة الإصغاء الى المطالب المشروعة للفقراء والمحرومين ومن أيِّ طرفٍ كان والعمل على تحقيقها . 4- إنَّ الرابطة التي تمتلك الهيمنة والقوة على العلاقات الإجتماعية بين أبناء الشعب الواحد وبالخصوص الشعب العراقي هي الرابطة الدينية أولاً والرابطة العشائرية ثانياً والحفاظ على أن يكون نمط هذه الرابطة متّصفاً بالإنسجام التام والمحبة والصفاء والحفاظ على وحدة النسيج الإجتماعي لهذا الشعب وصفو العلاقة والتوادد بين أبنائه جميعاً . أمَّا في المحور الثاني من الخطبة فقد تناول سماحته موضوع الفيضانات التي إجتاحت بعض القرى والمنازل الواقعة في حوض نهر دجلة والتي أدَّت الى نزوح العديد من العوائل العراقية عن مساكنها شاكراً الجهود الكبيرة التي بذلها رجال الجيش العراقي في إجلاء هذه العوائل التي حاصرتها السيول ، كما شكر سماحته كافَّة المؤسَّسات التي ساهمت في إنقاذ أرواح الأطفال والنساء من خطر الفيضانات وشاركت في مدِّ يد العون لهم ، وفي السياق ذاته طالب سماحته الوزارات المعنيّة بوضع الخطط والآليات اللازمة لإستثمار هذه الكميات الكبيرة من المياه وإمكانية الإفادة منها في الجوانب التنموية المتعدِّدة كالزراعة وتوليد الطاقة الكهربائية .
اترك تعليق