آهة عند الجسر

 

إلـى إمـامـي مـوسـى بـن جـعـفـر (عـلـيـه الـسـلام)

 

أُطـوى وأُنـشـرُ والـجـــــــــــــراحُ جـراحُ   ***   وأســــــــــايَ بـحـرٌ شـاطـئٌ مـلاّحُ

وجـفـونـيَ الـخـــرسـاءُ أرهـقـهـا الـسُـدى   ***   لـكـنّـهـا فـــــــــــي حـزنـهـا تـرتـاحُ

إذ ألـقـتِ الـكـــــلـمـاتُ بـعـضَ ضـبـابِـهـا   ***   بـالـوادي الـقـدســــــيِّ حـيـثُ يُـبـاحُ

وجـــــــــهـاً لـوجـهِ الـحـزنِ مـرَّ أنـيـنُـهـا   ***   مـاذا سـتـفـعـلُ تـلـكـــــمُ الأرواحُ..؟

مـاذا سـتـشـكـو..؟ هـل لـبـغـدادَ ارتـــقـتْ   ***   لـغـةٌ وذاكَ الـحـــــزنُ فـيَّ بَـرَاحُ..؟

أم هـلْ سـتُـجـري لابـن مـوسـى شـهـــقـةً   ***   قـمـريَّـةً بـبـكــــــــــائِـهـا تـنـداحُ ..؟

لا، ألـفُ لا، الـحـزنُ عـادةُ حــــــــــــبِّـنـا   ***   جـريـانـهُ كـلَّ الـهـوى يـــــــــجـتـاحُ

الـحـزنُ يـا مـولايَ تـاريــــــــــخُ الـمـدى   ***   فـوَّارةٌ أشـيـــــــــــــــــــــاؤهُ والـراحُ

فـلـذاك أبـكـي فـي صـــــــــيـاغـةِ قـلـبـنـا   ***   حـتـى كـأنَّ الـنـابـضـــــــــاتِ جـنـاحُ

أنـا إنْ أسـلــــــــــتُ قـصـيـدتـي فـلأنـنـي   ***   غـصـنٌ تـهـجَّـرَ طـيـرُهُ الـصــــــدّاحُ

فـي دمـعـتـــي نـيـفُ احـتـضـارٍ حـاضـرٍ   ***   ومـلائـكـي لـحـروفـهــــــــــــا شُـرَّاحُ

يـا حِـجْـــــــــرَ بـغـدادَ الـمـعـذَّبـةِ الـرؤى   ***   الـدمـع فـيـكِ يـطــــــــوفُـهُ الإفـصـاحُ

طـامـورةٌ تـتـقـاسـمُ الأوجــــــــــــاعَ مـن   ***   عـهـدٍ قـديــــــــــــمٍ والـجـفـونُ ســلاحُ

والـظُـلْـمـةُ امـتـهـنـتْ بـكــاءَ حـسـيـسِـهـا   ***   فـتـصـاعـدتْ واسـتـرجـعَ الـمـصـبـاحُ

وتـشـكّـلـتْ تـغـريـــبـةُ الـســجـنِ الـذي انـــــــــــــدلـقـتْ فـأنَّ الـقــــــــــــيـدُ والــمـفـتـاحُ

وتـسـاءَلَ الـجـرحُ الـرخــــيـمُ عـن الـذي   ***   سـكـنَ الـسـمـاءَ وكـلُّـهــــــــــــا أقـداحُ

مـلأى بـبـوحٍ مُـحــــــــــــــــــــزِنٍ آلاؤهُ   ***   هـمـسٌ وفـيـــــــــــــــهِ مـلائـكٌ سُـوّاحُ

يـطَّـاولـونَ الـدمـعَ مـن فـــــــــــردوسِــهِ   ***   والـقـلـب مــــــــــــــــــن آهـاتـه بـوّاحُ

والـجـسـرُ مـحـمـومٌ قـبـــالـةَ يـومـــــــــهِ   ***   مـاذا يـنـادي والـدمـــــــــــوعُ نِـضـاحُ

مَـلـقـى الـجـنــــازةِ بـالــــعـيـونِ أهـالـهـا   ***   فـالـبـحـرُ جـارٍ والــــــــــقـلـوبُ نـواحُ

ومـآتـمُ الآيـاتِ فـــــــــاضـتْ بـالـشـجـى   ***   وعـلـى رفـيـفِ الـعـابــــــــريـنَ قـراحُ

والـحـزنُ مُـكـتـمــــــــلٌ وفـوق شـفـاهـهِ   ***   لـيـلٌ طـويـلٌ لا يـراهُ صــبــــــــــــــاحُ

إنـا فُـجـعـنـا واحـتـمـــــــــالاتُ الــردى   ***   ورثـتْ رؤانـا والـصـــــــــــدى لـمّـــاحُ

يـشـتـاقُ لـلآتـيـن مــن آلامـــــــــــــــهـم   ***   عـمـراً وبـعـضُ الـقـادمـيـــــن جـــراحُ

فـي عـدّةِ الآهـاتِ كـان حــــضــــورُهـم   ***   جـسـراً بـمـوكـبـهِ تـئـنُ الــصـــــــــــاحُ

فـعـلـيـكَ يـا مـوسـى انـثـيــالاتِ الـسـمـا   ***   وعـلـى هـوانـا رعـشـةٌ وصـــــــــــيـاحُ

فـفـداكَ آمــــــــــــــــالـي الـتـي آويـتُـهـا   ***   وفـداكَ عـمـري أيّـهـا الأصـبــــــــــــاحُ

 

أمـل الـفـرج

المرفقات

: أمل الفرج